المساواة الاجتماعية - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         نباتات منزلية تمتص رطوبة الصيف من البيت.. الصبار أبرزها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          طريقة عمل برجر الفول الصويا.. وجبة سريعة وصحية للنباتيين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          4 وسائل علمية لتكون أكثر لطفًا فى حياتك اليومية.. ابدأ بتحسين طاقتك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          وصفة طبيعية بالقهوة والزبادى لبشرة صافية ومشرقة قبل المناسبات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          3 عادات يومية تزيد من تساقط الشعر مع ارتفاع درجات الحرارة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          6 خطوات فى روتين الإنقاذ السريع للبشرة قبل الخروج من المنزل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          تريندات ألوان الطلاء فى صيف 2025.. الأحمر مع الأصفر موضة ساخنة جدًا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          طريقة عمل كرات اللحم بالبطاطس والمشروم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          وصفات طبيعية لتقشير اليدين بانتظام.. من السكر لزيت جوز الهند (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          أبرز 5 تريندات ديكور منزلى في صيف 2025.. لو بتفكر تجدد بيتك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-10-2020, 03:04 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,655
الدولة : Egypt
افتراضي المساواة الاجتماعية

المساواة الاجتماعية


محمد سلامة الغنيمي







المساواة تعنى:

المماثلة والمتشابه في القدر والقيمة، فالمساواة بين اثنين تعنى أن لهم نفس الحقوق وعليهما نفس الواجبات، ولا فرق بينهم، وعكسها الظلم والاستبداد.



فالمساواة الاجتماعية من أهم المبادئ التي ينادى بها الاجتماعيين والتربويين فهي القاعدة التي تحفظ للبشر حقوقهم، فمن يريد التميز في ظل مجتمع تغيب فيه المساواة ويسوده التمييز الطبقي والتعصب العرقي فلن يجد النور، لان مثل هذا المجتمع تُقتل فيه المواهب وتضعف فيه القدرات، فالظلم الاجتماعي يؤثر تأثيراً كبيراً على سلوك وأخلاق أفراد المجتمع، فالمجتمع الذي تغيب فيه المساواة الاجتماعية، ويعلوه الظلم ويسوده القهر والاستبداد لفئة دون فئة، يُنشأ أفراد يتسمون بالجبن، والاستهتار واللامبالاة وعدم الانتماء، لانهم لم يحصلوا على حقوقهم ولم يتلقوا فرصتهم، فقُتلت بداخلهم المواهب والقدرات الشخصية، وتاهت الطموحات، وكل هذا مبرر كاف لانتشار الرذائل في هذا المجتمع.



ومن ثم جاء الإسلام في أُمة تتسم بالتعدد الطبقي، سادة، وفقراء، ونساء وعبيد، ويسود الظلم بين هذه الطبقات، فالحقوق كلها موكولة إلى طبقة السادة، أما الفقراء فلا حق لهم سوى دريهمات معدودة نظير خدمتهم للطبقة الأولى، والعبيد لا يملكون أي حقوق فهم ملك لسيدهم يحق له التصرف فيهم كيفما شاء، ولا يخفي على أحد موقف المرأة في العصر الجاهلي، وكان العرب مع ذلك يرون أنهم أكمل شعب على الإطلاق وأن بقية الشعوب التي سموها بالأعاجم، هي شعوب وضيعة ناقصة.



ولما قام المجتمع الإسلامي، أزال التعدد الطبقي، وألغى الفوارق الاجتماعية وساوى بين الناس جميعاً، قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا ﴾ [الإسراء: 70]، فالتكريم حاصل لجميع البشر، فجنس الإنسان مكرم عند الله فلا تفرقة بين قبيلة وأخرى، ولا بين جنس وآخر، ولا سلالة وأخرى، ولا فرق على أساس اللون أو الجاه أو اللغة فالكل سواء، فلا يترك الإسلام لجماعة أن تستعلى وتترفع على جماعة أخرى، قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1]، فالأصل واحد وهو آدم عليه السلام.



ومن مظاهر المساواة في الإسلام، تحقيق العدل مع كل الطبقات والأشخاص قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا ﴾ [النساء: 135].



وروت عائشة: أن قريشاً أهمهم شأن المرأة المخزومية التي سرقت فقالوا: من يكلم فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟ فقالوا: ومن يجترئ عليه إلا أُسامة بن زيد حِب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكلمه أسامة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "أتشفع في حد من حدود الله؟" ثم قام فاختتطب ثم قال: "إنما أُهلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها" [1]، رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعلن المساواة والعدل حتى ولو أدى إلى قطع يد ابنته، فالكل في الثواب والعقاب سواء؛ لا فضل لمخزومي على أعرابي.



ومن مظاهرها أيضاً، المساواة في الحقوق الواجبة عليهم تبعاً لقدراتهم واستطاعتهم قال تعالى: ﴿ لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آَتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آَتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا * وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابًا شَدِيدًا وَعَذَّبْنَاهَا عَذَابًا نُكْرًا ﴾ [الطلاق: 7، 8].



بذلك نرى أن الإسلام أتاح للجميع نفس الفرص ونفس الظروف، فما هو معيار التفاضل في الإسلام؟ وهل يستوي من جد واجتهد مع من تبلد وركن إلى هواه وشهواته؟ بل من أوضح مظاهر المساواة أن وضع الإسلام للتفاضل بين الناس، لا يجرى فيما لا يملكه الإنسان كالخلق والتكوين، وإنما يندرج ضمن قدراته واستعداداته، كأداء العبادات وفعل الخيرات وطاعة الله ورسوله فكلها أعمال يستطيع كل إنسان القيام بها، فوجه التفاضل فيها بحسب أداء كل شخص لها، قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴾ [الحجرات: 13].



كما حث القرآن الجميع على التسارع والتسابق في فعل الخيرات، لينال كل منهم جزائه على حسب عمله وأدائه، قال تعالى: ﴿ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [أل عمران: 133]، وقال تعالى: ﴿ سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴾ [الحديد: 21]، وقال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا ﴾ [الكهف: 30].



فهكذا مع المساواة والعدالة الاجتماعية أتيحت الفرص أمام الصحابة جميعاً فظهر تفوقهم ونبوغهم، كلٌ حسب إمكاناته وقدراته، فتولى بلال المولى الحبشي الأسود مهمة الآذان لأنه الأندى صوتاً، وتولى زيد بن حارثة قيادة الجيش في مؤتة لأنه الأصلح، ثم تولى من بعده ابنه أُسامة قيادة الجيش في تبوك ولم يتجاوز سنه السابعة عشر لأنه الأجدر بالمهمة، ولما طلب أبو ذر الإمارة رده النبي - صلى الله عليه وسلم - لأنها أمانة وليس كفؤ لها، وعزل أبو بكر أمين الأمة أبو عبيده وولى خالداً لأن له فطنة في الحرب ليست في أبي عبيده، وكان منهم الاقتصادي الذي يسيل المال الحلال بين يديه كالماء مثل عبدالرحمن بن عوف، وعثمان ابن عفان، وكان منهم القائد الفذ الذي تدرس أفكاره وخططه حتى الآن مثل خالد بن الوليد وعمرو بن العاص، وكان منهم الإداري العبقري مثل عمر بن الخطاب، وهكذا نبغوا وتفوقوا في جميع المجالات.



لذلك وجب علينا أن ننشر العدل والمساواة فيما بيننا، وقد أوضحنا خطورة الظلم على المجتمع عامة، فكل من ولاه الله أمراً مهما كان حجمه فليتق الله ولينشر العدل فيه فالوالد في بيته، والمعلم في فصله والمدير في إدارته والموظف في مكتبه، وهكذا في كل الأوساط، حتى تتاح الفرص أمام الجميع وينتشر الخير ويعم الرخاء.



وما الارهاب وغيره من الجرائم الاجتماعية، إلا نتيجة للظلم الاجتماعي والتمييز بين الأفراد بناءً على معايير آثمة ظالمة، حيث ينشأ الصغير في أسرة تفضل أحد أبنائها على غيره لصغر سن الآخر أو لجمال سمته، فيشعر معه بالقهر والإحباط، وبعد دخول المدرسة، يجد مُدرسه يهتم بأحد الأولاد ويوليه رعاية واهتمام أكثر من غيره من الأولاد إما لأنه ابن لزميل له، أو يأخذ معه درس خصوصي أو أنه ابن شخص لامع اجتماعياً، كما يجد أن من هو أقل منه تحصيلاً علمياً تفوق عليه في الدرجات بسبب الغش، وبعد أن يتم تعليمه الثانوي ويلتحق بالجامعة، يجد أن الفرصة الوحيدة للعمل بالجامعة والترقي في الدرجات العلمية والوظيفية لابد أن يكون ابناً لاحد الأساتذة الموجودين بكليته، وبعد أن يتخرج هذا الشاب، لا يجد أمامه من فرص العمل إلا بعض الاعمال الدنيوية التي ليست لها علاقة بمجال تخصصه الدراسي في حين أن الوظائف المرموقة قاصرة على من لديهم المال أو المنصب "الجنيه أو الكارنيه"، وهذا هو التعبير السائد بين الشباب، وإذا تغلب الشاب على كل هذه المعوقات وأراد أن يكون أسرة وجد أمامه عدة عراقيل ومسبطات منها أن التسهيلات والمشاريع التي تقوم بها الدولة للشباب من أجل الحصول على سكن لا ينالها إلا أصحاب النفوذ، بالإضافة إلى غلاء الأسعار وارتفاع المهور......، فبالله عليكم ماذا سيكون مثل هذا الشاب؟ يصبح مثل هذا الشاب أمام أعداء الدين والوطن فيسهل عليهم توظيفه لمصالحهم وأهدافهم.



فإذا كنا نريد مجتمعاً إسلامياً كمجتمع الصحابة، علينا أن نرسخ مفهوم المساواة في أذهان أبنائنا قولاً وعملاً، ونكون لهم خير قدوة، ويجب ألا ننس هذه المقولة: "إن الله يقيم الدولة الكافرة مع العدل، ولا يقيم الدولة المسلمة مع الظلم".






[1] [رواه البخاري "3475"، ومسلم "1688"].



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 55.21 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.54 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.02%)]