شرح حديث: أتيت بالبراق - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 5029 - عددالزوار : 2177487 )           »          العلاج بأبوال الإبل في السنة النبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4611 - عددالزوار : 1458432 )           »          العناية بالشفتين في السنة النبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          حف الشارب وإزالة شعر الإبطين والعانة في السنة النبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          التمر غذاء ودواء في السنة النبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          الذكاء الاصطناعي والتعليم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          العسكرية عند الحاجب المنصور: دراسة من كتاب "الحاجب المنصور: أسطورة الأندلس" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          خلاف العلماء في طرق تطهير الماء المتنجس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          المزابنة والمحاقلة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 03-10-2020, 01:18 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,938
الدولة : Egypt
افتراضي شرح حديث: أتيت بالبراق

شرح حديث: أتيت بالبراق
الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح





عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "أُتِيتُ بِالْبُرَاقِ (وَهُوَ دَابَّةٌ أَبْيَضُ طَوِيلٌ فَوْقَ الْحِمَارِ وَدُونَ الْبَغْلِ. يَضَعُ حَافِرَهُ عِنْدَ مُنْتَهَى طَرْفِهِ) قَالَ، فَرَكِبْتُهُ حَتَّى أَتَيْتُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ. قَالَ، فَرَبَطْتُهُ بِالْحَلْقَةِ الَّتِي يَرْبِطُ بِهِ الأَنْبِيَاءُ. ثُمَّ دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَصَلَّيْتُ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ. ثُمَّ خَرَجْتُ. فَجَاءَنِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ بِإِنَاءٍ مِنْ خَمْرٍ، وَإِنَاءٍ مِنْ لَبَنٍ. فَاخْتَرْتُ اللَّبَنَ. فَقَالَ جِبْرِيلُ: اخْتَرْتَ الْفِطْرَةَ ثُمَّ عَرَجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ. فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ فَقِيلَ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: جِبْرِيلُ. قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ. قِيلَ: وَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: قَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ. فَفُتِحَ لَنَا. فَإِذَا أَنَا بِآدَمَ، فَرَحَّبَ بِي وَدَعَا لِي بِخَيْرٍ. ثُمَّ عَرَجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ، فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ. فَقِيلَ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: جِبْرِيلُ. قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ. قِيلَ: وَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: قَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ. فَفُتِحَ لَنَا. فَإِذَا أَنَا بِابْنَي الْخَالَةِ: عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ، وَيَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّاءَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيْهِمَا، فَرَحَّبَا، وَدَعَوَا لِي بِخَيْرٍ. ثُمَّ عَرَجَ بِي إِلَى السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ، فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ. فَقِيلَ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: جِبْرِيلُ. قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ. قِيلَ: وَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: قَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ. فَفُتِحَ لَنَا، فَإِذَا أَنَا بِيُوسُفَ، وَقَدْ أُعْطِيَ شَطْرَ الْحُسْنِ، فَرَحَّبَ وَدَعَا لِي بِخَيْرٍ. ثُمَّ عَرَجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ، فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ. قِيلَ: مَنْ هٰذَا قَالَ: جِبْرِيلُ. قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ. قَالَ: وَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ. قَالَ: قَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ. فَفُتِحَ لَنَا فَإِذَا أَنَا بِإِدْرِيسَ، فَرَحَّبَ وَدَعَا لِي بِخَيْرٍ. قَالَ الله عَزَّ وَجَلَّ: ﴿ وَرَفَعْنَاهُ مَكَانا عَلِيّا ﴾ [مريم آية: 57] ثُمَّ عَرَجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ الْخَامِسَةِ، فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ. قِيلَ: مَنْ هٰذَا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ. قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ. قِيلَ: وَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: قَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ. فَفُتِحَ لَنَا، فَإِذَا أَنَا بِهارُونَ، فَرَحَّبَ وَدَعَا لِي بِخَيْرٍ. ثُمَّ عَرَجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ السَّادِسَةَ. فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ. قِيلَ: مَنْ هٰذَا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ. قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ. قِيلَ: وَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: قَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ. فَفُتِحَ لَنَا، فَإِذَا أَنَا بِمُوسَى، فَرَحَّبَ وَدَعَا لِي بِخَيْرٍ. ثُمَّ عَرَجَ إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ. فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ. فَقِيلَ: مَنْ هٰذَا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ. قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ. قِيلَ: وَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: قَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ. فَفُتِحَ لَنَا فَإِذَا أَنَا بِإِبْرَاهِيمَ، مُسْنِدا ظَهْرَهُ إِلَى الْبَيْتِ الْمَعْمُورِ. وَإِذَا هُوَ يَدْخُلُهُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ ملك لاَ يَعُودُونَ إِلَيْهِ. ثُمَّ ذَهَبَ بِي إِلَى سِّدْرَةِ الْمُنْتَهَىٰ وَإِذَا وَرَقُهَا كَآذَانِ الْفِيَلَةِ. وَإِذَا ثَمَرُهَا كَالْقِلاَلِ. قَالَ، فَلَمَّا غَشِيَهَا مِنْ أَمْرِ الله مَا غَشِيَ تَغَيَّرَتْ. فَمَا أَحَدٌ مِنْ خَلْقِ الله يَسْتَطِيعُ أَنْ يَنْعَتَهَا مِنْ حُسْنِهَا. فَأَوْحَى الله إِلَيَّ مَا أَوْحَىٰ. فَفَرَضَ عَلَيَّ خَمْسِينَ صَلاَةً فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ. فَنَزَلْتُ إِلَى مُوسَى. فَقَالَ: مَا فَرَضَ رَبُّكَ عَلَىٰ أُمَّتِكَ؟ قُلْتُ: خَمْسِينَ صَلاَةً. قَالَ: ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ. فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ. فَإِنَّ أُمَّتَكَ لاَ يُطِيقُونَ ذٰلِكَ. فَإِنِّي قَدْ بَلَوْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَخَبَرْتُهُمْ. قَالَ، فَرَجَعْتُ إِلَى رَبِّي فَقُلْتُ: يَا رَبِّ خَفِّفْ عَلَى أُمَّتِي. فَحَطَّ عَنِّي خَمْسا. فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَىٰ فَقُلْتُ: حَطَّ عَنِّي خَمْسا. قَالَ: إِنَّ أُمَّتَكَ لاَ يُطِيقُونَ ذٰلِكَ فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ. قَالَ، فَلَمْ أَزَلْ أَرْجِعُ بَيْنَ رَبِّي تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَبَيْنَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ حَتَّى قَالَ: يَا مُحَمَّدُ! إِنَّهُنَّ خَمْسُ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ. لِكُلِّ صَلاَةٍ عَشْرٌ. فَذٰلِكَ خَمْسُونَ صَلاَةً. وَمَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةً. فَإِنْ عَمِلَهَا كُتِبَتْ لَهُ عَشْرا. وَمَنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا لَمْ تُكْتَبْ شَيْئا. فَإِنْ عَمِلَهَا كُتِبَتْ سَيِّئَةً وَاحِدَةً. قَالَ: فَنَزَلْتُ حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى مُوسَىٰ فَأَخْبَرْتُهُ. فَقَالَ: ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ. فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ فَقُلْتُ: قَدْ رَجَعْتُ إِلَى رَبِّي حَتَّى اسْتَحْيَيْتُ مِنْهُ".



وفي رواية:

عَنْ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِرَسُولِ اللّهِ مِنْ مَسْجِدِ الْكَعْبَةِ، أَنَّهُ جَاءَهُ ثَلاَثَةُ نَفَرٍ قَبْلَ أَنْ يُوحَىٰ إِلَيْهِ، وَهُوَ نَائِمٌ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ.

والحديث متفق عليه من حديث مالك بن صعصعة ومن حديث أبي ذر أيضاً.

ففي حديث مالك بن صعصعة من الزيادات أَنَّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " ثُمَّ انْطَلَقْنَا حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى السَّمَاءِ السَّادِسَةِ. فَأَتَيْتُ عَلَى مُوسَىٰ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ. فَقَالَ: مَرْحَبا بِالأَخِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ. فَلَمَّا جَاوَزْتُهُ بَكَىٰ. فَنُودِيَ: مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: رَبِّ هٰذَا غُلاَمٌ بَعَثْتَهُ بَعْدِي. يَدْخُلُ مِنْ أُمَّتِهِ الْجَنَّةَ أَكْثَرُ مِمَّا يَدْخُلُ مِنْ أُمَّتِي". وفيه: " أَنَّهُ رَأَى أَرْبَعَةَ أَنْهَارٍ يَخْرُجُ مِنْ أَصْلِهَا نَهْرَانِ ظَاهِرَانِ، وَنَهْرَانِ بَاطِنَانِ "فَقُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ! مَا هٰذِهِ الأَنْهَارُ؟ قَالَ: أَمَّا النَّهْرَانِ الْبَاطِنَانِ فَنَهْرَانِ فِي الْجَنَّةِ. وَأَمَّا الظَّاهِرَانِ فَالنِّيلُ وَالْفُرَاتُ".



وفي حديث أبي ذر من الزيادات: أَنَّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "فُرِجَ سَقْفُ بَيْتِي وَأَنَا بِمَكَّةَ. فَنَزَلَ جِبْرِيلُ. فَشَقَ صَدْرِي. ثُمَّ غَسَلَهُ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ. ثُمَّ جَاءَ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ مُمْتَلِئَا حِكْمَةً وَإِيمَانا. فَأَفْرَغَهَا فِي صَدْرِي. ثُمَّ أَطْبَقَهُ ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي عَرَجَ بِي إِلَى السَّمَاءِ. فَلَمَّا جِئْنَا السَّمَاءَ الدُّنْيَا.... وفيه: فَلَمَّا عَلَوْنَا السَّمَاءَ الدُّنْيَا فَإِذَا رَجُلٌ عَنْ يَمِينِهِ أَسْوِدَةٌ. وَعَنْ يَسَارِهِ أَسْوِدَةٌ. قَالَ، فَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ يَمِينِهِ ضَحِكَ. وَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ شِمَالِهِ بَكَىٰ. قَالَ فَقَالَ: مَرْحَبا بِالنَّبِيِّ الصَّالِحِ، وَالاِبْنِ الصَّالِحِ. قَالَ قُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ! مَنْ هٰذَا؟ قَالَ: هٰذَا آدَمُ. وَهٰذِهِ الأَسْوِدَةُ عَنْ يَمِينِهِ، وَعَنْ شِمَالِهِ نَسَمُ بَنِيهِ. فَأَهْلُ الْيَمِينِ أَهْلُ الْجَنَّةِ. وَالأَسْوِدَةُ الَّتِي عَنْ شِمَالِهِ أَهْلُ النَّارِ. فَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ يَمِينِهِ ضَحِكَ. وَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ شِمَالِهِ بَكَى قَالَ ثُمَّ عَرَجَ بِي جِبْرِيلُ حَتَّى أَتَىٰ السَّمَاءَ الثَّانِيَةَ.....



وفي رواية:

"ثُمَّ عَرَجَ بِي حَتَّى ظَهَرْتُ لِمُسْتَوىً أَسْمَعُ فِيهِ صَرِيفَ الأَقْلاَمِ". وفيه: " ثُمَّ انْطَلَقَ بِي جِبْرِيلُ حَتَّى نَأْتِيَ سِدْرَةَ الْمُنْتَهَىٰ. فَغَشِيَهَا أَلْوَانٌ لاَ أَدْرِي مَا هِيَ. قَالَ: ثُمَّ أُدْخِلْتُ الْجَنَّةَ فَإِذَا فِيهَا جَنَابِذُ اللُّؤْلُؤِ، وَإِذَا تُرَابُهَا الْمِسْكُ".



ترجمة رواة الأحاديث:

الراوي الأول: أنس بن مالك رضي الله عنه تقدمت ترجمته في الحديث الثالث من كتاب الإيمان.

الراوي الثاني: مالك بن صعصعة بن وهب بن عدي بن مالك الأنصاري النجاري، قال البغوي رحمه الله سكن المدينة، وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثين، وذكر الخطيب في المبهمات أنه قال له النبي صلى الله عليه وسلم:" أكل تمر خيبر هكذا؟" وأشهر حديث رواه حديث الإسراء وهو غاية ما تذكره كتب التراجم في ترجمته، فترجمته ليست موسعة في جلَّ كتب التراجم مات بالمدينة رضي الله عنه وأرضاه. [انظر أسد الغابة (5/ 27) والإصابة (5/ 539) والاستيعاب (1/ 420) ومشاهير علماء الأمصار(1/ 51].

الراوي الثالث: أبو ذر رضي الله عنه، تقدمت ترجمته في الحديث الثاني والأربعين من كتاب الإيمان.



تخريج الأحاديث:

حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أخرجه مسلم حديث (162)، وأخرج البخاري بنحوه عن أنس رضي الله عنه في " كتاب التوحيد" " باب ما جاء في قوله عز وجل: ﴿ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَىٰ تَكْلِيمًا ﴾ [النساء: 164] حديث (7517).

وأما حديث مالك بن صعصعة فأخرجه مسلم حديث (164)، وأخرجه البخاري في " كتاب بدء الخلق" " باب ذكر الملائكة" حديث (3207)، وأخرجه الترمذي في" كتاب تفسير القرآن" " باب ومن سورة ﴿ أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ ﴾ حديث (3346)، وأخرجه النسائي في " كتاب الصلاة" " باب فرض الصلاة" حديث (447).

وأما حديث أبي ذر رضي الله عنه فأخرجه مسلم حديث(163)، وأخرجه البخاري في "كتاب الصلاة" " باب كيف فرضت الصلوات في الإسراء" حديث(349)، وأخرجه النسائي في "كتاب الصلاة" " باب فرض الصلاة" حديث (448)، وأخرجه ابن ماجه في " كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها" " باب ما جاء في فرض الصلوات الخمس والمحافظة عليها" حديث (1399).



شرح ألفاظ الأحاديث:

(أُتِيتُ بِالْبُرَاقِ):قال النووي رحمه الله:" هو بضم الباء الموحدة، قال أهل اللغة: البراق اسم الدابة التي ركبها النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء.

قيل سمي بذلك: لأنه مشتق من البرق لسرعته، وقيل: لشدة صفائه وتلألئه وبريقه، وقيل: لكونه أبيض. [انظر شرح النووي لمسلم(2/ 385)، والفتح (1/ 85)].

(يَضَعُ حَافِرَهُ عِنْدَ مُنْتَهَىٰ طَرْفِهِ): الطرف بفتح الطاء وسكون الراء البصر وفي رواية للبخاري"يضع خطوة عند أقصى طرفه" أي رجله عند منتهى ما يرى بصره، والمقصود أنه سريع بعيد الخطوة. [انظر: المفهم (1/ 387)].

(حَتَّى أَتَيْتُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ قَالَ، فَرَبَطْتُهُ بِالْحَلْقَة): قال النووي رحمه الله:" بيت المقدس فيه لغتان شهيرتان غاية الشهرة: إحداهما بفتح الميم وإسكان القاف وكسر الدال، والثانية بضم الميم وفتح القاف والدال المشددة، قال الواحدي: أما من شدده فمعناه المطهر... وأما الحلقة فبإسكان اللام على اللغة الفصيحة المشهورة، وحكى الجوهري وغيره فتح اللام أيضاً... وجمع حلق حلقات، وأما لغة الإسكان فجمعها حَلق وحِلق بفتح الحاء وكسرها" [شرح مسلم المرجع السابق] والمراد أنه ربطها بحلقة باب مسجد بيت المقدس.

(اخْتَرْتَ الْفِطْرَةَ): قال النووي رحمه الله:" فسروا الفطرة هنا بالإسلام، ومعناها والله أعلم، اخترت علامة الإسلام والاستقامة، وجعل اللبن علامة لكونه سهلاً طيباً طاهراً سائغاً للشاربين، سليم العاقبة، وأما الخمر فإنها أم الخبائث وجالبة لأنواع من الشر في الحال والمآل" [شرح مسلم (2/ 385-386)].

(ثُمَّ عَرَجَ): بفتح العين والراء أي صعد.

(فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ ): أي طلب الفتح.

(وَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ؟): قيل هو استفهام عن أصل البعثة، وقيل: بل هو استفهام هل بُعث إليه وصعود السموات وهو قول الأكثر والأظهر والله أعلم، إذ أن أصل البعثة لا يخفى عليه.

(الْبَيْتِ الْمَعْمُور): سمي بذلك لكثرة عمارته بدخول الملائكة فيه وتعبدهم عنده.[ انظر المفهم (1/ 389)].

(سِدْرَةِ الْمُنْتَهَىٰ): قال النووي رحمه الله:" قال ابن عباس والمفسرون وغيرهم: سميت سدرة المنتهى لأن علم الملائكة ينتهي إليها، ولم يجاوزها أحد إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحكى عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنها سميت بذلك لكونها ينتهي إليها ما يهبط من فوقها وما يصعد من تحتها من أمر الله تعالى" [شرح مسلم (2/ 386) انظر تفسير البغوي(7/ 405) وتفسير ابن كثير (7/ 454)].

(كَالْقِلاَلِ): بكسر القاف جمع (قلة) والقلة جرة عظيمة تسع قربتين أو أكثر.

(يَنْعَتَهَا): أي يصفها.

(عَنْ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِرَسُولِ اللّهِ): تقول أسرى وسرى إذا سار ليلاً، هذا قول الأكثر، وقيل أسرى سار أول الليل، وسرى سار من آخره، وليلة الإسراء هي ليلة المعراج، ولكن الإسراء في الأرض والمعراج في السماء.

(أَنَّهُ جَاءَهُ ثَلاَثَةُ نَفَرٍ قَبْلَ أَنْ يُوحَىٰ إِلَيْهِ): قال ابن حجر رحمه الله:" والنفر الثلاثة لم أقف على تسميتهم صريحا لكنهم من الملائكة" [الفتح (13/ 480)].

(ثُمَّ جَاءَ بِطَسْتٍ): بفتح الطاء وإسكان السين وهو الإناء المعروف.

(فَإِذَا رَجُلٌ عَنْ يَمِينِهِ أَسْوِدَةٌ): فسر الأسودة بأنهم نسم بنيه، والأسودة جمع سواد كزمان، أزمنة، والسواد الشخص وقيل الجماعات.

(نَسَمُ بَنِيهِ): بفتح النون والسين والواحدة نسمة، قال الخطابي وغيره: هي نفس الإنسان والمراد أرواح بني آدم. [ انظر شرح النووي لمسلم (2/ 390)].

(حَتَّى ظَهَرْتُ لِمُسْتَوىً أَسْمَعُ فِيهِ صَرِيفَ الأَقْلاَمِ): أي حتى علوت لمستوى أسمع فيه صوت الأقلام بالكتابة قال الخطابي:" هو صوت ما تكتبه الملائكة من أقضية الله تعالى ووحيه، وما ينسخونه من اللوح المحفوظ، أو ما شاء الله تعالى من ذلك أن يكتب ويرفع لما أراده من أمره وتدبيره" [شرح النووي لمسلم (2/ 392)].

(جَنَابِذُ اللُّؤْلُؤِ): قال النووي رحمه الله:" هي القباب واحدتها جنبذة" [المرجع السابق].



فوائد الأحاديث:

الفائدة الأولى: الحديث دليل على إثبات الإسراء والمعارج برسول الله صلى الله عليه وسلم، والكلام عليه من عدة وجوه:

معنى الإسراء والمعراج:

الإسراء لغة: السير بالشخص ليلاً، وشرعاً سير جبريل بالنبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلى بيت المقدس ليلاً.

ويدل على ذلك: قوله تعالى: ﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى[الإسراء: ١].

والمعراج لغة: الآلة التي يُعرج بها وهي المصعد، وشرعاً: عروج النبي صلى الله عليه وسلم من الأرض إلى السماء، والله أعلم بكيفية الآلة التي عرجت به.

ويدل على ذلك: قوله تعالى من أول سورة النجم:﴿ وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَىٰ * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَىٰ[النجم: ١ - ٢] إلى قوله: ﴿ لَقَدْ رَأَىٰ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَىٰ [النجم: ١٨ ].



الإسراء والمعراج ثابت بالكتاب والسنة والإجماع:

فمن الكتاب: قوله تعالى: ﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى [لإسراء: ١]، والأقصى يعني الأبعد سمي بذلك قيل لبعده عن مكة.

ومن السنة: الأحاديث كثيرة منها أحاديث الباب؛حديث مالك بن صعصعة، وحديث أنس وحديث أبي ذر رضي الله عنهم، وحديث ابن عباس رضي الله عنه أيضا في الصحيحين، وورد في أحاديث أخرى في غير الصحيحين حتى ذكر القاسمي: أن حادثة الإسراء والمعراج رواها عشرون صحابياً.

وأجمع السلف رحمهم الله على أنه صلى الله عليه وسلم أسُري وعُرج به.



مكان الإسراء والمعراج ووقته:

مكانه: بالاتفاق أن الإسراء كان من مكة إلى بيت المقدس، وبالاتفاق أن المعراج كان من بيت المقدس. [انظر مجموع الفتاوى 3/ 387].

ويدل على ذلك: قوله تعالى: ﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى[الإسراء:1]، وحديث مالك بن صعصعة وأيضاً أنس بن مالك في الصحيحين يدلان على أن المعراج كان من بيت المقدس.



وأما وقته: لم يثبت دليل صريح صحيح في تحديد تاريخ الإسراء والمعراج، والذي يعرف من كتب السيرة أن الإسراء والمعراج كان بعد عام الحزن الذي توفي فيه عم النبي صلى الله عليه وسلم أبوطالب وزوجة النبي صلى الله عليه وسلم خديجة وفيه طرد النبي صلى الله عليه وسلم من الطائف وليس في معرفة تاريخ الإسراء والمعراج كبير فائدة لأنه لا يترتب عليه حكم شرعي والأقوال في تحديدها كثيرة وليس هناك نص صحيح صريح فقيل: قبل البعثة، وقيل: بعد الهجرة، وقيل: قبل الهجرة بخمس، وقيل:بست، وقيل: بسنة وشهرين، حتى بلغت أكثر من عشرة أقوال [انظر فتح الباري 7 / 203].

ولهذا من الجهل ما يفعله البعض من الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج حيث يتعبدون بالاحتفال بليلة سبع وعشرين من شهر رجب، زاعمين أنها هي ليلة الإسراء، والاحتفال بتلك الليلة لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم ولا الصحابة ولا التابعون، فضلاً على أنه لا يعرف تحديد هذه الليلة، إذ لم يأت دليل صريح صحيح في تحديدها، فالاحتفال بها من البدع المحدثة.

والإسراء والمعراج كان بروحه صلى الله عليه وسلم وبدنه وكان يقظة مرة واحدة لا مناماً.

وهذا قول جمهور العلماء أنه كان بروحه وجسده يقظة لا مناماً مرة واحدة.

ويدل عليه: أن لفظ العبد يصدق على الجسد والروح والله - عز وجل - يقول: ﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى، وأيضاً لو كان بروحه فقط لم يستبعده كفار قريش وينكروه ويستهزئوا بالنبي صلى الله عليه وسلم لأنه يكون كالرؤى المنامية ولكنها معجزة جعلها الله لنبيه.

وقيل: الإسراء كان مناماً، وقيل: كان بروحه دون جسده، وقيل: كان الإسراء مراراً مرة بروحه ومرة بجسده ومرة يقظة ومرة مناماً، والصواب كما تقدم وهو قول الجمهور والله أعلم.

قال ابن حجر:" وإلى هذا - يعني الإسراء والمعراج بالروح والجسد - ذهب جمهور الأمة من العلماء المحدثين والفقهاء والمتكلمين وتواردت عليه الأخبار الصحيحة ولا ينبغي العدول عن ذلك " [الفتح 7/ 197].

وإلى هذا ذهب ابن القيم في زاد المعاد ونصر القول بأنه عرج به بجسده وروحه. [انظر زاد المعاد 3/ 24].

وفي إسراء الله تعالى بنبيه صلى الله عليه وسلم بيان عظيم قدرة الله تعالى.

يتبع


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 130.93 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 129.21 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (1.31%)]