أسباب معية الله سبحانه وتعالى لأوليائه من خلال القرآن الكريم - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 944 - عددالزوار : 120791 )           »          قواعد مهمة في التعامل مع العلماء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          مكارم الأخلاق على ضوء الكتاب والسنة الصحيحة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          من سؤال الرسول صلى الله عليه وسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          تخريج حديث: أو قد فعلوها، استقبلوا بمقعدتي القبلة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          من أسباب المغفرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (القوي، المتين) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          {إن ينصركم الله فلا غالب لكم} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          مسألة تلبّس الجانّ بالإنسان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          من مائدة الحديث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 8 - عددالزوار : 2963 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 03-09-2020, 05:41 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,389
الدولة : Egypt
افتراضي أسباب معية الله سبحانه وتعالى لأوليائه من خلال القرآن الكريم

أسباب معية الله سبحانه وتعالى لأوليائه من خلال القرآن الكريم



من المعلوم أن الله محيط بعباده بعظمته وعلمه وسمعه وبصره؛ ﴿ {عَالِمِ الْغَيْبِ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ } ﴾ [سبأ: 3]، هذا لكل المخلوقات، لكن هناك معية خاصة للمؤمنين، معية الله لعباده الصالحين؛ فموسى عليه السلام: ﴿ { قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ} ﴾ [الشعراء: 62]، ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم أجاب أبا بكر بقوله: ﴿ { إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا } ﴾ [التوبة: 40]، ومن كان الله معه، فمعه النصر والقوة والتأييد والسداد، ومن كان الله معه، أحبه وكان ((سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، وقدمه التي يمشي بها))، ومن كان الله معه، فقد فاز فوزًا عظيمًا.
وإذا كانت هذه ثمار ونتائج المعية الخاصة، فكيف الطريق إليها؟ سؤال نحاول الجواب عليه باختصار في هذا المقال بإذن الله.
نعلم جميعًا أن الله وصف القرآن بأوصاف؛ منها قوله: ﴿ { يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ} ﴾ [يونس: 57]، وقوله: ﴿ {الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ} ﴾ [هود: 1]، فدعونا نبحث عن أسباب معية الله الخاصة لعباده في القرآن؛ حيث إنه لا أحد أعلم بالله من الله، ولا أحد أدل على الله من الله؛ لذلك فإن هناك أوصاف من اتصف بها كان الله معه؛ ومنها:
الإيمان: فالله سبحانه وتعالى مع أهل الإيمان به وبرسوله وكتابه، وجميع أركان الإيمان، وكل ذلك جاء عن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم؛ قال تعالى: ﴿ { وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ } ﴾ [الأنفال: 19]، فمن حصل من أسباب الإيمان أكثر، كان نصيبه من معية الله له بالتأييد والنصر أعلى وأوفى، والإيمان يزيد وينقص؛ كما في قوله تعالى: ﴿ { وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا} ﴾ [المدثر: 31]، فبزيادة إيمانك تكون من الله أقرب، ويكون الله معك.
التقوى: من الأمور التي رتب الله سبحانه وتعالى عليها معيته الخاصة: التقوى، وهي في معناها العام: "امتثال الأوامر واجتناب النواهي"، أو كما عرفها بعض السلف: "أن تعمل بطاعة الله، على نور من الله، ترجو ثواب الله، وأن تترك معصية الله، على نور من الله، تخاف عقاب الله"؛ لذلك رفع الله من شأن المتقين؛ فقال: ﴿ { وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} ﴾ [البقرة: 194]، فعليك أن تراقب الله بحيث لا يفقدك الله حيث أمرك، ولا يراك حيث نهاك، بذلك يكون الله معك، ومن يكن الله معه، فمعه الفئة التي لا تُغلَب، والحارس الذي لا ينام، والهادي الذي لا يضل، إذًا كن متقيًا لله واعلم ﴿ {أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ } ﴾ [التوبة: 36].
الصبر: للصبر شأن عظيم ومنزلة رفيعة، والعبد محتاج للصبر حاجة شديدة؛ كونه محتاجًا إليه في عمل الطاعة، وترك المعصية، وتحمل الأقدار المؤلمة، فكن ممن ﴿ {صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ } ﴾ [الرعد: 22]؛ لتنال معية الله سبحانه وتعالى بصبرك على طاعة الله، وتحمل المشقة فيها، ومدافعة الشيطان والهوى، والنفس التي تطلب الدعة والراحة، وأيضًا الابتعاد عن المعاصي، والشهوات المحرمة، والعراك مع نفسك؛ ﴿ {إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي } ﴾ [يوسف: 53]، بالإضافة إلى الصبر على الأقدار المؤلمة؛ فالله سبحانه وتعالى يقول: ﴿ { لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ} ﴾ [البلد: 4]، لكن ربنا عز وجل يحثنا على الصبر، ويخبرنا بالمكافأة على ذلك بقوله: ﴿ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ [الأنفال: 46]، وإذا كان الله معك، فأنت في خير ومردك إلى خير؛ حيث تبشر الملائكة المؤمنين الصابرين وتحيهم: ﴿ { سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ } ﴾ [الرعد: 24].
الإحسان: أخبر الله في كتابه في خواتيم سورة النحل عن معيته لفريقين؛ حيث قال سبحانه: ﴿ { إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ } ﴾ [النحل: 128]، وقد سبق الكلام عن التقوى وأهميتها، وبقي الكلام عن الإحسان، والإحسان فسَّره النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (( «الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك» ))، ومن خلال ما جاء في الحديث نجد أن هناك ارتباطًا قويًّا بين الإحسان من العبد والمعية من الله.
فالإحسان: فعل ما ينبغي فعله من المعروف؛ وهو ضربان:
أحدهما: الإنعام على الغير، والثاني: الإحسان في فعله، وذلك إذا علم علمًا محمودًا، وعمل عملًا حسنًا، فبإحسانك في عبادتك وإحسانك إلى غيرك، يكون الله معك؛ (( «والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخي» ه))، و(( «أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس» ))، فمن جمع هذين المقامين: الإحسان في عبادة الخالق، والتعامل مع المخلوق - فليبشر بمعية الله له بالنصر والتأييد والتوفيق في الدنيا، والنعيم المقيم في الآخرة؛ قال الله: ﴿ { لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ } ﴾ [الزمر: 34].
كما أن هناك أسبابًا لمعية الله وردت في السنة يمكن تتبعها في مظانها.
فالخلاصة أنه لكي تكون من أولياء الله، وتظفر بمعية الله الخاصة لك - فعليك بتدبر الآيات الآتية؛ ومن ثَمَّ العمل بمقتضاهن:
﴿ {وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ} ﴾ [الأنفال: 19].
﴿ {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} ﴾ [التوبة: 36].
﴿ { وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ } ﴾ [البقرة: 249].
﴿ {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ } ﴾ [الأنفال: 46].
﴿ {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ} ﴾ [النحل: 128].
فلا تحرم نفسك أخي المبارك من الأخذ بهذه الأسباب، وأخذ النفس بالمجاهدة لتحصيلها؛ فالله تعالى يعطي على القليل كثيرًا، ويجازي عباده من حيث لا يحتسبون، ويضاعف لهم الأجر؛ فقد قال الله في محكم التنزيل: ﴿ {لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ} ﴾ [فاطر: 30].

سالم محمد أحمد












__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 64.41 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 62.69 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.67%)]