علامات الكبيرة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4519 - عددالزوار : 1313116 )           »          تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1249 - عددالزوار : 136818 )           »          إنه ينادينا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 24 - عددالزوار : 5549 )           »          السَّدَاد فيما اتفقا عليه البخاري ومسلم في المتن والإسناد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 59 - عددالزوار : 8183 )           »          ميزة جديدة لمتصفح كروم بنظام أندرويد 15 تتيح إخفاء البيانات الحساسة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          كل ما تحتاج معرفته عن ميزة الصورة المستطيلة بإنستجرام.. اعرف التفاصيل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          إيه الفرق؟.. تعرف على أبرز الاختلافات بين هاتفى iPhone 14 Plus وGoogle Pixel 9 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          احمِ أطفالك من الإنترنت.. احذر ألعاب الفيديو لحماية أبنائك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          أبل تعمل على جهاز بشاشة تشبه شاشة الآيباد مع ذراع آلية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          طفلك يستخدم تطبيقات الموبايل سرا دون علمك.. كيف تكتشف ذلك؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 09-10-2020, 03:19 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,985
الدولة : Egypt
افتراضي علامات الكبيرة

علامات الكبيرة
أبو حاتم سعيد القاضي





(1)- أنْ يصِفَ اللهُ تعالى الذَّنْبَ بأنه كبِيرٌ، أو يذْكُرَه نبِيُّه صلى الله عليه وسلم في الكبائرِ:
وهذا كقولِ الله تعَالَى: ﴿ وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا ﴾ [النساء: 2]، وقولِه صلى الله عليه وسلم: "الكَبَائِرُ: الإِشْرَاكُ بِاللَّهِ، وَعُقُوقُ الوَالِدَيْنِ، وَقَتْلُ النَّفْسِ، وَاليَمِينُ الغَمُوسُ"، ونحوِ هذا.

وهلْ ما ذكرَه بعضُ الصِّحابةِرضي الله عنهم في الكبائرِ له حكْمُ الرَّفْعِ؟
وهذا كقولِ ابن عبَّاسٍ رضي الله عنهما أنَّ الإضرارَ في الوَصِيَّةِ كبيرَةٌ، فالظاهِرُ لي - والله أعلم - أنَّ قولَ الصِّحَابِي أنَّ كذا في الكبائرِ ليس له حُكْمُ الرَّفْعِ، وإنَّمَا هو اجتِهَادٌ منه رضي الله عنه.

(2)- أنْ يوصَفَ الذنب بأنَّه من الموبقاتِ أو من أعْظَمِ الذُّنًوبِ:
وهذا كقولِه صلى الله عليه وسلم: "اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ".. والمُوبِقات: المُهْلِكات. قال القرطبي رحمه الله [1]: سمَّى هذه الكبائرَ مُوبِقَاتٍ؛ لأنَّها تُهْلِكُ فَاعِلَها في الدنيا بما يترتَّبُ عليها من العقوباتِ، وفي الآخرةِ مِنَ العذابِ.
وكقولِه صلى الله عليه وسلم لما سُئِلَ: "أَيُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ؟ قَالَ: "أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ"..

(3)- أن يُوصَفَ الذَّنْبُ بأنَّه ظلمٌ عظيمٌ.
وهذا كقولِ الله تعالى: ﴿ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴾ [لقمان: 13].

(4)- ما قِيلَ فيه أنَّ الله يغضَبُ أو يسْخَطُ على فاعلِه:
وهذا كقولِ الله تعالى: ﴿ وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ ﴾ [النساء: 93]، ونحوه. وغضَبُ الله على من فَعَلَ ذنبًا مِنْ أشدِّ التهديدِ والزَّجرِ، وهو علامةٌ ظاهرةٌ على أنَّ هذا الذنبَ عظيمٌ وكبيرٌ، وقد سبقَ عن بعضِ أهلِ العلم في تعرِيفِ الكبيرةِ: كلُّ ذنبٍ ختَمَه الله بغضَبٍ على فاعلِه.

وكقولِه صلى الله عليه وسلم: "يُوشِكُ إِنْ طَالَتْ بِكَ مُدَّةٌ أَنْ تَرَى قَوْمًا فِي أَيْدِيهِمْ مِثْلُ أَذْنَابِ الْبَقَرِ، يَغْدُونَ فِي غَضَبِ اللَّهِ وَيَرُوحُونَ فِي سَخَطِ اللَّهِ"، ونحْوِ ذلك.

معْنَى هذا الوعِيد:
قال العلماءُ: غضَبُ الله تعَالَى من صفَاتِ الأفعالِ لله عزّ وجَلّ حقيقة على ما يلِيقُ بجَلاله، والمرادُ بغضَبِ الله تعَالَى ما يظْهَرُ من انتقَامِه سبحانِه لِمَنْ عصَاه، وإعرَاضِه عنه، ومُعَاقبَتِه وخذْلانه له [2].

وسخَطُ الله تعَالَى على عبدٍ في ذنْبٍ دَالٌّ على عِظَمِ هذا الذَّنبِ، وأنَّه من كبائرِ الذنوبِ، والله أعلم. قالَ العلماءُ: سخَطُ الله تعَالَى من صِفَاتِ الأفعَالِ لله عزَّ وجلَّ حقيقةً على ما يليق بجلاله، والمُرَادُ بسَخَطِ الله تعَالَى عقَابُه لِمَنْ عصَاه، وغضَبُه عليه [3].

(5)- ما قِيلَ فيه أنَّ الله تعَالَى يُحَارِبُ فاعِلَه:
وهذا كقولِ الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ﴾ [البقرة: 278، 279]، ونحوِ ذلكَ. وهذا وعيدٌ شَديدٌ بالهلاك، وتهدِيدٌ عظيمٌ.

معْنَى هذا الوعِيد:
قالَ العلماءُ [4]: استُشْكِلَ وقوعُ المحاربةَ وهي مفاعلةٌ من الجانبين معَ أنَّ المخلوقَ في أسْرِ الخالقِ، والجوابُ: أنَّه مِنَ المخاطَبةِ بما يُفهَمُ؛ فإنَّ الحربَ تنشأُ عن العداوةِ، والعداوةُ تنشأُ عن المخالفةِ، وغايَةُ الحرْبِ الهَلاكُ، ومَنْ عَادَى الله يُغلَبُ ولا يفلِحُ، وكأنَّ المعنى: فقدْ تعرَّضَ لإهلاكي إيَّاه، فأطلَقَ الحرْبَ وأرادَ لازمَه، أي: أعمَلُ به ما يعمَلُه العدَو المُحَارِبُ.
قالَ الفاكِهانِيُّ رحمه الله: في هذا تهدِيدٌ شدِيدٌ؛ لأنَّ من حارَبَه الله أهلَكَه، وهو من المَجازِ البليغِ؛ لأنَّ من كَرِه من أحبَّ الله خالفَ الله، ومن خالَفَ الله عاندَه، ومن عاندَه أهلكَه.

(6)- وصْفُ فاعلِ الذَّنْبِ بأنه مُضَادٌّ لله تعَالَى:
وهذا كقولِه صلى الله عليه وسلم: مَنْ حَالَتْ شَفَاعَتُهُ دُونَ حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ فَقَدْ ضَادَّ اللَّهَ". وهذا يبدو - والله أعلم - زجْرٌ شدِيدٌ لفاعلِ هذا الذَّنْبِ، فالظَّاهرُ أنَّه دليلٌ على الكبيرةِ.

معْنَى هذا الوعِيد:
قالَ العلماءُ في معنى: "ضَادَّ الله في أمْرِه": حاربَه وسعَى في ضِدِّ ما أمرَ الله به.
وقِيلَ: خالفَ أمره؛ لأنَّ أمرَه إقامةُ الحدودِ.
وقِيلَ: صارَ مُمَانعًا لله كما يُمَانِعُ الضِّدُّ ضدَّه عن مُرَادِه.
وقِيلَ: فقد ضادَّ الله لأنَّ حدودَ الله حِمَاه، ومن استباحَ حمَى الله وتعدَّى طورَه، ونازَعَ الله تعَالَي فيما حَمَاه فقدْ ضَادَّ الله [5]. قلت: وكلُّهَا محتملةٌ، والله أعلم.

(7)- وصْفُفاعلِ الذنبِ بالخسرانِ:
وهذا كقولِ الله تعالى: ﴿ أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ ﴾ [الأعراف: 99]. وقد نظرت في لغة العرب فإذا الخسران يدور حول: الهلاك، والضلال، والغبن؛ والنقص؛ فالذي يظهر لي - والله أعلم - أنَّ ما وصفَ الله فاعلَه بالخسران ففيه وعيدٌ وزجرٌ شديدٌ، وهو من الكبائرِ.
قال ابن تيمية رحمه الله [6]: الخُسْرانُ لا يكونُ بمجرَّدِ الصَّغائرِ المُكَفَّرَةِ باجتنابِ الكبائرِ.

(8)- وصْفُ الذَّنْبِ أو فاعلَه بالفسْقِ:
وهذا كقولِ الله تعالى: ﴿ وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ ﴾ [المائدة: 80، 81].
قلت: وصْفُ الذَّنبِ أو فاعلِه بالفسْقِ مُشْعرٌ بأنَّه من كبائرِ الذُّنُوبِ وعظائمِها، والفِسْقُ هو: العِصْيَانُ، ومُجَاوزَةُ الحَدِّ، والخروجُ عن الطَّاعةِ.

وقال غير واحدٍ من أهلِ العلم: وصفُ فاعلَ الذَّنبِ بالفسْقِ دالٌّ على عِظَمِه وأنَّه من الكبائر، منهم الفخر الرازي، وأبو حيان، وابن الصَّلاحِ، وابنُ حجرٍ العسقلاني، والهَيتَمي، وغيرهُم رحمة الله عليهم [7].

(9)- أنْ يُتَوعَّدَ فاعلُه بألَّا ينظر الله إليه يومَ القيامةِ، أو لا يُكَلِّمه، أو لا يزكيه:
ومن هذا قولُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم: "ثَلَاثَةٌ لَا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ، وَلَا يُزَكِّيهِمْ، وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ: الْمُسْبِلُ، وَالْمَنَّانُ.. وهذا من أشَدِّ الوعيدِ والتهدِيدِ، وهو علامةٌ أكيدَةٌ على أنَّ هذا الذَّنبَ كبيرةٌ.

معْنَى هذا الوعِيد:
قالَ العلماءُ: "لَا يُكَلِّمُهُمْ الله": قِيلَ: لا يُكلِّمُهم تكليمَ أهلِ الخيراتِ بإظهارِ الرِّضَى، بلْ بكلامِ أهلِ السُّخْطِ والغضَبِ.
وقيلَ: المرادُ الإعراضُ عنهم.
وقِيلَ: لا يُكلِّمُهم كلامًا ينفعُهم ويسُرُّهم. قلت: وكلُّ هذه الأقوال صحيحةٌ، ولا تعارُضَ بينها.
"ولَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ": أي: يُعرِض عنهم، ولا ينظرُ إليهم نظرَ رحمةٍ ولطفٍ بهم؛ بل يسْخَطُ عليهم ويغضب.
"ولَا يُزَكِّيهِمْ": لا يُطهِّرُهُم من دنَسِ ذنوبِهم.
وقِيلَ: لا يُثْنِي علَيهِم [8].

(10)- أنْ يكونَ الذنبُ مُحْبِطًا للعَمَلِ:
ومن هذا قولُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ تَرَكَ صَلاَةَ العَصْرِ حَبِطَ عَمَلُهُ". ولا أعلمُ بين أهل العلم خلافًا في أنَّ حبوطَ العملِ في ذنبٍ وعيدٌ شديدٌ لفاعلِ الذنب، وهو عَلامةٌ على أنَّه كبيرَةٌ، والله أعلم.
قال ابن تيمية رحمه الله [9]: حُبوطُ العملِ لا يُتَوَعَّدُ به إلَّا على ما هو منِ أعظمِ الكبائرِ.

