|
ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها محمد عبدالرحمن صادق قال تعالى: ﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَـئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ [البقرة: 114]. • قال الإمام القرطبي رحمه الله: ".... وأراد بالمساجد هنا بيت المقدس ومحاريبه. وقيل الكعبة، وجمعت لأنها قبلة المساجد أو للتعظيم. وقيل: المراد من منع من كل مسجد إلى يوم القيامة، وهو الصحيح، لأن اللفظ عام ورد بصيغة الجمع، فتخصيصها ببعض المساجد وبعض الاشخاص ضعيف، والله تعالى أعلم. • وقال الإمام القرطبي أيضاً: خراب المساجد قد يكون حقيقياً كتخريب بخت نصر والنصارى بيت المقدس على ما ذكر أنهم غزوا بني إسرائيل مع بعض ملوكهم - قيل: اسمه نطوس بن اسبيسانوس الرومي فيما ذكر الغزنوي - فقتلوا وسبوا، وحرقوا التوراة، وقذفوا في بيت المقدس العذرة وخربوه. ويكون مجازا كمنع المشركين المسلمين حين صدوا رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن المسجد الحرام، وعلى الجملة فتعطيل المساجد عن الصلاة وإظهار شعائر الإسلام فيها خراب لها. • قال ابن العربي - رحمه الله – في كتاب أحكام القرآن: " فائدة هذه الآية تعظيم أمر الصّلاة فإنّها لمّا كانت أفضل الأعمال وأعظمها أجراً كان منعها أعظم إثماً، وإِخراب المساجد تعطيل لها وقطع بِالمسلمِين في إظهار شعائرهم وتأليف كلمتهم ". • قال السعدي رحمه الله: أي: لا أحد أظلم وأشد جُرما، ممن منع مساجد الله، عن ذكر الله فيها وإقامة الصلاة وغيرها من الطاعات. • وجاء في التفسير الميسر لنخبة من العلماء: " لا أحد أظلم من الذين منعوا ذِكْرَ الله في المساجد من إقام الصلاة، وتلاوة القرآن، ونحو ذلك، وجدُّوا في تخريبها بالهدم أو الإغلاق، أو بمنع المؤمنين منها. أولئك الظالمون ما كان ينبغي لهم أن يدخلوا المساجد إلا على خوف ووجل من العقوبة، لهم بذلك صَغار وفضيحة في الدنيا، ولهم في الآخرة عذاب شديد ". أولاً: المسجد وأهميته: المسجد هو المكان الذي يُعد ويُهيأ لآداء الصلاة فيه. ومن رحمة الله تعالى بالمسلمين أن جعل لهم الأرض مسجداً وطهوراً. • جاء في " المصباح المنير": المسجد في اللغة: بيت الصلاة، وموضع السجود من بدن الإنسان والجمع مساجد. • يقول الزركشي - رحمه الله – في كتاب " إعلام الساجد بأحكام المساجد " قال: " ولما كان السجود أشرف أفعال الصلاة، لقرب العبد من ربه، اشتق منه اسم المكان للموضع الذي بني للصلاة فيه، فقيل: مسجد، ولم يقولوا: مركع ". • جاء في الجامع لأحكام القرآن للقرطبي رحمه الله: قال ابن عباس رضي الله عنهما: " المساجد بيوت الله تضيء لأهل السماء كما تضيء النجوم لأهل الأرض". ولقد حث الإسلام على بناء المساجد وعمارتها بالصلاة والذكر الصحيح ومُدارسة العلم النافع وإشهار عقود النكاح وتفقد أحوال المسلمين والإعداد للغزوات والحروب واستقبال الوفود... الخ من كل ما يتفق مع دور المسجد وقدسيته في الإسلام. قال ابن تيمية رحمه الله: " وكانت مواضع الأئمة، ومجامع الأمة هي المساجد ؛ فإن النبي أسس مسجده المبارك علي التقوى، ففيه الصلاة، والقراءة والذكر، وتعليم العلم، والخطب، وفيه السياسة، وعقد الألوية والرايات، وتأمير الأمراء، وتعريف العرفاء. وفيه يجتمع المسلمون عنده لما أهمهم من أمر دينهم ودنياهم ". • وكذلك حث الإسلام على تطهيرالمساجد من كل دنس قولي أو فعلي وكل ما يتنافى مع طبيعتها من بيع أو شراء أو أمر من أمور الدنيا التي لا تتفق مع قدسية المسجد ودوره. فالمساجد هي بيوت الله في أرضه وهي أحب البقاع إليه سبحانه وتعالى. • ولأهمية المسجد في بناء شخصية متكاملة لإنسان ( سليم العقيدة – صحيح العبادة – متين الخلق – مثقف الفكر – مجاهداً لنفسه – نافعاً لغيره – حريصاً على وقته – منظماً في شؤنه - نظيفاً في بدنه – غيور على دينه.... إلخ ) نجد أن أعداء الإسلام وضعوا في قمة أولوياتهم هدم هذا الصرح والقضاء على الدور المنوط به ليكون مكاناً لأداء طقوس " كهنوتية " وعزله عن واقع الناس ومعاملاتهم وأخلاقهم. • يقول المستشرق ( زويمر ) - رئيس جمعيات التبشير - في كتاب " الغارة على العالم الإسلامي ": " إن التبشير بالنسبة للحضارة الغربية له ميزتان: ميزة الهدم وميزة البناء، أن تهدم شخصية المسلم، فتخرجه من المسجد ومن القرآن ومن محمد صلى الله عليه وسلم، وأما البناء فنعني به تنصير المسلم إذا أمكن، ولكن إذا ما أمكن فيكفي أن تخرجه من الإسلام ". ثانياً: ذكر المسجد في القرآن الكريم: كما ذكرنا أن للمسجد أهمية كبيرة بالنسبة للمسلمين في كل أحوالهم وشؤنهم فهو قلبهم النابض وعقلهم الواعي والروح التي تسري في أوصالهم وأبدانهم ولذلك عني القرآن الكريم بجعله القبلة التي يتجهون إليها فتكون رياً للنفوس وشفاء لما في الصدور. أ) أضاف الله تعالى المساجد إلى اسمه إضافة تشريف وتعظيم لبيوته في الأرض: قال تعالى: ﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَـئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ ( البقرة: 114 ). 2- قال تعالى: ﴿ مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَن يَعْمُرُواْ مَسَاجِدَ الله شَاهِدِينَ عَلَى أَنفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ ﴾ ( : 17 ). 3- قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَـئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ ﴾ ( التوبة 18 ). 4- قال تعالى: ﴿ وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً ﴾ ( الجن 18 ). 5- قال تعالى: ﴿ فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ ﴾ ( قريش 3–4 ). • والمضاف إلى الله تعالى نوعان: جاء في كتاب شرح العقيدة الطحاوية، قال ابن أبي العز الحنفي - رحمه الله -: " فينبغي أن يعلم أن المضاف إلى الله نوعان: صفات لا تقوم بأنفسها، كالعلم والقدرة والكلام والسمع والبصر، فهذه إضافة صفة إلى الموصوف بها، فعلمه وكلامه وقدرته وحياته صفات له، وكذا وجهه ويده سبحانه. والثاني: إضافة أعيان منفصلة عنه، كالبيت والناقة والعبد والرسول والروح، فهذه إضافة مخلوق إلى خالقه، لكن إضافة تقتضي تخصيصا وتشريفا، يتميز بها المضاف عن غيره ". ب) جعل الله تعالى المسجد الحرام قِبلة للمسلمين في صلاتهم وقصدهم في حجهم وجعله آمناً مباركاً وحرم القتال فيه وحرمه على المشركين: قال تعالى: ﴿ قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ ﴾ ( البقرة: 144 ). 2- قال تعالى: ﴿ إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ * فِيهِ آيَاتٌ بَيِّـنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِناً وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ﴾ ( آل عمران 96 – 97 ). 3- قال تعالى: ﴿ وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ * وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَـَذَا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ * وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾ ( البقرة 125 – 127 ). 4- قال تعالى: ﴿ وَأَتِمُّواْ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلاَ تَحْلِقُواْ رُؤُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنتُمْ فَمَن تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَن لَّمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ ( البقرة 196 ). 5- قال تعالى: ﴿ إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ ﴾ ( البقرة 158 ). 6- قال تعالى: ﴿ وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ * وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ * ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ ﴾ ( الحج 26 – 29 ). 7- قال تعالى: ﴿ جَعَلَ اللّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَاماً لِّلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلاَئِدَ ذَلِكَ لِتَعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَأَنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ ( المائدة 97 ). 8- قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحِلُّواْ شَعَآئِرَ اللّهِ وَلاَ الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلاَ الْهَدْيَ وَلاَ الْقَلآئِدَ وَلا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّن رَّبِّهِمْ وَرِضْوَاناً وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُواْ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَن تَعْتَدُواْ وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ ( المائدة 2 ). 9- قال تعالى: ﴿ رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ ﴾ ( إبراهيم 37 ). 10- قال تعالى: ﴿ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلاَ تُقَاتِلُوهُمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِن قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاء الْكَافِرِينَ ﴾ ( البقرة 191 ). 11- قال تعالى: ﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَـئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ ( البقرة 217 ). 12- قال تعالى: ﴿ كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِندَ اللّهِ وَعِندَ رَسُولِهِ إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدتُّمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَمَا اسْتَقَامُواْ لَكُمْ فَاسْتَقِيمُواْ لَهُمْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ ﴾ ( التوبة 7 ). 13- قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلاَ يَقْرَبُواْ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَـذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ إِن شَاء إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾ ( التوبة 28 ). ج) جعل الله تعالى السعي في تخريب المساجد وتعطيلها من أشد أنواع الظلم وأمر الله تعالى بالدفاع عن المساجد والحفاظ عليها كما توعد الله تعالى من يصد عن مساجد الله بالعذاب الأليم: قال تعالى: ﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَـئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ ( البقرة 114 ). 2- قال تعالى: ﴿ وَمَا لَهُمْ أَلاَّ يُعَذِّبَهُمُ اللّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُواْ أَوْلِيَاءهُ إِنْ أَوْلِيَآؤُهُ إِلاَّ الْمُتَّقُونَ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ * وَمَا كَانَ صَلاَتُهُمْ عِندَ الْبَيْتِ إِلاَّ مُكَاء وَتَصْدِيَةً فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ ﴾ ( الأنفال 35 ). 3- قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاء الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾ ( الحج 25 ). 4- قال تعالى: ﴿ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴾ ( الحج 40 ). • قال البغوي - رحمه الله – في معالم التنزيل: " ومعنى الآية: ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدم في شريعة كل نبي مكان صلاتهم، لهدم في زمن موسى الكنائس، وفي زمن عيسى البيع والصوامع، وفي زمن محمد صلى الله عليه وسلم المساجد ". 5- قال تعالى: ﴿ هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَالْهَدْيَ مَعْكُوفاً أَن يَبْلُغَ مَحِلَّهُ وَلَوْلَا رِجَالٌ مُّؤْمِنُونَ وَنِسَاء مُّؤْمِنَاتٌ لَّمْ تَعْلَمُوهُمْ أَن تَطَؤُوهُمْ فَتُصِيبَكُم مِّنْهُم مَّعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ لِيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَاباً أَلِيماً ﴾ ( الفتح 25 ). د) أمر الله تعالى ببناء المساجد وتهيئتها وتعميرها بالذكر والطاعات: قال تعالى: ﴿ فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ * رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ * لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ ( النور 36 – 38 ). 2- قال تعالى: ﴿ وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ * وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَـَذَا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ * وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾ ( البقرة 125 – 127 ). 3- قال تعالى: ﴿ وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ * وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ * ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ ﴾ ( الحج 26 – 29 ). هـ) حدد الله تعالى آداباً للمسلمين عند قصدهم المسجد أو المكث فيه وأمرهم باتباعها: قال تعالى: ﴿ يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾ ( الأعراف 31 ). 