هيبة المجدّين وتواضع الصالحين - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 959 - عددالزوار : 121158 )           »          الصلاة دواء الروح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          أنين مسجد (4) وجوب صلاة الجماعة وأهميتها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          عاشوراء بين ظهور الحق وزوال الباطل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          يكفي إهمالا يا أبي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          فتنة التكاثر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          حفظ اللسان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          التحذير من الغيبة والشائعات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          كيف ننشئ أولادنا على حب كتاب الله؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          قصة سيدنا موسى عليه السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-08-2020, 12:55 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,460
الدولة : Egypt
افتراضي هيبة المجدّين وتواضع الصالحين

هيبة المجدّين وتواضع الصالحين


أمينة أحمد زاده








هم عبادٌ لله مؤمنون مخلصون صادقون، أشرقت قلوبهم بنور الإيمان، وأذبلت أرواحَهم خشيةُ الرحمن، خافوا الله فهابهم الناس، من دون ملك قهّار، ولا سلطان جبار. فألبسهم الله تاج الهيبة، فزانهم الوقار، وكان لهم أجمل دثار.













وهكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فقد كمَّله الله بالفضائل، وجمّله بالسَّكينة الباعثة على الهَيْبة والتعظيم. وقد أجمع الصحابة على أنه صلى الله عليه وسلم كان أحسن الناس وجهاً وأنوَرهم مُحَياً؛ يقول هند بن أبي هالة: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم فَخماً مُفخماً يتلألأ وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر)).







كما كان الصحابة رضي الله عنهم لفَرْط محبتهم وتعظيمهم لنبيهم صلى الله عليه وسلم، لا يكادون يملؤون عيونهم منه لشدة مَهابته وجلاله، يستمعون ويُنصتون لكل لفظ ينبس به وكأنّ على رؤوسهم الطير... يقول عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما: ((صحبتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم صحبة طويلة، وسمعتُ منه أحاديث كثيرة، وحفظتُ عنه ألف مثل، ومع ذلك ما ملأت عيني منه قطّ حياء منه، وتعظيماً له، ولو قيل لي: صِفْه، لما قدرت))...







أما سيدنا عليّ رضي الله عنه فيقول: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجوَد الناس صدراً، وأصدقهم لهجة، وأليَنهم عريكة، وأكرمهم عِشرة، مَن رآه بديهة هابه، ومَن خالطه معرفة أحبَّه))... وكان من عظيم مَهابته صلى الله عليه وسلم أنّ من جلس إليه ربما أخذته رعدة شديدة، ولذلك كان يباسطهم ويلاطفهم ليسكِّن من رَوْعهم. يقول ابن مسعود البدريّ: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخذته رعدة شديدة ومَهابة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((هوّن عليك فأنا لست بملك ولا جبّار، إنما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد بمكة))، فنطق الرجل بحاجته. فقام النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((أيها الناس إني قد أُوحي إليّ أن تواضعوا، حتى لا يبغي أحد على أحد ولا يفخر أحد على أحد)) رواه مسلم.







هذا هو رسولنا وحبيبنا صلى الله عليه وسلم: نموذج يُحتذى، خير أُسوة للمربّين والمُرشدين، يعلِّمنا كيف نسمو بأخلاقنا، ونستقيم بسلوكنا، ونُحسِّن معاملتنا، ونخفض جناحنا، فكيف لا تنعقد القلوب على محبته، وتمتلئ الصدور بعظَمته وهَيْبته، وتتعطّر الألسن بذكره؟ وكيف لا نحبّه ولا نقتدي به وقد أثنى عليه ربه جل جلاله من فوق سمائه بقوله: ﴿ وإنك لعلى خُلُق عظيم ﴾؟ بل كيف لا يكون صاحب الخُلُق عظيماً وقد تخلّق بالقرآن العظيم كما قالت السيدة عائشة رضي الله عنها عندما لخّصت خُلُقه: ((كان خُلُقه القرآن))؟







إن التزام المسلم والمسلمة بالأخلاق الفاضلة والصفات الحميدة يورثه مهابة ووقاراً، ومحبة واحتراماً؛ يقول الحسن البصري: ((إن المؤمن رُزق حلاوة ومهابة)). وهكذا كان الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ما كان هدفه أن يكون مُهاباً، ولكنه بتواضعه، وحُسن خُلُقه، ورحمته، وعدله، هابه الناس وأحبوه. أمير المؤمنين الذي أفزعت سطوة حكمه ملوك الأرض شرقاً وغرباً، توقفه امرأة وتقول: يا عمر، كنا نعرفك وأنت صغير بعمير، ثم ما لبثتَ أن صرت عمر، ثم ما لبثتَ أن صرت أمير المؤمنين. فبكى عمر رضي الله عنه فقال لها صاحبه: حسبُكِ قد أبكيت أمير المؤمنين، فقال له عمر: ((أعرفت من هذه؟ إنها خولة بنت حكيم التي سمع الله قولها من فوق سمائه))، ولما قيل له:اتق الله يا عمر، قال: ((لا خير فيكم إن لم تقولوها، ولا خير فينا إن لم نقبلها منكم)).







أما الإمام مالك رضي الله عنه فكان من الكُبَراء السعداء، وقد صدق مَن وصفه بقوله:









يأتي الجواب فما يراجَع هَيْبة

والسالكون نَواكس الأذقانِ



عِزُّ الوقار ونور سلطان التقى

فهو المَهيب وليس ذا سلطانِ










هؤلاء هم أصحاب القلوب المتجردة المخلصة؛ على هاماتهم قامت دعوة الإسلام، وبأخلاقهم أسّسوا حضارة القرآن...







فلنقف مع أنفسنا وقفات طويلة، نحاسبها ونقوّمها في طريقة تعاملنا مع الآخرين. وليكن التواضع واقعاً حياً ملموساً في حياتنا، التواضع الذي يعني السَّكينة والوقار، مع الهَيْبة والعزة والإيمان، وعدم قَبول الذل والهوان. لنُقلع عن التفاخر والتعاظم والتعالي، ولتعلمي أيتها الأخت المسلمة أن قِيَم الحياة الدنيوية هي قيم مزيّفة، تتلاشى في ميزان الله يوم القيامة الذي لا يُثقله إلا الإيمان وحُسْن الخلق والتقوى: ﴿ إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم ﴾.







ولتعلمي أيضاً أنه لا هَيْبة لك ولا وقار، ولا احترام ولا رِفعة إلا على قَدْر هَيْبتك من خالقك وتواضعك لأخواتك. فكلما تواضعت رفعك الله عز وجل، كما قال ابن مسعود: ((من تواضع لله رفعه الله يوم القيامة، ومَن تطاول تعظماً وضعه الله يوم القيامة)).







لِنَسِرْ على خطا نبينا، ولْنجعلْ من شمائله وكريم خصاله منهجاً لحياتنا ونبراساً لطريقنا، وعندها تأتلف قلوبنا، وتتهذب نفوسنا، وتصفو ضمائرنا، وتتوثق روابط المودة والمحبة بيننا، ونكون بحق عباداً لله إخواناً.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 53.22 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.55 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.13%)]