الإسلام بين ماضيه وحاضره - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         أطعمة لزيادة الوزن: 9 خيارات مغذية وصحية! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          ما هي أعراض فشل الكبد؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          مشاكل المرارة أثناء الحمل: كيف تؤثر على جنينك وصحتك؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          أعراض التهاب الشعب الهوائية: أكثر من مجرد سعال! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          ما هي أسباب الإصابة بانفصام الشخصية؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          ما هي أضرار ومخاطر فقر الدم؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          نظام غذائي لزيادة الوزن خلال أسبوع: ابدأ رحلتك الصحية اليوم! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          خسارة الوزن بسرعة للنساء: نصائح فعالة بدون حرمان! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          حبوب الاوميغا 3 للتنحيف وأبرز المعلومات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          أفضل 9 فيتامينات لتحسين المزاج والصحة النفسية! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 31-08-2020, 03:12 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,660
الدولة : Egypt
افتراضي الإسلام بين ماضيه وحاضره

الإسلام بين ماضيه وحاضره
محمد صادق عرنوس




الحنيفية البيضاء، والملة السمحاء، وحي الله إلى أنبيائه، ومنشوره لسفرائه، خلاصته التامة، ودعوته العامة: أن أنذروا أنه لا إله إلا أنا فاعبدون وإياي فاتقون كلما غير الناس بمتابعة الوسواس الخناس، وتطاول عليهم الزمن فصرفهم عن واضح السنن.

شرعة إبراهيم الخليل، ومن قفاه من الرسل جيلاً بعد جيل، حتى انتهت وراثتها إلى خاتم النبيين، ووضعت رأيتها في يد سيد المرسلين، ونُزِّلت إليه أصفى من الورق ماء وأبهى من الشمس ضياء وأطول من الدهر بقاء. لا ترى فيها عوجاً ولا أمتا، ولا كزيتها في الإضاءة زيتا. من أدهش معجزاتها صلاحيتها لكل زمان وموافقة علاجها لطبيعة كل إنسان؛ وكان الناس قبلها قد ضلوا الطريق، وأشركوا بالله حتى في بيته العتيق؛ فأقاموا على سائر الأركان من النصب والأوثان ما سوّل لهم الشيطان، وأضفى عليها من القداسة ما أضفى، ليوهمهم أنها تقربهم إلى الله زلفى.

فدعاهم الرسول إلى التوحيد، بالحجة البالغة والمنطق السديد. حاجّهم بنعم الله الباطنة والظاهرة، ودلائل قدرته الباهرة، من سماء ذات فلك دوار، ربط بجاذبية تحول بينه وبين الانهيار، فلا يحل نظامه إلا زلزلة القيامة؛ ومن حرة بعض كواكبه تعاقب الليل والنهار بهذا النظام الذي حير الأفكار. وهذه الأرض وما حوت من جبال وبحار، يستحيل ملؤها إلى ينابيع وأنهار بعملية التسخير المسخرة من اللطيف الخبير، فبينما هو ملح زعاق إذا به حلو المذاق، ينبت من كل الثمرات ومختلف الغلات ﴿ حَبًّا * وَعِنَبًا وَقَضْبًا * وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا * وَحَدَائِقَ غُلْبًا * وَفَاكِهَةً وَأَبًّا ﴾.

وإن الخالق المالك، الواهب كل ذلك لهذا النوع الجحود العاق الكنود، من حقه أن يعبده وحده، ويرجى ما عنده، فلا يتخذ العباد من دونه الأنداد؛ وقد علموا أنهم جميعاً لديه سواء، أذلاء ضعفاء فقراء، كلهم لآدم وآدم من تراب فلا ميزة عنده بأجناس ولا بأنساب، الكريم عنده من كرمته تقواه، فهو هو الفائز دون سواه، والذي رشحه عمله الشخصي واجتهاده الذاتي ليرجح في الميزان وينجح في الامتحان وكل من تعلق بالوسائط، فقد صدر من غير ضابط، أمله ساقط، وعمله حابط ﴿ أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى * وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى * أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى * وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى * وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى * ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى ﴾ [النجم: 36-41].

والقرآن - مادة الإسلام ومصدره، وغذاؤه وجوهره - يدعو في كل آية إلى هذه الغاية، مثال ذلك ما أُمِر به الرسول في سورة الإخلاص أو الدرة اليتيمة في هذا المغاص ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ﴾ [الإخلاص: 1-4]. فإذا تناول غير التوحيد بوصف أو تقرير، فهو له بمثابة الروافد للنهر الكبير.

وما زال القرآن ينزل آيات بعد آيات على هذه القلوب الموات كما ينزل الصيب الوبل على الوادي المحل فيهتز ويهيج وينبت من كل زوج بهيج. وما زال جبريل يغدو، بروح، بالهدى والشفاء والروح، حتى تبدل الناس غير الناس، وعرفوا موضعهم من بقية الأجناس، وأركوا معنى كرامة الإنسان، وفرق ما بينه وبين سائر الحيوان؛ وعادوا إلى العقل يستهدونه وإلى الفكر يستعملونه؛ بعد أن أتت على الإنسانية آماد عصفت بها ريح الاستعباد فاقتلعت مميزاتها واجتثت مقوماتها ووقع العقل في سبات من جراء هذه الضربات، فخلا الجو للخرافات، واستمرأ الظلمة هذه الحالة واستغلوا هذه الجهالة، فبيعت الجنة بالقيراط؛ وأصبح غفران الذنوب من نوع المطاط!! بحسب ما تمليه الشهوات والأهواء؛ والمحلول في الأرض محاول في السماء!!

فما أفاق العقل إلا على صوت الرسالة المحمدية وصيحة الشريعة الإسلامية؛ فكسّر الأغلال بعد أن تكهرب بالسيال؛ واندفع يفكر في آيات الله متلوّها؛ ويطلب لصاحبه النجاة حاضرها وموعودها، فكان أسد الغابة وهم الصحابة أول من أجاب نداء العقول باستجابتهم إلى دعوة الرسول، وعرفوا أنها الحق الواضح صدع به الأمين الناصح؛ فجاءوا إليه مذعنين، ولبوه غير وانين؛ فراض بهم الشموس وهذب النفوس؛ وغزا بهم الباطل وأهله فانتصر بهم على قلة ثم أرسلهم كواكب في المشارق والمغارب فمحوا الظلمات وأزالوا الظلامات واستقام بهم العوج وانتفى الحرج حتى فتحوا الدنيا على غير مثال، فحكمتهم في الأنفس والأموال، فكانوا في الأنفس من العادلين وفي الأموال من الزاهدين. فتحوا بالأخلاق والآداب ما لم يفتحوا بالسيف القرضاب. القرآن من ألِفه إلى يائه، عند أميّهم من أحفظ قرائه، لا بالتجويد والتطريب والتلحين، ولكن بالفقه والعمل والخلق المتين؛ فكان يحافظ على الأمانة ولو لم يحط من النصوص بأشتاتها. فهو يعنى بالتطبيق لا بكثرة المسائل، وينفذ إلى الغايات فلا تعوقه الوسائل. أينما توجهوا شرف بهم الإسلام وعز جانبه، وشهد لهم بالنصفة عدوه وصاحبه؛ فكانوا له أصدق عنوان وعنه أجمل إعلان.

عبودية لله أذلت لهم التيجان، وأكستهم العزة في كل مكان، والنصر في كل ميدان. وتجريد للتوحيد كانوا به سادة العبيد؛ وتضحية خالصة في سبيل الله بغالية الأعلاق من نفس ومال وجاه. نماذج كاملة لأهل المدينة الفاضلة، مما رسمته الفلسفة؛ وخلع عليه أبدع صفة، ولكنه رسم أوحاه الخيال، لم تقع منه على مثال؛ حتى حققه أولئك السادة، تحقيقاً بلغ الغاية وزيادة، فكان جندهم هم الجند وقادتهم هم القادة. وناهيك بنفر قوامه مثل أبي بكل وعمر، وبقية الباقة المعطار من المهاجرين والأنصار، من كانوا بحق خير أمة، عليهم صلوات من ربهم ورحمة.

ثم ورثوا عهدهم لمن قاموا بعبثه، واضطلعوا بظاهره وخبئه، وطلعوا على البشر مطلع الشمس والقمر؛ فلم تر العالة أوفي من هذه السلالة، عرفت للحرية قدرها، وللحق جلاله.

ثم تلاحقت السنون، وتبدلت الشئون، وجاءت أيام، عير فيها الإسلام، لا بعيب فيه؛ ولكن باكتفاء بنيه ألفاظه دون معانيه، حتى ظنوا أن حفظ القرآن في الصدور؛ أو في المحافظة عليه في السطور؛ هو لمجرد بركة؛ لا تستلزم عملاً ولا توجب حركة وسلكوا في تأويله دروباً من الضلال؛ واخترعوا في تبديله ضروباً من المحال. ينفر منها العقل ويبالغ في تزييفها النقل. ألم تر كيف صنعوا بالتوحيد وهو حق الله على العبيد؟ ذلك الكوكب الدري؛ بل العمود الفقري، لا لهذا الدين الخاتم بل لكل دين من لدن آدم، فقبوله كما جاء فرض وفوق الفرض، إذ عليه قامت السموات والأرض، ولكنه مسخوه من وحي الشيطان بتعاليم، خالفوا بها وحي الله على خط مستقيم، فأصبحت ترى مع الله آلهة أخرى. من مشايخ وأولياء بزعمهم وهلم جراً. يدعوهم في لجاجة، كل ذي حاجة، وهم أموات غير أحياء، تفتت منهم العظام وبليت الأعضاء وثنيّهم يدعوهم استقلالا دعوة سافرة؛ ومشركهم تقرب إلى الله بأنفاسهم الطاهرة. ومن عادة هذه الأنفاس، أن لا تطهر إلا إذا رشا أربابها الناس! بأغلى ما يمتلكون وأنفس ما يقتنون، في صورة الهدايا والنذور يستحلها أهل البغي والفجور، من مردة الشياطين سدنة أولئك المقبورين. لعنة الله عليهم أجمعين.

ولقد انتشر هذا الشرك. وطفا هذا الإفك. حتى عم جميع الديار. المعروفة بالإسلامية. كما رسمتها الكتب الجغرافية. فلا تخلو منها مدينة ولا دسكرة. من قبة مزورة. صاحبها بين أهلها وربهم قنطرة!! يُقصد في قضاء الحاجات ويصمد إليه في دفع الملمات. ومع ذلك فآيات الكتاب واضحة: للمشركين فاضحة. وعلى كل ألوان الشرك قادحة. حتى وإن تلبس بها بعض ولد علي. وهم من أهل البيت في المكان العلي. وإن في آيتي العنكبوت والذباب. وفي غيرهما من آي الكتاب لذكرى لأولي الألباب. ولكن أي هي وموضعها اليوم خراب. أفلا يعلم أولئك أن الداهية الماحية؛ جاءتنا من هذه الناحية. وأن عقوبة الشرك وشيكة الوقوع، باعتبار أنها لكل مفسدة ينبوع.

والإسلام الذي حمى التوحيد بالوعد المشوِّق والوعيد الشديد؛ وحاطه بالحصانة الكافية والضمانة الوافية، يخرق أهله هذا السياج ويروج عندهم الشرك هذا الرواج، ثم يستكثرون ما هم فيه من ذلة، ولا يدرون له علة، أحالت كثرتهم إلى قلة، ومن استعباد للفرنجة لا تصلح به لوزنهم سنجة! ومتى انحل الوكاء وأهريق الماء، وانكفأ السقاء، فقل على الدين العفاء. عندئذ تجدب القلوب، وتجترح الذنوب ويقضي علام الغيوب.

ولا غرابة إذا أفلت الزمام من الأيدي، وأصبحت كل عظة لا تجدي، فكل فضيلة أهدرت كرامتها ولم تراع حرمتها؛ فالشرك بالله في ذلك هو السبب. وكل رذيلة راج سوقها ولم تجد ما يعوقها، فمردها الشرك بالله ذلك ولا عجب.

فيا أيها الأطباء ابحثوا عن جرثومة الداء وأصل البلاء، بمداواة العرض مع بقاء المرض لا تفي بالغرض. إن الذي خلق الطباع ومزاجها هو الذي شخص داءها وعلاجها، فعلام تتغاضون عن هذا (الكشف) ولا تثقون بدقة الوصف؟ حقاً أشفيتم وما شفيتم، وأدويتم وما داويتم.


ويا أيها المرضى: داؤكم الشرك ولا ريب، فعلى من يخطئ وصفه العيب كل العيب. فالتمسوا الدواء من القرآن؛ تصح منكم الأرواح والأبدان؛ وتعمر قلوبكم بالإيمان، ويعد لكم ماضي السلطان. إن دينكم الذي تسمونه بالإسلام، ليس منه في غارب ولا سنام، لا في العقيدة ولا في الأحكام. فاتقوا الله وذروا هذا الفتون، ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون. وكفاكم تورطاً في الخطأ؛ وارتكاساً في الحمأ، بعد وضوح المحجة، وقيام الحجة: على أبصارهم غشاوة وفي قلوبهم أكنة، من أفهموكم أن الإسلام غير الكتاب والسنة، لا جرم كان العدول عنهما هو الصفقة الخاسرة؛ والتمسك بهما هو عز الدنيا وسعادة الآخرة.

مجلة الهدي النبوي - المجلد السادس - العدد (1-2) - محرم سنة 1361هـ






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 54.82 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.15 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.04%)]