أمَّا الشِّركُ الأكبرُ والكفرُ بالله فهو مُحبِطٌ لعملِ صَاحِبِه جميعًا، ويُخلِّدُه في النَّارِ؛ قالَ الله تعَالَى: ﴿ وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ﴾ [البقرة: 217].

وأمَّا غيرُ ذلكَ من الذنوبِ التي وردَ أنها تُحبِطُ عملَ فاعلِها فقد استدلَّ بها من يقولُ بتكفيرِ مُرْتَكِبِ الكبيرةِ من أهلِ التَّوحيدِ، وقالوا: هو نظيرُ قولِه تعالى: ﴿ وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ ﴾ [المائدة: 5]. فردَّ عليهم العلماءُ؛ فقالوا: مفهومُ الآيةِ أنَّ مَنْ لم يكفُرْ بالإيمانِ لم يُحْبَطْ عملُه، فيتعَارَضُ مفهومُها ومنطُوقُ الحَديثِ؛ فيتعيَّنُ تأويلُ الحديثِ؛ لأنَّ الجمعَ إذا أمكنَ أولى من الترجيحِ.

معْنَى هذا الوعِيد:
واختلفَ أهلُ العلمِ في معْنَى حُبُوطِ العملِ على أقوالٍ [10]:
1- المرادُ مَن فعَلَ هذا الفعْلَ مُسَتخِفًا مستهزئًا.
2- خرجَ الوعيدُ مخرجَ الزَّجرِ الشديدِ، وظاهرُه غيرُ مرادٍ.
3- هو من مجازِ التشبيه، كأنَّ المعنى: فقد أشبَه من حبِطَ عملُه.
4- معناه: كادَ أن يَحبَطَ.
5- المرادُ المبالغةُ في نُقصَانِ الثوابِ؛ إذ حقيقةُ الحبوطِ إنما هو بالرِّدَّةِ، وعبَّرَ بالحُبوطِ وهو البطلانُ للتهديدِ والتشديدِ.
6- المرادُ بالعملِ عمل الدنيا الذي كان بسببِ فعلِه لهذا الذنبِ، أي لا يستمتعُ به.
7- المعنى: أُسقِطَتْ حسناتُه في مقابلَةِ سيئاتِه، وسُمِّيَ إحباطًا مجازًا. وقيلَ غير ذلك؛ فالله أعلم.

(11)- أنْ يُعاقَبَ فاعلُه بألَّا تُقْبَلَ له صَلاةٌ أو عملٌ:
ومن هذا قولُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أَتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلَاةٌ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً". فعدمُ قَبولِ الصَّلاةِ ورَدُّها على صاحبِها علامةٌ على عِظَمِ هذا الذَّنبِ، وأنَّه من الكبائرِ.

معْنَى هذا الوعِيد:
واختلفَ أهلُ العلمِ في معْنَى عدمِ قبولِ الصَّلاةِ من هؤلاء وعدمِ رفعِها عن آذانِهم على أقوالٍ [11]:
1- لا ثوابَ لَهُم فِيهَا، وَإِنْ كَانَتْ مُجْزِئَةً فِي سُقُوطِ الفرض عنهم.
2- لا تُرفَعُ إلي الله سبحانه وتعالي رفعَ العملِ الصالحِ، بل أدنى شيءٍ من الرفعِ.
3- لا تُرفَعُ عن آذانِهم فتظلّهم، كما يُظِلُّ العملُ الصَّالِحُ صاحبَه يومَ القيامةِ. قلت: وكلُّ هذه الوجوه محتملَةٌ إن شاء الله.

(12)- أن يُتَوَعَّدَ بألا يقبْلَ الله منه دعائَه:
وهذا كقولِه صلى الله عليه وسلم في الرجل يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ، يَا رَبِّ! يَا رَبِّ! وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِيَ بِالْحَرَامِ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ؟. والظَّاهِرُ - والله أعلم - أنَّ هذا زجْرٌ شدِيدٌ، وهو عَلامةٌ على الكبيرةِ.

(13)- أن يكونَ الذَّنْبُ سببًا في هلاكِ وعذابِ وعِقابِ فاعِلِه في الدنيا:
وهذا كقولِه صلى الله عليه وسلم: "إِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ". فالظَّاهرُ لي - والله أعلم - أنَّ هذا عَلامةٌ على كونِ هذا الذنب كبيرةٌ.

وهذا العقاب قد يكونُ بتسليطِ الظَّلَمةِ؛ كقولِه صلى الله عليه وسلم: "وَلَمْ يَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِلاَّ أُخِذُوا بِالسِّنِينَ وَشِدَّةِ الْمُؤْنَةِ وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ". وهذا عِقَابٌ شدِيدٌ وتهدِيدٌ أكيدٌ، وهو عَلامةٌ على أنَّ هذا الذَّنْبِ كبيرةٌ.

وقد يكونُ العِقابُ بمنعِ الرِّزقِ؛ ومن هذا قولُه صلى الله عليه وسلم: "وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ إِلَّا مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنَ السَّمَاءِ". والظاهر لي - والله أعلم - أنَّ هذه علامةٌ على أنَّ هذا الذنبَ كبيرةٌ.

قالَ العلماءُ: "لم يمنَعْ قومٌ زكاةَ أموالِهم": أي: التي أوجَبَها الله، "إلا مُنِعوا القطْرَ من السَّماءِ": أي: عقوبَةً عاجِلَةً بشؤمِ مَنعهم الزَّكَاة، ويومَ القيامةِ تُكْوَى بها أعضَاؤُهم [12].

(14)- أنْ يكونَ في الذَّنْبِ حَدٌّ في الدنيا:
وهذا كالسَّرقةِ؛ فإنَّ فيها حَدٌّ، وهو قطْعُ اليَدِ. وما كانَ من الذُّنُوبِ فيه حَدٌّ في الدنيا فإنما ذلك لِعظَمِه باتِّفاقِ العلماءِ فيما أعلمُ، فكانَ الحَدُّ لأجلِ التكفيرِ عن هذا الذَّنْبِ العظيمِ؛ إذ لا يُكفِّرُه الأعمالُ الصَّالِحَاتُ، وقد يغْفِرُه الله بالاستغفارِ والتوبةِ النَّصوحِ، وقد سبقَ أنَّ أكثرَ أهلِ العلمِ يقولون في تعريفِ الكبيرةِ: ما كانَ فيها حَدٌّ في الدنيا.

وهذه الحدودُ تكونُ كفَّارةً لهذه الكبائرِ؛ فعَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رضي الله عنه قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي مَجْلِسٍ، فَقَالَ: "تُبَايِعُونِي عَلَى أَنْ لَا تُشْرِكُوا بِاللهِ شَيْئًا، وَلَا تَزْنُوا، وَلَا تَسْرِقُوا، وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالْحَقِّ، فَمَنْ وَفَى مِنْكُمْ فَأَجْرُهُ عَلَى اللهِ، وَمَنْ أَصَابَ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ فَعُوقِبَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ، وَمَنْ أَصَابَ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ فَسَتَرَهُ اللهُ عَلَيْهِ، فَأَمْرُهُ إِلَى اللهِ، إِنْ شَاءَ عَفَا عَنْهُ، وَإِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ" [13].
قال النووي رحمه الله [14]: مَنِ ارتكبَ ذنبًا يوجِبُ الحَدَّ فحُدَّ سقَطَ عنه الإثمُ، قال القاضِي عِياضٌ: قال أكثرُ العلماء: الحدودُ كفارةٌ استدلالًا بهذا الحديثِ.

(15)- أنْ يُعاقَب فاعلُه بمُضَاعَفةِ الآثامِ:
وهذا كقولِه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً سَيِّئَةً فَعُمِلَ بِهَا بَعْدَهُ كُتِبَ عَلَيْهِ مِثْلُ وِزْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا". وهذا - والله أعلم - وعيدٌ شديدٌ وعقابٌ عظيمٌ، وهو دالٌّ على أنَّ هذا الفِعْلَ من الكبائرِ. قالَ ابن حجرٍ رحمه الله [15]: ومُضَاعفَةُ تلكَ الآثامِ وعِيدٌ شِديدٌ، وذلكَ لمُضَاعفَةِ العذَابِ المُضَاعفَةَ الكثيرةَ التي يعْجَزُ عنها الحِسَابُ، ولَمَّا سنَّهَا لغيرِه فاقتَدَى به فيها فحُشَتْ وتضَاعَفَ عقَابُها.

(16)- أنْ يُوصَفَفاعِلُ الذَّنْبِ بالكفرِ أو الخروجِ من ملَّةِ الإسلامِ:
وهذا كقولِ الله تعالى: ﴿ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ﴾ [المائدة: 44]، وقولِه صلى الله عليه وسلم: "الْعَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمُ الصَّلَاةُ، فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَر". وهذا زجرٌ شديدٌ، وهو علامة على أن هذا الذنبَ كبيرةٌ.

معْنَى هذا الوعِيد:
أجابَ العلماءُ عن معْنَى الكُفْرِ الواردِ في الأحاديثِ السَّابقةِ بأجوبةٍ [16]:
1- معناه: أَنَّ فعلَ هذه المعاصي قد يؤول بِهِ إلى الْكُفْرِ.
2- أنَّهُ كفرُ النِّعمةِ وَالإحسانِ.
3- أنَّ ذلك فِي المستحِلِّ، فإنَّه يكفرُ.
4- أنَّ هذا محمولٌ على الخوارج المُكَفِّرينَ للمؤمنينَ.
5- المعني أنَّ هذا من الأخلاقِ والسُّننِ التي عليها الكُفَّارُ والمشركين.
6- أنَّ المرادَ الكفرُ العمليُّ الذي لا يُخْرِجُ صاحبَه من الإسلامِ.
7- أنَّ هذا على التَّغليظِ والترهيبِ.
قلت: كلُّ هذه الأقوالِ محتمَلةٌ ولا يُعارِضُ بعضُها بعضًا، والله أعلم [17].

(17)- قولُه صلى الله عليه وسلم: "ليسَ مِنَّا مَنْ فعلَ كذا":
هذا وعِيدٌ شدِيدٌ، وتهدِيدٌ عظِيمٌ في الغالبِ، وقد سبقَ عن ابنِ تيميةَ رحمه الله أنَّه قالَ في تعريفِ الكبيرةِ: كُلُّ ذنْبٍ قِيلَ فيه: من فعَلَه فليسَ مِنَّا، وبهذا قال عددٌ من أهلِ العلمِ. والظَّاهِرُ لي - والله أعلم أنَّ هذا ليسَ دليلًا على التحريمِ في كلِّ الأحوالِ، فضْلًا عن كونِ ذلك كبيرة، وإنّما يُنْظَرُ في ذلك إلى القرائنِ والأحوالِ.

فقوله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ عَلِمَ الرَّمْيَ، ثُمَّ تَرَكَهُ، فَلَيْسَ مِنَّا" لم يحملْه جماعَةٌ من العلماءِ على التحريمِ، وإنَّما حمَلُوه على الكَرَاهةِ الشديدةِ، فضْلًا عن القولِ بأنَّه كبيرَةٌ [18].

وقولُه صلى الله عليه وسلم: "لَيْسَ مِنَّا مَنْ حَلَفَ بِالْأَمَانَةِ، وَمَنْ خَبَّبَ عَلَى امْرِئٍ زَوْجَتَهُ أَوْ مَمْلُوكَهُ فَلَيْسَ مِنَّا"، أمَّا الحلفُ بالأمانةِ - وهو من الحلفِ بغيرِ الله فهو محرَّمٌ، ولا يجُوزُ، على الصحيحِ من قولَيْ العلماء بقرينةٍ أخرى وهي نهيُه صلى الله عليه وسلم عن الحلفِ بغيرِ الله. وكونُ ذلك من الكبائر - عند من يقولُ بذلكَ - فهو بقرينةٍ أخرى؛ وهي قولُه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ حَلَفَ بِغَيْرِ اللَّهِ فَقَدْ أَشْرَكَ".

وأمَّا من خبَّب عَلَى امْرِئٍ زَوْجَتَهُ أَوْ مَمْلُوكَهُ فهو حرامٌ وكبيرةٌ بقرينةٍ أخرى؛ وهي قولُ النبي صلى الله عليه وسلم: "لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ نَمَّامٌ".
وأما قوله صلى الله عليه وسلم: ""لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَطَمَ الخُدُودَ، وَشَقَّ الجُيُوبَ، وَدَعَا بِدَعْوَى الجَاهِلِيَّةِ"، وقوله صلى الله عليه وسلم: "لَيْسَ مِنَّا من حَلَقَ، وَسَلَقَ، وَخَرَقَ "، فهو على التحريمِ، وكبيرةٌ عظيمةٌ، لقرائنَ أخرى؛ كقولِه صلى الله عليه وسلم: "أَنَا بَرِيءٌ مِمَّنْ حَلَقَ وَسَلَقَ وَخَرَقَ".

معْنَى هذا الوعِيد:
هذه الأحاديثُ التي يُخْرِجُ ظاهرُها مَنْ فعلَها من حظِيرةِ الدِّينِ اختلفتْ كلمةُ أهلِ العلمِ في توجِيهِهَا على أقوالٍ، أكثَرُها قريبةٌ من بعضِها، فيُمكنُ أنْ يُقَالُ: "لَيْسَ منَّا" أي: ليس من المُطِيعينَ لنا، ولا من المقْتَدِين بنا، ولا من المُحَافِظِين على شَرائِعَنا، وليس من أهلِ سُنَّتِنَا وطريقَتِنا، وليس من أهلِ الإيمانِ الواجبِ الذي به يستَحِقُّ الثوابَ بلا عِقَابٍ، وله المُوالَاةُ والمحبَّة المُطلَقةً، وليس على دينِنا الكاملِ.

قال القاسم بن سلام رحمه الله [19]:ليسَ من المُطِيعينَ لنا، ولا من المُقتَدينَ بِنا، ولا من المُحَافظينَ على شرائِعِنا، وهذه النُّعُوتُ وما أشبهَها.
وقال ابن تيمية رحمه الله [20]: معَه من الإيمانِ ما يستَحِقُّ به مشاركتَهم في بعضَ الثَّوابِ، ومعه من الكبيرةِ ما يستَحِقُّ به العقابَ؛ لنَقْصِ إيمانِه الواجبِ الذي به يستَحِقُّ الثَّوابَ المُطلَقِ بلا عقابٍ، ولا يجب أنْ يكونَ من غيرِهم مطلقًا.

وقال النووي رحمه الله [21]: ومعناه عندَ أهلِ العلمِ: أنَّه ليسَ مِمَّنِ اهتدَى بهدْيِنَا، واقتدَى بعِلْمِنا وعَمَلِنا وحُسْنِ طريقَتِنا، كما يقولُ الرَّجلُ لولدِه إذا لمْ يرضَ فعلَه: لسْتَ منِّي.
وقيلَ غير ذلك، فالله أعلم [22].

(18)- نفْيُ الإيمانِ عن فاعلِ هذا الذَّنبِ:
وهذا كقولِه صلى الله عليه وسلم: "لَا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ". والظاهرُ لي - والله أعلم - أنَّ هذا لا يدُلُّ بمفرَدِه على أنَّ هذا الفعلَ كبيرَةٌ، وإنما يحتاجُ لقرائن أخرى معه، وأغلبُ الذنوبِ التي فيها هذا القولُ هي من الكبائرِ بقرائنَ أخرى؛ كالزِّنا، والسَّرقةِ، وإيذاء الجار، وشرب الخمر، وقد سبق عن الهروي أنه قال في تعريف الكبيرة: ما ورد فيها وعيدٌ بنفي الإيمان.

قولُه صلى الله عليه وسلم: "لَا يُؤْمِنُ أحَدُكم حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ"، هل يدلُّ على أنَّ من لم يُحِبَّ لأخيه ما يحب لنفسه فقد أتى كبيرةً؟لا أقولُ بهذا، وإن كان القرطبيُّ أبو العباس قد علَّقَ على هذا الحديثِ قائلًا [23]: مَنْ يَغُشُّ المسلمَ ولا ينصحُهُ مرتكبٌ كبيرةً. قلت: الغشُّ كبيرةٌ بقرينةٍ أخرى، وقد أفردتها بكبيرةٍ، لكنَّ هل يكونُ عدمُ النَّصيحةِ كبيرةً؟ في ذلك نظرٌ عندي، والله أعلم.

وظهرَ لي استنباطٌ لعلَّه حسَنٌ إن شاءَ الله؛ وهو أنَّ الذنوبَ جميعًا صغيرَها وكبيرَها سببٌ لنقصِ الإيمانِ، والمرادُ من هذه الأحاديثِ التي فيها: "لَا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ" وأشباه ذلك نفي كمال الإيمانِ وإثباتُ نقصانِه؛ فدلَّ هذا على أنَّ هذا القولَ ليسَ دالًّا على الكبيرةٌ بإطلاقٍ، والله أعلم.

معْنَى هذا الوعِيد:
وقد اختلفَ العلماءُ في معْنَى هذه الأحاديثِ [24]:
فقال بعضُهُم: إنَّه بارتكابِه للكبائرِ يخرُجُ من الإيمانِ إلى مرتبةٍ دُونَها وهي الإسلامُ، ولا يخرجُ من الإسلامِ.
وقِيلَ: أنَّ أحاديثَ الوعيدِ يجبُ أنْ نؤمِنَ بما وردَ فيها، وتُمَرُّ كما جاءتْ، ولا يُتَكَلَّمُ في تأويلِها ليكونَ ذلك أبلغُ في الزَّجْرِ.
وقِيلَ: أنَّها خرجتْ مَخْرجَ التَّغليظِ.
وقِيلَ: أنَّ هذا ليس خبرًا، وإنما هو نهْيٌ، فلا ينبغِي للمؤمنِ أن يتَّصِفَ بهذه الأفعَالِ.
وقِيلَ: هذا فيمَنْ يفعَلُ ذلك مُسْتَحِلًّا.

والظاهرُ لي - والله أعلم - أنَّ قوله: "لَا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَسْرِقُ السَّارِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ"، ونحوه معناه: أنَّه حين يفعلُ تلكَ المعاصي يرتفعُ عنه كمَالُ الإيمانِ، وينقُصُ إيمانُه، مع بقاءِ أصلِ الإيمانِ معه، فإن أقلعَ وتابَ رجعَ إليه إيمانُه، فإن كان يفعلُ هذه المعاصي مستحلًّا لها فمَا هو بمُؤمنٍ.

(19)- وصْفُ فاعِلَه بالنِّفَاقِ:
وهذا كقولِه صلى الله عليه وسلم: "آيَةُ المُنَافِقِ ثَلاَثٌ: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ.."، وقولِه صلى الله عليه وسلم: ""الأَنْصَارُ لاَ يُبْغِضُهُمْ إِلَّا مُنَافِقٌ". والظَّاهِرُ لي - والله أعلم - أنَّ وصْفَ فاعلِ الذنبِ بالنِّفاقِ أو أنَّه عَلامَةٌ للنِّفَاقِ دالٌّ على أنَّ هذا الذنبَ من الكبائرِ في الغالبِ.

قال النووي رحمه الله [25]: أجمعَ العلماءُ على أنَّ من كانَ مُصَدِّقًا بقلبِه ولسانِه وفعلَ هذه الخِصَالَ لا يُحْكَمُ عليه بكفرٍ، ولا هو منافقٌ يُخلَّدُ في النَّارِ؛ فإنَّ إخوةَ يوسفَ صلى الله عليه وسلم جمَعوا هذه الخِصَالَ، وكذا وُجِدَ لبعضِ السَّلفِ والعلماءِ بعضُ هذا أو كلُّه.

يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 164.15 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 162.44 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (1.05%)]