|
ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() الإدمان والطريق القاسي ستيلا سيكستو مارتين الإدمان كلمة يسيرة، لكنَّها تحمل في معناها صندوقًا من الألم، وأنواعًا من العذاب. إلاَّ أنَّ المدمنين يعتقدون أنَّ الإدمان أقصر وسيلة للتخلُّص من مشكلات الحياة، وأيسر السُّبل لجلب الانشراح والشُّعور بالسعادة والرِّضا، والواقعُ أنَّ الدلائل تشير إلى أن الابتهاج والفرح الذي يشعر به المتعاطي هو نوع من التخيُّل والوهم المؤقت، فهذه المشاعر والابتهاج تنحصر غالبًا في بدايات التعاطي، أما المراحل المتأخرة، فالنتائج عكس ذلك تمامًا، فالشعور بعدم الرضا والافتقار إلى السعادة هو واقع المدمنين. بل إنَّ الإدمان لا يترك جانبًا من جوانب الحياة إلا أصابه بالتصدُّع أو العطب، ابتداءً بنفسية المدمن التي تصبح متقلبة بين التَّعالي والدُّونية، وضعف الشخصية، والتوتُّر والعصبية، ومرورًا بحواسه التي تبدأ في التداخل، فيتداخل السَّمع مع البَصَر، والتذوق مع اللَّون، فيسمع لون الورد، ويشم صوت الأشياء، ويرى صوته وصوت الآخرين، ويتواصل مسلسل الضرر؛ ليصيب ثوابتَ ووجدانَ هذا المدمن في مَقتل؛ ليكون أقل تديُّنًا وأقل تمسُّكًا بالأخلاق والقيم، وأكثر ميلاً للعدوانيَّة والشراسة، ويتواصل نخر الإدمان؛ ليفسد في طريقه كلَّ ما يجده، حتى إذا تسلل إلى أسرة المُدمن ابتداء بأبنائه، وأَحْدَثَ لهم إرباكًا في تفكيرهم وخللاً في نظرتهم إلى الأمور، وانتابهم شعورٌ متأرجح بين الشفقة والخوف والوحشة تجاه والدهم، فلا يرون أنه الشخص الذي يُمثل قُدوتهم أو ملاذ شكواهم وبث همومهم، بل هو مصدر الهموم والآلام، ويتواصل ذلك المسلسل الأليم حتَّى إذا صحا المدمن من سكرته - إذا قُدِّر له أن يصحو - صحا وقد قضى على كلِّ شيء حوله. لا أحد ينكر أن الحياةَ تحمل في طِيَّاتها كثيرًا من القَسْوة، لكن أقسى منها أن تسلك طريقًا لعبورها وتجاوزها يكون محل نكران الجميع.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |