الاستسقاء بالأنواء - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1249 - عددالزوار : 136288 )           »          إنه ينادينا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 24 - عددالزوار : 5534 )           »          السَّدَاد فيما اتفقا عليه البخاري ومسلم في المتن والإسناد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 59 - عددالزوار : 8172 )           »          ميزة جديدة لمتصفح كروم بنظام أندرويد 15 تتيح إخفاء البيانات الحساسة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          كل ما تحتاج معرفته عن ميزة الصورة المستطيلة بإنستجرام.. اعرف التفاصيل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          إيه الفرق؟.. تعرف على أبرز الاختلافات بين هاتفى iPhone 14 Plus وGoogle Pixel 9 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          احمِ أطفالك من الإنترنت.. احذر ألعاب الفيديو لحماية أبنائك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          أبل تعمل على جهاز بشاشة تشبه شاشة الآيباد مع ذراع آلية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          طفلك يستخدم تطبيقات الموبايل سرا دون علمك.. كيف تكتشف ذلك؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          أدوات مهمة هتساعدك للحد من استخدام طفلك للإنترنت.. جربها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 24-08-2020, 03:26 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,985
الدولة : Egypt
افتراضي الاستسقاء بالأنواء

الاستسقاء بالأنواء
محمد الحمود النجدي



هناك أشياءُ مترددة بين الشرك الأكبر والشرك الأصغر بحسب ما يقوم بقلب فاعلها، وما يصدر عنه من الأفعال والأقوال يقع فيها بعض الناس، وهي تنافى العقيدة، أو تعكر صفوها، وقد حذر منها النبي - صلى الله عليه وسلم -، ومن هذه الأمور: "الاستسقاء بالأنواء"، وهو عبارةٌ عن نسبة المطر إلى طلوع النجم أو غروبه على ما كانت الجاهلية تعتقده منْ أن طلوع النجم، أو سقوطه في المغيب؛ يؤثر في إنزال المطر، فيقولون: مُطرنا بنَوء كذا وكذا! وهم يريدون بذلك النجم، ويُعبرون عنه بالنّوء وهو طُلوع النجم، من نَاء ينوء: إذا نهض وطلع، فيقولون: إذا طلع النجم الفلاني؛ ينزل المطر؟! ويسمى ذلك الاستسقاء بالأنواء، ومعنى ذلك نسبة السُقيا إلى هذه الطوالع، وهذا من اعتقاد الجاهلية الذي جاء الإسلام بإبطاله والنهي عنه؛ لأن نُزول المطر وانحباسه يرجع إلى إرادة الله، وتقديره، وحكمته، وليس لطلوع النجوم تأثير فيه قال - تعالى -: (فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ * وَإِنهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ * إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ * فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ * لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ * تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ * أَفَبِهَذَا الْحَدِيثِ أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ * وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ)(الواقعة).
فقوله - تعالى -: (وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ) معناه: نسبة المطر الذي هو الرزق النازل من الله إلى النجم بأن يقال: مطرنا بنوء كذا وكذا، وهذا من أعظم الكذب والافتراء، وعن أبي مالك الأشعري - رضي الله عنه -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((أربعٌ في أُمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن: الفَخر بالأحْسَاب، والطّعن في الأنْساب، والاسْتسقاء بالنّجوم، والنّياحة))، والمراد بالجاهلية هنا: ما قبل بعثة النبي - صلى الله عليه وسلم -، وكل ما يخالف ما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم - فهو جاهلية؛ قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في معنى الحديث: "أخبر أنّ بعض أمر الجاهلية لا يتركه الناس كلهم ذماً لمن لم يتركه، وهذا يقتضي أن كل ما كان من أمر الجاهلية وفعلهم؛ فهو مذموم في دين الإسلام، وإلا؛ لم يكن في إضافة هذه المنكرات إلى الجاهلية ذمٌ لها، ومعلوم أن إضافتها إلى الجاهلية خرج مخرج الذم، وهذا كقوله - تعالى -: (وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى)؛ فإن ذلك ذمٌ للتبرج، وذمٌ لحال الجاهلية الأولى، وذلك يقتضي المنع من مشابهتهم في الجملة". انتهى.
وحكم الاستسقاء بالأنواء: أنه إنْ كان يعتقد أنّ له تأثيراً في إنزال المطر؛ فهذا شركٌ وكفر أكبر، وهو الذي يعتقده أهل الجاهلية، وإنْ كان لا يعتقد للنجم تأثيراً، وأنّ المؤثر هو الله وحده، ولكنه أجرى العادة بوجود المطر عند سقوط ذلك النجم؛ فهذا لا يصل إلى الشرك الأكبر، ويكون من الشرك الأصغر؛ لأنه يَحرُم نسبة المطر إلى النجم ولو على سبيل المجاز؛ سداً للذريعة، وقد روى البخاري ومسلم: عن زيد بن خالد - رضي الله عنه - قال : "صلى لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة الصبح بالحديبية، على أثر سماء كانت من الليل، فلما انصرف أقبل على الناس فقال: هل تدرون ماذا قال ربكم؟" قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: "قال: أصبحَ من عبادي مؤمنٌ بي وكافر؛ فأما منْ قال: مطرنا بفضل الله ورحمته؛ فذلك مؤمنٌ بي، كافرٌ بالكوكب، وأما منْ قال: مُطرنا بنوء كذا وكذا؛ فذلك كافرٌ بي، مؤمنٌ بالكوكب"، فقوله - صلى الله عليه وسلم -: "أصبح من عبادي مؤمن بي، وكافر".
وفسّر المؤمن بأنه: الذي ينسب المطر إلى فضل الله ورحمته، وفسر الكافر بأنه: الذي ينسب المطر إلى الكوكب، وهذا فيه دليل على أنه لا تجوز نسبة أفعال الله إلى غيره، وأن ذلك كفرٌ؛ فإنْ اعتقد أن للكوكب تأثيراً في إنزال المطر؛ فهذا كفرٌ أكبر؛ لأنه إشراك في الربوبية، والمشرك كافر، وإنْ لم يعتقد أن للكواكب تأثيراً في إنزال المطر، وإنما نسبه إليها مجازاً؛ فهذا محرم، وهو من الشرك الأصغر؛ لأنه نسب نعمة الله إلى غيره، فإنزال المطر من الله - تعالى -، وبحوله، وقوته؛ لا دخل لمخلوق فيه كما قال - تعالى -: (أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الّذِي تَشْرَبُونَ * أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ)؛ فمن نسب إنزال المطر إلى الكواكب، أو إلى الظواهر الطبيعية كالانخفاض الجوي، أو المناخ؛ فقد كذب وافترى، وهذا شرك أكبر، وإن كان يعتقد أن المنزل هو الله، ولكنه نسبه إلى هذه الأشياء من باب المجاز؛ فهذا حرام، وكفر أصغر؛ لأنه نسب النعمة إلى غير الله؛ كالذي يقول: مطرنا بنوء كذا وكذا، وما أكثر التساهل في هذا الأمر على ألسنة بعض الصحفيين أو الإعلاميين! فيجب على المسلم أن ينتبه لهذا، والله الموفق، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 60.25 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 58.54 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.85%)]