|
ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() أعيدوا النظر في وضعكم يا مسلمون الشيخ عبدالعزيز بن محمد العقيل الحمد لله المحمود على كلِّ حال، الدائِم الباقي بلا زوال، الموجِد خلقَه على غيرِ مِثال، العالم بعدَد القطر وأمواج البحر وذرَّات الرِّمال، لا يعزُب عنه مثقال ذرَّة في الأرض ولا في السماء ولا تحت أطباق الجِبال. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، عالم الغيب والشهادة الكبير المتَعال، وأشهَد أنَّ محمَّدًا عبده ورسوله، صلَّى الله عليه وعلى صحبه وآله خير آل، صلاةً دائمة بالغدوِّ والآصال. أما بعد: فلقد بلغت الذلة والمهانة بالمسلمين مِن أعدائهم أَوجها، وأصبحوا لا قيمة لهم عند عدوِّهم إلا حين يُريد امتِصاص دمائهم، فهنا يَظهر النفاق والمخادعة. فمنذ عشرات السنين واليهود وأعوانهم يَعيثون في بلاد المسلمين ومقدَّساتهم الفساد، في فِلَسْطين وكشمير وغيرهما من بلاد المسلمين، في الشيشان على مرأى ومسمع من المسلمين، ومِن الكفار أعداء البشرية المتشدِّقين بحقوق الإنسان، فأين حقوق الإنسان في جميع هذه البلاد؟ تُدكُّ المدن على أهلها من أطفال ونساء ومدنيِّين عُزَّل باسم البحث عن إرهابيِّين، وكأن الإرهابي عندهم مَن يدافع عن دينِه ومَحارِمه وبلاده. لقد بلَغ الحقد والخُبث بأعداء الإسلام مبلغًا لن يمحوه النهار، فقد سطَّره التاريخ في الماضي، وبدأ صفحةً جديدةً في الألفيَّة الثالثة كما تُسمَّى، إلا أنها في هذه الفترة من التاريخ أشدُّ حِقدًا، وأعظم تدميرًا وإفسادًا للحرث والنسل؛ فقد صنَع البشر ما يُهلك البشر، ويُفسد الأرض والحرث، ومع هذا فهم يتشدَّقون بالحضارة الزائفة، والتطوُّر الصناعي، ولم يَعلموا أن ما قدَّموه للبشرية من تطور صناعي لا يُعادل ما أحدثوه مِن مضار؛ حيث لم يراعوا في حضارتهم وتطورهم الصناعي مصالحَ البشر، وقد قال الله -جل وعلا- في حق الكافرين: ﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ * أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ ﴾ [البقرة: 11، 12]، وقال -جل وعلا- في قصة ابنَي آدم: ﴿ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا ﴾ [المائدة: 32]. فيا أيها المسلمون: تذكَّروا ماضي سلفكم الصالح، وما قدَّموه للبشرية من حضارة تتناسب مع الفِطَر السليمة، وتدعو إلى سعادة الدارَين، وما أعدوه واستعدوا به للكفاح والدفاع عن دِين الله بوسائل لا هدْمَ فيها ولا تدميرَ ولا إهلاك للحرث والنسل، بل فيها سعادة للبشر، فالكافر حين يُؤسَر قد يكون أسْرُه سببًا في سعادته حين يُسلِم، والله خلَق العباد ليعبدوه وحده، فلا خضوع ولا ذلَّة إلا لله وحده، والخضوع لله عِزة، والخضوع للمخلوق ذِلَّة، وإخضاع المسلمين بالنار والحَديد لا يُجدي شيئًا. ويَكفي الكفارَ مَن خضع لهم مِن الكفار، فعلى المسلمين حكوماتٍ وشعوبًا أن يتآلَفوا فيما بينهم، ويتَكاتفوا على عدوهم وعدو دينهم، ويكونوا يدًا واحدة؛ ليُعيدوا مجدهم وعِزتهم وكرامتهم، ويقودوا البشرية لما فيه خيرُها وصلاحها، وأمنُها واستقرارها، فالكفار قد خانوا الله ورسوله، وليس غريبًا أن يخونوا البشر، ولن يصلح آخرُ هذه الأمة إلا بما صلَح به أولها، فعلى المسلمين جميعًا أن يعيدوا النظر في وضعهم، ويَرجعوا إلى ربهم، ويتعاونوا فيها بينهم، ويتسلَّحوا بالسلاح المعنوي والسلاح الحسِّي؛ فقد أمرَهم الله بذلك، والله سائلهم عما ضيَّعوا، قال الله تعالى: ﴿ أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ * الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴾ [الحج: 39، 40]. إن الله ناصِرٌ دينَه، ومُعلٍ كلمتَه ولو كره الكافرون، ولكنَّ الله يبتلي عباده المؤمنين؛ ليُظهر الصادق المستحِقَّ للثواب، والمنافق المُستحِق للعقاب، والله حسبنا ونعم الوكيل، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبِه أجمعين.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |