من آثار التعبد بالأسماء والصفات - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         التحقيق في ملحمة الصديق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 11 )           »          أوليات البراء بن معرور رضي الله عنه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          فوائد متعلقة بمعمر بن راشد ودخوله اليمن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          الإسفار عما نسخه الإمام النووي بخطه من الكتب والأسفار (word) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          إدارة نبي الله سليمان لمملكته في القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 4 )           »          العلامة المجمعي محمد شفيق البيطار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          رؤيتان تعرفان بمنزلة الأوزاعي رحمه الله تعالى (ت 157هـ) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          العلامة حسن الجبرتي والنهضة الحضارية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 5 - عددالزوار : 120 )           »          الأنساب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          وداعا صاحب العيش في مكة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-09-2020, 03:55 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,739
الدولة : Egypt
افتراضي من آثار التعبد بالأسماء والصفات

من آثار التعبد بالأسماء والصفات
الشيخ وليد بن فهد الودعان





الخشية والهيبة واليقين والسكينة والطُّمأنينة والرضا











الخشية والهيبة:



قال ابن القيم: "كلَّما ازدادت معرفةُ العبد بربِّه ازدادتْ هيبتُه له وخشيتُه إيَّاه، كما قال الله تعالى: ﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ﴾ [فاطر: 28]؛ أي: العلماء به، وقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((أنا أعرَفُكم بالله وأشدُّكم له خشية[1]))[2].







وفي قوله تعالى: ﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ﴾ يقول البحر ابنُ عباس في معنى الآية: "إنَّما يَخافني مِن خلْقي مَن علِم جبروتي وعزَّتي وسلطاني"[3].







وقال ابن كثير: "إنَّما يخشاه حقَّ خشيته العلماءُ العارِفون به؛ لأنَّه كلما كانت المعرفة للعظيم القديرِ العليم الموصوفِ بصفات الكمال المنعوتِ بالأسماء الحسنى كلما كانت المعرفة به أتمَّ والعلم به أكمل - كانت الخشيةُ له أعظم وأكثر"[4].







وكيف لا يَخشع القلب ويهاب إذا امتلأ بالحبِّ والتعظيمِ والمعرفة بالخالق العظيم؛ فإنَّ من عرف اللهَ صفا له العيشُ، وطابَت له الحياة، وهابه كلُّ شيء، وذهب عنه خوفُ المخلوقين، وأنِس بالله وحده[5].







اليقين والسكينة والطُّمأنينة:



مَن عبَد اللهَ بأسمائه وصفاتِه وتحقَّق من معرفة خالقه جلَّ وعلا، وعظَّمَه حقَّ تعظيمه فإنَّه ولا شك يصِل إلى درجة اليقين.



قال ابن القيم: "فاليقين هو الوقوفُ على ما قام بالحقِّ؛ من أسمائه وصفاته، ونعوت كماله وتوحيده"[6].



وباليقين مع الصَّبر تُنال الإمامةُ في الدِّين، قال تعالى: ﴿ وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ ﴾ [السجدة: 24].







وتلك المنزِلة العالية الرَّفيعة هي روح أعمال القلوب التي هي أرواح أعمال الجوارِح، وهو حقيقة الصدِّيقيَّة، ومتى وصَل اليقينُ إلى القلب امتلأ نورًا وإشراقًا وانتفى عنه كلُّ رَيبٍ وشكٍّ وسخط وغمٍّ، وامتلأ محبَّةً لله وخوفًا منه، ورضًى به وشكرًا له، وتوكُّلًا عليه وإنابة إليه، قال أبو بكر الدقاق: "اليقين ملاك القلب وبه كمالُ الإيمان، وباليقين عُرِف الله، وبالعقل عُقِل عن الله".



وإذا تيقَّن القلب نزلَت السَّكينة؛ وهي الطُّمأنينة والسكون الذي يَنزل في القلب عند اشتداد المخاوف والبلاء، فيزداد ذلك القلب إيمانًا وثباتًا، ويكسو الجوارحَ خشوعًا ووقارًا، ويضفي على اللِّسان حكمة وصوابًا[7].







الرضا:



والرِّضا من ثمرات المعرفةِ بالله؛ فمَن عرف اللهَ بعدله وحلمِه وحكمته ولطفِه أثمر ذلك في قلبه الرِّضا بحكم الله وقدَرِه في شرعه وكونه، فلا يعترض على أمره ونهيه ولا على قضائه وقدَرِه، بل تراه: "قد يجري في ضمن القضاء مرارات يجد بعضَ طعمها الرَّاضي، أمَّا العارِف فتقلُّ عنده المرارات لقوَّة حلاوة المعرفة، فإذا ترقَّى بالمعرفة إلى المحبَّة صارت مرارة الأقدار حلاوةً؛ كمان قال القائل:





عذابه فيك عَذْبُ

وبُعدُه فيك قُرْبُ



وأنت عندي كرُوحي

بل أنتَ منها أحبُّ



حَسبي من الحبِّ أنِّي

لِما تحِبُّ أُحبُّ"[8]










وقد كان من سؤال الحبيب صلَّى الله عليه وسلم: ((أسألك الرِّضا بعد القضاء))[9].







وإنما يَرضى المؤمن العارِف بأسماء الله وصِفاته بحكم الله وقضائه؛ لأنَّه يعلم أنَّ تدبير الله له خيرٌ من تدبيره لنفسه، وأنَّه تعالى أعلم بمصلحته من نفسه، وأرحَم به من نفسه، وأبرُّ به من نفسه؛ ولذا تراه يَرضى ويسلِّم؛ بل إنَّه يرى أنَّ هذه الأحكام القدَريَّة الكونية أو الشرعية إنما هي رحمة وحكمة، وحينئذ لا تراه يعترض على شيء منها، بل لسان حاله: رضيتُ بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولًا؛ وذلك والله مَحض الإيمان.







[1] الحديث في البخاري (6101)، ومسلم (2356)، بلفظ: ((إنِّي لأعلمهم بالله، وأشدهم له خشية))، وانظر: فتح الباري (1 / 70)، كشف الخفاء (607).




[2] روضة المحبين (406).




[3] زاد المسير (6 / 486).





[4]تفسير القرآن العظيم (3 / 561).




[5] انظر: روضة المحبين(406).




[6] "مدارج السالكين" (2 / 419، 420)، وانظر إلى اليقين منه (1 / 413) وما بعدها).




[7] انظر: "مدارج السالكين" (2 / 527، 255).




[8] صيد الخاطر (69).




[9] رواه بهذا اللفظ النسائي (1305)، وصححه الألباني في صحيح سنن النسائي (1237).

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 56.26 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 54.59 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.96%)]