|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() السؤال بوجه الله في أمور الدنيا الشيخ ندا أبو أحمد يقول الله تعالى: ﴿ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴾ [ق: 18]، وعلى هذا ينبغي على الإنسان أن يتحرز من خطأ وزلل اللسان، خصوصًا فيما يتعلق بالمسائل العقائدية، التي تتعلق بالله تعالى، وبأسمائه وصفاته. وهناك بعض الأخطاء اللفظية الخاصة بالأمور العقائدية يقع فيها البعض، نذكرها هنا للتنبيه عليها، والحذر منها، ومن هذه الأقوال: السؤال بوجه الله في أمور الدنيا: ذكر الإمام النووي - رحمه الله تعالى - في كتابه "رياض الصالحين" بابًا بعنوان "كراهة أن يسأل الإنسان بوجه الله غير الجنة"، ثم ذكر حديثًا تحت هذا العنوان عن جابر رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يُسأَلُ بوجه الله إلا الجنة))، (والحديث رواه أبو داود، وفي سنده سليمان بن معاذ التميمي، وقد تكلم فيه غير واحد). يقول الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله تعالى - في شرحه لهذا الحديث: "وهذا الحديث إسناده ضعيف، ولكن معناه صحيح؛ لأن وجه الله عظيم، وأعظم ما يسأله الإنسان هو الجنة، فصار لا يُسأَلُ بوجه الله إلا الجنة، ولا يسأل بوجه الله شيء من أمور الدنيا، لا تقل: إني أسألك بوجهك أن تعطيني بيتًا أسكنه أو سيارة أركبها... أو ما أشبه ذلك؛ لأن وجه الله أعظم من أن يسأل به شيء من الدنيا، الدنيا كلها دنيئة، كلها فانية، كلها لا خير فيها، إلا ما يُقرِّبُ إلى الله عز وجل"؛ اهـ بتصرف واختصار. وجاء في "فتاوى العقيدة" (ص 291 - 292) هذا السؤال: هناك من يسأل بـ: "وجه الله" فيقول لغيره: "أسألك بوجه الله كذا وكذا"، فما الحكم في هذا القول؟ والجواب: أن "وجه الله" أعظم من أن يسأل به الإنسان شيئًا من الدنيا، ويجعل سؤاله بوجه الله عز وجل كالوسيلة التي يتوسل بها إلى حصول مقصوده من هذا الرجل الذي توسل إليه بذلك، فلا يقدمن أحد على مثل هذا السؤال؛ أي: لا يقل: "وجه الله عليك"، أو "أسالك بوجه الله"... أو ما أشبه ذلك"؛ اهـ. تنبيه: وكما أنه يُسأَل بوجه الله تعالى الجنة، فكذلك يسأل بوجه الله في الأمور العظام، ودليل ذلك ما أخرجه النسائي وابن ماجه وأحمد عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال: "قلت: يا نبي الله، ما أتيتك حتى حلفت أكثر من عددهن[1] ألا آتيك ولا آتي دينك، وإني كنت امرأً لا أعقل شيئًا إلا ما علمني الله ورسوله، وإني أسألك بوجه الله: بمَ بعثك ربك إلينا؟ قال: بالإسلام، قال: قلت: وما آيات الإسلام؟ قال: أن تقول: أسلمت وجهي إلى الله عز وجل، وتخليت، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، كل المسلم على المسلم محرم، أخوان[2] نصيران، لا يقبل الله عز وجل من مشرك بعدما أسلم عملًا أو[3] فارق المشركين إلى المسلمين)). [1] أصابع يديه. [2] المسلمان. [3] "أو" بمعنى "حتى"، أو "إلى أن".
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |