|
ملتقى الأخت المسلمة كل ما يختص بالاخت المسلمة من امور الحياة والدين |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() الزوجة المستبدة د· خالد سعد النجار ![]() الأسرة المسلمة مؤسسة تقوم على الحب والتكافل والتعاون، والزوج في هذه المؤسسة هو مديرها القائم بأمرها، والمتحكم في قيادتها، والزوجة هي المحضن الدافئ لنتاج هذه المؤسسة، فهي التي ترعى الصغار وتطعمهم وتغذيهم بالقيم والسلوك والأخلاق التي ترضعهم إياها مع الحليب· ولكي تنضبط الأمور في هذا الصرح، فلا بد أن يقوم كل طرف بدوره المناط به، فالرجل يحافظ على هذه المؤسسة من زعازع الأهواء والخلافات ويقيها من عناصر التدمير والهدم، والمرأة تحضنها من الداخل بالحب والعطف والحنان· ولقد حدد الإسلام القوامة للرجل وخصه بوظائف تناسبه مثل الإنفاق وصيانة المؤسسة من التفسخ، وتوافر حاجات أفرادها، وما جُعلت القوامة للرجل إلا لأنه خشن، صلب، بطيء الانفعال، يستخدم فكره قبل عاطفة، وأبعدت القوامة عن المرأة لأنها رقيقة عاطفية وسريعة الانفعال، وتحكم عواطفها· ولابد أن نشير إلى أن هذه القوامة لا تعني إلغاء شخصية المرأة في البيت أو في المجتمع، بل على العكس إنها تهيئ المرأة للتفرغ لمهمتها العظيمة في بناء لبنات المجتمع لتكون قوية متماسكة تستطيع النهوض بالأمة والرقي بها· فالقضية ليست ضعفاً وقوة وإنما هي أدوار ومسؤوليات وحدود ومساحات· ومتى تنازل أحد الطرفين عن دوره، وأخذ دور الآخر قهراً أو تسليماً فإن هذا إيذان بانهيار هذه المؤسسة وتخلخلها وتسرب الضعف بين أفرادها، فإما أن تفلس وتنهار بالطلاق، وإما أن تستمر ضعيفة مهزوزة الأركان تمثل عبئاً على مؤسسات المجتمع الأخرى، وهي عرضة للسقوط في أي لحظة· ولنا أن نتساءل: كيف سيشب الأطفال في ظل حياة مقلوبة، اهتزت فيها صورة الأب نتيجة فُقد هيبته؟! فبعض الزوجات مصابات بما يسمى >عقدة الأنوثة< وصاحبة هذه العقدة لا تعتني بأنوثتها من أجل زوجها، كما لا تعترف بقوامة زوجها وحقه الطبيعي في قيادة الأسرة، بل تشعر دائماً أنه يستضعفها ويمارس رجولته عليها، فتنفر وتحاول إثبات وجودها وكيانها ونديتها له، فتجلب لنفسها المشكلات وما لا تحمد عقباه· ![]() فمن أظهر أسباب الطلاق وخصوصاً في المجتمعات الشرقية، ظهور الزوجة بمظهر المرأة >المسترجلة<، حيث كشفت بعض الدراسات أن أكثر من 45% من حالات الطلاق التي تتم حالياً، ترجع الى محاولة المرأة التي تتمثل شخصية الرجل لتتحكم بشؤون البيت وتستولي على صلاحيات الرجل التقليدية في إدارته، كما أوضحت هذه الدراسات التي شملت عدداً كبيراً من حالات الطلاق أن الزوجة >المسترجلة< والمحبة للجدل التي تستعذب البحث عن المشكلات وإثارتها، وتحول بيتها إلى ساحة معارك، رغبة منها في لفت أنظار الزوج إليها ولشخصها·· إنما تحدث بهذا السلوك المقيت، ومن دون أن تدري، صدعا لا يمكن رأبه إلا بالانفصال والطلاق، وهو عادة ما يلجأ إليه الزوج كملاذ أخير للخلاص من الجو الكئيب الذي كونته تلك الزوجة· وتمادي المرأة في هذا الجانب واستئسادها على زوجها له أسباب كثيرة قد تكون وليدة هذه العلاقة وقد تكون من ترسبات الماضي لدى الطرفين ومن هذه الأسباب