2- قال تعالى: ﴿ وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴾ ( البقرة 187 ). و) نهى الله تعالى عن اتخاذ المساجد ذريعة ووسيلة للتفرقة بين المسلمين وشق صفهم فمن مقاصد بناء المساجد إظهار الوحدة والألفة والمحبة وتقوية صف المسلمين وليس غير ذلك: قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ اتَّخَذُواْ مَسْجِداً ضِرَاراً وَكُفْراً وَتَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَاداً لِّمَنْ حَارَبَ اللّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ وَلَيَحْلِفَنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ الْحُسْنَى وَاللّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ * لاَ تَقُمْ فِيهِ أَبَداً لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ * أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * لاَ يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْاْ رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلاَّ أَن تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾ ( التوبة 107 – 110 ). • بهذه المباديء جعل الله تعالى للمسجد عظمته وقدسيته في قلوب المسلمين يشيدونه ويعمرونه بالطاعات ويتأدبون بآدابه وينافحون عنه ويدافعون فهو قبلتهم ورمز عزتهم وكرامتهم. ثالثاً: ذكر المسجد في السنة النبوية المطهرة: إن أول ما حرص عليه النبي صلى الله عليه وسلم فور هجرته إلى المدينة هو بناء المسجد والمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار وبذلك تقوى الأواصر وتلتحم الصفوف فتستعصي على كل محاولات التفرقة ويظل المجتمع المسلم وثيق الصلة بربه. 1- عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَدِمَ المدينةَ، فنزل في عُلوِ المدينةِ، في حيٍّ يقالُ لهم بنو عمرِو بنِ عوفٍ،فأقام فيهم أربعَ عشْرةَ ليلةً، ثم إنه أرسلَ إلى ملإٍ بني النجارِ، فجاءوا متقلِّدين بسيوفِهم، قال: فكأني أنظرُ إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم على راحلتِه، وأبو بكرٍ رِدْفُه، وملأُ بني النجارِ حولَه، حتى ألقى بفناءِ أبي أيوبٍ، قال: فكان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يصلي حيث أدركته الصلاةُ، ويصلى في مرابضِ الغنمِ، ثم إنه أمر بالمسجدِ. قال: فأرسل إلى ملإِ بني النجارِ فجاءوا، فقال: يا بني النجارِ ثامنوني بحائطِكم هذا قالوا: لا والله لا نطلبُ ثمنَه إلا إلى اللهِ، قال أنسٌ: فكان فيه ما أقولُ: كان فيه نخلٌ وقبورُ المشركين وخِربٌ، فأمر رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بالنخلِ فقُطِعَ، وبقبورِ المشركين فنُبِشت، وبالخِربِ فسوِّيت، قال: فصفوا النخلَ قبلةً، وجعلوا عِضادتيه حجارةً، قال فكانوا يرتجزون، ورسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم معهم وهم يقولون: اللهم إنه لا خيرَ إلا خيرُالآخرةِ فانصر الأنصارَ والمهاجرةَ ". ( رواه مسلم ). 2- عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه مر بسوق المدينة فوقف عليها فقال يا أهل السوق ما أعجزكم قالوا وما ذاك يا أبا هريرة قال ذاك ميراث رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم وأنتم هاهنا ألا تذهبون فتأخذون نصيبكم منه قالوا وأين هو قال في المسجد فخرجوا سراعا ووقف أبو هريرة لهم حتى رجعوا فقال لهم ما لكم فقالوا يا أبا هريرة قد أتينا المسجد فدخلنا فيه فلم نر فيه شيئا يقسم فقال لهم أبو هريرة وما رأيتم في المسجد أحدا قالوا بلى رأينا قوما يصلون وقوما يقرؤون القرآن وقوما يتذاكرون الحلال والحرام فقال لهم أبو هريرة ويحكم فذاك ميراث محمد صلى الله عليه وسلم " ( رواه المنذري ). 3- عن أبي ذرٍّ الغفاري رضي الله عنه قال: قلتُ: يا رسولَ اللهِ، أيُّ مسجدٍ وُضِعَ أولَ؟ قال: ( المسجدُ الحرامُ ). قلتُ: ثم أيُّ؟ قال: ( ثم المسجدُ الأقصى ). قلتُ: كم كان بينهما؟ قال: ( أربعونَ، ثم قال: حيثما أدركتكَ الصلاةُ فصلِّ، والأرضُ لكَ مسجدٌ ) ( رواه البخاري ). 4- عن أبي ذرٍّ الغفاري رضي الله عنه قال: " كنت أقرأُ، على أبي، القرآنَ في السُّدةِ، فإذا قَرَأْتُ السجدةَ سَجَدَ، فقلتُ له: يا أَبَتِ، أَتَسْجُدُ في الطريقِ؟ قال: إني سَمِعْتُ أبا ذرٍّ يقولُ: سأَلْتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عن أولِ مسجدٍ وُضِعَ في الأرضِ؟ قال: المسجدُ الحرامُ. قلتُ: ثم أيُّ؟ قال: المسجدُ الأقصى. قلتُ: كم بينهما؟ قال: أربعون عامًا، ثم الأرضُ لك مسجدٌ، فحيثما أدرَكَتْك الصلاةُ فصَلِّ " ( رواه مسلم ). * السُّدَّةُ: الساحة بين يَدَي الباب. 5- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: " صلاةٌ في مسجدِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أفضلُ من ألفِ صلاةٍ فيما سواه من المساجدِ، إلا المسجدَ الحرامِ. فإنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ آخرُ الأنبياءِ. وإنَّ مسجدَه آخرُ المساجدِ. قال أبو سلمةَ وأبو عبدِاللهِ: لم نشكَّ أنَّ أبا هريرةَ كان يقول عن حديثِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ. فمنعنا ذلك أن نستثبتَ أبا هريرةَ عن ذلك الحديثِ. حتى إذا تُوفِّي أبو هريرة، تذاكرنا ذلك. وتلاومْنا أن لا نكون كلَّمْنا أبا هريرةَ في ذلك حتى يُسنده إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ. إن كان سمعه منه، فبينا نحن على ذلك، جالسْنا عبدَ اللهِ بنَ إبراهيمَ بن قارظٍ. فذكرنا ذلك الحديثَ. والذي فرَّطنا فيه من نصِّ أبي هريرةَ عنه. فقال لنا عبدُ اللهِ بنُ إبراهيمَ: أشهد أني سمعتُ أبا هريرةَ يقول: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ " فإني آخرُ الأنبياءِ، وإنَّ مسجدي آخرُ المساجدِ " ( رواه مسلم ). 6- عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أنا خاتمُ الأنبياءِ ومسجدي خاتمُ مساجدِ الأنبياءِ أحقُّ المساجدِ أن يُزارَ وتُشدَّ إليه الرَّواحِلُ المسجدُ الحرامُ ومسجدي وصلاةٌ في مسجدي أفضلُ من ألفِ صلاةٍ فيما سواه من المساجدِ إلَّا المسجدَ الحرامَ " ( رواه المنذري ). 7- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا تُشَدُّ الرِّحالُ إلا إلى ثلاثةِ مساجدَ: المسجدِ الحَرامِ، ومسجدِ الرسولِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ومسجدِ الأقصى " ( رواه البخاري ). 8- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " صلاةٌ في مسجِدِي هذا أفضلُ من ألْفِ صلاةٍ فِيما سِواهُ من المساجِدِ إلَّا المسجِدَ الحرامَ، فإنِّي آخِرُ الأنبياءِ، و إنَّ مسجِدِي آخِرُ المساجِدِ " ( صححه الألباني ). 9- عن عبدالله بن زيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ما بين منبري وبيتي روضةٌ من رياضِ الجنةِ " ( رواه مسلم ). 10- عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنَّ رجلًا مِنْ بَني خُدْرَةَ، ورجلًا مِنْ بَني عمرِو بنِ عوفٍ، امترَيا في المسجدِ الذي أُسِّس على التقوى، فقال الخُدْريُّ: هو مسجدُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، وقال العَوفيُّ: هو مسجدُ قُباءٍ، فأتيا النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، وسألاه، فقال: " هو مسجدي هذا، وفي كلٍّ خيرٌ " ( رواه ابن جرير الطبري ). • امتريا: تمارى القوم: تجادلوا. تمارى في الشيء: شك فيه. 11- عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " فُضِّلْتُ بأربعٍ جُعِلَتْ لِيَ الأرضُ مسجدًا وطهورًا فأيُّما رجلٌ من أمتي أَتَى الصلاةَ فلم يجدْ ماءً وجدَ الأرضَ مسجدًا وطهورًا وأُرْسِلْتُ إلى الناسِ كافةً ونُصِرْتُ بالرعبِ من مسيرةِ شهرٍ يسيرُ بينَ يديْ وأُحِلَّتْ لِيَ الغنائمُ " ( صححه الألباني ). 12- عن عبدالله بن سعد الأنصاري قال: سألتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ أيُّما أفضلُ الصَّلاةُ في بيتي أوِ الصَّلاةُ في المسجِدِ؟ قالَ: " ألا تَرى إلى بَيتي ما أقربَهُ منَ المسجِدِ فلأن أصلِّيَ في بيتي أحبُّ إليَّ من أن أصلِّيَ في المسجِدِ، إلَّا أن تَكونَ صلاةً مَكْتوبةً " ( رواه المنذري ). 13- عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: " لتَكُنِ المساجدُ بيتَك فإنِّي سمعتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ: " إنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ ضمِنَ لمن كانتِ المساجدُ بيتَه الأمنَ والجوازَ على الصِّراطِ يومَ القيامةِ " ( رواه البزار في الأحكام الشرعية الكبرى ). 14- عن أم حميد امرأة أبي حميد الساعدي رضي الله عنها أنَّها جاءتِ النَّبيَّ إلى صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فقالَت: يا رسولَ اللَّهِ إنِّي أحبُّ الصَّلاةَ معَكَ. قالَ: " قد عَلِمْتُ أنَّكِ تحبِّينَ الصَّلاةَ مَعي، وصلاتُكِ في بيتِكِ خيرٌ من صلاتِكِ في حُجرتِكِ، وصلاتُكِ في حُجرتِكِ خيرٌ من صلاتِكِ في دارِكِ، وصلاتُكِ في دارِكِ خيرٌ مِن صلاتِكِ في مَسجدِ قومِكِ، وصلاتُكَ في مَسجدِ قومِكِ خيرٌ مِن صلاتِكِ في مَسجدي قالَ فأمرتُ فبُنيَ لَها مَسجدٌ في أقصى شَيءٌ مِن بيتِها وأظلمِهِ وَكانَت تصلِّي فيهِ حتَّى لَقيَتِ اللَّهَ عزَّ وجلَّ " ( رواه المنذري ). يتبع
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |