أخطار الربا وأضراره - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 889 - عددالزوار : 119585 )           »          الوصايا النبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 27 - عددالزوار : 8872 )           »          البشعة وحكمها في الشريعة الإسلامية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          الألباني.. إمام الحديث في العصر الحديث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 4 - عددالزوار : 1199 )           »          لا تقولوا على الله ما لا تعلمون (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          نصائح وضوابط إصلاحية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 50 - عددالزوار : 22009 )           »          اصطحاب الأطفال إلى المساجد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          صلة الرحم ليس لها فترة زمنية محددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          الدعاء بالثبات والنصر للمستضعفين من المسلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          الأسباب المعينة على قيام الليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 16-08-2020, 12:22 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,296
الدولة : Egypt
افتراضي أخطار الربا وأضراره

أخطار الربا وأضراره
الشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر







الربا كسبٌ خبيث محرَّم مشؤوم، وسُحْتٌ لا خيرَ فيه، ولا بركة منه، بل يجلب الضَّرر والنقيصة في الدِّين والدنيا، والحاضر والمستقبل، على كلِّ مَن شارك فيه وأعان عليه ورضيه بأيِّ وجه من وُجوه المشاركة والإعانة؛ من أَخْذٍ أو عَطاء، أو كِتابة أو شَهادة، أو إعانة بمال، أو إجارةٍ لأهله أو تأييدٍ لهم، أو شَفاعة أو دِعاية لهم، أو دِفاع عنهم، أو حماية لهم، أو رضًا بما هم عليه، أو غير ذلك من وُجوه التأييد والإعانة لأهْل هذه المعاملة الباطلة الجائرة التي حقيقتها المحادة والمحارَبة لله ورسوله، والظُّلم الشديد للعِباد؛ فهي معاملةٌ تعتَمِد على الإثم والعُدوان؛ قال تعالى: ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ [المائدة: 2].


فمعاملةٌ هذه حقيقتُها لا شكَّ أنَّ أضْرارها كثيرةٌ وعظيمةٌ، وأنَّ عواقبها وخيمةٌ وأليمةٌ، على الفرد والجماعة الذين يشتَرِكون فيها، وعلى المجتمع الذي يستَطِيع تغييرَ ذلك المنكر وإنكاره فلا يُنكِره، ولا يسعى في تغييره أو تخفيفه، وهي أضرارٌ محقَّقة معجَّلة ومؤجَّلة، ورَد التنبيه على كليَّاتها وغاياتها في القُرآن الكريم، وفصَّل كثيرًا منها النبيُّ صلى الله عليه وسلم ، تبليغًا لما أُنزِل إليه من ربه، ورأى الناس شواهدها وآثارها واقعةً محسوسة في الأنفُس والآفاق، فمن ذلك:
1- أنَّه معصيةٌ لله ورسوله:
لأنَّ الذي يبيع بالربا أو يُعِين عليه يُخالِف ما جاء عن الله ورسوله بخصوصه، وقد قال تعالى ﴿ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [النور: 63]، وفي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم قال: "كلُّ أمَّتي يدخُل الجنة إلا مَن أبى"، قيل: ومَن يأبى يا رسول الله؟ قال: "مَن أطاعني دخَل الحنَّة، ومَن عَصاني فقد أبى"[1].


وقد بيَّن سبحانه مَصِيرَ العُصاة ومآلَهم بقوله: ﴿ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ ﴾ [النساء: 14].

عدم قبول الصدقة منه:
لأنَّه كسبٌ خبيثٌ، وقد قال سبحانه: ﴿ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ ﴾ [البقرة: 267] وفي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله طيب لا يَقبَل إلا طيبًا"[2].


ورُوِي عنه صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: "ولا يكسب عبدٌ مالاً من حرامٍ فينفق منه فيُبارَك له فيه"[3].