ما يلي: 1- ضعف الوازع الديني لدى المرأة، الذي يمثل أحد أهم هذه الأسباب، حيث تجهل أو تتجاهل عِظَمَ حق زوجها عليها وواجب طاعته واحترامه، فهو جنتها ونارها!! ![]() 2- ضعف شخصية الرجل وتراخيه أمام زوجته، حيث يعتبر من أقوى الأسباب في تسلطها وخصوصاً من بدء الحياة الزوجية، وهذا ما يعبر عنه بـ >الزوج الاتكالي< وسلبية هذا النوع من الأزواج وضعف شخصيته وتعوده على ترك كل أمور المنزل لزوجته يرجع سببها الرئيس إلى نشأته الأولى حيث تربي وحيدا أو مدللا في أسرته ولم يتعود على اتخاذ أي قرار في حياته وكانت أمه هي التي تحركه· 3- قد لا تكون الزوجة سيئة ولكن أمام طيبة بعض الأزواج، بل سذاجتهم وحيائهم في مقتبل الحياة الزوجية، تجد المرأة مدخلاً لفرض شخصيتها وتسلطها، فيرضخ الزوج خوفاً من المشكلات والانفعال وتتمادى الزوجة في ظل هذا الخنوع· 4- قوة شخصية المرأة وثقتها الشديدة بنفسها ما يجعلها متسلطة وخصوصاً إن وجدت الجو مهيأً لممارسة نفوذها!! 5- مال المرأة له دور كبير في فرضها سيطرتها وآرائها الخاصة على الزوج، سواء كانت موظفة أم كان الزوج بخيلاً شحيحاً ويضعف أمام المال، فتعرف مكمن ضعفه وتسيطر عليه من هذا الجانب· 6- دور الخلطاء والجلساء، حيث تزين بعض النساء لبعضهن التسلط وفرض الرأي وعدم التنازل عن المبادئ في عرفها! ![]() ولا سبيل للزوج لكسر هذا الاستبداد والعناد إلا بأن يستحوذ على قلبها، وهذا يسلتزم منه القليل من الرفق والحكمة ويتجلى بما يلي من سلوك: > حافظ على الود في التعامل: فلقد أثبت المختصون في مجال العلاقة الإنسانية أن الحفاظ على عنصر الليونة والودية في التعامل بين الأزواج يعد من أسس استمرار العلاقات الناجحة بين أي شريكين، مثل ترك رسالة لطيفة على الطاولة عند مغادرة المنزل، أو اسماع الشريك كلمات إطراء عند الخروج معا في زيارة أو إلى مكان عام، كذلك يجب عدم أخذ قضية الحب بين الزوجين كأمر مسلم به، بل يجب دائماً الحفاظ على العلاقة عن طريق إشعار الشريك بمدى الحب والارتباط الذي يكنه كل منهما للآخر، فهذه الإشارة الصغيرة التي تبدو من دون أي قيمة لها أثر كبير في الإبقاء على مشاعر المحبة بين الشريكين· > غض النظر عن صغائر الأمور: فغض النظر عن بعض الأمور الصغيرة أو عدم التعليق على تصرف صغير له دور أساسي في أن يعم الود والسلام في العلاقة بين أي شريكين، فمثلاً نسيان موعد أو التأخر عنه أو عدم القدرة على الوفاء بوعد بسبب التعب من العمل يجب أن لا يكون سبباً لنزاع كبير، فكون هذه الأمور يمكن أن تحدث لأي شخص فهي في النهاية ليست جرائم كبيرة· ولكن أيضاً مهم جداً أن يتم حل أي إشكال صغير لأن عدم الحديث عن مشكلة صغيرة قد تتطور بسبب الكبت إلى قضية كبيرة ويصعب حلها في النهاية· ![]() لذلك يجب حل المشكلة في الوقت عينه أو في أنسب وقت بعد ذلك لأن عدم الحديث عن هذا التصرف سينتج منه مع مرور الزمن تصرفات أخرى بحيث تؤدي الى الانفجار دفعة واحدة محدثة إشكالاً كبيرا كان يمكن تفاديه لو تم معالجة المشكلة في بدايتها· لذلك على الشريك أن يعالج المشكلة بأسلوب لطيف وغير عدائي أو استفزازي بحيث يوصل الرسالة إلى الطرف الآخر بأسلوب لطيف وفي الوقت عينه يضمن عدم تكرار التصرف المزعج، كذلك يجب أن يتم إنهاء النقاش بعبارة إيجابية فمثلا كأن يقال >أنا سعيد جداً لأننا استطعنا إنهاء سوء التفاهم، الآن يمكننا الخروج لتناول عشاء رائع<· > أبق دائرة معارفك مفتوحة: معظم الأزواج يكتفون بدائرة معارفهم وأصدقائهم كما هي بعد الارتباط، حيث يحاولون الحفاظ على هذه الدائرة من دون محاولة التعرف إلى أصدقاء جدد· لقد أثبتت هذه الدراسات أن هذا التصرف خاطئ وأنه يجب دائما البحث عن أصدقاء ومعارف جدد، لأن ذلك يساعد في تخفيف الضغط عن الشريك حيث إنه إذا وجد لديك أصدقاء فإنه يمكن لك أن تتكلم معهم وتخبرهم عن بعض مشكلاتك مما يساعد في تخفيف الضغط العاطفي والنفسي الواقع على الشريك، كذلك وضع جهد إضافي في التعرف إلى الناس الجدد وعمل صداقات جديدة سيثبت لنفسك أن حياتك الاجتماعية وقدرتك على اكتساب معارف جدد لم تنته بارتباطك بشريكك· > قم بحديث جدي حول علاقتك بالشريك: فلقد أثبت الباحثون الاجتماعيون أن الحديث عن وضع العلاقة بين الشريكين هو أمر صحي ولابد منه مع تطور العلاقة بين الشريكين· لذلك يجب أن يتم إجراء حديث جدي من وقت لآخر ومع تطور العلاقة حتى يطمئن كل شريك أن الطرف الآخر سعيد بسير الأمور وكذلك للاطمئنان أنه لا يوجد أي إشكالات تحت السطح، فكل مشكلة كبيرة كان أساسها سوء تفاهم بسيط لذلك هذه الأحاديث يمكن أن تخفف ضغوطاً كبيرة على العلاقة في المستقبل· > ابتكر عادات وطقوس رومانسية جديدة: فالاعتماد على العادات القديمة سيؤدي الى التحول إلى الروتين في العلاقة· مثل ارتياد نفس المطعم عينه والجلوس على الطاولة نفسها وتناول الطعام عينه الذي اعتدتما عليه منذ بداية علاقتكما، كل هذا قد يوقعك في مصيدة الروتين، فتفقدا الأمور الرومانسية التي كنتما تستمتعان بها· لذلك ينصح دائما بالخروج بأمور رومانسية جديدة تعيد للحياة لونها وبهجتها، فكلما تطورنا تختلف مفاهيمنا من يوم لآخر فكذلك الأمور المشتركة التي اعتدتما القيام بها لابد أن تتطور وتتغير· وفي النهاية >لا يصح إلا الصحيح<، فتخطئ الزوجة التي تعتقد أنها يمكن أن تشتري سعادتها الزوجية وهناءها من خلال لجوئها الى السيطرة وتحكيم الرأي في مسار الأمور في بيت الزوجية، فالرضا والهناء ليسا في السيطرة على الآخرين، وإجبارهم على التقيد بأشياء لا يرونها صحيحة، إنما بالإقناع والمناقشة الهادئة، وللأسف هناك نوع من الزوجات ممن يشعرن بالرغبة القوية والإشباع الداخلي في إرغام الأزواج على التقيد بما يردن إرضاء لغرورهن، من دون أن يدركن أن تماديهن في هذا الأمر قد يدفع الأزواج إلى العناد والإصرار والتحكم أكثر من ذي قبل، مما يعمق هوة الخلافات والمشكلات بينهم· وعن تفشي ظاهرة المرأة >المسترجلة<، هل يمكن أن نقول وداعاً لشريكة الأمس التي كان الرجل الشرقي يختارها بفم >يأكل ولا يتكلم<·· عطوفة، مستكينة لا تحاسب، ولا تجادل· قنوعة، تعيش مع زوجها على الحلوة والمرة وهمها الوحيد كسب رضاه، ونستبدلها بزوجة >سوبر ستار< صاحبة فكر وعضلات، مرنة تتحمل كل مسؤوليات الأسرة ثم تنقلب فجأة لتصبح أنثى متى أراد زوجها؟! ![]()
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |