|
ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() مفسدات القلب د. عبدالسلام حمود غالب مقدمة: قال الإمام ابن القيم - رحمه الله تعالى -: وأما مفسدات القلب الخمسة، فهي كثرة الخلطة، والتمني، والتعلق بغير الله، والشِّبع، والمنام، فهذه الخمسة من أكبر مفسدات القلب. المفسد الأول: كثرة المخالطة. • إن امتلاء القلب من دخان أنفاس بني آدم يجعله يَسْوَد. • ويوجب له تشتتًا وتفرُّقًا، وهمًّا وغمًّا وضَعفًا. • وإضاعة مصالحه، والاشتغال عنها بهم وبأمورهم. • وتقسم فكره في أودية مطالبهم وإراداتهم. • فماذا يبقى منه لله والدار الآخرة؟ • وهذه الخلطة التي تكون على نوع مودة في الدنيا، قد تنقلب عداوة؛ قال تعالى: ﴿ الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ ﴾ [الزخرف: 67]. وقال خليله إبراهيم لقومه: ﴿ وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ ﴾ [العنكبوت: 25]. الضابط النافع في أمر الخلطة: • أن يخالط الناس في الخير؛ كالجمعة والجماعة، والأعياد والحج، وتعلم العلم، والجهاد، والنصيحة، ويعتزلهم في الشر وفضول المباحات. • وإن دعت الحاجة إلى خلطتهم في فضول المباحات، فليجتهد أن يقلب ذلك المجلس طاعة لله إن أمكَنه. المفسد الثاني من مفسدات القلب: التمني. • إن المُنى رأس أموال المفاليس. • وهي بضاعة كل نفس مهينة، ليست لها هِمة تنال بها الحقائق الخارجية. • أما صاحب الهمة العالية أمانيه حائمة حول العلم والإيمان، والعمل الذي يُقربه إلى الله. • مدح النبي متمنيًا الخير، وربما جعل أجره في بعض الأشياء كأجر فاعله. المفسد الثالث من مفسدات القلب: التعلق بغير الله - تبارك وتعالى. • وهذا أعظم مفسداته على الإطلاق. • إذا تعلق بغير الله وكَله الله إلى ما تعلق به؛ قال الله تعالى: ﴿ وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا * كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا ﴾ [مريم: 81، 82]. • أعظم الناس خِذلانًا من تعلق بغير الله. • أساس الشرك وقاعدته التي بُني عليها: التعلق بغير الله، ولصاحبه الذم والخِذلان؛ كما قال تعالى: ﴿ لَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَخْذُولًا ﴾ [الإسراء: 22]. المفسد الرابع من مفسدات القلب: الطعام. والمفسد له من ذلك نوعان: أحدهما: المحرمات. • كالمسروق والمغصوب والمنهوب، وما أخذ بغير رضا صاحبه. والثاني: ما يفسده بتعدي حده. • كالإسراف في الحلال، والشِّبع المفرط. • لأنه يثقله عن الطاعات. • ويقوي عليه موارد الشهوة، ومجاري الشيطان؛ لأنه يجري من ابن آدم مجرى الدم. • والصوم يضيق مجاريه ويسد طُرقه، والشِّبع يطرقها ويوسعها. • من أكل كثيرًا، شرب كثيرًا، فنام كثيرًا، فخسِر كثيرًا. المفسد الخامس: كثرة النوم. • لأنه يُميت القلب، ويُثقل البدن، ويُضيِّع الوقت، ويُورِث كثرة الغفلة والكسل. • منه المكروه جدًّا، ومنه الضار غير النافع للبدن. • أنفع النوم ما كان عند شدة الحاجة إليه، ونوم أول الليل أحمَد وأنفع من آخره، ونوم وسط النهار أنفع من طرَفيه. • من المكروه النوم بين صلاة الصبح وطلوع الشمس؛ لأنه وقت غنيمة. المرجع: • مفسدات القلب الخمسة؛ ابن القيم الجوزية، دار الوطن. [1] موسوعة المفاهيم الاسلامية للشحوذ ص446 وما بعده نقلا عن المرجع: مفسدات القلب الخمسة - ابن القيم الجوزية - دار الوطن.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |