الحياة المثلى مع أسماء الله وصفاته الحسنى - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         التوازن بين حاجات الروح ومطالب الجسد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 60 )           »          احتفال المسلمين بالكريسماس تأييد للعقائد المنحرفة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          قوانين الأسباب والمسببات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          شرفُ نفسِك علوُّ همّتك! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 54 )           »          الهوى وما أدراك ما الهوى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          الإسلام ونظرته إلى الكيف لا إلى الكم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          النوم عبادة في عادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 25 )           »          كيف تنطق بالحكمة؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 60 )           »          حد العبادة! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          عظمة تُحيط بك من كل جانب! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 64 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 01-09-2020, 03:57 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 168,490
الدولة : Egypt
افتراضي الحياة المثلى مع أسماء الله وصفاته الحسنى

الحياة المثلى مع أسماء الله وصفاته الحسنى
أحمد الجوهري عبد الجواد





إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
الله صل على محمد وعلى آل محمد
قدْ كانَ هذا الكونُ قبلَ وُصولِهِ
شُؤْمًا لظالِمِهِ وللمظلومِ

لمَّا أَطَلَّ محمدٌ زَكَتِ الرُّبا
واخضرَّ في البُسْتانِ كلُّ هشيمِ


أما بعد فيا - أيها الإخوة - من أراد أن يلقى الله غداً مسلماً تامّاً إسلامه موحداً كاملاً توحيده ضامناً على الله السلامة مستحقاً دار الكرامة فليحرص اليوم على صحة توحيده فإنه أساس النجاح والفلاح والنجاة.

وصحة التوحيد لها ثلاثة أركان في دين الإسلام فلا بد أن يكون المسلم على يقين من أن الله هو خالق الكون بمن فيه وما فيه من عرشه إلى فرشه ومن سمائه إلى أرضه وأنه المدبر المتصرف في كل شيء فيه وهذا هو توحيد الربوبية.

ولابد أن يوقن العبد بأن الله هو المعبود الحق وما سواه باطل فلا يستحق العبادة أحد غيره ومن ثم فهو يتوجه إليه بكل عبادة وهذا هو توحيد الألوهية.

ولابد أن يوقن العبد أن الله متصف بكل ما أثبته الله لنفسه في كتابه وما أثبته له رسوله في سنته من الأسماء والصفات من غير تمثيل لله بعباده ولا تعطيل لصفات الله التي وصف بها نفسه ووصفه بها رسوله ولا تشبيه ولا تكييف فلا يمكن لعقل أن يتصور الله - عز وجل - فكل ما دار ببالك فالله بخلاف ذلك.

فمن آمن بربوبية الله وآمن بألوهية الله ووصف الله بما وصف نفسه ووصفه بما وصفه رسوله فقد استكمل التوحيد الذي ينجو به من النار ويدخل الجنة دار القرار.

ولعل اللقاءات الماضية - أيها الإخوة - كانت كفيلة بإيضاح المقصود من توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية فلنخص في هذا اللقاء الحديث عن توحيد الأسماء والصفات.

فما هي الأسماء؟ وما هي الصفات؟ وكيف يوحد العبد ربه بها؟ وما هو أثر الإيمان بها؟ وما حكم من جحدها أو أنكرها؟
نعرض لكل هذه الأسئلة بجواب كما تعودنا شاف كاف من القرآن وسنة النبي وآثار الصحابة وكلام السلف الصالحين فأعيروني القلوب والأسماع - أيها الإخوة - أسأل الله أن يجعلنا من أهل التوحيد الكامل وأن يمسكنا به حتى نلقاه.

أيها الإخوة - إن لله - تبارك وتعالى - أسماء سمى بها نفسه في كتابه وسماه بها رسوله وهذه الأسماء كلها حسنة جميلة ولذلك اقترن بها كما نعلم وصفها فلا يقال إلا الأسماء الحسنى وهي هذه الأسماء المبثوثة في القرآن والسنة كما في قوله تعالى: ﴿ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى ﴾ [طه: 8] وقد ضرب الله المثل ببعضها وبينه في قوله تعالى: ﴿ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ * هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ * هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السموات وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [الحشر: 22 - 24].

