أتحب أن تعيش محسودا؟! - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         المبسوط فى الفقه الحنفى محمد بن أحمد السرخسي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14 - عددالزوار : 3115 )           »          وصفات طبيعية للتخلص من الندبات بخطوات بسيطة.. من جل الصبار لزيت اللافندر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          4 نصائح لحديثى التخرج تساعدهم على اقتحام سوق العمل من غير تشتت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          5 حيل تمنع تكتل الكونسيلر أسفل العينين.. لإطلالة ناعمة من غير تجاعيد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          طرق تخزين الخضراوات فى الصيف.. دليلك لحفظها بأفضل جودة لأطول وقت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          طريقة عمل موس الشوكولاتة بثلاثة مكونات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          وصفات طبيعية لتفتيح منطقة الذقن.. تخلصى من المناطق الداكنة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          5 أسرار للحفاظ على نضارة البشرة بعد الخمسين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          4 أنواع سناكس خفيفة وصحية لأطفالك فى النادى.. بلاش فاست فود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          طريقة عمل طاجن البطاطس بالجزر وصدور الدجاج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14-08-2020, 03:02 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,269
الدولة : Egypt
افتراضي أتحب أن تعيش محسودا؟!

أتحب أن تعيش محسودا؟!


مصطفى قاسم عباس





إذا أردتَ أن تَنظُر إلى قلوبٍ تَكاد تَميَّزُ مِن الغَيظ, وإلى صُدور تَكاد أضلاعُها تتمزَّق مِن الحقْد، وإلى أكبادٍ تتفطَّر كراهيةً وحقدًا, وإلى عيونٍ تخبركَ نظراتُها عن بغض دفين، فإنَّك سوف ترى ذلك في قلوب الحاسِدين وصُدورهم وأكبادهم وعيونهم.

ولكنْ، لا تَسلْني: لِمَ يَحصُل ذلك منهم؟

لأنني لا أدري، ولكن أستطيع أنْ أقول لك:
كلُّ ما أدْريه أنَّ الحسَد داءٌ قديم، ظهَر منذ بداية البشريَّة؛ فقابيلُ ولدُ آدم قتَل أخاه هابيل حسَدًا، وكان الدَّاعي إلى القتْل أنَّ الله تقبَّلَ قربانَ هابيل ولم يتقبَّلْ مِن قابيلَ، فقتَله بعد أنْ حسَده؛ لذلك نرى أنَّ أولَ جريمةٍ على وجه الأرض سببُها الحسدُ.

وكلُّ ما أدريه أيضًا أنَّ الحسَد لا يَقتصِر على زمن دون زمن، ولا على أمَّة دون أمَّة، ولا على جِنس دون جنْس؛ فالحسَد هو داءُ الأمم، وهو يَحلِق الدِّين؛ ولأنَّ الدِّين الحنيف يَنهى عن الحسد؛ فقد قال - عليه الصَّلاة والسلام - : (( دبَّ إليكُم داءُ الأمم قبلَكم: الحسدُ والبغضاءُ، وهي الحالِقةُ، لا أقول: حالِقةُ الشَّعرِ، ولكنْ: حالِقةُ الدِّين))؛ رواه التِّرمذي.

وكلُّ ما أدريه أنَّ الحَسودَ لا يسود - كما قالوا - وأنى له السيادةُ وهو يَكره الخير للآخَرين؟!

وكلُّ ما أدْريه أيضًا أنَّ الحاسد يَعترض على حُكم الله؛ فهو لم يرضَ بما قسم الله لعباده، ويوضِّح هذا المعنى قولُ الشاعر:
أَيَا حَاسِدًا لِي عَلَى نِعْمَتِي
أَتَدْرِي عَلَى مَنْ أَسَأْتَ الْأَدَبْ؟!

أَسَأْتَ عَلَى اللَّهِ فِي حُكْمِهِ
لَأَنَّكَ لَمْ تَرْضَ لِي مَا وَهَبْ

فَأَخْزَاكَ رَبِّي بَأَنْ زَادَنِي
وَسَدَّ عَلَيْكَ وُجُوهَ الطَّلَبْ


وإذا كنتَ محسودًا، فلا تجزعْ ولا تتذمَّر، فجميل أن يَكون المرءُ محسودًا، ولذلك قالوا:وَكُلُّ ذِي نِعْمَةٍ فِي النَّاسِ مَحْسُودُ.

وهذا هو الذي جعَل النُّويريَّ في كتابه: "نهاية الأرب" يَرى أنَّ مِن المديح القليلِ النظيرِ، قولَ علي بن محمَّد الأفوهِ:
مُحَسَّدُونَ، وَمَنْ يَعْلَقْ بِحَبْلِهِمُ
مِنَ الْبَرِيَّةِ يُصْبِحْ وَهْوَ مَحْسُودُ


وجميلٌ قول البُحتريِّ أيضًا في هذا المجال, كما في "ديوان المعاني" لأبي هلال العسْكريِّ:
مُحَسَّدُونَ كَأَنَّ الْمَكْرُمَاتِ أَبَتْ
أَنْ تُوجَدَ الدَّهْرَ إِلَّا عِنْدَ مَحْسُودِ

مُحَسَّدُونَ وَشَرُّ النَّاسِ مَنْزِلَةً
مَنْ عَاشَ فِي النَّاسِ يَومًا غَيْرَ مَحْسُودِ


ومَن يتأمَّل في شأن الحُسَّاد فسَيرى أنَّهم يَستُرون الجميل، ويَتتبَّعون العثَراتِ والسَّقطاتِ، ويَنشُرون السيئاتِ فقط، وقد صدَق الشاعِر قعنبُ ابنُ أمِّ صاحِب في وصفهم عندما قال - كما في "مُختارات شُعراء العرب" لابن الشجري -:
إِنْ يَسْمَعُوا رِيبَةً طَارُوا لَهَا فَرَحًا
مِنِّي وَمَا سَمِعُوا مِنْ صَالِحٍ دَفَنُوا

صُمٌّ إِذَا سَمِعُوا خَيْرًا ذُكِرْتُ بِهِ
وَإِنْ ذُكِرْتُ بِسُوءٍ عِنْدَهُمْ أَذِنُوا


ولي قَصيدة بعُنوان: (الحسودُ) نظمتُها منذ عدَّة سنوات، وهي في ديواني الأول: "صورٌ مِن مأساتنا"، ومنها أَقتطِف لك أيها القارئ العزيز:
يَسْعَى إِلَى الْمَجْدِ وَالْعَلْيَاءِ مُجْتَهِدًا
يُكَافِحُ الْبُؤْسَ لَا لَا يَرْعَوِي أَبَدَا

فِإِنْ عَلَا قَدْرُهُ وَاللَّهُ أَكْرَمَهُ
يَرَى أُنَاسًا تَلَظَّى صَدْرُهُمْ كَمَدَا -

أَيَحْسُدُونَ وَرَبُّ الْعَرْشِ حَذَّرَنَا
فِي مُحْكَمِ الذِّكْرِ مِنْ شَرِّ الَّذِي حَسَدَا

إِنَّ الْحَسُودَ جَمِيعُ الْخَلْقِ تُبْغِضُهُ
وَالْهَمَّ وَالْغَمَّ وَالْآلَامَ قَدْ حَصَدَا

يتبع

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 14-08-2020, 03:03 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,269
الدولة : Egypt
افتراضي رد: أتحب أن تعيش محسودا؟!

يُعَانِقُ اللَّيْلَ وَالْأَوْهَامُ تُقْلِقُهُ
وَجَفْنُهُ لِلْكَرَى وَالنَّوْمِ قَدْ جَحَدَا

يُرَاقِبُ النَّاسَ مُغْتَاظًا إِذَا فَرِحُوا
وَإِنْ أُصِيبُوا بِنَازِلَةٍ فَقَدْ سَعِدَا

يُعَاتِبُ اللَّهَ لَا يَرْضَى بِقِسْمَتِهِ
يَظَلُّ دَوْمًا لِرَبِّ الْكَوْنِ مُنْتَقِدَا

ويُظْهِرُِ الْبِشْرَ إِنْ لَاقَاكَ مُبْتَسِمًا
وَحِقْدُهُ فِي صَمِيمِ الْقَلْبِ قَدْ وُلِدَا

إِلَى ابْنِ آدَمَ قَابِيلٍ لَه نَسَبٌ
مِنَ الشَّيَاطِينِ أَيْضًا يَطْلُبُ الْمَدَدَا

يَا حَاسِدَ النَّاسِ أَبْشِرْ بِالْعَذَابِ غَدًا
فِي جَوْفِ نَارٍ تُذِيبُ الْجِسْمَ وَالْكَبِدَا

ففي هذه القصيدة تصويرٌ دقيقٌ لنفسيَّةِ الحَسودِ، التي تميِّزُه عن غيره من النَّاس، تُصوِّرُ الحقْدَ الدفينَ الأسودَ في قلبه؛ حيثُ لا يريد الخيَر إلا لنفسِه، وتصوِّرُ نِفاقَه في المعالم العامَّةِ لوجهه عند لُقْياكَ، كيف أنه يُظهِر البِشرَ والابتسامة على وجهه إلا أنَّ قلبه يمتلئُ غيظًا، بل يكادُ يتميَّز مِن الغيظ، فتتذكَّر على الفور قول الشاعر:
وَمَهْمَا تَكُنْ عِنْدَ امْرِئٍ مِنْ خَلِيقَةٍ
وَإِنْ خَالَهَا تَخْفَى عَلَى النَّاسِ تُعْلَمِ


وعلى الحُسَّادَ أن يعلموا أن الله مُطَّلعٌ على سَرائر قُلوبهم، وأنَّ الله قد قَسم عطاءَه بين الناس بالعدلِ، فحَسدُهُم وغيظهم لن يغيِّر شيئًا مِن قضاءِ الله وقدَرِه.

وإني أذكر هنا قولاً جميلاً لابن عطاء الله السَّكنْدَريِّ يقول فيه:
(كفى بك جهلاً أنْ تَحسُد أهلَ الدنيا على ما أُعطوا, وتَشْغَل قَلبكَ بما عندَهم؛ لأنهَّم اشتَغلوا بما أُعطوا، واشتغلْتَ أنتَ بما لم تُعْطَ)؛ "تاج العروس" للسَّكنْدريِّ.

واعلم - يا أخي – أنَّ النبيَّ - عليه الصَّلاة والسلام -لم يَنجُ مِن الحسَّادِ وكيدِهم، وقد أمره الله أنْ يَتَعوَّذَ به مِن شرِّ حاسدٍ إذا حَسد، فلْيَكنْ النبَّيُّ - صلى الله عليه وسلَّم - أُسوتَك، والقرآنُ دستورك.

واعْلم أنَّ الحاسد مهما اغتابَكَ ومهما كَثُر الغيظ في قلبهِ، فإنه لن يَضُرَّكَ إلا بشيٍء قد كتبه الله عليك، وتذكَّر قوله تعالى في سورة التوبة: ﴿ قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا [التوبة:51]، وقوله تعالى في سورة آل عمران: ﴿ وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ [آل عمران: 119].

فأن تعيش محسودًا يَعني أنك في نعيم، ويعني أنك مميَّزٌ بمزايا وخصائص كانت سببًا في إشعال فتيل الغيظ والحسَد عند الحاسِدين، وقبل أن نَختِم لا بدَّ أن نَذكُر أنَّ هناك حَسدًا محمودًا وهو حسَد الغِبطة، ويكونُ بأن تتمنَّى أنْ يُعطيكَ الله مثلَ ما أعطى فلانًا مِن الناس، ولكنْ مِن غير أن تتمنى في قلبك أن يُزيل الله النعمةَ عنه، فهذا حسدٌ محمودٌ، وهو تَمَنٍّ جائزٌ ومُستحبٌّ.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 62.21 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 60.08 كيلو بايت... تم توفير 2.13 كيلو بايت...بمعدل (3.42%)]