
12-09-2020, 12:50 AM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 154,173
الدولة :
|
|
وظيفة الرسل عليهم الصلاة والسلام
وظيفة الرسل عليهم الصلاة والسلام
الشيخ عبدالرحمن بن حماد آل عمر
يُعلَمُ مما تقدَّم أن الرسل عليهم الصلاة والسلام عبادٌ لله، اصطفاهم لحَمْل رسالته إلى خلقه، مبشِّرين ومنذرين؛ لئلَّا يكون للناس على الله حجَّة بعد الرسل.
وليُعلَمْ أن وظيفتَهم التي كُلِّفوا بها هي: دعوة الناس إلى التوحيد، وتحذيرُهم من الشرك، وأمرُهم بإخلاص العبادة لله وحدَه لا شريكَ له، والتزامُ الطاعات، وتجنُّبُ المعاصي.
وقد دعا خاتمُ النبيِّين محمد صلى الله عليه وسلم إلى ما دعَوْا إليه، ونهى عما نهَوا عنه قال تعالى: ﴿ قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [الأنبياء: 108] وقال تعالى: ﴿ قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴾ [الأعراف: 188]، وقال تعالى: ﴿ قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ﴾[الكهف: 110]، وقال صلى الله عليه وسلم: ((لا تُطْرُوني كما أطرَتِ النصارى ابنَ مريم، إنما أنا عبدٌ، فقولوا: عبدُ اللهِ ورسولُه))؛ رواه البخاري ومسلم عن عمر رضي الله عنه، وقال صلى الله عليه وسلم: ((إنه لا يُستغاثُ بي، وإنما يُستغاثُ بالله))؛ رواه الطبراني بإسناده، وقال صلى الله عليه وسلم: ((إذا سألت، فاسأل الله، وإذا استعنت، فاستعن بالله))؛ رواه الترمذي عن ابن عباس رضي الله عنهما في حديث طويل، وصحَّحَه.
وقال صلى الله عليه وسلم: ((اللهم لا تجعلْ قبري وَثَنًا يُعبَدُ، اشتدَّ غضبُ الله على قومٍ اتَّخذوا قبورَ أنبيائهم مساجدَ))؛ رواه مالكٌ في الموطأ، وقال صلى الله عليه وسلم وهو في الاحتضار: ((لعنةُ الله على اليهود والنصارى؛ اتَّخذوا قبورَ أنبيائهم مساجدَ))؛ رواه البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها.
فصلَّى اللهُ وسلَّم على عبده ورسولِه محمدٍ الذي بلَّغ الرسالة، وأدَّى الأمانة، ونصح للأمة.
وإذا عرف المُوحِّدُ ما تقدَّم، وعرف دينَ الرسل، وعرَف ما أصبَحَ كثيرٌ من الناس فيه من الجهل - استفادَ: الفرحَ بفضل الله ورحمته عليه؛ حيث أنجاه من أعظم معصية؛ وهي: الشرك الذي لا يغفرُه الله، واستفادَ الخوفَ العظيم منه.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|