|
ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() أفيقوا من غفلتكم مجلة التوحيد الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد: فإنَّ هناك سؤالًا لا يَجوز أن نَختلف في الإجابة عنه؛ لأنَّه يتعلَّق بأمرٍ من أمور التوحيد، هذا السؤال هو: إذا كنَّا في شدَّة وكرب فإلى مَن نَلجأ؟ هل نَلجأ إلى الله عزَّ وجل، أم نتوجَّه إلى وليٍّ من أولياء الله الذين نحبُّهم ونقدِّرهم؟ حقًّا، إنَّنا ندعو اللهَ دائمًا أن يَجمعنا في الجنَّة برسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن يَحشرنا مع أولياء الله، ولكن هل معنى ذلك أن نَلجأ إليهم عند الشدَّة والكرب؟ لو حاولتَ يا أخي، أن تُجيب عن هذا السؤال من الكتاب والسنَّة، لوجدتَ أمامك الكثير من النُّصوص من الآيات والأحاديث، وكلها واضحة تمامًا، أذكر لك بعضَها على سبيل الذِّكرى؛ عملًا بقول الله تعالى: ﴿ وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الذاريات: 55]. من آيات القرآن الكريم: 1- ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾ [البقرة: 186]. 2- ﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ﴾ [غافر: 60]. 3- ﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ ﴾ [النمل: 62]. 4- ﴿ قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً لَئِنْ أَنْجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ * قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ ﴾ [الأنعام: 63، 64]. 5- ﴿ وَنُوحًا إِذْ نَادَى مِنْ قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ ﴾ [الأنبياء: 76]. 6- ﴿ وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ ﴾ [الأنبياء: 83، 84]. 7- ﴿ وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ * وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى ﴾ [الأنبياء: 87 - 90]. والآيات كثيرة في كتاب الله تعالى تبيِّن أنَّ اللجوء عند الشدَّة والكرب لا يكون إلَّا إلى الله وحده. أمَّا بالنِّسبة للأحاديث النبوية: 1- عن ابن عباس رضي الله عنهما، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول عند الكرب: ((لا إله إلَّا الله العظيمُ الحليم، لا إله إلَّا الله ربُّ العرش العظيم، لا إله إلا الله ربُّ السموات ورب الأرض ورب العرش الكريم))؛ متفق عليه. 2- عن أنس رضي الله عنه، أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا حزبه أمرٌ - أي: أهمَّه وأحزنه - قال: ((يا حيُّ يا قيُّوم، برَحمتك أستغيث))؛ رواه الترمذي، [حسنه الألباني]. 3- عن أبي بَكْرةَ رضي الله عنه، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((دعوات المكروب: اللهمَّ رَحمتَك أرجو، فلا تَكلني إلى نَفسي طرفةَ عين، وأصلِح لي شأني كلَّه، لا إله إلا أنت))؛ [حسنه الألباني]. 4- عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((دعوة ذي النُّون إذ دعا بها وهو في بَطن الحوت: لا إله إلَّا أنتَ سبحانك إنِّي كنتُ من الظَّالمين - لم يَدْع بها رجلٌ مسلم في شيء قطُّ إلَّا استجاب الله له))؛ [صححه الألباني]. 5- عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: ((ما أصاب عبدًا همٌّ ولا حزنٌ فقال: اللهمَّ إنِّي عَبدك، وابن عبدِك، وابن أَمَتِك، ناصِيتي بيدِك، ماضٍ فيَّ حكمك، عدل فيَّ قضاؤك، أسألك بكلِّ اسمٍ هو لك سمَّيتَ به نفسك أو أنزلتَه في كتابك أو علَّمتَه أحدًا من خلقِك أو استأثرتَ به في عِلم الغيب عندك، أن تَجعل القرآنَ ربيع قلبي، ونورَ صدري، وجلاءَ حزني، وذهاب همِّي - إلا أذهب الله همَّه وحزنَه، وأبدله مكانه فرَجًا))؛ رواه أحمد، [صححه الألباني]. والأحاديث النبويَّة كثيرة أيضًا، وكلها تنصُّ على أنَّ المرء لا يَسأل إلَّا الله، ولا يستعين إلا بالله. وإذا كنتُ قد أطلتُ في سَرد الآيات والأحاديث فما ذلك إلَّا لِكي نتأكَّد من منهج الإسلام عندما يتعرَّض الإنسانُ لشدَّة أو كرب، ولكن أهل الباطل وأصحاب العقائد الضالَّة المضلَّة عميَت قلوبُهم عن هذا المنهج الواضح، فارتبَطوا بالموتى من عِباد الله، واشترطوا لقَبول الدُّعاء أن يكون عند قبورهم، وضربوا عُرضَ الحائط بكلِّ ما جاء في الكتاب والسنَّة. مثال ذلك ما نشرَته جريدة مايو منذ عدَّة أسابيع؛ حيث قالت ما نصه: "مَن كان في شدَّة وكرب فليتوجَّه إلى السيدة نفيسة بنت الحسن، ويَقرأ عند قبرها الفاتحة مرَّة، و﴿ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ﴾ [الأعلى: 1]، و﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾ [الإخلاص: 1] والمعوذتين مرَّة، ويهدي ثوابها لها، ثمَّ يقول: كم حارَبَتني شدَّةٌ بجيشها ![]() فضاقَ صَدري مِن لقاها وانزعَجْ ![]() حتى إذا أيستُ من زوالها ![]() جاءَتنيَ الألطافُ تَسعى بالفرَجْ ![]() يقول هذين البيتين من الشِّعر ثماني عشرة مرَّة، ثمَّ يَدعو بما يريد؛ فإنَّه تُقضى حاجتُه بإذن الله"! انتهى ما ذكرَته جريدة مايو إلى جوار صورة فوتوغرافيَّة لمسجد السيدة نفيسة رضي الله عنها. والسيدة نفيسة رضي الله عنها لو كانت على قَيد الحياة، ورأَت ذلك أو سمعَت به، لاستنكرَته أشدَّ الإنكار؛ لأنَّه دعوة صريحة إلى الشِّرك بالله، فما أشرَك المشركون الأوائلُ إلَّا لأنَّهم اتخذوا الوسائطَ بَينهم وبين الله حين قالوا: ﴿ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ ﴾ [يونس: 18]، وهي الصورة التي تُطابق ما يَحدث في مجتمعنا؛ يَلجأ المسلم إلى قبرِ الواحد من الصَّالحين، ويَدعو ربَّه؛ معتقدًا أنَّ الله سوف يُجامِله إكرامًا لهذا الصالح! أليس ذلك اتهامًا لله بالظُّلم؟ تعالى الله عمَّا يقولون علوًّا كبيرًا. إنَّ الله عزَّ وجل يقول: ﴿ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ * وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ ﴾ [الأحقاف: 5، 6]. وكلمة أخيرة؛ أقولها لكلِّ مَن تسرَّب الفسادُ إلى عقيدته: أليس رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضلَ عند الله من جميعِ الصَّالحين على وجه الأرض أحياء، وفي باطنها أمواتًا؟ فماذا قال الله تعالى في شأنِ رسوله صلوات الله وسلامه عليه؟ ألَم يقل له: ﴿ قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا ﴾ [الجن: 21]، فإذا كان صلوات الله وسلامه عليه لا يَملِك لنفسه ولا لغيرِه نفعًا ولا ضرًّا بنصِّ آيات القرآن، فماذا يَملك الذين هم دونَه؟! لقد كان المشركون الأوائلُ أفضَل مِنكم؛ لأنَّكم عند الشدَّة والكرب تَدْعون غيرَ الله، بينما كانوا هم عند الشدَّة يذكرون اللهَ وحده وينسَون آلهتَهم، ألم يقل اللهُ تعالى عنهم: ﴿ وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الْإِنْسَانُ كَفُورًا ﴾ [الإسراء: 67]؟! يا قوم، أفيقوا من غَفلتكم، وتوبوا إلى الله من ذلك الشِّرك قبل أن يَأتي يوم لا ينفع فيه الندم؛ ﴿ وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَالَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا * يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا ﴾ [الفرقان: 27 - 29]. وصلى الله وسلم وبارك على نبيِّنا محمد، وعلى آله وصحبه
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |