لمتى تخدعنا المظاهر البراقة؟! - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1259 - عددالزوار : 136959 )           »          ما هي المصادر التي يأخذ منها الأصوليون علم أصول الفقه؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          إطلالة على أنوار من النبوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          تخريج حديث "إن الله ليعجب من الشاب ليست له صبوة" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          حالات صفة صلاة الوتر على المذهب الحنبلي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          من هو السُّنِّي؟ وهل يخرج المسلمُ من السُّنَّة بوقوعه في بدعة جاهلًا أو متأولًا؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4944 - عددالزوار : 2043862 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4519 - عددالزوار : 1313184 )           »          إنه ينادينا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 24 - عددالزوار : 5567 )           »          السَّدَاد فيما اتفقا عليه البخاري ومسلم في المتن والإسناد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 59 - عددالزوار : 8188 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 17-08-2020, 03:18 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,000
الدولة : Egypt
افتراضي لمتى تخدعنا المظاهر البراقة؟!

لمتى تخدعنا المظاهر البراقة؟!


مصطفى قاسم عباس






كثيرٌ من الناس يعتقدونَ أن كلَّ ما يلمع ذهبٌ، وأن كلَّ باكيةٍ ثَكْلَى، وأن كلَّ ما يُسمَع عن شخصٍ فهو يقينٌ، وأن كلَّ مَن بدت نواجذُه، وظَهَرَ بياضُ أسنانه، فهو فرِحٌ مسرورٌ، وأن كلَّ سرابٍ يلوحُ في الأفقِ حقيقةٌ للناظرينَ، وليس خيالاً يُرَى، ولا وهمًا متخيلاً.



ولكنَّ الناسَ بعدَ فترةٍ - قد تطولُ وقد تقصُرُ - يكتشفونَ أن كثيرًا مما كان يلمعُ ليس بذهبٍ، وأن النائحةَ التي يُذيب وهجُ نُواحِها القلبَ ليست كالثَّكْلَى، وأن السرابَ الذي يُخَيَّلُ للعين وَهْمٌ وليس حقيقةً، وأن كثيرًا ممَّن بدت نواجذُهُ، وافترَّ ثغرُهُ عن ابتسامةٍ، ينطبقُ عليه قولُ المتنبِي:



إِذَا رَأَيْتَ نُيُوبَ اللَّيْثِ بَارِزَةً

فَلَا تَظُنَّنَّ أَنَّ اللَّيْثَ يَبْتَسِمُ






ومع الأسفِ لقد اعتادَ كثيرٌ من الناس في زمانِنا أن يَحكُموا على الناسِ بظواهرِ الأمور، أو بما يتقوَّلُه الناسُ، أو بما يدورُ على ألسنتِهم في السر والعلن:

فكم من إنسانٍ يَمدَحُونه في غيابِه، ولكنك عندما تراه تتذكَّر المثلَ المشهورَ: "أنْ تسمع بالمعيدي خيرٌ من أن تراه"!



وكم من إنسانٍ يَذُمُّونه ويقعون فيه، ويرمونه بالاتهاماتِ وهو بريءٌ منها براءةَ الذئبِ من دمِ سيدنا يوسفَ - عليه السلام - فتَتَيقَّنُ أنت أن سماعَ كلامِ الناس كثيرًا ما يُجانِب الحقيقة، فتخاطبُ نفسَك قائلاً:



خُذْ مَا عَلِمْتَ وَدَعْ شَيْئًا سَمِعْتَ بِهِ

فِي طَلْعَةِ الشَّمْسِ مَا يُغْنِيكَ عَنْ زُحَلِ






فالإنسانُ يسمعُ كثيرًا من الأقوالِ، ولكن الحقيقةَ غيرُ ما يقالُ, فكم من رجلٍ ينظرُ لإنسانٍ ولا يُؤبَهُ له, بل قد يَزدَرِيه للباسِه أو لمظهرِه, أو لما يُحكَى عنه، وإذ به غيرُ ذلك، وعليه ينطبِق قول القائل:



تَرَى الرَّجُلَ النَّحِيفَ فَتَزْدَرِيهِ

وَفِي أَثْوَابِهِ أَسَدٌ هَصُورُ






وكثيرًا ما تُخْبَرُ عن إنسانٍ, وإذ بمخْبَره ليس كمنظرِه - إيجابًا أو سلبًا - كما قال عنترةُ:



أَنَا الشَّهْمُ الَّذِي خُبِّرْتَ عَنْهُ

فَقَدْ عَايَنْتَنِي فَدَعِ السَّمَاعَا






ونحن في دينِنا الحنيفِ مأمورونَ بحسنِ الظنِّ، وأن نجتنبَ كثيرًا من الظنِّ؛ لأن بعضَ الظنِّ إثمٌ.



ونحن مأمورون في دينِنا الحنيف أيضًا أن نُحسِّن نيَّتَنا؛ لأننا قرأنا حديثًا نبويًّا من أساسياتِ دينِنا الحنيفِ، يقول فيه نبينا - صلى الله عليه وسلم -: ((إنما الأعمالُ بالنيَّات، وإنما لكلِّ امرئٍ ما نَوَى...))، البخاري ومسلم.



وعلَّمنا دينُنا السمحُ أن أكرمَنا عند الله أتقانا، ولا فرقَ لعربِي على عجمي، ولا لأبيضَ على أسودَ إلا بالتقوى, بخلاف الذين يجعلونَ من الإنسانية مطيَّةً لتحقيقِ مآربِهم، وعليهم ينطبقُ قولُ القائل:



مَهْمَا تَألَّقَتِ الْعُلُومُ

وَأَصْبَحَتْ مِلْكَ الْيَدِ



فَثِيَابُهُمْ فِيهَا غُبَارُ

الْجَهْلِ لَمْ يَتَبَدَّدِ



مَا دَامَ فِيهِمْ أَبْيَضٌ

يَغْتَالُ حَقَّ الْأَسْوَدِ






وكذلك نعلمُ أن اللهَ لا ينظرُ إلى صورِنا ولا إلى أجسادِنا ولكن ينظرُ إلى قلوبِنا، ((فَرُبَّ أشعثَ أغبرَ ذي طِمْرَينِ مدفوعٍ بالأبوابِ، لو أقسَم على اللهِ لأبرَّه))، صحيح مسلم.



وبنظرةٍ خاطفةٍ في التاريخِ نرى أن كثيرًا من الناس كانوا عبيدًا، ولكنَّ الدين رَفَعهم, فأصبحوا سادةً: فسيِّدنا بلالٌ من الحبشة، وسيِّدنا سلمانُ من بلاد فارس، وسيِّدنا صهيبٌ من بلاد الروم.



بل كثيرٌ من العلماءِ كانوا عبيدًا، وبعضُهم من حيث الشكلُ الخارجيُّ قد يَزْدَرِيه المرءُ، ولكنه من كبارِ العلماء العبَّاد، كعطاءِ بن أبي رَبَاح الذي كان أشلَّ وأفطسَ، حتى قيل: لا يوجدُ عيبٌ في الدنيا إلا وكان فيه، ومع ذلك كان ذكرُه عطرًا، وعلمُه بحرًا، بل كان عالمَ الدنيا في عصرِه!



وعلى الإنسانِ أن لا يعتقدَ أنه خيرٌ من الناس، حتى الذين يُذنِبون منهم، وليضع دائمًا أمام عينيه قولَ سيِّدنا عيسى - عليه السلام -: "ولا تَنظُروا في ذُنُوبِ الناس كأنَّكم أربابٌ، وانظروا في ذُنُوبكم كأنكم عبيدٌ، فإنما الناسُ مُبْتَلًى ومعافًى، فارحَمُوا أهلَ البلاءِ، واحْمَدوا الله على العافِيةِ".



وكم رأيتَ إنسانًا فظننتَ أنك ستُعَلِّمه، وقلتَ في سرِّك: يا له من تلميذٍ نجيب! وبعد أن يتكلَّم، وتُصغِي للدررِ التي تخرج من بين ثناياه، تقولُ في سرك أيضًا: أيرضى أن أتتلمذَ بين يديه؟!



فالأمورُ بخواتيمِها، والإنسانُ بأعمالِه لا بمظهرِه ومالِه، وتأمَّل معي في هذا الحديث الذي رواه الإمام البخاري، عن سهل بن سعد الساعدي أنه قال: "مرَّ رجلٌ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال لرجلٍ عنده جالسٍ: ((ما رأيُك في هذا؟))، فقال: رجلٌ من أشرافِ الناسِ، هذا واللهِ حَرِيٌّ إن خَطَب أن يُنْكَح, وإن شَفَع أن يُشَفَّع، قال: فسَكَت رسول الله- صلى الله عليه وسلم - ثم مرَّ رجلٌ، فقال له رسول الله: ((ما رأيُك في هذا؟))، فقال: يا رسول الله، هذا رجلٌ من فقراء المسلمين، هذا حَرِيٌّ إن خَطَب أن لا يُنْكَح، وإن شَفَع أن لا يُشفَّع، وإن قال أن لا يُسمَع لقولِه، فقال رسول الله: ((هذا خيرٌ من ملءِ الأرض مثلِ هذا)).



وفي حديثٍ آخرَ رواه البخاري أيضًا: ((ويقال للرجلِ: ما أعقلَه! وما أظرفَه! وما أجلدَه! وما في قلبِه مثقالُ حبَّة من خردلٍ من إيمانٍ)).



وكم من إنسانٍ يجمع المالَ الحرامَ، ثم يوم القيامة يَهوِي به في نارِ جهنم، مع أن ظاهره أنه يصلِّي ويصومُ ويزكِّي ويحجُّ؛ فقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((يؤتَى يومَ القيامةِ بأناسٍ، معهم من الحسنات كأمثالِ جبال تِهَامة، حتى إذا جيء بهم، جَعَلها الله هباءً منثورًا، ثم يُقذَف بهم في النار))، قيل: يا رسول الله، كيف ذلك؟ قال: ((كانوا يصلُّون، ويصومونَ، ويزكُّون، ويحجُّون، غير أنهم كانوا إذا عَرَضَ لهم شيءٌ من الحرامِ أخذوه، فأحبط الله أعمالهم)).




وتذكرتُ كلماتٍ كتبتُها في مقالٍ لي عنوانُه: "حوارٌ هادئ مع النفس"، قلت فيه: "لا تَغتَرِّي يا نفسُ بالأسماء والألقاب كثيرًا، فليس من الضروري أن يُعبِّر الاسم أو اللقب عن المسمَّى، فهذا المسيح وذاك المسيح، ولكن فرقٌ بين هذا وذاك, فهذا المسيح - عليه السلام - وذاك المسيحُ الدجال)).



وختامًا:

المؤمن دائمًا شعارُه: "لستُ بالخبِّ، ولا الخبُّ يَخْدَعنِي"، كما قال سيدنا عمر - رضي الله عنه.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 77.28 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 75.56 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.22%)]