وفي الحديث الذي أخرجه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن لله تسعة وتسعين اسماً مائة إلا واحدًا، من أحصاها دخل الجنة وهو وتر يحب الوتر". [1]

وقد أرشدنا الله تعالى - أيها الإخوة - إلى أن نتعبده بهذه الأسماء وأن نتقرب إليه بها وندعوه بها فقال سبحانه: ﴿ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الأعراف: 180]

وقال - عز وجل -: ﴿ قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا * وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا ﴾.

وأسماء الله كلها حسنى أي في غاية الحسن وأحب أن أنبه بعض الأحباب الذين يظنون أن أسماء الله الحسنى تسعة وتسعين اسماً فحسب لا بل أسماؤه تعالى كثيرة كثيرة حتى إن هناك من الأسماء - أيها الإخوة - ما لا يعلمه ملك مقرب ولا نبي مرسل فلا يعلمها إلا الله تعالى ولذلك كان المصطفى صلى الله عليه وسلم يدعو الله - عز وجل - ويعلمنا هذا الدعاء الجميل بل أوجب النبي صلى الله عليه وسلم على كل مسلم أن يتعلمه روى أحمد وغيره بسند صحيح من حديث عبد الله بن مسعود أنه صلى الله عليه وسلم قال: "مَا أَصَابَ أَحَداً قَطُّ هَمٌّ وَلاَ حَزَنٌ فَقَالَ اللَّهُمَّ إني عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ وَابْنُ أَمَتِكَ نَاصِيَتِي بِيَدِكَ مَاضٍ في حُكْمُكَ عَدْلٌ في قَضَاؤُكَ أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَداً مِنْ خَلْقِكَ أَوْ أَنْزَلْتَهُ في كِتَابِكَ أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ في عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قلبي وَنُورَ صدري وَجَلاَءَ حزني وَذَهَابَ هَمِّى. إِلاَّ أَذْهَبَ اللَّهُ هَمَّهُ وَحُزْنَهُ وَأَبْدَلَهُ مَكَانَهُ فَرَجاً". قَالَ فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلاَ نَتَعَلَّمُهَا فَقَالَ "بَلَى ينبغي لِمَنْ سَمِعَهَا أَنْ يَتَعَلَّمَهَا".[2]

ومعنى ذلك أن أسماء الله الحسنى ليست محصورة في تسعة وتسعين اسماً ولكن ما معنى التقييد الموجود في حديث النبي صلى الله عليه وسلم إن لله تسعة وتسعين اسماً مائة إلا واحدًا؟ ما معنى هذا العدد؟

والجواب: إن الكلام جملة واحدة وقوله صلى الله عليه وسلم : "من أحصاها دخل الجنة" صفة، لا خبر مستقبل، والمعنى له أسماء متعددة من شأنها أن من أحصاها دخل الجنة وهذا لا ينفي أن يكون له أسماء غيرها كما أوضحنا وهذا كما تقول لفلان مائة مملوك قد أعدهم للجهاد في سبيل الله فهذا لا ينفي أن يكون له مماليك سواهم معدون لغير الجهاد وهذا لا خلاف عليه بين العلماء كما قال ابن القيم في (بدائع الفوائد).[3]

أيها الإخوة! وقد حذر الله تعالى من الركون إلى من ألحد في أسمائه وتوعدهم أشد الوعيد فقال سبحانه: ﴿ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الأعراف: 180] ومعنى الإلحاد في أسماء الله - عز وجل - هو الميل عن الحق الواجب اعتقاده فيها سواء كان ذلك بتحريفها والإشراك فيها كما سمت المشركون آلهتهم اللات تحريفًا لاسم الله والعزى من اسم العزيز وهذا كفر أكبر، أو يكون الميل عنها بتحريف معناه الذي تدل عليه كما فعل الأشاعرة والمعتزلة وهذا بدعة محرمة في دين الله - عز وجل -.

وأرى أن الكثير إن لم يكن الجميع يتطلعون الآن لجواب سؤال دائما يتردد في الصدور حينما نتناول هذا الموضوع بالكلام ألا وهو ما هو اسم الله الأعظم؟
والجواب - أيها الإخوة -: اختلف أهل العلم في الاسم الأعظم على أقوال:
فمنهم من قال إن الاسم الأعظم هو "الله" قالوا: وإذا كان الناس جميعًا يدعون الله بهذا الاسم ومع ذلك لا يستجاب لهم فذلك لأنه إنما يستجاب لمن أكل الحلال وطهر قلبه من الغش والأدناس.

وقيل: إنه "الحي القيوم"، لأنه قد كرر في آية الكرسي وفي سورة آل عمران وفي طه في قوله تعالى: ﴿ وَعَنَتِ الوُجوهُ لِلحيِ القَيوم ﴾.

وللحديث الذي رواه أصحاب السنن عن أسماء بنت يزيد بن السكن، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين: ﴿ وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ﴾ و﴿ الم * اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ﴾ [آل عمران: 1، 2] "[4]


وقيل: أخفاه الله تعالى في أسمائه كما أخفى ليلة القدر في رمضان حتى يجتهد الناس في العبادة، وكما أخفى ساعة الإجابة في يوم الجمعة حتى يكثر الطالب، وكما أخفى رضاه في الطاعة حتى لا يشغل بطاعة وإن قلت، وكما أخفى سخطه في المعصية حتى لا يستهان بمعصية.


وقيل غير ذلك والذي ينبغي للإنسان هو أن يقول في دعائه (اللهم إني أسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العليا) فإنها تشمل الاسم الأعظم وغيره وروى الإمام أحمد أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يدعو في دعائه اللهم إني أسألك إنك أنت الله الذي لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد فقال صلى الله عليه وسلم: (هذا سأل الله باسمه الأعظم الذي إذا سئل به أعطي وإذا دعي به أجاب) [5].


هذا - أيها الإخوة - عن أسمائه تعالى، فما هي الصفات؟ وما هو توحيد الصفات؟ توحيد الصفات معناه: الاعتقاد الجازم بأن الله - عز وجل - له الصفات العلى، وهو متصف بجميع صفات الكمال، ومنزه عن جميع صفات النقص، متفرد بذلك عن جميع الكائنات.


وأهل السنة والجماعة يستمدون عقيدتهم من آيات القرآن الكريم ومن سنة النبي العظيم صلى الله عليه وسلم فأهل السنة والجماعة: يعرفون ربهم بصفاته الواردة في القرآن والسنة، ويصفون ربهم بما وصف به نفسه، وبما وصفه به رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يحرفون الكلم عن مواضعه، ولا يلحدون في أسمائه وآياته، ويثبتون لله ما أثبته لنفسه من غير تمثيل، ولا تكييف ولا تعطيل، ولا تحريف، وقاعدتهم في كل ذلك قول الله - تبارك وتعالى -: ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾.


وأهل السنة والجماعة: يؤمنون أن الله - سبحانه وتعالى - هو الأول الذى ليس قبله شيء، والآخر الذي ليس بعده شيء، والظاهر الذي ليس فوقه شيء، والباطن الذي ليس دونه شيء، كما قال سبحانه: ﴿ هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ [الحديد: 3].


وأهل السنة والجماعة: يؤمنون بأن الكرسي والعرش حق: قال تعالى: ﴿ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ﴾ [البقرة: 255].

والعرش لا يقدر قدره إلا الله والكرسي في العرش كحلقة ملقاة في فلاة وسع السموات والأرض، والله مستغن عن العرش والكرسي، ولم يستو على العرش لاحتياجه إليه؛ بل لحكمة يعلمها، وهو منزه عن أن يحتاج إلى العرش أو ما دونه، فشأن الله - تبارك وتعالى - أعظم من ذلك؛ بل العرش والكرسي محمولان بقدرته وسلطانه.


وأهل السنة والجماعة: يؤمنون بأن الله تعالى خلق آدم عليه السلام بيديه، وأن كلتا يديه يمين ويداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء، قال تعالى: ﴿ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ﴾.


وأهل السنة والجماعة: يثبتون لله سمعاً، وبصراً وعلماً وقدرة، وقوة، وعزاً، وكلاماً، وحياة، وقدماً وساقاً، ويداً، ومعية.. وغيرها من صفاته - عز وجل - التي وصف بها نفسه في كتابه العزيز، وعلى لسان نبيه صلى الله عليه وسلم بكيفية يعلمها الله ولا نعلمها؛ لأنه تعالى لم يخبرنا عن الكيفية، قال تعالى: إنني معكما أسمع وأرى وقال: وهو العليم الحكيم.


وقال جل جلاله: ﴿ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا ﴾﴿ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ﴾ [الرحمن: 27]، وقال جل جلاله: ﴿ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ﴾﴿ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ، وقال: ﴿ فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ ﴾﴿ يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ ﴾ [القلم: 42]، وقال: ﴿ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ وقال: ﴿ غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْوغيرها من آيات الصفات.


وأهل السنة والجماعة: يؤمنون بأن المؤمنين يرون ربهم في الآخرة بأبصارهم ويزورونه، ويكلمهم ويكلمونه، قال تعالى: ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ [القيامة: 22، 23].

وسوف يرونه كما يرون القمر ليلة البدر لا يضامون في رؤيته، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : "إنكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر، لا تضامون في رؤيته".[6]


وأن الله تعالى ينزل إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل نزولاً حقيقيّاً يليق بجلاله وعظمته. قال النبي صلى الله عليه وسلم : "ينزل ربنا إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الأخير؛ فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفر لي فأغفر له؟" [7]


ويقولون كما قال الإمام الشافعي - رحمه الله تعالى -: "آمنت بالله وبما جاء عن الله على مراد الله، وآمنت برسول الله وبما جاء عن رسول الله على مراد رسول الله".


وقال الإمام مالك بن أنس إمام دار الهجرة - رحمه الله -: "إياكم والبدع. قيل وما البدع؟ قال: أهل البدع هم الذين يتكلمون في أسماء الله وصفاته وكلامه وعلمه وقدرته، ولا يسكتون عما سكت عنه الصحابة والتابعون لهم بإحسان".


وسأله رجل عن قوله تعالى: "الرحمن على العرش استوى" كيف استوى؟ فقال: "الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وما أراك إلا ضالاً" وأمر أن يخرج من المجلس.


فقوله جل جلاله: ﴿ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ﴾ نعم استوى كما اخبر وما معنى استوى قال الإمام الطبري في تفسيره: ﴿ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ﴾ يقول تعالى ذكره: الرحمن على عرشه ارتفع وعلا. [8]


وقال الحافظ ابن كثير في تفسيره: وأن المسلك الأسلم في ذلك طريقة السلف، إمرار ما جاء في ذلك من الكتاب والسنة من غير تكييف ولا تحريف، ولا تشبيه، ولا تعطيل، ولا تمثيل. [9]

وقال الإمام أبو حنيفة -رحمه الله تعالى-: "لا ينبغي لأحد أن ينطق في ذات الله بشيء؛ بل يصفه بما وصف به نفسه، ولا يقول فيه برأيه شيئاً؛ تبارك الله تعالى رب العالمين". ولما سئل - رحمه الله - عن صفة النزول. فقال: "ينزل بلا كيف".

وهكذا - أيها الإخوة - نؤمن بأسماء الجمال وصفات الجلال من غير تحريف ولا تعطيل ولا تشبيه ولا تمثيل ﴿ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ﴾، استوى كما أخبر وعلى الوجه الذي أراد وبالمعنى الذي قال استواء منزها عن الحلول والانتقال فلا العرش يحمله ولا الكرسي يسنده بل العرش وحملته والكرسي وعظمته الكل محمول بلطف قدرته مقهور بجلال قبضته - سبحانه وتعالى -. فالاستواء معلوم والكيف مجهول، والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة. قال جل جلاله: ﴿ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا ﴾ [طه: 110]، وقال جل جلاله: ﴿ فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ ﴾.

فما هي أهمية الإيمان بأسماء الله الحسنى وصفاته العلى وما ثمرات الإيمان بها؟ وكيف نتعبد الله بها؟
ونجيب عن هذين السؤالين الكبيرين الجليلين المهمين في الخطبة الثانية، اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العليا أن تنجينا من النار وأن تلحقنا بالمتقين الأبرار وأن تنجينا من مفاوز الدنيا والآخرة واجعلنا ممن كتبت لهم الحسنى وزيادة يا كريم يا جواد اللهم صل وسلم على نبينا محمد وآله وأصحابه أجمعين.

هذا وأستغفر الله لي ولكم.
يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 127.65 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 125.93 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (1.35%)]