الأدب العربي في السنين المائة الأخيرة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-(سؤال وجواب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 62 - عددالزوار : 48920 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 191 - عددالزوار : 61455 )           »          شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 76 - عددالزوار : 42803 )           »          الدورات القرآنية... موسم صناعة النور في زمن الظلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          تجديد الحياة مع تجدد الأعوام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          الظلم مآله الهلاك.. فهل من معتبر؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          المرأة بين حضارتين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          رجل يداين ويسامح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          سلسلة شرح الأربعين النووية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 24 - عددالزوار : 5279 )           »          أهمية العمل التطوعي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى اللغة العربية و آدابها ملتقى يختص باللغة العربية الفصحى والعلوم النحوية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 04-10-2020, 05:21 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,546
الدولة : Egypt
افتراضي الأدب العربي في السنين المائة الأخيرة

الأدب العربي في السنين المائة الأخيرة


محمود تيمور







معالم البحث:

(1) الأدب العربي في عصور التخلف.
(2) انتفاضة الشرق وأثرها في الأدب.
(3) نصيب الأدب من جهود البعثات العلمية.
(4) مرحلة التحرر القومي ومهمَّة الأدب فيها.
(5) ترجمة الأدب القصصي.
(6) نشأة الرواية التاريخية في الأدب العربي وتطورها.
(7) الرومانسية في الأدب العربي الحديث.
(8) أدب المهجر.
(9) تجديد الشعر العربي.

(10) الصحافة ونهضة الأدب.
(11) تطوير النهضة.
(12) معركة القديم والجديد.
(13) القصة الفنية وروادها في الأدب العربي.
(14) أعلام الكتابة القصصية.
(15) المؤثرات في تقويم القصص الفني.

(16) محاولة الأدب تعصير اللغة والأسلوب والموضوع.
(17) التصوير الفني للمشكلات الاجتماعية.
(18) الأدب بين العامية والفصحى.
(19) مجمل الطابع الحاضر للأدب العربي.
• • • • •


(1) الأدب العربي في عصور التخلف:

إذا أردنا أن نحدد على وجه التقريب الفترة التي تعتبر فترة الحضانة والتنشئة لهذا الأدب العربي الحديث - جاز لنا أن نحددها بالسنين المائة التي مضت فيما بين القرن الماضي ومنتصف القرن الحاضر.


والأدب العربي – كما هو معروف – أدب عريق، اجتاز من عمر التاريخ مراحل طوالاً، إذ يتواصل نسبه خلال خمسة عشر قرنًا أو يزيد، وهو إلى ذلك أدب عالمي استمدَّ من مختلف ثقافات البلاد والأمم السالفة خصائص شتى، وكان له من بعد أثر بعيد في كثير من الآداب العالمية الأخرى، على تباين اللغات، الشرقية والغربية، في عديد من العصور.


ولكن هذا الأدب العربي - مع ذلك كله - تعاورته أسباب الضعف والخمول طوعًا؛ لما أصاب الأمة العربية في عهودها المغولية والمملوكية من عوامل التخلف والتفكك والجمود، فانكمش الأدب أثناء تلك العهود المظلمة في نطاق ضيق، يدور حول أغراض تافهة؛ فلا يستجيب لما يضطرم في وجدان الحياة من جوهر إنساني صميم، ولا يُسهم بقدرٍ كافٍ في توجيه اجتماعي إيجابي، يعبر عما في نفوس الناس من آلام وآمال.


(2) انتفاضة الشرق وأثرها في الأدب:

وانتفض الشرق انتفاضته الجديدة؛ ففتح عينيه على حضارة أوربية ذات نظم في السياسة، وأوضاع في الاجتماع، وحقوق للإنسان، ومذاهب في الفكر، وألوان من الأدب، كانت كلها قد نَمَتْ وَرَبَتْ وازْدَهَرَتْ، بفضل كفاح شعبي مرير، وصراع عقلي مديد، وأفانين من التجارب والممارسات، في غضون مئات من السنين، والشرق يومئذٍ منعزل يغط في نومه العميق، تحت ضغط الظروف والملابسات التي أسلمته إلى حكم استبدادي، عانى منه ما عانى من ضروب الاضطهاد.


وقد دعمت هذه الانتفاضة الجديدة في ربوع الشرق عناصرُ كثيرة، في مقدمتها ثلاثة:
الأول ظهور المطبعة، التي يسرت للتعليم أن ينتشر، وأتاحت للثقافة أن تشيع.
والثاني: رعيل البعثات التي عادت من "أوربا"، تحمل مشاعل العلم والمعرفة في أضوائها الجديدة.
والثالث: بزوغ الوعي الشعبي الذي ساعد على تكوين الشخصية الوطنية.


وإن انتفاضة الشرق في ذلك العهد لهي بمنزلة "عصر النهضة" أو "عصر البعث" في الآداب الأوروبية، ذلك العصر الذي سُمي "الرنيسانس"، على ما بين الانتفاضة الشرقية والنهضة الأوروبية من فوارق تستدعيها مقتضيات الأحوال، واختلاف العوامل بين الشرق والغرب.


وكما حدث في عصر النهضة، أو عصر البعث الأدبي في "أوربا" من قيام تلك النهضة على دعائم من الأدب الإغريقي الذي كان يسمى الأدب الاتباعي أو الأدب الكلاسيكي - حدث في نهضة الأدب العربي أن قامت هي الأخرى على دعائم؛ من أهمها: ابتعات القديم، وإحياء التراث، وتجديد الشعر بمحاكاة الفحول من الشعراء في أزهى العصور السوالف، وتقليد الأساليب البليغة والفنون الأدبيَّة القديمة؛ مثل "المقامات"، والتعلُّق بالأحكام المنطقيَّة التي كانت تسود الفِكْرَ العربي إبان ازدهاره في حضارة العرب، والقوانين البلاغية التي تَجمَّدت على أقلام العلماء والنقاد في مراحل شتى من الزمن.


ونظرة إلى شعر "البارودي" - وهو أوَّل شاعرٍ من ثِمار النهضة - تُرينا أنَّ أكبر ما قام به هو أنَّه ارتفع بِمَوضوع الشعر عن الأغراض الهزيلة التي كان يسبح فيها الشعراء في عصور الركاكة والتَّخلُّف، وأنَّه ردَّ ديباجة الشعر وعموده وأغراضه إلى ذلك المستوى الذي كان لعباقرة الشعر العربي في ماضيه البعيد.
ويفسِّرُ هذه النَّظرة: أنَّ "البارودي" نفسه أراد أن يخدم نهضة الشعر؛ فقدَّم لطلابه "مختارات" من أروع ما قال أولئك الشعراء في العهود المواضى، فكان التجديد عند "البارودي" هو الرجوع إلى هؤلاء الشعراء، والاستمداد مما تركوه، وسبيل هذا عنده أن يستظهر الجيل الجديد نخبة الذخائر من ذلك الأدب العربي الكلاسيكي التليد.

وكما تجلى ذلك في جانب الشعر - تَجلَّى أيضًا في جانب النثر؛ فقد كان جهد ما تتطاول إليْهِ أقلام الكُتَّاب أن يصطنعوا أساليبَ البُلغاءِ من المُتقدِّمين أمثال "الجاحظ" و"الهمذاني" و"القاضي الفاضل" على تنوُّعها، واختلاف خصائصِ كلٍّ منها، وكانوا يُفاخِرُون بأنَّهم قد تدانَوا من منالها، واتَّخذوا منها مثالاً يُحتذى؛ بل لقد حاول أولئك الكُتَّاب أن يُحْيُوا فنًّا أدبيًّا قديمًا هو فَنُّ "المقامات" الذي برع فيه "الهمذاني" و"الحريري" فيما مضى، وهو لون من ألوان القصص العربي؛ فكتب "اليازجي" على ذلك الغرار كتابه "مجمع البحرين"، وهو إلى اللغة والتعليم أقرب، وكتب "المويلحي" كتابه "حديث عيسى بن هشام"؛ فكان تطوُّرًا لفنِّ الأدب المقامى، ينتحي مَنْحَى القصص الفني، ويعالج من الشؤون ما يتصل بالحياة أوثق الاتصال.


وعلى الرَّغْمِ من أنَّ العقليَّة العربيَّة قد نضجت في عهدها الراهن بخمائر من العلم الحديث والحضارة الجديدة، وعلى الرغم من أن الجهد الفكري والإنتاج الأدبي في شتى مواطن العروبة يسهم إسهامًا كبيرًا في متابعة الفكر العالمي والأدب الإنساني، وفي التأثر بمختلف التيارات التي تسفر عنها مناهج البحث وطرائق النقد في الشرق والغرب على السواء – على الرغم من هذا كله؛ فإن هناك نزعة عميقة الجذور في كيان الوطن العربي بمدلوله الواسع، وهذه النزعة لا تبرح تهفو بالمفكرين وقادة الرأي إلى الاستمساك بالأصول العريقة في أدب العروبة، وما أنتجته قرائح العرب على مد العصور الخالية، واعتبار هذه الأصول ينبوعًا عذبًا نقيًّا للتنشئة اللغوية وتربية الملكات وتقويم الشخصية في هذا الجيل وفيما يستقبل من الأجيال، وإن هذه الأصول لتحمل في التعبير عنها على ألسن الكتاب والنقاد أشرف الكلمات دلالةً وأوفرها سناءً؛ فهي تسمى تارةً "الذخائر"، وحينًا "النفائس"، وطورًا "الكنوز"، وآنًا تسمى "التراث".


وليس أدل على هذا النزوع العميق من أنك لا تكاد تجد مؤسسة ثقافية، حكومية كانت أو أهلية - إلا رأيتَها قد جعلتْ في طليعة أهدافها البحثَ عن هذه الأصول، وتحقيق نصوصها، وتقريب منالِها من الأنظار والأفكار، متَّخذهً لها في ذلك اسم "البعث" أو "الإحياء" أو "النشر"، أو ما إلى ذلك من الأسماء التي تشعر بجلالة ما ترمي إليه من هدف.


ولا ريب في أنَّ لهذا النزوع مغزًى كبيرًا في واعية الرأي العربي العام، ذلك المغزى هو أن أبناء العروبة اليوم في كل مكان حراص على أن يحتفظوا للشخصية العربية بذلك الطابع المستقل، الذي تجلَّتْ عبقريَّته فيما شاد من حضارة فكرية وعمرانية تُشرق بها صفحات التاريخ.
وقد كان في عناصر تلك الحضارة ما مهَّد الطريق من بعد للحضارة العالميَّة التي تعيش فيها البشريَّة الآن؛ فالعرب باعتزازِهم بِلُغَتِهم، وإجلالهم لما خلَّفه لهم أسلافُهم في هذه اللغة من مَدَدٍ عقْلِيٍّ غزير - يَبْغُونَ أن يقروا في وجدان كل عربي أُسُسَ هذا الاعتزاز والإجلال، وذلك إلى جانب إيمانهم بأن في هذا التراث بذورًا صالحة للانتفاع بها على تعاقب الأحقاب.


وهم من أجل ذلك، ومن أجل وحدة الفكر العربي التي شملت أوطان العروبة في عصورها المتطاولة - يَعتَبِرُون الأدب العربي والثقافة العربية خلال تلك العصور غذاء حيًّا، يَجِبُ التَّزوُّد منه للحاضر والمستقبل.


ولكنَّ هذا النُّزوع الروحي الموصول بروابط تاريخية واجتماعية، ووشائج من وراثات الدم والنَّسب، المستمدّ من الوحي الديني المقدَّس ثباتًا وركانةً، لا يَقِفُ سدًّا دون نُزُوعٍ آخَر يناظر ذلك النُّزوع قُوَّةً وحيويَّة وحرارة إيمان، وهذا النزوع الآخر هو الإقبال على كل جديد من مناهج الأدب، والاغتراف مما أفاضَتْه العقلية الحديثة من مناهل المعرفة؛ فالفكر العربي الذي اتسع قبل ألف من السنين لحكمة الهند، وثقافة الفرس، وفلسفة يونان، حتى استوعب ضروب المعارف والآداب في مختلف الأمم على اختلاف العهود، يستبقي اليوم في كيانه هذه المرونة، وسعة الأفق، وخاصية الامتصاص، ويعمل جاهدًا على أن يتمثل ما جد تحت الشمس من أدب ومن ثقافة ومن عرفان، وهو لا يؤمن بالمثل القائل بأنه: "لا جديد تحت الشمس"، ولكنه يقتدي بما جاء في الأثر من أن: ((الحكمة ضالة المؤمن؛ فحيثما وجدها أخذها)).


(3) نصيب الأدب من جهود البعثات العلمية:

كانت البعثات تعود إلى الوطن العربي مزودةً بما أفادت من ثقافة أوربية جديدة، وبما اطلعت عليه من ألوان الفنون والآداب؛ فتفرغت لترجمة منتخبات من تلك الثقافة الجديدة والآثار العلمية والفنية؛ فأتاحت للجيل العربي الناشئ أن يفتح عليها عينيه، ويملأ منها عقله ووعيه، وقد سادت الترجمة ذلك العهد، وكان أكبر الجهد مصبوبًا في ناحية تطويع اللغة العربية للتعبير عن المعاني والأغراض التي تحتويها الكتب المراد ترجمتها، ولذلك اتجهت الأنظار إلى ألفاظ اللغة العربية في مختلف عهود حضارتِها؛ لاستخراجها والاستعانة بها في أداء تلك المعاني والأغراض، وبخاصة في ميدان العلم، وبذلت المحاولات لصوغ ألفاظ جديدة يُصطلح عليها لكي تسد حاجة التعبير في هذا الميدان.


ويُمكِنُ القَوْلُ بأن الكتب التعليمية والمؤلفات التي تتناول فروع العلوم والصناعات كان لها نصيب الأسد من عناية المترجمين في ذلك العهد، أمَّا الكتب الاجتماعية فلم يكن لها إلا حظ قليل، وأمَّا الكتب الأدبية فكانتْ أقلَّ حظًّا، ومردُّ ذلك إلى أنَّ العصر كان عَصْرَ بناء وتكوين؛ فالحاجة إلى العلم أقوى، واكتساب الصِّناعة أجدى، وهذه المعارف العمليَّة في الحياة هي الأساس في إقامة صرح المجتمع المتحضر، وتقويم العقلية التي تساير الزمن وتتطور معه، ولم يكن الأدب في ذلك الحين إلا لونًا من التَّرف الفِكْرِيّ، يُتَّخذ للمتعة والسلوى؛ فلم ينفسح له مجال رحيب في عهد الجد والإنشاء والتعمير.


ولذلك بقي الأدب العربي القديم في عهد الترجمة للعلوم والفنون هو المورد الذي يستقي منه الأدباء، بيد أنَّ هؤلاء الأدباء كان لهم فضل في إمداد المترجمين بالألفاظ والتعبيرات التي تذلل لهم عقبات الترجمة، وترتفع بأساليبهم إلى المستوى الكتابي المقبول؛ فأصبح من مُهِمَّة الأدب يومئذٍ خدمة لغة العلم ومؤازرتها بما يوفر لها دقة الأداء وسلامة التعبير، ومن ثم نرى أنَّ الأَدَب والعِلْمَ يتمازَجَان في طائفة من أعلام ذلك العهد، ونذكر من بينهم أعلاهم صوتًا، وهم: "رفاعة الطهطاوي"، و"علي مبارك"، و"عبدالله فكري".


(4) مرحلة التحرر القومي ومهمة الأدب فيها:

وبعد مرحلة الترجمة التي كانت علمية في الأغلب، بدأت النهضة تدخل في مرحلة أخرى تحريريَّة إصلاحيَّة في شتَّى مناحي الحياة، سياسيَّة واجتماعيَّة ودينيَّة، فطالعتنا قيادات فكرية مُتَعدِّدة المراكز تُبَشِّرُ بنُظُمٍ وأهداف، وتدعو إلى هدم وبناء، وساعد على تقوية هذه القيادات الفكرية نشوء الصحافة، وشيوع الطباعة، وقيام الأندية والجماعات والروابط والمجالس الخاصَّة تلك الطبقة المستنيرة من أهل الرأي.


وفي هذه الحِقْبة لمعت أسماء: "الأفغاني"، و"محمد عبده"، و"الكواكبي"، و"قاسم أمين"، و"سعد زغلول"، و"لطفي السيد"؛ فكان لهؤلاء الفرسان أثر عميق في توجيه الجيل الجديد وجهة جديدة، في فهم الحياة، وتقويم المبادئ التي تسلم المجتمع العربي إلى تقدم وازدهار.
في هذه المرحلة كانت مُهِمَّة الأدب الأولى خدمة تلك الأغراض الإصلاحية، والنقد الاجتماعي، والثورة على التَّخلُّف والضعف، وحث الهمم على نفض غبار الخمول، وتنفير النفوس من آثار الاستبداد والاستعباد.


وأكبر ما تَمَخَّضتْ عنه تلك المرحلة من الإنتاج الأدبي في ميدان الشعر: هو القصيدة الوطنية أو الأخلاقية، وفي ميدان النثر: هو المقالة الاجتماعية؛ فالشعراء والمقاليون كانوا يومئذٍ دعاة تحرير وتوجيه وإيقاظ.


أمَّا في غير هذا المجال؛ فكان الأدب يتراءى في بعض ما يعبر به الشعراء عن ذات أنفسهم من خواطر، أو ما يصفون به ما تقع عليه أعينهم من مرئيات.
وكذلك كانت تتراءى لمحات أدب فني فيما كان يقدمه "يعقوب صنوع" من مسرحيات مقتبسة، وما كان يقدمه "عثمان جلال" من مسرحيات أعلى مستوى في الاقتباس، وما كان يقدمه "أبو خليل القباني" من مسرحيات مستلهَمة من "ألف ليلة" وغيرها من تراث الأدب العربي القديم، وما كان يجرى به قلم "عبدالله النديم" من أقاصيص فكهة الروح، شعبية الطابع، إلى غير ذلك من النظائر والأشباه، التي تتفاوت في الجودة من ناحية التعبير، وفي المستوى الفني من ناحية الموضوع ومعالجته.

وللموضوع تتمة
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 135.82 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 134.10 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (1.26%)]