|
هيا بنا نحفظ القرآن ونرضى الرحمن قسم يختص بحفظ واستظهار كتاب الله عز وجل بالإضافة الى المسابقات القرآنية المنوعة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() المناسبة بين أول السورة وخاتمة ما قبلها محمود حسن عمر مدخل: تقول الباحثة إقبال نجم: "على الرغم من الاختلاف في أمر ترتيب السور في المصحف الشريف بوضعها الحالي، فإن هناك ما يوحي بوجود تناسب وترابط بينها، يظهر أحيانًا وجه التناسب ويَخفى، ويدق أحيانًا أخرى، فيصعب إدراكه.... وليس شرطًا أن ترتبط السورة بسابقتها أو لاحقتها ارتباطًا لفظيًّا بين آياتهما، أو بين خاتمة السورة السابقة وافتتاحية اللاحقة لها، ومِن ثَم فإن هناك خيوطًا دقيقة تربط بينهما"[1]. المناسبة بين أول السورة وخاتمة ما قبلها: يقول الدكتور مشهور موسى: "من المعلوم أن أوائل السور هو ملخص لها، ودليل لمقصدها، ثم إن ختام السورة التي قبلها دائمًا تكون داعمة وكاشفة لقصد التي تليها؛ إذ إن القرآن حلقة متصلة الأجزاء، كل جزء يدفع باتجاه الذي يليه"[2]. النموذج الأول: التناسب بين أوائل سورة الأعراف وخواتيم سورة الأنعام: ختَم الله تعالى سورة الأنعام باتباع كتابه والتزامه إلى أن قال تعالى: ﴿ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [الأنعام: 165]. ثم قال في بداية سورة الأعراف: ﴿ المص * كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الأعراف: 1، 2]. يقول البقاعي: "أخذ يستدل على ما ختم به تلك من سرعة العقاب وعموم البر والثواب، وما تَقدَّمه، فقال مخبرًا عن مبتدأ تقديره: هو ﴿ كتاب ﴾؛ أي: عظيم أوضح الطريق المستقيم، فلم يدع بها لَبسًا، ولم يَذَر خيرًا إلا أمر به، ولا شرًّا إلا نهى عنه، فإنزاله من عظيم رحمته، ثم وصفه بما أكَّد ما أشار إليه من رحمته بقوله: ﴿ أُنْزِلَ إِلَيْكَ ﴾؛ أي: وأنت أكرم الناس نفسًا وأوسعهم صدرًا، وأجملهم قلبًا وأعرقهم أصالة، وأعرفهم باستعطاف المباعد، واستجلاب المنافر المباغض، وهذا شيء قد خصَّك به، فرفعك على جميع الخلق درجات لا تُحصى ومُراتب لا حدَّ لها"[3]. يقول الدكتور مشهور موسى: "إن الابتلاء الذي ينزله الله على عباده، وما يترتب عليه من عقاب أو ثواب، لا يكون إلا بعد أن تُوضَّح التكاليف الشرعية، ويُبرهن عليها ويُدلل، ولَمَّا كان ذلك في السورة نفسها: ﴿ وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ ﴾ [الأنعام: 155]، أعاد سبحانه في مطلع سورة الأعراف التأكيد والتدليل على ما اختتمت به الأنعام من الامتثال والثبات على التكاليف الشرعية التي مصدرها كتاب الله، ولذلك كان الحديث في بدء سورة الأعراف كما تقدَّم عن كتابه ووجوب التزامه؛ قال تعالى مدللاً على ما تقدَّم: ﴿ المص * كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ * اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ﴾ [الأعراف: 1 - 3]"[4]. النموذج الثاني: التناسب بين أوائل سورة الرحمن وأواخر سورة القمر: قال تعالى: ﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ * فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ ﴾ [القمر: 54، 55]. وقال تعالى: ﴿ الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ * الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ * وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ * وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ ﴾ [الرحمن: 1 - 7]. ختم الله سورة القمر بذكر مُلكه العظيم وبليغ قدرته، ومِن ثَمَّ فإن الملك القادر المقتدر لا يكمل مُلكه إلا بذكر الرحمة، ولا بد من عموم هذه الرحمة، فلذلك أتى بعده بسورة الرحمن التي عدَّد فيها الرحمة، وفرَّع ونوَّع النِّعم والآلاء على الخلق جميعًا، وهذا التعدد في النعم لا يكون إلا من ملك قادر رحيم، وقد جاء ذكر النعم وما يَلقاه المتقون في جنات النعيم مُجملاً في سورة القمر، ومِن ثَمَّ فقد اقتضى هذا الإجمال تفصيلاً واستقصاءً، وهو ما جاء في سورة الرحمن التي فصَّل الله فيها نِعمَه وآلاءَه على عباده؛ يقول تعالى: ﴿ الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ * الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ * وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ * وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ ﴾ [الرحمن: 1 - 7]. يقول البقاعي: "وفصَّل فيها ما أجمَل في آخر القمر من مَقرِّ الأولياء والأعداء في الآخرة، وصدَّرها بالاسم الدال على عموم الرحمة؛ براعةً للاستهلال، وموازنةً لما حصل بالمُلك والاقتدار من غاية التبرك والظهور والهيبة"[5]. [1] التناسب ودوره في الإعجاز القرآني، رسالة ماجستير للباحثة إقبال نجم، ص 150. [2] التناسب القرآني عند البقاعي؛ للدكتور مشهور موسى، ص 107. [3] نظم الدرر؛ للبقاعي، ج7، ص 348. [4] التناسب القرآني عند البقاعي؛ للدكتور مشهور موسى، ص 110. [5] نظم الدرر؛ للبقاعي، ج 19، ص 140.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |