|
ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() محاربون من نوع آخر بقلم أسماء سعد في طرقات الحياة،و شوارعها، هنالك محاربون كثيرون، من بينهم صنفٌ يحارب لكن ليس على أرض معركة، و لا في مواجهة أعداء من بني البشر،صنفٌ معركته الحقيقية مع ذاته؛ صنفٌ يحارب، لكنه يحارب نفسه الأمارة بالسوء . إن هذا الصنف من المحاربين في ميدان الحياة هم : الذين قَدّروا قيمة الحياة، و نعمة العيْش،فصارت حياتهم صولات، وجولات، و صارت أيامهم، ميادين حربٍ و قتال؛ كلما هُزِموا؛ قاموا بعزمٍ جديد،وكلما خسروا معركةً؛حازوابعدها نصراً فريداً. إنهم يرفضون الاستسلام،و إن تعددت هزائمهم ، و يأبون التخلي عن ساحة القتال، و إن قُطعوا أشلاء يؤمنون أن الحرب؛ ولو بعزيمةٍ فاترةٍ، خيرٌ من العيش بروح مستسلمة. هم يعرفون أن السير بقدمٍ عرجاء، و ساق مكسورة، في ميدان حربهم مع أنفسهم أو نحو تحقيق أهدافهم، و أحلامهم، خيرٌ لهم من أيام سلامٍ مزيفة؛ٍ تأخذهم بالنهاية نحو الهلاك. إن هؤلاء المحاربين؛حربهم ليست حرباً عاديةً، و معركتهم ليست كباقي المعارك، التي سبق و عرفتها البشرية ؛ إنما حربهم ، صراع مع أنفسهم، وشياطينهم؛ لأجل عقيدتهم ومبادئهم. إن هذا الصنف من المحاربين؛ هم الذين هداهم الله بهداه سبحانه، الذين امتثلوا لله، وجعلوا شعارهم " سمعنا وأطعنا فساروا إليه يلتسمون رضاه في سكناتهم، و حركاتهم ،في سُكَاتِهم، و كلامهم. هم يجاهدون جهاداًٍ ليس بهينٍ ، يجاهدون أهواءهم، و يحاربون شهواتهم، و ضعفهم ، و يشنون حرباً ؛بل حروباً لهزيمة شياطينهم و رغم هزيمتهم أمام أنفسهم ،و تفريطهم في حق الله، و تقصيرهم مرات و مرات ، و رغم ضعفهم أمام الشهوات، و الفتن، يأبون أن يتركوا طريق الله . كلما عصوا استغفروا، و أنابوا لربهم ،و تابوا ،و كلما زلت خطاهم ،أو تعثرت، فروا إلى الله ،مستمسكين بأمره ،و نهيه من جديد وشعارهم ، بل وحالهم:" إنا إلى الله سائرون، وما كنا يوماً مستسلمين، ولن نكون ،و لن نترك درب الهدى أبدا،ً و لو سرنا إلى الله عُرجاً مكاسير، بين الضعف و التقصير". إن هؤلاء آمنوا؛ أن الحياة بعيداً عن الله لا تعاش، وأن كل إنسان_ ليست قضيته الأولى رضا الله _ ميتٌ و إن بدت عليه سمة الأحياء ،و أن كل محارب ليست معركته الأهم مع نفسه ،و شيطانه ، خاسر مهما جنى، و كثرت مكاسبه في الحياة . إنهم ذاقوا لذة العيش في معيته سبحانه ، و على طريق طاعته، فما استطاعوا و لن يستطيعوا أن يسيروا في درب غير درب هداه. فمن ذا الذي يسير على طريق الله، و يهون عليه أن يفرط فيه بعدما عرفه؟ فإن كنت منهم فهنيئاً لك سيرك على دربهم و أثرهم_ ثبتك الله_، وإن لم تكن منهم فقم و لا تؤجل . فما الذي ينقصك كي ينتصروا هم، و يسيروا إلى الله بينما أنت منهزمٌ غافل ؟ ما الذي يشغلك عن الله؟ أيُ همٍ - بل إن شئت قل وَهْمٍ - أكبر بقلبك و أعز عليك من الله ؟ و لنا عظة،ٌ و تذكرة ،في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم حين مر على قبر دُفِن حديثًا فقال: ((ركعتان خفيفتان مما تحقرون وتَنَفَّلُون، يزيدهما هذا في عمله أحبُّ إليه من بقية دنياكم) فهذا حال من سبقونا إلى القبور !! ركعتان نافلة أحب إليهم من دنيانا، التي ألهتنا و شغلتنا ،و صار سعينا فيها سباق و ركاض. هذا حال من ماتوا و يوماً سنصير إلى ما صاروا إليه لكنَّا لازلنا بالدنيا مشغولين ،و عن طاعة الله غافلين، و قليلٌ منا من هم بالموت معتبرين . فانهض و استعن بالله ،و أعد ما استطعت من عدةٍ و انزل مع من سبقوك إلى ميدان حربك و جهادك مع نفسك ، و تذكر أن معركتك مع ذاتك كي ترضي الله أعظم معارك حياتك . انهض و لا تجعلهم يسبقونك إلى الله، بل زاحم أقدامهم و شاركهم الخطى . و كن محارباً في درب الحياة، سائراً إلى ربك و لو بقدمٍ مكسورةٍ و ساقٍ عرجاء . لكن إياك إياك و ترك طريق الله .
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |