سر علو همة المؤمن في رمضان - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         علاج صداع الجيوب الأنفية: أهم الطرق المنزلية والطبية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          الحساسية عند الأطفال: كل ما تحتاج معرفته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          فوائد البابايا الخضراء: غذاء خارق لصحتك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          قصور الغدة الدرقية في المملكة العربية السعودية: بين نقص التشخيص وضرورة التوعية الصحية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          فحص tsh: الفحص الأهم لقياس نشاط وصحة الغدة الدرقية! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          كم ساعة نوم يحتاج طفلك؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          أطعمة تسبب حصى الكلى: قلل من تناولها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          علاج القلق بالأعشاب: ودّع القلق بطرق طبيعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          فاكهة التنين: شكل غريب وفوائد لا تصدق! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          عدد ساعات النوم المناسبة لكل عمر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29-08-2020, 03:50 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,507
الدولة : Egypt
افتراضي سر علو همة المؤمن في رمضان

سر علو همة المؤمن في رمضان

د. عامر الهوشان



رمضان وعلو الهمة

لفت انتباهي حديث صديق لي عن اندهاشه وتعجبه من سرعة تغير حاله مع أوامر الله ونواهيه قبل قدوم الشهر الكريم وبعد حلوله , وعن هول الفرق الكبير بين ما كان عليه قبل رمضان من استثقال أداء كثير من الطاعات والعبادات , وتخيل أنها من الصعوبة بمكان , وبين علو همته في رمضان واستسهال الصيام والقيام وأداء أعمال البر المتنوعة .



واسترسل الصديق في شرح هذا المفهوم بقوله : كنت قبل أن يحل علينا هذا الضيف الكريم أستثقل جدا صيام يوم واحد من أيام هذا الصيف شديد الحرارة , وأجد صعوبة بالغة في أخذ قرار بصيام يوم واحد في سبيل الله , وأقول في نفسي : أعاننا الله على صيام شهر كامل بعد أيام , فما هي إلا أن حل علينا الشهر الكريم حتى مرت ساعات الأيام الأولى منه بسهولة ويسر شديدين .



وتابع الصديق : كنت لا أقدر على إلزام نفسي بقيام الليل أكثر من ركعتين , مع تركها في كثير من الأيام بذريعة المشاغل والتعب وما شابه , فإذا بي أقوم في رمضان ثمان ركعات على أقل تقدير , وفي كثير من الأحيان عشرين ركعة كاملة في المسجد جماعة .



وإذا أردت أن أحدثك عن تغير حالي مع القرآن الكريم في شهر الصيام فقد يطول بنا المقام , فبينما لم أكن أجد من القدرة والوقت الكافي – أو هكذا كنت أظن – ما أتلو به وردي اليومي من كتاب الله تعالى , والذي لم يكن يزيد عن بضع صفحات من المصحف الشريف ...أجدني في أيام رمضان ولياليه أتلو جزئين أو ثلاثة أو ربما أكثر .....



هذا فيما يتعلق بأداء أوامر الله , أما ما نهى الله عنه من الشهوات كالاسترسال في النظر إلى ما حرم الله , أو الوقوع في الغيبة والحديث عن الناس بما يكرهون أو أو ..... فلطالما كنت أجد مجاهدة كبيرة في مدافعة نفسي عن ارتكاب واحدة منها , في الوقت الذي لا أجد الآن في رحاب الشهر الكريم أي دافع أو محرك لاقتراف المعاصي , بل إن مجرد التفكير في تلك الآفات لم تخطر لي على بال !



قلت لصديقي : لا تعجب من هذا التغير وهذا التحول العجيب في استسهال أداء العبادات والطاعات في رمضان , والقدرة على ترك الذنوب والمعاصي وما نهى الله عنه , و التي كانت بالأمس القريب ثقيلة على النفس وشديدة على الجوارح ... فإن السر في علو همة المؤمن في رمضان هي تلك المعونة الإلهية التي منّ الله بها على عباده في شهر الصيام , وتلك المنح الجليلة التي اختص الله بها رمضان .



ولعل أهم تجسيد لهذه المعونة هو تصفيد الله للشياطين في أيام رمضان ولياليه , تلك الشياطين التي كانت قبل رمضان تجوس نفوس وقلوب عباد الله بالإضلال , وتوسوس لهم بالشر والسوء , وتغريهم بانتهاك حرمات الله وتجاوز حدوده , وتزين لهم المعاصي والموبقات , وتصورها لهم أمان وغايات لا ينبغي أن تُفوّت , و تثبطهم عن فعل الخيرات والإقبال على الطاعات , وتبث في نفوسهم وهم ثقلها وعظم مشقتها .......فإذا ما أقبل رمضان أغل الله تلك الشياطين وصفدها , فكان ذلك خير عون للمؤمن على إطلاق همته في الطاعة من عقال , و العودة إلى فطرته التي فطره الله عليها .



جاء في الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا كانت أول ليلة من رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب ونادى مناد يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر ولله عتقاء من النار وذلك في كل ليلة ) صحيح ابن ماجة للألباني برقم/1331



إنها خصائص شهر الصيام والمنح التي أودعها الله فيه , والتي تهون على العبد صيامه وقيامه , وتسهل عليهم فيه ترك الذنوب والمعاصي والإقبال على الله بتوبة وإنابة حقيقية .



نعم ......إن غمرة السعادة الروحية التي يقذفها الله في نفوس عباده المؤمنين , والسمو النفسي الذي يشعرون به أثناء صيامهم ....تنسيهم بفضل الله وكرمه مشقة الصيام والقيام , وتصرفهم عن التفكير في الساعات التي سيقضونها دون طعام او شراب .



لم يكن رمضان هذا العام مختلف عن سابقيه في مجيئه في شدة الحر ووقت القيظ , ومع ذلك تحدث الكثير ممن أعرفهم عن سهولة الصيام والقيام , بل وسرعة انقضاء أيام رمضان ولياليه , حتى ردد المسلمون بعد كل نهاية رمضان قائلين : ما شعرنا بالصيام هذا العام وما أحسسنا به ، لقد مرت أيامه ولياليه بسرعة عجيبة , وما ذاك إلا بسبب معونة الله سبحانه الذي سهل من خلالها على عباده الصيام والقيام .



والقاعدة المقررة عند علماء الإسلام أن من رحمة الله تعالى بعباده أنه لم يكلفهم ما لا يطيقون , فإذا أمرهم بشيء أعانهم على القيام به ، وإذا نهاهم عن شيء أعانهم على تركه , وهي حقيقة مقررة في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم , قال تعالى : { لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ....} البقرة/286 وقال تعالى : { ..... لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ....} الأنعام/152



وفي الحديث عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( .........عَلَيْكُمْ مَا تُطِيقُونَ مِنْ الْأَعْمَالِ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّو ) صحيح البخاري برقم/1151



والحقيقة أن العبد محتاج إلى معونة ربه في كل أوقاته وفي جميع أعماله الدنيوية والأخروية , وإلا فإن اعتماده على قدراته وطاقاته وإمكاناته المحدودة الضعيفة ستفضي به إلى الخسران المبين في الدنيا والآخرة .



وقد ورد في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الله تعالى ينزل المعونة على قدر المؤنة و ينزل الصبر على قدر البلاء ) الجامع للألباني برقم1919



وإذا كان سر علو همة المؤمن وإقباله على الله في شهر الصيام هي تلك المعونة الإليهة , فلا أقل من أن يطلبها العبد من ربه من خلال : استصحاب الإخلاص لله تعالى وحسن النية سواء في العبادة أو في التعامل مع الخلق , فهي من أعظم أسباب استنزال المعونة من الله , قال سالم بن عبد الله بن عمر رضي الله عنهم : عون الله تعالى على قدر النية ، فمن تمت نيته في الخير تم عون الله له ، ومن قصرت نيته قصر من العون بقدر ما قصر منه .



ولعل هذا ما يمكن أن يفهم من قول الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف السابق : ( ونادى مناد : يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر ....) , فمن نوى الخير أعانه الله عليه , ومن عقد العزم على البعد عن الشر أعانه الله على تركه .





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 52.96 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.29 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.15%)]