فروا إلى الله - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         محرمات استهان بها الناس كتاب الكتروني رائع (اخر مشاركة : Adel Mohamed - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          الهوية الإمبريالية للحرب الصليبية في الشرق الأوسط (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          «ابن الجنرال» ونهاية الحُلم الصهيوني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          التغيير في العلاقات الأمريكية الروسية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          هل اقتربت نهاية المشروع الإيراني؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          الشيخ عثمان دي فودي: رائد حركات الإصلاح الديني في إفريقيا الغربية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          دور العلماء الرّواة والكُتّاب في نشأة البلاغة العربية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          مرصد الأحداث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          وقفات مع قول الله تعالى: ﴿وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          أصحّ ما في الباب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 20-08-2020, 03:52 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,446
الدولة : Egypt
افتراضي فروا إلى الله

فروا إلى الله


ميمونة شرقية






حانت ساعة الفرار... احمل متاعك وانطلق مع الركب المسافر.. لا تفكر ...لا تلتفت... فإن في التلكؤ مهلكة... والنجاة في الفرار إلى الملجأ والمأمن...

هذه ليست حالة طوارئ أيها السادة، وليست حالة مفاجئة! وليس نذير زلزال سيصيب المدينة، ولا حربًا ضروسًا نكلت بالصغار وفتكت بالكبار...

ولكنها حال المسافر المرتحل من الدنيا... المقبل على الآخرة امتثالاً لقول الله تعالى: ﴿ فَفِرّوا إلى الله إني لكم منه نذيرٌ مبين ﴾ [الذاريات 50].

إنه تعبير عجيب عن الفرار كما قال سيد الظلال...

فرار الإيجاب والإقبال لا فرار الجُبنْ والانحلال!

فممّ الفرار؟! وكيف يكون؟ وإلى أين؟! فلننطلق معاً في رحاب الروح لنعرف الجواب:
الروح حرة طليقة، ما لم تكبلها ماديات الدنيا وآثامها، وكلما ازداد ارتباط القلب بما فيها ازداد ثقله وشد وثاقه فصار لها أسيراً وبها حقيراً..

فالإنسان الأسير في هذه الدنيا... هو ذلك المثقَل بعوالق الماديات، المقيد بموانع حقيقة العبودية لله تعالى، غايةُ الوجود: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات: 56].

هو مَن قيّد نفسه بغلال البحث عن الرزق متناسيًا الرب الذي يكفيه العناء إن هو إليه أناب، وإذا بكلاليب الدنيا تشده إلى أغوار الأرض بأثقال تنوء من حملها الجبال!

فالفرار الفرار منها قبل أن تهلك في مزالقها!

يوم تجد الناس كلّ يسعى لمطمع أو سلطان أو منصب أو جاه، ابتغ لروحك من الدنيا ساعة يصفو بها قلبك تغالب فيها نفسك عن شهواتها... وَانْأَ بروحك في لحظة تجرد عن شواغل الدنيا واحملها على التأمل والتدبر في ملكوت السموات والأرض لتستصغر كل ما فيها وتحيا شامخاً في عليائها...

عندها لن يجد القيد إلى معصمك سبيلاً ولن تقبع في الدنيا ذليلاً، فما تحرك العالم ونهض، وما عمر الكون وازدهر إلا بجهد أولئك الذين طلقوا الدنيا وأفرغوها من قلوبهم فكانت بين أيديهم كالدمى طائعة مطواعة!

فهيّا معًا نَفِرّ من الجهل إلى العلم، ومن الظلمة إلى النور، ومن الجَوْر إلى العدل، ومن الانكفاء إلى العطاء، ومن الذل إلى الكرامة، ومن البخل إلى الكرم، ومن الخوف إلى الأمان، ليكون فراراً إلى الله من هذه الأثقال!

فمن لم يكن الله مولاه فلا مولى له ولو اجتمعت أقطاب الخافقَيْن لنصرته... وكلّ عدو جبار وطاغية لا يُثني المقبل على الله عن مسيره، ولو استُنفرت في محاربته الملايين تسد الأفق لغلبته...

كن في حالة إنابة إلى مولاك واجتهد في السعي إلى رضاه، وحرر من عوالق الدنيا قلبك، وفارقها روحًا واترك لها جسدك، تُحلِّق في روابي العمر ويسمو دربك، وفرّ من هواجسِها ولُذْ بِباب ربك، وكن كريمًا معطاء لمن سألك، وخلِّ القلب من نوازل الدنيا يبلغ منها سعدك...

إن الفرار إلى الله هو سبيل الخالدين، فابذل فيه جهدك...




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.65 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.98 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.43%)]