في مدرسة الامام القرطبي التحذير من اوهام تعوق عن عمل الخير - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4989 - عددالزوار : 2108564 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4568 - عددالزوار : 1386508 )           »          السخرية في سورة ( المنافقون) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          الأخلاق في حياتنا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          صور من تأذي النبي صلى الله عليه وسلم في القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 5 - عددالزوار : 50 )           »          وقفة تربوية مع التقوى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          فتح مكة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          الخوارج تاريخ وعقيدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 29 - عددالزوار : 1825 )           »          فتنة المسلمين في الغرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          معركة مرج الصفر شرقي شقحب بحوران (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27-08-2020, 01:21 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,740
الدولة : Egypt
افتراضي في مدرسة الامام القرطبي التحذير من اوهام تعوق عن عمل الخير

في مدرسة الامام القرطبي التحذير من اوهام تعوق عن عمل الخير
. عبدالعزيز بن صالح العسكر


ليس كتاب الإمام القرطبيِّ كتابَ تفسير للقرآن الكريم فقط ؛ وإنما هو كتاب فقهٍ ، وتاريخٍ ، ولغةٍ ، وفكرٍ واسعٍ عميقٍ ، ومن مدرسة القرطبي ومن رياض علمه وفقهه ، ومن عبير حكمته ورواياته نقتبس سطوراً فيها عبرة لكل معتبر .
فقد روى الإمام القرطبي في الجزء الأول من كتابه ( الجامع لأحكام القرآن )فقال : ( روى حجاج بن حجاج الأحول قال : سمعت قتادة يقول : يابن آدم ! إن كنت لا تريد أن تأتي الخير إلا عن نشاط ، فإن نفسك مائلةٌ إلى السَّأمة والفترة والمَلَّةِ ؛ ولكن المؤمن هو المتحامل ، والمؤمن هو المُتقوِّي ، والمؤمن هو المتشدِّد ،وإن المؤمنين هم العجّاجون إلى الله الليلَ والنهارَ ) .
لا يوجد مسلم على وجه الأرض إلا وهو يحبُّ الخير ويتمنى فعله ، ولكن من يبادرون في زماننا قلَّة قليلة من أفراد المجتمع المسلم ( رجالاً ونساءً ، صغاراً وكباراً ) ؛ فما السبب إذن ؟ قد يقول قائل : إنَّها الإمكانات والوسائل هي العائق ! أقول : إنَّ الإنسان معذورٌ إذا فقد الوسيلة والقدرة ، ولكنَّ المؤلمَ والمحزنَ حقاً هو أن عدداً كبيراً منَّا ما عاقهم سوى مرض واحد قديم جديد هو ( التَّسويف ) .
يقول الأول : سأتصدق حينما يكون دخلي كثيرًا ومالي وافرًا .
ويقول الآخر : سآمر بالمعروف وأنهى عن المنكر حينما أكبر وأحصل على مؤهِّل دراسي رفيع .
ويقول الثالث : سأبَرُّ بوالديَّ حينما يكبران وتشتد حاجتهما إليَّ .
ويقول الرابع : سأصوم النوافل حينما ينشط جسمي وتكبر سنِّي واتفرغ للعبادة .
ومثله الخامس : في صلاة النوافل .
أما السادس ( المثقَّف ) فيقول : سأقرأ حينما تَخِفُّ أشغالي ، وتَقِلُّ أعمالي و ( أتفرغ ) للقراءة .

وسابعهم يقول : سأحج فريضتي حينما تتحسَّن الظروف - ولا نعلم ما الظروف ؟ - ويقل عدد الحجاج ويقل ( الخطر ) .
وهكذا تستمر حلقات التَّسويف ، وكل أولئك ( العاجزون ) مُفَرِّطون في أوقاتهم وأعمارهم ، متشبثون بأوهامٍ تستمر معهم ؛ لأنَّهم لا يخرجون من همٍّ إلاَّ إلى هموم ، ولا يرتاحون من شغل إلا إلى أشغال ، ولا يزول عنهم تعبٌ إلا ويوصِلُهم إلى أتعاب ؛ فالعمر يكبر والعيال يزيدون والأتعاب تزيد وتكثر ... ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم : « اغتنم خمساً قبل خمس : شبابك قبل هرمك ، وصحتك قبل سقمك ، وفراغك قبل شغلك ، وغناك قبل فقرك ، وحياتك قبل موتك » [1] .
إنه من الممكن أن يتحقق لبعضنا أملُه مستقبلاً ؛ فَيَفْرَغ من كثير من الأعمال ، أو يُشفَى من مرض عضال ، أو يفتح الله عليه فيغتني بعد فقر ... إلى غير ذلك ، ولكن وساوس الشيطان وحبائله تزيد وتتطوَّر ، وقد عرفنا من الواقع :
1 - أن عدداً كبيراً من غير الأغنياء ينفقون في سُبُل الخير أكثر من الأثرياء وأدوم ؛ لأنَّ حب الدنيا يزيد وكذلك الإحساس بأن ما حصل عليه بعَرَق جبينه من الصعب التفريط فيه !
2 - أنَّ عدداً من الشباب أنشط من كثير من الكبار في صيام وصلاة النوافل .
3 - أنَّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الأسرة والمحيط الذي يعيش فيه كل فرد كان في الشباب أجود منه عند الكبار ، وأن السن لا دخل له في أداء هذه الشعيرة .
ومن شبَّ على شيءٍ شاب عليه .
4 - برُّ الوالدين يبدأ مع الإنسان من صِغَرِه ؛ وهو تدريب للمستقبل .
والقرب منهم يُعِين الأبناء والبنات على البر في المستقبل ، وعكس ذلك صحيح ؛ إذ كيف يَبَرُّ والديه من كان بعيداً عنهم في صغره وشبابه ونشاطه ؟
5 - أن القراءة والتَزَوُّد من الثقافة يحتاجهما المرء كحاجته للماء والغذاء ، ثم إنها قناعات تنمو مع الفرد وتستمر بناءً على الخبرة والإحساس بالأهمية والتَلَذُّذ بثمارها ؛ ولن يقرأ رجل أو امرأة لم يشعرا بحاجتهما للقراءة ولم يتلذَّذا بثمارها في صغرهما ؛ وحينما يحاول أحدهم أن يبدأ في الكِبَر فسيفشل في أول خطوة ، وسيرمي أول كتاب يمسك به ، ويغطيه الخمول والكسل الذين شبَّ عليهما .
ولذلك صدق قتادة حين قال : إن النفوس تميل إلى الفترة والملل والخمول والكسل ... والمؤمن حقاً هو المُتقوِّي .
قال الله - تعالى - : { وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ } ( البقرة : 45 ) ؛فالصلاة عونٌ للمسلم في شؤونه كلِّها وعونٌ على بقية العبادات والقربات ... والمؤمن هو المتشدِّد ؛ والمقصود : المتشدِّد في المحافظة على أعمال الخير الملزِمُ لنفسه بالمواصلة فيها ، وهي شدَّة محمودة لا تعني التضييق أو إيذاء النفس أو الآخرين .
وعكسها : الخمول والتساهل والاستجابة للوهم والشهوات الدينية ؛ فهل نبادر للخيرات ونقتنع بأن خير البر عاجله .


(1) رواه الحاكم عن ابن عباس وصححه .

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 47.59 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 45.92 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.51%)]