2- ردُّ الدعاء، فلا يستجيب الله دعاء آكل الربا:
فقد رُوِي عنه صلى الله عليه وسلم أنَّه قال لسعدٍ - وقد سأَلَه أنْ يدعو الله له أنْ يكون مستجاب الدعاء -: "أطِبْ مَطعَمك، تكنْ مُستَجاب الدعاء"، أو قال: "تُستَجب دعوَتُك"[4]، وفي الحديث الصحيح أنَّه صلى الله عليه وسلم : "ذكَر الرجل أشعث أغبر، يُطِيل السفر، يمدُّ يدَيْه إلى السماء، يا رب يا رب، ومَطعَمه حرامٌ، ومَشرَبه حَرام، ومَلبَسه حَرامٌ، وغُذِيَ بالحرام، فأنَّى يُستَجاب لذلك"[5].


3- نزْع البركة من العُمر والكَسب:
وحجَّة ذلك قوله سبحانه: ﴿ يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا ﴾ [البقرة: 276] ، فهذا نصٌّ كريم يُنذِر بشُؤم عاقبة الربا على صاحِبه من كلِّ وجه، فقد يُسلِّط الله عليه أسباب النقص والتَّلف، من غرقٍ، أو حرقٍ، أو لصوصٍ، أو أنظِمة الجور التي تأخُذ منه ما تَشاء قهرًا وهَوانًا، وقد يُذهِبه سبحانه من يد صاحبه بالكليَّة، فلا يَبقَى منه شيءٌ.


وكم رأى الناسُ من الأثرياء المُرابِين، أو الذين تأسَّست تجارَتُهم من الربا وعليه، لم تمضِِ عليهم بضعُ سنواتٍ حتى مُحِق ما بأيديهم؛ حيث علقَتْهم الديون، وغلقت منهم الرهون، وأخذَهُم الله بالعذاب الهُون، فصارُوا عالةً يتكفَّفون الناس؟!


وكم كان مثلُ هذا المال سببًا في هَلاك صاحِبِه، أو تعرُّضه للمخاطر في أحوال غامضة، وظُروف قاهرة؟!


وصدَق أحد أئمة السلف إذ يقول: "سمعنا أنَّه لا يأتي على صاحب الربا أربعون سنة إلا مُحِقَ".


قلت: ولقد رأينا مَن مُحِق في بِضع سنين!


وفي الحديث عن ابن مسعودٍ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: "الربا وإنْ كَثُرَ، فعاقبَتُه تصيرُ إلى قُلٍّ"[6]، وعنه رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما أحد أكثر من الربا إلا كان عاقبة أمره إلى قلَّة"[7].


4- قسوة القلب وإعراضه عن الخير:
فقد نبَّه النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك في معرض التحذير من الحرام؛ حيث قال: "إن الحلال بيِّن، وإن الحرام بيِّن، وبينهما مشتبهاتٌ لا يعلمهن كثير من الناس، فمَن اتَّقى الشُّبهات فقد استَبرَأ لدينه وعِرضه، ومَن وقَع في الشُّبهات وقَع في الحرام، كالراعي يرعى حول الحِمَى يوشك أن يقَع فيه، ألاَ وإنَّ لكلِّ ملكٍ حمى، ألا وإنَّ حمى الله محارِمُه".


ثم نبَّه على أنَّ القلب يَصلُح بالحلال ويَفسُد بالحرام، فقال: "ألا وإنَّ في الجسد مضغة، إذا صلَحت صلَح الجسد كلُّه، وإذا فسَدت فسَد الجسد كلُّه، ألاَ وهي القلب"[8].


وفَساد القلب يكونُ بقسوته وإعراضه عن ذِكر الله وهُداه، وأكْل الربا من أعظم أسباب ذلك؛ لأنَّه يقومُ على أساس الظُّلم والتجبُّر في الأرض والمحادة لله ورسوله، والواقع يشهَدُ أنَّ غالب أكَلَة الربا يتَّصِفون بقَسوة القلب، وغلظ الطِّباع، والإعراض عن الخير والبُغض لأهله، والصد عن سبيل الله، وفي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: "مَن لا يَرحَم الناس، لا يرحَمه الله"[9].


وفي الصحيح أيضًا عنه صلى الله عليه وسلم قال: "ألاَ أخبركم بأهل النار: كل عتلٍّ - يعني: الغليظ الجافي - جوَّاظ - وهو الجَمُوع المَنُوع - مستكبر"[10].


5- الحرمان من الطيِّبات:
قال سبحانه: ﴿ فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا * وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ﴾ [النساء: 160، 161].


ففي هذه الآية الكريمة التصريحُ بأنَّ أخْذ الربا وأكْل أموال الناس بالباطل، كان من أسباب تحريم الله الطيِّبات على اليهود، وهو تحريمٌ قدَرِيٌّ وشرعيٌّ، ومَن تشبَّه بقومٍ فهو منهم[11]، فالمتشبِّهون من هذه الأمَّة باليهود في أخْذ الربا وأكْل أموال الناس بالباطل، قد عرَّضوا أنفسهم أنْ يُصِيبهم عقاب من جنس ما عاقَب الله به اليهود.


وكم عرف الناس في هذا الزمان من الأثرياء الكِبار الذين يَعِيشون في أنفُسهم عِيشةً تَعِسَة، في شظف من العيش وسوء الحال؛ بسبب ما يعتَرِيهم من القلَق والخوف والشحِّ والهلع والجزع!


وبعضُهم بما أنزل الله بهم من - بأسه الذي لا يُرَدُّ عن القوم المجرمين - الأمراض الخطيرة المستعصية، التي يَحْتَمُون من أجْلها عن كثيرٍ من الطيبات؛ من المآكل والمشارب والمناكح، وسائر أنواع المتع! وصار حظُّهم منها النظر إليها فقط؛ لتزيد حسرتهم، وتعظم شقوتهم، حتى إنَّ بعضهم لا تستقرُّ حياته إلا بتغطية عَقلِه بأنواع المخدِّرات والمسكرات: ﴿ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلَكِنْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ [آل عمران: 117].

ظُلم الناس والتعرُّض لسُوء عاقبته:
فإنَّ مُؤسَّسات الربا والمتعامِلين به يَظلِمون الناس ظُلمًا عظيمًا متكرِّرًا، فإنهم يظلمونهم ابتداءً باشتراط الفائدة (الزيادة) عند البيع والقرض، ثم يظلمونهم أخرى عندما يتعذَّر وَفاء القسط أو الأقساط حين حُلول الأجَل، والأخطَرُ في ذلك أنَّ الزيادة تَتضاعَف تلقائيًّا كلَّما تأخَّر المال في ذمَّة المَدِين حسب النظام الربوي الشائع اليوم، حتى يكون الربا أضعافًا مُضاعَفة، وينتهي بمُصادَرة المرابين لممتلكات المحتاجين، وإذلالهم وقهْرهم حتى يترُكوهم عظمًا بلا لحم، بل جسمًا بلا رُوح؛ بسبب الربا.


وإذا كان ذلك كذلك، فقد قال تعالى: ﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ ﴾ [إبراهيم: 42] ، وقال سبحانه: ﴿ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ.

وقال جلَّ ذكرُه: ﴿ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا ﴾ [الكهف: 29] ، وقال جلَّ وعلا: ﴿ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ ﴾.


ولذلك صَحَّ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: "اتَّقوا الظُّلم؛ فإنَّ الظُّلم ظلماتٌ يوم القيامة"[12].


وقال لمعاذٍ رضي الله عنه: "اتَّقِ دعوةَ المظلوم؛ فإنَّه ليس بينها وبين الله حِجابٌ"[13].


وبيَّن ذلك فيما رَواه الإمام أحمد في مسنده، أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: "دعوة المظلوم يرفَعُها الله فوق الغَمام، ويفتَحُ لها أبوابَ السماء، ويقول: وعزَّتي وجَلالي، لَأنصُرك ولو بعد حِينٍ"[14].


فالعاملُ في تلك المؤسَّسات الظالمة، ومَن يُعِين هؤلاء الظَّلَمة بماله مُعِينٌ على الظُّلم، فله نصيبٌ من وِزرِهم، ولو كانت نيَّته طيِّبة؛ فإنَّه لا يستطيع مراعاة أحوال الناس أو الإحسان إليهم؛ لأنَّه محكومٌ بنظام معيَّن وُضِع أصلاً للربا، فمرجِعُه نظامٌ لا يرحم ولا يعطف؛ بل يستغلُّ الظُّروف لظُلم الناس، فيُشارِك الموظَّف والعامل والمودع في هذا الظُّلم، وشرُّ الناس مَن ظلَم الناس للناس، فإنَّه يَبِيع دينه بدنيا غيره!


وقد قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: "اللهم مَن وَلي من أمْر أمَّتي شيئًا فشقَّ عليهم، فاشقُق عليه، ومَن وَلي من أمْر أمَّتي شيئًا فرفَق بهم، فارفُق به"[15].


6- الصد عن أبواب الخير وفُرَصه:
ولذلك يُلاحَظ انصِراف أكَلَة الربا - غالبًا - عن فِعل الخير والإحسان إلى الناس بالقرض الحسن، وإنظار المعسر إلى يُسرِه، وتنفيس كُربته ابتِغاءَ وجْه الله، فإنَّ مَن يُقرِض المال بالربا (الفائدة) يشقُّ عليه أنْ يبذله لأحدٍ دُون فائدةٍ مشروطةٍ؛ لأنَّ أصحاب الربا يحسبون لأرباح المال خِلال فترةٍ معيَّنة حِسابًا ينسيهم أرباح فعل الخير في الآخِرة، وقد لا يُوَفَّقون لفِعل الخير، ولو ذكَرُوه وعَلِمُوا حُسنَ عاقبته، وصدَق الله العظيم إذ يقول: ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ [البقرة: 86] .

الاعتماد على الربا يَمنَع أهلَه - غالبًا - عن الاشتِغال بالبَضائع التجاريَّة والمشروعات الإنتاجيَّة:
التي تنمي البلاد، وتَنفَع العِباد؛ لأنَّ هذه الأمور في نظَر أهل الربا تتعرَّض للربح والخسارة، وهم لا يُرِيدون إلا أرباحًا مضمونة قدر المستطاع - ولو على حِساب غيرهم - ولذلك يقصرون نشاطَهم الاقتصادي على العملات والأثمان فقط بوجوهٍ من التعامُل كلها ربا؛ من الإقراض بفائدة، أو أخْذ الفائدة على الديون، أو بيع هذه الأشياء بجِنسها مع تفضيل أحد المبيعين على الآخَر، أو بيعها دون قبضٍ وحِيازة، أو تشغيلها في بنوكٍ خارجيَّة بالربا ونحو ذلك، أمَّا المصانع والمزارع ونحوها، فيندر أنْ يُشارِكوا فيها.


7- ولقد شَهِدَ الواقع أن الربا كان سببًا لإفلاس كثيرٍ من الدول والمجتمعات والمؤسسات الماليَّة:
لأنَّ الطمع في أرباحه دفَع المُتَعامِلين به إلى تحويل أرصدتهم وسحْب السيولة النقديَّة من بِلادهم إلى بُلدان أخرى قويَّة وذات نفوذ، فتتمكَّن تلك الدُّوَل الأخيرة من الهيمنة على هذه الأموال، ربما بشكلٍ يُعرِّضها للخطر من عدَّة جِهات، بينما تتعرَّض بلدان ذوي الأموال للجَفاف من السيولة النقديَّة، وتتعرَّض لكسادٍ اقتصادي غير متوقَّع.


وكم شهد الناس من مُؤسَّسات أفلسَتْ، ودول شُنَّت عليها الحروب المدمِّرة التي استَنزَفت ثرواتها!
يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 120.13 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 118.42 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (1.43%)]