أسباب سوء الخاتمة .. مخالفة الظاهر للباطن - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير (الجامع لأحكام القرآن) الشيخ الفقيه الامام القرطبى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 651 - عددالزوار : 138440 )           »          تقرير معهد رويترز للأخبار الرقمية 2025 : عصر الذكاء الاصطناعي والمؤثرين وما بعد المؤس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          مفهوم الفضيلة لغة واصطلاحا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          اتباع الحق موجب معرفته والإقرار به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          لماذا أصبح الطفل هو من يربي والديه؟! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          فقدان الهوية عند الشباب .. المستقبل الغامض وتحديات الانتماء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          فهم الشخصية جزء كبير من حل المشكلة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          الإسلام الملاذ الآمن لنا وللإنسانية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          نداء إلى ورثة الأنبياء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          كيف أثّر الذكاء الاصطناعي على اللغة العربية؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-10-2020, 04:53 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 156,541
الدولة : Egypt
افتراضي أسباب سوء الخاتمة .. مخالفة الظاهر للباطن

أسباب سوء الخاتمة .. مخالفة الظاهر للباطن


الشيخ ندا أبو أحمد






قال ابن رجب - رحمه الله -: "خاتمة السوء تكون بسبب دسيسة باطنة للعبد، لا يطَّلِع عليها الناس، إما من جهة عمل سيئ... ونحو ذلك، فتلك الخصلة الخفية تُوجِب سوء الخاتمة عند الموت"؛ اهـ.

فقد يكون العبد بظاهرِه يعمل بطاعة الله - عز وجل - ولكنه يُبطِن النفاق أو الرياء، أو في قلبه مرضٌ؛ كالكِبر أو العُجب، فيظهر ذلك عليه في آخر عمره، ويُختَم له بذلك، وصدق النبي -صلى الله عليه وسلم- حيث قال كما عند البخاري: ((إن الرجلَ ليعملُ بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس، وهو من أهل النار)).

فقوله -صلى الله عليه وسلم-: ((فيما يبدو للناس))، يدل على أن باطنه خلاف ظاهره، ولا يمكن أن تسوء خاتمةُ مَن صَلَح ظاهره وباطنه.

قال أبو محمد عبدالحق الإشبيلي:
"اعلم أن سوء الخاتمة - أعاذنا الله منها - لا تكون لمَن استقام ظاهرُه وصَلَح باطنه، وما سُمِع بهذا ولا عُلِم به - والحمد لله - وإنما تكون لمن كان له فسادٌ في العقل، أو إصرار على الكبائر، وإقدام على العظائم، فربما غَلَب ذلك عليه حتى ينزل به الموت قبل التوبة، فيَصْطَلِمه الشيطان[1] عند تلك الصدمة، ويختطفه عند تلك الدهشة، أو يكون ممَّن كان مستقيمًا، ثم يتغيَّر عن حاله، ويخرج عن سننه، فيكون ذلك سببًا لسوء خاتمته، وشؤم عاقبته:
كإبليس الذي عبَدَ الله - فيما يُروَى - ثمانين ألف سنة.

وبلعام بن باعوراء، الذي آتاه الله آياته، فانسلخ منها بخلوده إلى الأرض واتَّبع هواه.

وبرصيصا العابد، الذي قال الله في حقه: ﴿ كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ ﴾ [الحشر: 16].

قال أحد السلف: "إذا استوى ظاهر المسلم وباطنه، فهذا هو الإنصاف والعدل، وإذا كان الباطن خيرًا من الظاهر فهذا هو الفضل، وإذا كان الظاهر خيرًا من الباطن فهذا هو الجور".

وكان الصحابة ومَن بعدهم من السلف الصالح يخافون على أنفسهم النفاق، ويشتد قلقهم وجزعهم منه.

فهذا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - كان يسأل صاحب سرِّ النبي -صلى الله عليه وسلم- في الفتن والمنافقين - حذيفة بن اليمان رضي الله عنه - فيقول: "أسألك بالله، هل سمَّاني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من المنافقين؟ فيقول حذيفة: لا، ولا أؤمِّنُ أحدًا بعدك".

