ثقافة الكساح - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1259 - عددالزوار : 136959 )           »          ما هي المصادر التي يأخذ منها الأصوليون علم أصول الفقه؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          إطلالة على أنوار من النبوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          تخريج حديث "إن الله ليعجب من الشاب ليست له صبوة" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          حالات صفة صلاة الوتر على المذهب الحنبلي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          من هو السُّنِّي؟ وهل يخرج المسلمُ من السُّنَّة بوقوعه في بدعة جاهلًا أو متأولًا؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4944 - عددالزوار : 2043862 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4519 - عددالزوار : 1313184 )           »          إنه ينادينا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 24 - عددالزوار : 5567 )           »          السَّدَاد فيما اتفقا عليه البخاري ومسلم في المتن والإسناد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 59 - عددالزوار : 8188 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 02-09-2020, 01:46 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,000
الدولة : Egypt
افتراضي ثقافة الكساح

ثقافة الكساح


لبنى شرف






أقوال كثيرة وعباراتٌ منتشرة بين الناس، يؤمنون بها وكأنها مُسَلَّمات مجزومٌ بصحتها، وهي على العكس من ذلك، وما أسهلَ أن يقتنع الناس بالأباطيل والخزعبلات والخرافات، وما أصعب أن تُقنعهم بالصحيح والصواب!

"لو علمتم الغيبَ، لاخترتُم الواقع"؛ قولٌ لا أدري من أين جاء؟، كثيرٌ من الناس مقتنعون به أشد الاقتناع، ولذا تراهم مستسلِمون لما هم عليه من فقر، وظلم، وبؤس، وضعف، وذلة وسوء حال، ولا يحاولون أو يفكِّرون في التغيير؛ ففي ظنِّهم أن ما ينتظرهم أسوأ مما هم فيه، والمستقبل أسود كظُلمة الليل، فهل يا ترى اطَّلعوا الغيب؟ أم يُوحَى إليهم؟ أم هم مُلهَمون؟.


فرق كبير بين الأخذ بالأسباب المتاحة، والاحتيال لدفع الأقدار بالأقدار، فإن لم يتغيَّر الحال، فالصبرُ والاحتساب والتسليم؛ وبين الاستسلام للواقع المرِّ دون أدنى محاولة لتغييره؛ اعتقادًا أنه (خلِّيك على المسخّم؛ بلاش يجيك الأسخم)، فهذا ليس رضا؛ إنما هو تفكير سوداوي مُثبِّط يائس، أصحابه يعيشون موتًا قبل الموت، وقبرًا قبل القبر.

فكم من فقير اغتنى؟ وكم من مكروبٍ كشف الله كربَه؟ وكم من مريضٍ عُوفِي؟ وكم من محزون ذاق السرور ألوانًا؟ وكم من مظلوم انتقم الله له؟ وكم من أسيرٍ فكَّ الله أسره؟ هؤلاء لو كانوا يعلمون الغيب، هل كانوا سيختارون الواقع الذي كانوا يعيشون؟

مَن يرفض أن يَحْيا حياةً أكثر وضاءة ورفعة ونظافة، إن تهيأت له الأسباب لذلك؟! لقد كان - عليه الصلاة والسلام - يستعيذ من الفقر، والذِّلة، والجبن، والعجز، والكسل، وغلبة الدَّين، وقهر الرجال، وسيِّئ الأسقام، ويسأل الله العافية والمعافاة في الدنيا والآخرة، ويبعث في النفوس دائمًا الهمةَ العالية، ويقول: ((استَعِنْ بالله ولا تَعجِز)).

عندما كان المسلمون مضطهدين في مكة، ويراهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهم يعذَّبون، هل كان يقول لهم: لو علمتم الغيب لاخترتم الواقع؟ أما كان الغيب أنْ قَوِيَتْ شوكةُ الإسلام، وعزَّ المسلمون، وانطلقوا ينشرون الإسلام في ربوع الأرض؟

كانوا يَشْكُون إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ألا تستنصرُ لنا، ألا تدعو لنا!"، فماذا قال لهم؟ قال: ((قد كان مَن قبلكم يؤخَذ الرجلُ فيحفرُ له في الأرضِ، فيجعل فيها، فيُجَاء بالمنشارِ فيوضع على رأسِه فيجعلُ نصفين، ويمشط بأمشاطِ الحديدِ ما دون لحمه وعظمه، فما يصدُّه ذلك عن دينه، واللهِ لَيُتمَّنَّ هذا الأمر، حتى يسير الراكبُ من صنعاءَ إلى حضرموت، لا يخاف إلا اللهَ والذئبَ على غنمِه، ولكنكم تستعجِلون))؛ [صحيح البخاري:6943].

اصبِرْ قَلِيلًا فَبَعْدَ الْعُسْرِ تَيْسِيرُ
وَكُلُّ أَمْرٍ لَهُ وَقْتٌ وَتَدْبِيرُ



ما أكثر ما يستوقفني قوله - تعالى -: ﴿ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا ﴾ [النساء: 97]، فأتفكَّر فيه وفي معانيه.

لَا يَسْكُنُ الْمَرْءُ فِي أَرْضٍ يُهَانُ بِهَا
إِلَّا مِنَ الْعَجْزِ أَوْ مِنْ قِلَّة الْحِيَلِ



هناك مَن هو عاجزٌ فعلاً عن تغيير حاله، ولا حيلةَ له؛ ولكنْ هناك كثيرون عجزُهم ليس حقيقيًّا، وهم يستطيعون لو أرادوا، إلا أن ثقافة الكساح التي رضعوها ونشؤوا عليها تُكبِّلُهم؛ كساح العقول والنفوس، والعزائم والهمم؛ ثقافة الموت والحياة في الظلام، والعيش على هامش الحياة، فالناجحون هم الذين يجابِهون الحياة بشجاعة، وما تزيدهم الشدائد والمحن إلا قوةً وصلابة، لا عجزًا أو خنوعًا واستسلامًا.


يقول ابن القيم:
"الإنسان مندوب إلى استعاذته بالله - تعالى - من العجز والكسل، فالعجز عدم القدرة على الحيلة النافعة، والكسل عدم الإرادة لفعلها، فالعاجز لا يستطيع الحيلة، والكسلان لا يريدها"، وقال عن العجز والكسل: "هما مفتاح كل شر".

"فإن سُدَّت جميع طرائق الدنيا أمامك، فاقتحمها ولا تقف؛ كيلا تموتَ وأنت واقف".







__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 63.81 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 62.09 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.69%)]