|
ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() من منا يوسف؟! عبد الله بن أحمد بيه الشجاعة راحة قلب، ومحو عيب، صاحبها لربه مطيع، وإيمانه منيع، فكن شجاعاً دوماً، إنها صفة العظماء صفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . هي شدة عند البأس، وثبات عند الخوف، صاحبها مقدام، طيب المرام، ليست الشجاعة محصورة في قوة الجسم، وخيفة الناس، وقوة الحجة، بل الشجاعة في مقاومة النفس، والهوى، وحبسها عن الحرام أيضاً، وهو مرادي قي مقالي. إن الشجـاع هـو الجبان عن الأَذَى وأَرى الجريء على الشـرور جبـاناً كن شجاعاً خاصة في هذه الأيام حيث الفتن والشهوات التي قد حاصرت الفرد في كل مكان، وكل زمان، حتى أصبحت بين يديه يحملها، وبإصبعه يجلبها. بالفعل نحن في محنٍ عظيمة تموج كموج البحر. نحن بحاجة إلى شجاعة قوية ثابتة، تنبع من إيمانٍ راسخ، نحن بحاجة إلى شجاعة مثل شجاعةِ يوسف - عليه السلام - عندما تهيأت تلك الفتاة الجميلة، وغلقت كل باب، حتى اطمأنت ثم نادته، لكن شجاعة القلب، وقوة الإيمان؛ ثارت عنده فقال: (مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ). فمن منا يوسف هذه الأيام؟! إن الله لا بد أن يبتلي المؤمن قال - تعالى -: (الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ)، والنبي - صلى الله عليه وسلم - كان من دعائه: ((يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك))، وهو الذي أدبه الله - تبارك وتعالى -. ولو اخترنا الشبهات والدندنة حولها لرأينا كل عجب من مثيريها وعشاقها من العامة وغيرهم، والشجاعة هنا في أخذ الحيطة، والتبرؤ من هذه الثورات؛ ففي الحديث المتفق عليه قال - صلى الله عليه وسلم -: ((فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام، كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه)). يقضى على المرء في أيام محنته حتى يرى حسناً ما ليس بالحسن الثبات على القيم شجاعة، وعمل كل صالح شجاعة، والبعد عن كل طالح شجاعة.ولنا في قصة عبد الله بن حذافة - صلى الله عليه وسلم - مشهد من مشاهد الشجاعة عندما واجه ملك الروم بجبروته وعظمته آنذاك قائلاً له: "يا هرقل والله لو عرضت علي الدنيا كلها على أن أترك دين محمد ما تركته"، شجاعة مبدأ ورأي، لم يأبه لقوة من خصمه، وما مصيره. ليس الشجاع الذي يحمي فريسته عند القتال ونار الحرب تشتعل نحتاج لشجعان يقفون أمام كل شهوة، ينهضون بعد أي كبوة، أقوياء عند المحن، ثابتون عند الفتن، أبطالاً يشار لهم بالبنان، يسعون للخلود في الجنان، عن الحق لا يضلون، وللشهوات لا يستسلمون، يزرعون الخصال الحميدة، والبطولات المجيدة، صبرٌ وكدٌ، وقوة ضمير، بصيرةٌ وعزمٌ، وأملٌ كبير.. فمن منا يوسف هذه الأيام؟!لكن من رد طرفاً أو ثنى وطراً عن الحرام فذالك الفارس البطل
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |