الأزمة الخلقية - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 909 - عددالزوار : 119988 )           »          التنمر الإلكترونى عبر الإنترنت.. إحصاءات وحقائق هامة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          طرق مهمة للتعامل لحماية الأطفال من مخاطر الإنترنت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          علماء الفلك يحذرون من احتمال بنسبة 50% لاصطدام مجرتنا مع أخرى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          احم طفلك.. ألعاب إلكترونية ونهايات مأساوية أبرزها الحوت الأزرق وبابجى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          كيفية جعل أيقونات الشاشة الرئيسية لجهاز أيفون داكنة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          كيفية تحويل ملف Word إلى PDF فى 3 خطوات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          كل ما تريد معرفته عن روبوت لوحى من أبل يشبه ايباد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          سلسلة Google Pixel 9.. ما تقدمه الهواتف المستخدمة للذكاء الاصطناعى مقابل السعر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          تطبيق رسائل جوجل يحصل على بعض التعديلات قريباً.. تعرف عليها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29-07-2020, 02:38 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,340
الدولة : Egypt
افتراضي الأزمة الخلقية

الأزمة الخلقية


د. محمد بن لطفي الصباغ





يُقرِّر كثيرٌ من المفكِّرين أنَّ هناك أزمةً خُلُقية، فقدِ انتشر الكذبُ في فئات كثيرة في المجتمع، وهو خُلُق مذموم، وظهرتِ الفواحش، وجاهَر المجرِمون بها، وعمِلوا على نشْرها بكلِّ وسائل الإغراء، ودخلتِ المخدِّراتُ كثيرًا مِن بلادِ المسلمين، وأضْحتِ المسكِرات مبذولةً لمَن شاء في كثيرٍ مِن بلاد المسلمين، وكثُرتِ الجرائم؛ مِن السَّرِقة، والاغتصاب، والعُدوان، والقتْل، والاختلاسات، وما إلى ذلك.

وتفاقَم الأمر، وصار العقلاءُ والحكماءُ وكثيرٌ من الناس يُطالبون بالعلاج، ويُنذرون قومَهم من عاقبة هذا الوضع الخطير؛ ﴿ وَاتَّقُوا فِتْنَةً لاَ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً ﴾ [الأنفال: 25]، والعلاج معروفٌ، ومعالِمُه معلومة، والطريقُ إليه ميسورة.

إنَّه الالتزام بهذا الدِّين العظيم، والتخلُّق بأخلاقه، والوقوف عندَ حدوده، إنَّ ذلك هو الذي يَضْمن للناس السعادةَ في الحياة الدنيا، والنجاةَ يومَ يقوم الأشهادُ في الآخِرة.

ومِن أهمِّ وسائل تحقيق هذا العلاج هذه الأمور الآتية:
1- تعميقُ الإيمان بالله واليوم الآخِر وتنميته، وغرْس الخوْف منه - تبارَك وتعالى - فالإيمان النامي اليقِظ يَحُول بيْن المرْء والمعصية؛ يقول رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لا يَزْني الزاني حين يَزْني وهو مؤمِن))[1].

وتربية الخوْف مِن الله المطَّلع على تصرُّفاتنا وعلى سرائِرنا، والتذكُّر أنه - سبحانه - مُطَّلع على أعمالنا - يمنَع المؤمنَ مِن السقوط في حمأة المعصية.

وقدْ وَرَد أنَّ "الإيمان قيد الفَتْك"، فالإيمان يُقيِّد صاحبَه عن الفتْك، وهي صورة بيانيَّة رائعة.

تلك أُولى خُطوات الإصلاح.

2- الخُطوة الثانية: هي معرفةُ هذا الدِّين العظيم، ومعرفةُ مزاياه وأحكامه، ولا يكون ذلك إلا عن طريقِ التعلُّم.

فهناك أمورٌ معرفتُها فرضُ عينٍ على كل مكلَّف، وهي الأمور التي تتوقَّف على توافُرها صحَّةُ عبادته، وكذلك الشأن في معاملاته المادية والاجتماعيَّة، حتى لا يقَع في الحَرام، والتعلمُ ينبغي أن يكونَ مستمرًّا إلى نهاية الحياة؛ يقول رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن يُرِد الله به خيرًا، يُفقِّهه في الدِّين))[2]، ومعرفة الشيءِ الحسَن تقود - غالبًا - إلى التحلِّي به.

وتَتحقَّق هذه المعرفةُ بالقراءة الهادِفة الدائِمة، وبحضور حلقات العِلم وسماع ما يُقرأ فيها، وبمجالسةِ العُلماء، ومرافقة الأخيار الصُّلحاء، والحرْص على أن يعملَ بما علِم.

هذا، ولا بدَّ أن تكون المؤسَّساتُ التربوية في البلاد الإسلامية ترعَى هذا الأمر، فتكون مناهجُها مرسِّخةً للإيمان بالله واليومِ الآخِر، معينةً على تحقيقِ هذه المعرفة.

ومِن متمِّمات ذلك أن يُعنَى المسؤولون بوسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمقروءة، وأن ينزل إلى الساحة العلماءُ الراسخون في العِلم، والموهوبون المؤثِّرون، فيبيِّنوا للناس ما عَرفوا من الحق، بالأسلوب المبسَّط الجذَّاب.

إنَّ للمؤسَّسات التعليميَّة ولوسائلِ الإعلام دَورًا عظيمًا في درْء ما تُعاني أمَّتنا في أخلاقها في هذه الحِقبة؛ ذلك لأنَّه ما دَخَل على الأمة ضَيْمٌ في أخلاقها، كما دخَل عليها مِن طريقِ التلفاز والمدارس المنحرِفة، ولا سيَّما الأجنبية منها.

3- والخطوة الثالثة: أن يُعنَى المسؤولون بتوفير العمل والكسب الشريف لكلِّ رجلٍ قادر على العمل، ولا سيَّما الشباب الذين يُريدون بناءَ مستقبل كريم لهم.

إنَّ البطالة التي ترتفع نسبتُها في كثيرٍ من البلاد الإسلامية عامًا بعد عامٍ سببٌ من أسباب فساد الأخلاق، فالبطالة تقود إلى الفَقر، وكاد الفقر أن يكون كُفرًا، والفقر قدْ يدفع في كثيرٍ من الأحيان إلى ارتكابِ ألوان مِن الجرائم؛ كالسَّرِقة، وقطع الطريق، والقتْل، وما نسمعه في الأخبار مِن قيام مظاهرات واحتجاجات في بعضِ البلاد لَيدلُّ على خطَر هذه الأوضاع الاقتصاديَّة المتردِّية للأمة.

إنَّ عددًا من حملة الشهادات العُليا عاطلون عنِ العمل، والغلاء في ارْتفاع، ولو أنَّ الإحصائياتِ عن عددهم دقيقةٌ، لرأينا عجبًا عجابًا!

4- والخُطوة الرابعة: تسهيلُ الزواج المبكِّر لكلٍّ مِن الفتيان والفتيات، وسأتوسَّع في عرض هذه الخُطوة؛ لأهميتها في موضوع الأخلاق.

إنَّ الزواج صيانةٌ لأخلاق الأمَّة، واستجابةٌ لدواعي الفطرة، وأخذ بسنة النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - وسببٌ لتكثير المسلمين.

والزواج المبكِّر هو الأمر الطبيعي، وهو الذي كان عليه سلفُنا الصالح وآباؤنا إلى عهدٍ قريب، وقد كان لبعضِ الصحابة أبناءٌ بمثابة الأصْدقاء؛ إذ لم يكن بين الأب وابنه إلا بضعةَ عشرَ عامًا فقط، والزواج المبكِّر يُتيح للأب أن يُربِّي أولاده وهو قويٌّ قادِر على متابعةِ أولاده في التربية، ويكونون مع أبيهم كأنَّهم إخوةٌ له.

والزواج المبكِّر يصون المجتمع من الانحراف، ويَحمي الفتيانَ والفتياتِ من العُقَد النفسية ومِن الأمراض النفسية الفتَّاكة.

ومِن أجْل ذلك؛ فإنَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - أمَر الشباب مَن استطاع منهم بالزواج، فقال: ((يا معشرَ الشباب، مَن استطاع منكم الباءةَ فليتزوَّج؛ فإنَّه أغضُّ للبصر وأحصنُ للفرْج، ومَن لم يستطعْ، فعليه بالصِّيام؛ فإنه له وجاء))[3].

وقصَّة النَّفَر الثلاثة الذين أرادوا المبالغةَ في العبادة معروفةٌ مشهورة؛ إذ قال أحدُهم: إني لن أنام أبدًا، بل سأقوم الليل في العبادة، وقال الآخَر: وأنا لن أُفْطِر أبدًا، بل سأصوم كلَّ يوم، وقال الثالث: أما أنا، فلن أتزوَّج النِّساء، فلما بلغتْ مقالتُهم رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((إني لأعبدُكم لله، وأتقاكم له، ومع ذلك فإنِّي أنام وأقوم، وأُفْطِر وأَصُومُ، وَأَتَزَوَّجُ النِّساءَ، فمَن رَغِبَ عن سُنَِّي فليسَ منِّي))[4].

والرَّهبانية ممقوتةٌ في الإسلام، وهي أمرٌ مبتدَع ما كتَبَها الله على الذين يمارسونها؛ قال - تعالى -: ﴿ وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلاَّ ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا ﴾ [الحديد: 27].
أي: رهبانية ابتدَعوها مِن عند أنفسهم، ما أمرْناهم بها، ولكن فعَلوها ابتغاءَ رِضوان الله، فما رعوها حقَّ رعايتها.

فلا يَنبغي أن نضَع المعوِّقاتِ أمامَ الزواج، وقد شدَّد كثيرٌ مِن الناس على أنفسهم في هذا الموضوع؛ فعاد الأمرُ عليهم وعلى مجتمعِهم بالخَسَارة.

هذه الخُطوات الأربع، يُرجَى إذا تحقَّقت أن تُوقِف الدَّمارَ الذي يتهدَّد المجتمع، نسأل الله أن يوفِّقنا إلى ما يُرضيه.

والحمد لله ربِّ العالمين.


[1] البخاري برقْم: (2475)، ومسلم: (57)، وأبو داود: (4689).

[2] صحيح البخاري (3116)، وصحيح مسلم (1037).

[3] صحيح البخاري برقم: (5066)، وصحيح مسلم: (1400).

[4] صحيح البخاري برقم: (5063)، وصحيح مسلم: (1401).

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 54.29 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 52.62 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.07%)]