أو ليصمت.. - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1009 - عددالزوار : 123131 )           »          سِيَر أعلام المفسّرين من الصحابة والتابعين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 121 - عددالزوار : 77585 )           »          الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-(سؤال وجواب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 62 - عددالزوار : 49024 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 191 - عددالزوار : 61499 )           »          شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 76 - عددالزوار : 42890 )           »          الدورات القرآنية... موسم صناعة النور في زمن الظلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          تجديد الحياة مع تجدد الأعوام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          الظلم مآله الهلاك.. فهل من معتبر؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          المرأة بين حضارتين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          رجل يداين ويسامح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 11-08-2020, 12:49 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,564
الدولة : Egypt
افتراضي أو ليصمت..

أو ليصمت..


شريفة الغامدي





تَرْكُ فُضول الكلامِ مهارةٌ لا يتقنها إلا القِلَّةُ؛ فالرغبةُ في إبداء الرأي، والمشاركةِ في الحديث - صِدقًا أو كذبًا - تستولي على الغالبية الكُبرى من الناس، فإن دارَ الحديثُ عن الخَدَم، أدلى كلٌّ بدَلْوه وسَرَدَ تجاربه معهم، وإن دارَ الحديثُ عن الأزواج أو الزوجات، فقد انفتح البابُ على مِصراعَيهِ لكلِّ مَن لا يتورَّع أن يخوض مع الخائضين، وكذا إن كان عن المديرين أو الرؤساء في العمل، أو الأبناء، أو الجيران، أو حتى عن الأسعار، والاقتصاد، والتعليم، والأحوال الجوية و...

لدى الجميع ما يُضِيفه للحديثِ، حتى لو كانَ مُكررًا ومُعادًا، إلا أنه لا يُطِيقُ أن ينتهي المجلسُ دون أن يُسهِمَ فيه بشيء، فيستجمعُ قواه ليُلقِي ما تُسعِفه به ذاكرتُه من قصَصٍ وحكايات.

الصمت مهارةٌ وفنٌّ، ومن العجيبِ أنه المَهَارة الوحيدة التي لا تبذل طاقة لأدائها، بل إنها تمنع هدْرَ طاقاتك، بعكس كل المهارات والفنون التي تبذل جُلَّ طاقتك لإتقانها.

والصمتُ عن المحرَّمِ من الحديثِ واجبٌ مُحتَّم، وليسَ هو ما أَعنِيه هنا، وإنما أعني ترك الكلام المباح، عندما لا يكون للتَّفوُّهِ به حاجةٌ أو فائدة.

إن: ((من حُسْنِ إسلام المرء تركه ما لا يَعْنِيه))[1]، وهذا الترك ترفعٌ عن فُضولِ الأعمالِ، ومنها الكلام الذي لا فائدةَ تُرجى من الخوضِ فيه.

مر "إبراهيمُ بن أدهم" برجلٍ يتحدَّث بما لا يَعْنِيه ، فوقف عليه فقال: كلامكَ هذا أترجو به الثواب؟
قال: لا.

قال: أفتأمن عليه العذاب؟
قال: لا.

قال: فما تصنع بكلام لا ترجو عليه ثوابًا، وتخاف منه عقابًا؟! عليك بذكر الله تعالى.

فمَن يُكْثِر الخوض في فضول الحديث لا يَأْمَن على نفسه الوقوع في الإثم، سواء بالوقوع في الكذب لما يجده من إصغاءٍ من الآخرين، ورغبة في الاسترسال، فلا يجد إلا اصطناع المواقف، واختلاق القصص.

أو قد يشغل الناس، ويفتنهم بنقل أمور لا حاجة لهم بمعرفتها.

إن الانشغال بما لا يعني الإنسانَ من الكلام يُبْعِده عما يجب أن ينشغل به من الذكر أو الطَّيِّبِ من الحديث، ويُفوِّت عليه المقاصدَ الحسنة، فلا يمكن للقلب الذي انشغل باللَّغو حتى امتلأ به أن يجد مكانًا لغيره من الأمور الحسنة.

فبعض الناس أصبح شُغلُهمُ الشَّاغل، هو استقطاب المجالس، ونَيل انتباهِ الحضور - ولو باللَّغوِ الفارغ من الأهمية - فتجده يبالغُ في الشرح، ويتكلَّفُ الوصف، ويزدادُ الأمرُ إذا لاحظ استعدادًا من الحاضرين للتَّلقي، وقبولاً منهم وإعجابًا، فتجده يُحضِّر نفسه للمجالس القادمة بالمزيد من الأخبار والأحداث والإضافات، فأشغل نفسَه بها؛ مما ألهاه عما يجب أن يَنشغِل به من الباقيات الصالحات.


فحرصًا على سلامة قلبِك؛ أشغله بما يَعنِيه، واربِطه عما لا يعنيه؛ فالكلام إن لم يكن لك، فإنه عليك، وإن كان من المباح.


[1] حديث حسن، رواه الترمذي، وغيره، صحيح الجامع: (5911).



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 60.97 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 59.25 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.82%)]