محاربون من نوع آخر - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         ليلة النصف من شعبان ..... الواجب والممنوع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          فضل صيام شهر رمضان.خصائص وفضائل شهر رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          المقصود بالتثليث النصراني الذي أبطله القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          حكم تخصيص ليلة النصف من شعبان أو يومه بعبادة معينة بدعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          مواضع الدعاء في الصلاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          ذرية الشيطان.. وطريقة حصولها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          هل الإشهاد شرط لصحة الطلاق ؟ (الشيخ اﻷلباني) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          هل يجوز للجنب قراءة او مس المصحف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          ( مَحَبَّةِ الْجَمَالِ )كلمات لابن تيمية رحمه الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          هل الدعاء في الوتر في رمضان قبل الوتر أم بعده (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23-08-2020, 03:45 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,603
الدولة : Egypt
افتراضي محاربون من نوع آخر

محاربون من نوع آخر



بقلم أسماء سعد


في طرقات الحياة،و شوارعها، هنالك محاربون كثيرون، من بينهم صنفٌ يحارب لكن ليس على أرض معركة، و لا في مواجهة أعداء من بني البشر،صنفٌ معركته الحقيقية مع ذاته؛ صنفٌ يحارب، لكنه يحارب نفسه الأمارة بالسوء .
إن هذا الصنف من المحاربين في ميدان الحياة هم : الذين قَدّروا قيمة الحياة، و نعمة العيْش،فصارت حياتهم صولات، وجولات، و صارت أيامهم، ميادين حربٍ و قتال؛ كلما هُزِموا؛ قاموا بعزمٍ جديد،وكلما خسروا معركةً؛حازوابعدها نصراً فريداً.
إنهم يرفضون الاستسلام،و إن تعددت هزائمهم ، و يأبون التخلي عن ساحة القتال، و إن قُطعوا أشلاء

يؤمنون أن الحرب؛ ولو بعزيمةٍ فاترةٍ، خيرٌ من العيش بروح مستسلمة.
هم يعرفون أن السير بقدمٍ عرجاء، و ساق مكسورة، في ميدان حربهم مع أنفسهم أو نحو تحقيق أهدافهم، و أحلامهم، خيرٌ لهم من أيام سلامٍ مزيفة؛ٍ تأخذهم بالنهاية نحو الهلاك.
إن هؤلاء المحاربين؛حربهم ليست حرباً عاديةً، و معركتهم ليست كباقي المعارك، التي سبق و عرفتها البشرية ؛ إنما حربهم ، صراع مع أنفسهم، وشياطينهم؛ لأجل عقيدتهم ومبادئهم.
إن هذا الصنف من المحاربين؛ هم الذين هداهم الله بهداه سبحانه، الذين امتثلوا لله، وجعلوا شعارهم " سمعنا وأطعنا فساروا إليه يلتسمون رضاه في سكناتهم، و حركاتهم ،في سُكَاتِهم، و كلامهم.
هم يجاهدون جهاداًٍ ليس بهينٍ ، يجاهدون أهواءهم، و يحاربون شهواتهم، و ضعفهم ، و يشنون حرباً ؛بل حروباً لهزيمة شياطينهم
و رغم هزيمتهم أمام أنفسهم ،و تفريطهم في حق الله، و تقصيرهم مرات و مرات ، و رغم ضعفهم أمام الشهوات، و الفتن، يأبون أن يتركوا طريق الله .
كلما عصوا استغفروا، و أنابوا لربهم ،و تابوا ،و كلما زلت خطاهم ،أو تعثرت، فروا إلى الله ،مستمسكين بأمره ،و نهيه من جديد وشعارهم ، بل وحالهم:" إنا إلى الله سائرون، وما كنا يوماً مستسلمين، ولن نكون ،و لن نترك درب الهدى أبدا،ً و لو سرنا إلى الله عُرجاً مكاسير، بين الضعف و التقصير".
إن هؤلاء آمنوا؛ أن الحياة بعيداً عن الله لا تعاش،
وأن كل إنسان_ ليست قضيته الأولى رضا الله _ ميتٌ و إن بدت عليه سمة الأحياء ،و أن كل محارب ليست معركته الأهم مع نفسه ،و شيطانه ، خاسر مهما جنى، و كثرت مكاسبه في الحياة .
إنهم ذاقوا لذة العيش في معيته سبحانه ، و على طريق طاعته، فما استطاعوا و لن يستطيعوا أن يسيروا في درب غير درب هداه.
فمن ذا الذي يسير على طريق الله، و يهون عليه أن يفرط فيه بعدما عرفه؟
فإن كنت منهم فهنيئاً لك سيرك على دربهم و أثرهم_ ثبتك الله_، وإن لم تكن منهم فقم و لا تؤجل .
فما الذي ينقصك كي ينتصروا هم، و يسيروا إلى الله بينما أنت منهزمٌ غافل ؟
ما الذي يشغلك عن الله؟
أيُ همٍ - بل إن شئت قل وَهْمٍ - أكبر بقلبك و أعز عليك من الله ؟
و لنا عظة،ٌ و تذكرة ،في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم حين مر على قبر دُفِن حديثًا فقال:
((ركعتان خفيفتان مما تحقرون وتَنَفَّلُون، يزيدهما هذا في عمله أحبُّ إليه من بقية دنياكم)
فهذا حال من سبقونا إلى القبور !!
ركعتان نافلة أحب إليهم من دنيانا، التي ألهتنا و شغلتنا ،و صار سعينا فيها سباق و ركاض.
هذا حال من ماتوا و يوماً سنصير إلى ما صاروا إليه
لكنَّا لازلنا بالدنيا مشغولين ،و عن طاعة الله غافلين، و قليلٌ منا من هم بالموت معتبرين .
فانهض و استعن بالله ،و أعد ما استطعت من عدةٍ و انزل مع من سبقوك إلى ميدان حربك و جهادك مع نفسك ، و تذكر أن معركتك مع ذاتك كي ترضي الله أعظم معارك حياتك .
انهض و لا تجعلهم يسبقونك إلى الله، بل زاحم أقدامهم و شاركهم الخطى .
و كن محارباً في درب الحياة، سائراً إلى ربك و لو بقدمٍ مكسورةٍ و ساقٍ عرجاء .
لكن إياك إياك و ترك طريق الله .











__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.46 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.79 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.44%)]