هكذا يكون القضاة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 13984 - عددالزوار : 747092 )           »          التحذير من فتنة النظر إلى نِعمة الكفار وحسن أثاثهم وجمال صورهم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          الموظف القاتل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          النهايات اللائقة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          يجب ألا ينسى الناس المآسي في غزة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          من عظم أمر الله أذل الله له عظماء خلقه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          التحذير من بغض أهل البيت بسبب بعض الظالمين منهم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          التحذير العظيم من إضاعة الصلوات الخمس والتهاون بها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          النَّمَّامُ وَعَمَلُ السَّاحِرِ وَالشَّيْطَانِ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          تجاعيد الزمن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-09-2020, 01:39 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 154,293
الدولة : Egypt
افتراضي هكذا يكون القضاة

هكذا يكون القضاة


محمد بن عبدالله






يقول ربنا - سبحانه وتعالى - في محكم التنزيل: ﴿ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ ﴾ [إبراهيم: 34]، وقال: ﴿ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [النحل: 18]، فمن نِعم الله على خلقه نعمة الفَهم، والحكمة في القول والفعل من نِعم الله على خلقه التي لا تحصى ولا تعدّ، واختصَّ الله بنعمة الفَهْم أنبياءه وأولياءه وكثيرًا من الناس، وكذلك الحكمة في تقدير الأمور، والفصل في المنازعات، وما يكون بين الخلق وبعضهم البعض من خلافات وقضايا.

يقول ابن القيم:
"وتفاوت الأمة في الفَهْم عن الله ورسوله لا يُحصيه إلا الله، ولو كانت الأفهام متساوية لتساوت أقدام العلماء في العلم، ولِما خصَّ - سبحانه وتعالى - سليمان بفَهْم الحكمة في الحرث، وقد أثنى عليه وعلى داود بالعلم والحكمة؛ يقول ربنا - سبحانه وتعالى - في محكم التنزيل: {﴿ وَدَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ * فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ * وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنْتُمْ شَاكِرُونَ * وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ * وَمِنَ الشَّيَاطِينِ مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ وَيَعْمَلُونَ عَمَلًا دُونَ ذَلِكَ وَكُنَّا لَهُمْ حَافِظِينَ ﴾ [الأنبياء: 78 -82].

وقال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - لأبي موسي الأشعري - رضي الله عنه -: "الفَهْم الفَهْم فيما أُولي إليك".

وقال أمير المؤمنين علي - رضي الله عنه -: "إلا فَهمًا يؤتيه الله عبدًا في كتابه".

وكان ابن تيميَّة يقول : اللهم يا معلِّم إبراهيم علِّمني، ويا مفهِّم سليمان فهِّمني".

ومما تناقلته الآثار والتَّراجم عن سلفنا الصالح نماذج كثيرة للفَهم الجيد والفصل الجيد في المسائل والنزاعات التي تُعرَض عليهم.

نذكُر منها:
ما ذكره القرطبي عند تفسيره لسورة "النساء"، فقد ذكِر عن "الزبير بن بكار": أن امرأة قدِمت على أمير المؤمنين "عمر بن الخطاب" - رضي الله عنه - فقالت : "يا أمير المؤمنين، إن زوجي يصوم النهار ويقوم الليل، وأنا أكره أن أشكوه، وهو يعمل بطاعة الله - عز وجل"، فقال عمر - رضي الله عنه -: نِعم الزوج زوجك، فقال "كعب الأزدي" - وكان في مجلس عمر، رضي الله عنه -: يا أمير المؤمنين، إن هذه المرأة تشكو زوجها في مباعدته إياها عن فراشه.

فقال عمر - رضي الله عنه -: كما فَهِمت شكواها فاقضِ بينهما، قال "كعب الأزدي": إليَّ بهما، فقال الزوج: أفي طعام أم في شراب؟! قال "كعب الأزدي": لا.

فقالت المرأة:
يا أيها القاضي الحكيم أرشده
ألهى خليلي عن فراشي مَسجِدُه

زهَّده في مضجعي تعبُّدُه
فاقضِ القضا كعب ولا تردده

نهاره وليله لا يرقده
فلست في أمر النساء أحمَده

فقال زوجها:
زهَّدني في فراشها وفي الحُجَل
أني امرؤ أذهلني ما قد نزل

في سورة النحل وفي السبع الطُّوَل
وفي كتاب الله تخويف جلَل

فقال كعب:
إن لها عليك حقًّا يا رجل
تصيبها في أربع لمَن عقَل

فأعطها ذاك ودع عنك العِلل

فقال عمر - رضي الله عنه -: لا أعرف من أي أمريك أعجب؟! من فَهْمك شكواها، أم من قضائك بينهما؟! اذهب فقد ولَّيتك قضاء البصرة.

ما نقِل عن خلافة "هارون الرشيد" وما كان فيها من آثار عن قاضيه أبي يوسف، صاحب أبي حنيفة النعمان؛ فقد كان أبو يوسف قاضي الدولة في عهد هارون الرشيد، وكان "الفضيل بن الربيع "وزيرًا مرموقًا في خلافة هارون الرشيد، وقد حدَث أمر من الأمور، وكان فيه هذا الوزير "الفضيل بن الربيع" شاهدًا.

وذهب هذا الوزير ليشهد أمام قاضي القضاة أبي يوسف، وإذا بقاضي القضاة لا يقبَل شهادته، ويردُّها عليه، ويقول له: إني سمعتُك يومًا تقول لهارون الرشيد بأنك عبده، فإن كنتَ عبده، فشهادة العبد لا تجوز، وإن كنت كاذبًا، فشهادة الكاذب لا تجوز.

وبذلك فإن من الأشياء الهامة التي يجب أن تكون متوفِّرة في القاضي: تجرُّده لله، وألا يَخشى في الله لومة لائم، وأن يقول الحق ويقضي به، ولو على نفسه أو الأقربين، ولا يشغَله كون أحد الخصوم رئيسًا أو وزيرًا، وما شابه ذلك إنما يشغَله الحق والقضاء به، كما رأينا أن الفَهْم من نِعم الله التي يُنعِم بها الله على مَن يتقي ويصبر ويتوكل على الله من عباده المؤمنين، وفي القرآن الكريم آيات كريمات تدل على ذلك؛ يقول ربنا - سبحانه وتعالي -:﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ [البقرة: 282]، وهذا يكون للمؤمنين الموحدين، عِلمٌ فيه بركة وصلاح البلاد والعباد.

وقد يقذِف الله بالحق على لسان الكافر ليقضي بالحق؛ كما رأينا في سورة "يوسف": ﴿ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ * وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ * فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ ﴾ [يوسف: 26 - 28]، فلم يمنعه من قول الحق أن يوسف خادم، وامرأة العزيز سيدته، فصدَع بالحق، وإن لم يسمع له.

فاللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وممن يَصدَعون بالحق ولو كان مرًّا، ويقضون به ولو على أنفسهم أو الأقربين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلِّ اللهم وسلم على نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - في الأولين والآخرين، وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 53.73 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 52.07 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.10%)]