حق الآباء في أموال الأبناء - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         القوة مطلب شرعي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          الفرق بين (فلما) و (لما) في سورة يوسف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          ماليزيا: رؤية الدكتور محمد عصري زين العابدين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          من السنن الموقوتة قبل الفجر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          كرسي الاعتراف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 869 - عددالزوار : 119363 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4936 - عددالزوار : 2024342 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4511 - عددالزوار : 1301589 )           »          شرح كتاب الحج من صحيح مسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 56 - عددالزوار : 40262 )           »          التكبير لسجود التلاوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 51 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-10-2020, 02:16 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,250
الدولة : Egypt
افتراضي حق الآباء في أموال الأبناء

حق الآباء في أموال الأبناء
أحمد بن عبد الكريم نجيب



السؤال:
هل لوالدي الحق في أن يأخذ من مالي بحاجة أو بغير حاجة؟ و ما حكم الشرع إذا كان يأخذ من مالي و يعطي لإخواني؟ و هل الأم و الأب في الأخذ من مال أبنائهم سواء؟




الجواب:
أقول مستعيناً بالله - تعالى -:
إن الله - تعالى - أوصى بالآباء خيراً، و أوجب لهم على أبنائهم حقوقاً معنوية (كتوقيرهما، و التلطف في مخاطبتهما، و عدم التأفف منهما) و ماديَّة (كالنفقة بالمعروف على الموسر).




قال - تعالى -: (و قَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إلا إيَّاهُ و بِالوَالِدَيْن إحساناً إمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الكِبَرَ أَحَدُهُمَا أو كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ و لا تَنْهَرْهُمَا و قُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيْماً) [الإسراء: 23].
و يجمع بين الحق المعنويِّ و الماديِّ للآباء على الأبناء وُرُود النصِّ بأنَّ لهم حقٌّ ثابت في أموال أبنائهم، حيث إنَّ حصولهم على هذا الحق و تمكينهم منه واجب ماديٌّ على الأبناء، و جعلُ ذلك لهم بمثابة الكسب الحلال الذي لا ينازعون في أخذه، و لا فضلَّ و لا منَّةَ لأحدٍ فيه عليهم يترك أثراً معنوياً حسَناً في نفوسهم.




لذلك قضت الشريعة الغراء بأن للأب أن يأخذ من مال ابنه مقدار حاجته بكرامةٍ و عزة نفس لا يتبعها أذىً و لا منَّة، كيف و هو ـ في ذلك ـ إنَّما يأكل مِن كَسبِه الطيب، و يأخذ من حقِّه الثابت.
فقد روى ابن ماجة بإسناد صحيح عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنه -، أنَّ رجلاً قال: يا رسول الله إنَّ لي مالاً و وَلداً، و إنَّ أبي يريدُ أنْ يجتاحَ مالي. فقال - عليه الصلاة والسلام -: (أنت و مالك لأبيك).
و روى أبو داود و ابن ماجة في سننهما بإسناد صحيح عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، أنَّ رجلاً أتى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: إنَّ لي مالاً، و إنَّ والدي يحتاج إلى مالي، قال: (أنت و مالك لوالدك، إن أولادكم من أطيب كَسْبِكُم، كلوا من كَسْبِ أولادكم).




قلتُ: و لا فرق بين الأب و الأم في أن لكل منهما الحق في أن يأخذ من مال ولده، لما رواه أبو داود و ابن ماجة و النسائي بإسنادٍ صحيح عن عمارة بن عمير، عن عمَّته، أنها سألت عائشة - رضي الله عنها -: في حجري يتيم أفآكل من ماله؟ فقالت أم المؤمنين: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إنَّ من أطيب ما أكل الرجل من كَسْبِهِ، و ولَدُه مِن كَسْبِه).
أمَا وقد تقرر ذلك فلا بد من الإشارة إلى أن بعضَ أهل العلم ذهبوا إلى أن للأب الأخذ من مال ولده بدون قيدٍ أو حدٍّ، لحاجته و فوق حاجته، سواء رضي بذلك الابن أم لم يرضَ.




قال الشوكاني - رحمه الله - في شرح حديث أم المؤمنين - رضي الله عنها -: (يدل على أن الرجل مشارِكٌ لولده في ماله، فيجوز له الأكل منه سواء أذن الولد أو لم يأذن، و يجوز له أيضاً أن يتصرف به كما يتصرف بماله، ما لم يكن ذلك على وجه السَرَفِ و السَفَه). [نيل الأوطار: 5 / 391].
و اعتُرِض على من ذهبَ هذا المذهب بما رواه الحاكم بإسنادٍ صححه، و قال: هو على شرط الشيخين، عن عائشة رضي الله - تعالى -عنها، قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إن أولادَكم هبةُ الله لكم، يهب لمن يشاء إناثاً، و يهب لمن يشاء الذكور، فهم و أموالهم لكم إذا احتجتم إليها).




و هذا الحديث صححه الشيخ الألباني - رحمه الله - في الصحيحة و الإرواء لا على شرط الشيخين، و قال معقباً عليه:
و في الحديث فائدة فقهية هامة قد لا تجدها في غيره، و هي أنه يبين أن الحديث المشهور: (أنت و مالك لأبيك)، ليس على إطلاقه، بحيث أن الأب يأخذ من مال ابنه ما يشاء، كلا؛ و إنما يأخذ ما هو بحاجة إليه).
قلت: و العقل و الاعتبار يشهدان لمذهب تقييد حق الأب في مال ابنه بمقدار الحاجة لا غير، إذ لو كان معنى قوله: (أنت و مالك لأبيك) على ظاهره و إطلاقه لاستحق الأب الاسئثار بمال ولده بعد وفاته لا يشركه فيه غيره من الورثة، و لكانت عليه زكاته في حياته إن قصَّر في أدائها الولد، و ليس الأمر كذلك.
قال ابن الهمام الحنفي بعد ذكر حديث عائشة المتقدم: (و مما يقع بأن الحديث يعني أنت و مالك لأبيك ما أُوِّلَ أَنَّهُ - تعالى -وَرَّثَ الأبَ مِنْ ابنِهِ السُدُسَ مَع وَلَدِ وَلَدِهِ، فلو كان الكل ملكَه لم يكن لغيره شيء مع وجوده).
قال ابن قدامه - رحمه الله -: و للأب أن يأخذ من مال ولده ما شاء مع غناه و حاجته بشرطين:




أحدهما: أن لا يجحف بالإبن، و لا يأخذ ما تعلقت به حاجته.
الثاني: أن لا يأخذ من مال أحد وَلَدَيْه فيعطيه لآخر؛ لأن تفضيل أحد الولدين غير جائز، فمع تخصيص الآخر بالأخذ منه أولى. فإذا وُجِد الشرطان جاز الأخذ). [الكافي: 2 / 471].
فليتق الأبناء و الآباء ربَّهم فيما أعطَوا و ما تَرَكوا، و لا يجاوِزَّنَّ أحدهم حدودَ ما شرعَه الله - تعالى -له، فإنه (من يعص الله و رسوله و يتعدَّ حدوده يدخله ناراً)، (و من يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون).
هذا، و الله أعلم و أحكم، و ما توفيقي إلا بالله، عليه توكلت و إليه أنيب.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.72 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.05 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.35%)]