التوحيد في سورة النور - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         سِيَرِ أعلام المحدثين من الصحابة والتابعين .....يوميا فى رمضان . (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 16 - عددالزوار : 19 )           »          تفسير (الجامع لأحكام القرآن) الشيخ الفقيه الامام القرطبى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 594 - عددالزوار : 135033 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4925 - عددالزوار : 1999665 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4497 - عددالزوار : 1283537 )           »          مكارم الأخلاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 4 - عددالزوار : 1049 )           »          الوصايا النبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 25 - عددالزوار : 5551 )           »          الجميع يعلِّق زينات النصر.. فمن تلقَّى الهزائم؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          هلموا إلى منهج السلف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 1349 )           »          غزة في ذاكرة التاريخ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 5 - عددالزوار : 1736 )           »          أثر العربية في نهضة الأمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 1440 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-09-2020, 10:09 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 156,354
الدولة : Egypt
افتراضي التوحيد في سورة النور

التوحيد في سورة النور











د. أمين الدميري




سُميت بسورة " النور"، فالله سبحانه وتعالى نور السماوات والأرض؛ قال ابن كثير: (هادي أهل السماوات والأرض، يدبِّر الأمر فيهما)، فهديه نور يستضيئ به المهتدون، فإذا دخل هداه القلبَ أضاء واستنار بنور الإيمان، ولهذا قال سبحانه: ﴿ مَثَلُ نُورِهِ ﴾ [النور: 35]؛ أي: في قلب المؤمن، وكان أُبي بن كعب رضي الله عنه يقرؤها: (مثل نور مَن آمَن به)، فهو المؤمن، جعل الإيمان والقرآن في صدره؛ [ذكره ابن كثير].








وكان من دعائه صلى الله عليه وسلم - كما في الصحيحين - عن ابن عباس: إذا قام من الليل، قال: (اللهم لك الحمد، أنت نور السماوات والأرض ومَن فيهنَّ).







والنور اسم من أسماء الله تعالى، وصفة ذاتية له سبحانه؛ ثابتة بالكتاب والسنة، ففي الكتاب: ﴿ اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾ [النور: 35]، وقوله تعالى: ﴿ وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا ﴾ [الزمر: 69]، وفي السنة: ما سبق ذكره: (اللهم لك الحمد أنت نور السماوات والأرض)، وما رواه الترمذي في سننه وصحَّحه (2130) عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما مرفوعًا: (إن الله تبارك وتعالى خلق خلقه في ظلمة، فألقى عليهم من نوره، فمن أصابه من ذلك النور اهتدى، ومن أخطأه ضلَّ).







وسُميت بسورة النور؛ لأن فيها الأمر بغض الأبصار، ومن فوائد غض البصر أنه يُكسب القلب نورًا، كما أن إطلاقه يكسب ظلمة، ولهذا ذكر سبحانه آية النور: ﴿ اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾ عقيب الأمر بغض البصر؛ فقال: ﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ ﴾ [النور: 30]، ﴿ وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ ﴾ [النور: 31]، ثم قال سبحانه: ﴿ اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾، ومن فوائد غض البصر أيضًا أنه يقوِّي القلب ويُفرحه، كما أن إطلاقه يُضعفه ويُحزنه.







وأنه يورث الفراسة الصادقة، ومَن ترَك شيئًا عوَّضه الله خيرًا منه؛ فإذا غض بصرَه عن محارم الله، عوَّضه الله بأن يُطلق نور بصيرته، ويفتح له باب العلم والإيمان والمعرفة.







وأنه يورث القلب ثباتًا وشجاعة، فيجمع الله له بين سلطان البصيرة والحجة، وسلطان القدرة والقوة، وتكون له مهابة!







وأنه يسد على الشيطان مداخله (الشهوة والشبهة)، ويُفرغ القلب للفكر والذكر، وفوق ذلك يذوق حلاوة الإيمان والطاعة.







