|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() الدعاء والإخلاص من ثمرات معرفة الأسماء والصفات الشيخ وليد بن فهد الودعان إنَّ مَن تأمَّل شيئًا من أسماء الله وصِفاته فإنَّها بلا شك ستقودُه إلى أن يتضرَّع إلى الله بالدعاء ويبتهِل إليه بالرَّجاء؛ فمَن تأمَّل قرْبَ الله تعالى من عبده المؤمن، وأنَّ الله تعالى هو القريب المجيب، والبَرُّ الرحيم، والمحسِن الكريم – فإنَّ ذلك سيفتح له بابَ الرَّجاء وإحسان الظنِّ بالله، وسيدفعه إلى الاجتهاد في الدعاء والتقربُّ إلى الله به. بل إنَّ مَن تأمَّل وتعبَّد بالأسماء والصفات لا يقتصر على مجرَّد الدعاء؛ بل سيفيض عليه ذلك الأمرُ حضورَ القلب وجمعيَّته بكلِّيته على الله تعالى، فيرفع يديه مُلِحًّا على الله بالدعاء والسؤال، والطَّلبِ والرَّجاء. وإنما كان الدعاء من أجَلِّ ثمرات العلم بالأسماء والصِّفات، وكان هو سِلاح المؤمن، وميدان العارف، ونجوى المحبِّ، وسلَّم الطالب، وقرَّة عين المشتاق، وملجأ المظلوم - لِما فيه من المعاني الإلهيَّة العظيمة، ولذا قال ابنُ عقيل مبينًا شيئًا من هذه المعاني: "قد ندب الله تعالى إلى الدعاء، وفي ذلك معانٍ: • أحدها: الوجود؛ فإنَّ مَن ليس بموجود لا يُدعى. • الثاني: الغنى؛ فإنَّ الفقير لا يُدعى. • الثالث: السَّمع؛ فإن الأصمَّ لا يُدعى. • الرابع: الكرَم؛ فإنَّ البخيل لا يدعى. • الخامس: الرَّحمة؛ فإنَّ القاسي لا يُدعى. • السادس: القدرة؛ فإنَّ العاجِز لا يُدعى"[1]. ♦ ♦ ♦ ♦ الإخلاص: إنَّ إدراك معاني الأسماء والصِّفات على التحقيق يحمل العبدَ على إفراد الله بالقصد والابتعاد عن صَرْف شيء من العبادة لغيره تعالى؛ ولذا كان من أعظم ما يخلِّص العبدَ من دنَس الرِّياء مُلاحظة أسماء الله وصِفاته؛ فمَن لاحَظ من أسماء الله الغني دفعه ذلك إلى الإخلاص لغنى الله تعالى عن عمله وفقره هو إلى الله عزَّ وجلَّ، ((قال الله تبارك وتعالى: أنا أغنى الشُّرَكاء عن الشِّرك؛ مَن عمِل عملًا أشرَك فيه معي غيري تركتُه وشِركَه))[2]، ومَن تأمَّل اسمَ الله العليم فإنَّه يعلم أنَّ ما أخفاه عن أعين الناس من ملاحظَة الخلق لا يَخفى على الله لعلمه التام بكلِّ شيء، ومَن تأمَّل اسمَ الله الحفيظ حمله ذلك على تَرْك الرِّياء؛ لأنَّ كل ما يفعله العبد محفوظ عليه سيوافى به يومَ القيامة. وإذا صنع ذلك كان عمله كلُّه لله؛ فحبُّه لله، وبُغضه لله، وقوله لله، ولَحْظُه لله، وعطاؤه لله، ومنعُه لله، فلا يريد من الناس جزاءً أو شكورًا، ولسان حاله: ﴿ إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا ﴾ [الإنسان: 9]. وإنَّ تقصير العبد في إخلاصه ووقوعَه في الرِّياء أو قصد غير الله إنَّما هو بسبب جهله بأسماء الله وصفاتِه؛ ولذا قال ابنُ رجب: "ما تظاهر المرائي إلى الخلق بعمله إلَّا بجهله بعظَمة الخالق"[3]. ذلك أنَّ من امتلأ قلبه بعظَمَة الله فإنه يَستصغر كلَّ من سواه؛ فلا يرجو منه قربًا بعمله أو رِزقًا بقوله، ولم يتعلَّق بغير الله، والله تعالى له الأمر كله، فلا يكون في الكون شيء إلَّا بأمره وعلمه. [1] "شرح العقيدة الطحاوية"؛ لابن أبي العز (678). [2] رواه مسلم (2985). [3] تحقيق كلمة الإخلاص (ضمن مجموعة رسائل له، ت: العزازي: 53).
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |