|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() مشكلة بعض أدعياء التجديد مع قوله تعالى: (زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين) محمد حسن جباري مشكلة بعض أدعياء التجديد مع قوله تعالى ﴿ زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ... ﴾ [آل عمران: 14] قال تعالى: ﴿ زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ... ﴾ [آل عمران: 14]. فقد استشكلوا كونَه تعالى ذكرَ النساء في معرِض تعديد الشهوات، على الرغم من أن النساء من ضمن الناس! وقد يرون أن في هذا إهانةً للمرأة، ودعسًا على كرامتها؛ بسلكها في جملة الشهوات، وعليه فلا بد من تفسيرٍ حديث يبعد هذه المعرَّةَ عن كتاب ربِّنا عز وجل! قالوا: "ليس المقصود بالنساء هنا قسيمات الرجال؛ إنما المقصود بهن الأشياء المستجدة الحديثة، فالنفس مطبوعة على حب الجديد المستحدَث، والتبرم من القديم المستعمل، من باب (نسأ)؛ أي: أخَّر، وكل جديد هو متأخِّر عن القديم في الحدوث". لكن تبقى لديهم مشكلة عويصة، وهي أنه لا يُعرَف في لسان العرب (نِساء) بمعنى المتأخر من الأشياء؛ وإنما يُعرف (نَساء) بفتح النون. فكَّروا، وقدَّروا، ثم قالوا: ♦ "من المعلوم أن القرآن الكريم لم ينقط ولم يشكل إلا بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، ولا بدَّ أن هناك خطأً قد وقع للكتَّاب في نَقْط المصحف الشريف، فكتبوا (نِساء) بدل (نَساء)"! يعني أن المسلمين الذين حفِظوا القرآن الكريم كابرًا عن كابر، ونقَلوه مشافهة من زمن النبوة الأشرف إلى العصر الحديث، على مدى قرون متطاولة، مع ما عُرِفوا به من عناية فائقة بكتاب الله تعالى حفظًا وتفسيرًا، وتقسيمًا وتحزيبًا، وتدقيقًا وتشديدًا في نقله - توارَدوا كلهم دون استثناءٍ على هذا الخطأ الظاهر، وجاء هؤلاء الأبعدون زمنًا ولغةً وعلمًا، ليكتشفوا هذا الخطأ! لعل في هذا شبهًا من الشبهة الفاقعة التي يُردِّدها الملاحدة للطعن في المصدرية الإلهية للقرآن الكريم، من خلال قوله تعالى: ﴿ إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ ﴾ [طه: 63]، وحق ﴿ هَذَانِ ﴾ [طه: 63] النصب؛ لأنه اسم إنَّ! يعزبُ مثلُ هذا الخطأ الجلي عن أساطينِ اللغة والبيان من العرب الأقحاح؛ كالوليد بن المغيرة وغيره، وقد كانوا أحرصَ الناس على تلقف أيِّ شبهة لتكذيبِ النبي صلى الله عليه وسلم والطعن في نبوته، والقضاء على دعوته، وآثروا على ذلك كله تعريضَ رقابهم لحد السيوف، ليرفع أعاجمُ آخر الزمن عقيرتَهم بمثل هذا الهراء! ♦ يقول العلامة ابن عاشور رحمه الله تعالى في التحرير والتنوير: (وبيان الشهوات بـالنساء والبنين وما بعدهما، بيانٌ بأصول الشهوات البشرية، التي تجمع مشتهيات كثيرة، والتي لا تختلف باختلاف الأمم والعصور والأقطار، فالميل إلى النساء مركوزٌ في الطبع، وضَعه الله تعالى لحكمةِ بقاء النوع، بداعي طلب التناسل؛ إذ المرأة هي موضع التناسل، فجعل مَيل الرجل إليها في الطبع؛ حتى لا يحتاج بقاءُ النوع إلى تكلُّف ربما تعقبه سآمة، وفي الحديث: ((ما تركتُ بعدي فتنةً أشد على الرجال من فتنة النساء))، ولم يذكر الرجال؛ لأن ميل النساء إلى الرجال أضعف في الطبع، وإنما تحصل المحبة منهنَّ للرجال بالإلف والإحسان)[1]. فإن أصَرُّوا على ذلك، قيل لهم:ماذا أنتم فاعلون في لفظة ﴿ وَالْبَنِينَ ﴾ [آل عمران: 14]؟ [1] التحرير والتنوير، ج 3 ص 181، الدار التونسية للنشر، وينظر: (تفسير غريب القرآن)؛ لكاملة الكواري.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |