|
من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() أفق د. خاطر الشافعي حالة من الاستغراق في المشهد الهزلي، وثمة خطوات حثيثة تَحبو بها النفس على أرض الحِكمة، تبحث عن صدر يَحتويها كما الطفل، أو ظَهرٍ يَحميها كما البطن، وما بين الضلوع تتسارَع نبضاته لاهثةً وراء شعاع من نور، أو ومضات من سرور. وما تزال النفس تمدُّ يديها نحو السماء، تَكاد تلمَس النجوم، وتتراقَص كل المُغريات في لحظة هجوم، وتتبادَر إلى الذهن صورة فضفاضة لطوفان من الأماني، وتهجم بشدة سيول الأحلام، وتغرق - كالعادة - وِديان الزهور وسط بحار الأوهام! ويح نفسي! ماذا دهاني؟ ألهذه الدرجة غرَّتْني الأماني؟! الآن أدرك ضعفي وهواني، وركام الأحلام أرهقني وأدماني! تبًّا لحلم يبعدني عن نفسي وكياني! أَستصِرخ حلمي أن أَفِقْ! عزة نفسي في حلمي الأكبر... نصرة ديني الإسلامي! إن المسلم في حاجة دومًا لمُحاسبة نفسه؛ حتى لا تغرَّه الأماني، وفي حاجة دومًا لجعل دينه هو محور حياته وأحلامه، ويتذكر دومًا قرآنه، قبل أن تشهد عليه نفسه؛ ﴿ يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا شَهِدْنَا عَلَى أَنْفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ ﴾ [الأنعام: 130]. والعجيب أن أغلب الأماني يتمناها المرء ليسعد بها غيره، فيسلك في سبيل تحقيقها أصعب الطرق، ويُحمِّل نفسه فوق طاقتها، وهو المُجازى! ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ ﴾ [لقمان: 33]. وفي خضمِّ الحياة ومُغرياتها، والأماني وعَربَدتها، يَبقى دينُنا الإسلامي الحنيف هو الحِصنَ المنيع، فقد أخبرنا القرآن الكريم: ﴿ اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ﴾ [الحديد: 20]. اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همِّنا، ولا مبلَغ عِلمنا. والحمد لله رب العالمين، وصلِّ اللهم وسلم على سيدنا محمد، وآله وصحبه ومَن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |