أربع مراحل للتعامل مع المثبطين - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1249 - عددالزوار : 136599 )           »          إنه ينادينا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 24 - عددالزوار : 5543 )           »          السَّدَاد فيما اتفقا عليه البخاري ومسلم في المتن والإسناد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 59 - عددالزوار : 8175 )           »          ميزة جديدة لمتصفح كروم بنظام أندرويد 15 تتيح إخفاء البيانات الحساسة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          كل ما تحتاج معرفته عن ميزة الصورة المستطيلة بإنستجرام.. اعرف التفاصيل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          إيه الفرق؟.. تعرف على أبرز الاختلافات بين هاتفى iPhone 14 Plus وGoogle Pixel 9 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          احمِ أطفالك من الإنترنت.. احذر ألعاب الفيديو لحماية أبنائك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          أبل تعمل على جهاز بشاشة تشبه شاشة الآيباد مع ذراع آلية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          طفلك يستخدم تطبيقات الموبايل سرا دون علمك.. كيف تكتشف ذلك؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          أدوات مهمة هتساعدك للحد من استخدام طفلك للإنترنت.. جربها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 31-07-2020, 02:17 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,985
الدولة : Egypt
افتراضي أربع مراحل للتعامل مع المثبطين

أربع مراحل للتعامل مع المثبطين


د. جمال يوسف الهميلي





كم مرَّة وقَفْتَ عن رُقيٍّ في الدِّين؛ لكثرة ما سمعتَ من المثبِّطين؟ وكم مرَّة تركتَ العمل بسب المُحبطين؟ وكم مرَّة قعدتَ عن الإقدام لِمَا ورَدَك من إحجام؟ وكم مرَّة أُصِبت بالانهزاميَّة؛ بسب الرسائل السلبيَّة؟ وكم وكَم! بل أصبح البعضُ ينظر بالعين السوداء فقط للواقع والمستقبل، فلا تكاد تجلس في مجلسٍ أو تجتمع مع رفقة إلاَّ وتَنْهال الأمطار الغزيرة، ورُبَّما السُّيول الجارفة من الكلمات والرسائل المُحبِطة والقصص المثبِّطة، وخطورة هذا الصِّنْف من الناس ليس على نفسه فقط، بل ويتعدَّى إلى غيره، فتنتشر الهزيمة الذاتيَّة في المجتمع انتشارَ النَّار في الهشيم، فتُسلَب الإرادة، وتكون الأُمَّة أقربَ إلى الإمَّعة، كما قال تعالى عن فرعون: ﴿ فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ ﴾ [الزخرف: 54]، فالمُشكلة ليست في "استخفاف فرعون" فقط، بل المشكلة الأخطر هي ﴿ فَأَطَاعُوهُ ﴾، ولو لَم يُطيعوه لبقي وحده، يقول الله تعالى عن المنافقين: ﴿ لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ ﴾ [التوبة: 47]، فالخطورة: ﴿ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ ﴾ [التوبة: 47]؛ أيْ: هناك مَن يَستمع منهم ويتأثَّر بقولِهم، ولاحظ اللَّفظ القرآني: ﴿ سَمَّاعُونَ ﴾؛ أيْ: كثيرًا ما يَستمعون إليهم، وإذا كان هذا في المُجتمع المثاليِّ وهو مجتمع الصَّحابة - رضي الله عنهم - فمن باب أولى مُجتمعنا الحاضر، ومن هنا كان لا بد من منهجٍ سليم، وطريقٍ مستقيم؛ للتَّعامل مع هذه الفئة، وعدم إعطائها الفرصة لتتمكَّن منك ومن غيرك، ولتحقيق ذلك سأذكر أربع مراحل للتَّعامل مع المثبطين:
1 - الابتعاد: وأعنِي بها الابتعادَ عن المثبِّطين قدْرَ الإمكان، وتجنُّب الجلوس معهم، وقد أرشدَ إلى ذلك الحبيبُ - صلَّى الله عليه وسلَّم - في قوله:((مثَلُ الجليس الصالح والسُّوء، كحامل المسك، ونافخ الكير... ونافخ الكير: إمَّا أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد ريحًا خبيثة))[1]، فما أجْملَه من تصويرٍ! فنافخ الكير ضرَرُه مُتعدٍّ، وكذلك المثبِّط؛ فهو ليس محبِطًا فقط، بل يحاول إحباط الآخرين، فأسلَمُ طريقةٍ للتَّعامل مع نافخِ الكير هي الابتعاد عنه، وأسلمُ طريقة للتعامُل مع المثبِّط هي الابتعاد عنه، وإلاَّ فإنَّ ضرَره سيَصِلُك، ولو بالرَّائحة.

2 - الأصمُّ: في يومٍ من الأيام أُعلن عن مسابقةٍ كبيرة بين الضفادع، وجائزتها كبيرة، وكانت المسابقةُ عبارةً عن تسلُّق برجٍ عالٍ، والوصول إلى القمَّة، والعودة بالعلَم الموجود هناك، فتزاحمَ المتسابقون، وكَثُر عددهم، وحين بدأ السِّباق انطلقَ الجميع، وبعدَ لحَظات بدأ المتسابقون يتَساقطون، والجمهور ينظر، وظهر الإجهادُ على البقيَّة، فأخذ الجمهور يهتف: "لا تستطيعون، ارحموا أنفسكم، البرجُ عالٍ والصُّعود صعب"، وتكرَّرت تلك الكلمات حتَّى لَم يبقَ إلاَّ عدد قليل جدًّا من المتسابقين، وعند الصعود لم يَصْمُد إلاَّ ضفدع واحد، هو الذي وصل لخطِّ النهاية، وفاز بالسِّباق، وبعد التأمُّل، اتَّضح أنَّ هذا الضفدع أصَمُّ؛ فلم يكن يَسمع ما يردِّده الجمهور من رسائل سلبيَّة!

ومن هنا نقول: إذا كنتَ ستتعامل مع المثبِّطين، فعليك بطريقة الأصَمِّ من الرسائل السلبيَّة، فلا تسمع لما يقولونه ولا تتأثَّرْ به.

3 - الرفض: حين أمرَ الله موسى - عليه السَّلام - بالخروج ليلاً مع بني إسرائيل، تبِعَه فرعون حتَّى إذا وصل إلى السَّاحل وفرعون يَتْبعهم بجنوده الكثيرة: ﴿ فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ ﴾ [الشعراء: 61]، أطلق بنو إسرائيل قولتَهم: ﴿ إِنَّا لَمُدْرَكُونَ ﴾[الشعراء: 61]، وتلك رسالةُ تثبيطٍ وإحباط، كما أنَّها واقِعٌ مُشاهَد، فكيف تعاملَ موسى - عليه السَّلام - مع تلك الإحباطات؟

لِندَع القرآنَ يتحدَّث: ﴿ قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ ﴾ [الشعراء: 62]، خمس كلمات بدأَها بـ﴿ كَلَّا ﴾، إنَّه الرفض لتلك الرسائل السلبيَّة، والإحباطات النفسيَّة، ثم بيَّنَ السبب: ﴿ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ ﴾، نعَم والله؛ فمَن كان مع الله فإنَّ الله سيهديه، ولسنا بصدد الحديث عن تفاصيل ذلك الموقف، ولكنَّا نريد أن نأخذ منه عِبْرة ومنهجًا للتعامل مع المثبِّطين، فلا تقبَلْ كلماتهم المحبطة، وتُصغِ إلى رسائلهم السلبيَّة، وكن واثقًا بالله مُحسِن الظنِّ به.

4 - التحويل: في حادثة الإفك اتُّهِمت عائشةُ - رضي الله عنها - زوجُ رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - زُورًا وبُهتانًا، واستمرَّ الموضوع فترةً من الزَّمن، ثم جاء الوحي بِبَراءتها، فماذا قال الله؟ سنقتطع مقدِّمة الحديث فقط: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ﴾ [النور: 11]، لقد حوَّل القرآنُ الكريم القضيَّةَ مِن ﴿ شَرًّا لَكُمْ ﴾ إلى ﴿ خَيْرٌ لَكُمْ ﴾، ولسنا بصدد بيان أوجُهِ الخير في اتِّهام زوج الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - وبنت أفضل البشَر بعد الرُّسل والأنبياء، ولكن أرَدْنا أن نستلهم من القرآن الكريم طريقةَ تحويل المِحْنة إلى مِنْحة، وتحويل رسائل المثبِّطين إلى عوامل دَفْع وقوَّة، نحو الأمام، فالمُوَفَّق من يَنظر بعين البصيرة لا بعين البصَر، ويُدرك ما وراء الأحداث من فُرَص، مع حسن ظنٍّ بالله الرحيم الحكيم، وعلى مقدار ظنِّك، تُعطَى؛ كما قال الله تعالى: ((أنا عند ظنِّ عبدي بي، إنْ ظنَّ خيرًا فله، وإن ظنَّ شرًّا فله))[2].

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


[1] رواه البخاري 5534.

[2] "صحيح الجامع الصغير" 6051.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 65.97 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 64.25 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.60%)]