السورة الكريمة ترسم قواعد الأدب والطهر والعفاف، وتضع الأُطر التي من شأنها منع الفواحش وشيوع الرذائل، وتنشئ مجتمعًا نظيفًا طاهرًا.







والسورة أيضًا تتكلم عن المنافقين ومساعيهم في إيذاء المؤمنين وتشويه صورتهم، والنيل - إن استطاعوا - من أعراضهم، وتتكلم عن الكافرين؛ سواء كانوا قادة في الضلال، أو تابعين لهم بلا وعي ولا إرادة، ثم تتكلم عن المؤمنين الصادقين المنقادين لحكم الله ورسوله.







ومحور السورة هو "النور"، فالله تعالى وتقدس نورٌ، ووحيه نور وكتابه نور، وهو مصدر كل نور؛ نور السماوات والأرض، ونور الإيمان في قلب المؤمن ومنوِّر قلبه بنور البصيرة.







وغض البصر وإطلاقه لا قيمة له إلا في النور، ففي الظلام يستوي الغض والإطلاق!







والعلاقة بين الرجل والمرأة لا تصح إلا في النور، فلا رباط في السر، ولا بعيدًا عن أعين الناس وشهادتهم، وإلا فهو التلصص وسرقة المتعة الحرام، وانتهاك الأعراض بغير حق في الظلام!!







والمساجد منارات في الأرض كالنجوم في السماء؛ بيوت الله، يَعمرها ويُنزهها، ويقصدها في النور، وفي الظلام - في الليل وفي النهار - رجال أنار الله قلوبهم، فلهم النور التام يوم القيامة، وفي قوله تعالى: "رجال": فيه إشعار بهِممهم السامية ونيَّاتهم وعزائمهم العالية التي بها صاروا عمَّارًا للمساجد التي هي بيوت الله في أرضه، ومواطن عبادته وشكره، وتوحيده وتنزيهه؛ تفسير ابن كثير للآية، وفي السنن: (بشِّر المشائين إلى المساجد في الظلام بالنور التام يوم القيامة)؛ الترمذي 223، وأبو داود 561.







وما ذكر في السورة من أوامر بغض الأبصار وإنكاح الأيامى، والاستعفاف والتعفف، وتعمير المساجد، إنما هي مسائل لزيادة الإيمان وإشاعة الإحصان، والتحصن ضد الانحراف والزيغ نحو الحرام؛ فشرع الله تعالى وأوامره تضع تدابيرَ لمنع الشر قبل وقوعه، لا أن يتحرك بعد حدوث الجريمة كما في قوانين البشر!







والحديث عن الإيمان وصفات المؤمنين في السورة مع ما فُرِض فيها من أحكام لا نسخ فيها، يشير إلى ارتباط الإيمان بالخضوع للفرائض، فالإيمان ليس دعوة فارغة، إنما هو امتثال وسمع وطاعة لِما أمر الله عز وجل، فلا فصل ولا فصم، ولا تحايل ولا تلكؤ!







من دلائل التوحيد في السورة الكريمة:



1- أن الله يسبح له من في السماوات والأرض والطير في الهواء: ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ ﴾ [النور: 41].







2- أن الله له ملك السماوات والأرض: ﴿ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾ [آل عمران: 189].







3- تصريفه للسحاب وإنزاله للبرد والمطر كيفما يشاء ولمن يشاء: ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ﴾ [النور: 43].







4- تقليب الليل والنهار، وتعاقُبهما لتسير الحياة إلى قدر معلوم: ﴿ يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ﴾ [النور: 44].







5- التنوع في الخلق حسبما شاء وقدر: ﴿ وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ ﴾ [النور: 45].







6- أن السمع والطاعة لحكم الله ورسوله، هو الدليل على توحيد الألوهية، وليس الخلق والتصريف فيه: ﴿ إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [النور: 51].








فالخالق المتصرف في شؤون خَلقه هو الأحق بالسمع وبالطاعة، وبالانقياد لحُكمه والتحاكم إليه، والتسليم بقضائه.






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 53.39 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.72 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.12%)]