وفي "مسند البزار" - بسند صحيح - عن عبدالرحمن بن عوف - رضي الله عنه - "أنه دخل على أم المؤمنين أم سلمة - رضي الله عنها - فقال: إني أكثر قريشٍ مالاً، وإني أخشى أن يُهلِكَني مالي، فقالت: تصدَّق؛ فإني سمعتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((إن من أصحابي مَن لا يراني بعد أن أفارقه))، فخرج عبدالرحمن وهو منقطع قلبه من الخوف، فالتقى بعمر - رضي الله عنه - وأخبره بالأمر، فدخل على أم سلمة فقال: أسألك بالله، هل أنا منهم؟ فقالت: لا، ولا أُبَرِّئُ أحدًا بعدك".

وقفة:
يقول ابن رجب - رحمه الله -: "ما عُلِمَ على الإطلاق أن رجلاً خُتِم له بسوء الخاتمة، وقد استقام ظاهره مع باطنه".

وذكر ابن الجوزي - رحمه الله - كما في "فتح الباري": "أن رجلاً يدعى قزمان، وكان قد تخلَّف عن المسلمين يوم أُحُد، فعيَّره النساء، فخرج حتى صار في الصف الأول، فكان أول مَن رَمَى بسهم، ثم صار إلى السيف ففعل العجائب، فلما انكشف المسلمون كسر جفن سيفه، وجعل يقول: الموت أحسن من الفرار، فمر به قتادة بن النعمان، فقال له: هنيئًا لك بالشهادة، فقال: والله ما قاتلتُ على دينٍ، وإنما قاتلت على حسب قومي، ثم أقلقته الجراحة فقتل نفسه"؛ اهـ.

فهو في الظاهر جاهد في سبيل الله، ولكن الباطن خلاف ذلك، وهذا يذكِّرنا بأولئك النفر الثلاثة الذين هم أول مَن ستُسعَّر بهم النار؛ فقد أخرج الإمام مسلم من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((إن أوَّل الناس يُقضَى يوم القيامة عليه، رجلٌ استُشْهِد، فأُتِي به فعرَّفه نِعمَه فعَرَفها، قال: فما عَمِلتَ؟ قال: قاتلتُ فيك حتى استُشهدتُ، قال: كذبت، ولكنك قاتلتَ لأن يقال: جريء، فقد قيل، ثم أُمِر به فسُحب على وجهه حتى ألقي في النار، ورجلٌ تعلَّم العلمَ وعلَّمه وقرأ القرآن، فأُتي به فعرَّفه نِعَمَه فعَرَفها، قال: فما عَمِلتَ فيها؟ قال: تعلَّمتُ العلم وعلَّمتُه، وقرأت فيك القرآن، قال: كذبت، ولكنك تعلَّمتَ العلمَ ليقال: عالم، وقرأت القرآن ليقال: هو قارئ؛ فقد قيل، ثم أُمر به فسُحِب على وجهه حتى أُلقِي في النار، ورجلٌ وسَّع الله عليه، وأعطاه من أصناف المال كله، فأُتي به فعرَّفه نِعمَه فعَرَفها، قال: فما عَمِلتَ فيها؟ قال: ما تركتُ من سبيل تحبُّ أن يُنفَق فيها إلا أنفقتُ فيها لك، قال: كذبت، ولكنك فعلت ليقال: هو جَوَاد، فقد قيل، ثم أُمِر به، فسُحِب على وجهه، ثم أُلقِي في النار)).


وفي رواية في "غير الصحيح"، قال أبو هريرة - رضي الله عنه -: "ثم ضرب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على رُكْبتِي، فقال: ((يا أبا هريرة، أولئك أولُ خلقِ الله تُسعَّر بهم النار يوم القيامة)).


[1] يصطلمه الشيطان؛ أي: يستأصله عن دينه ويقطعه عنه.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.87 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.20 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.28%)]