|
ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() شرح باب: النصيحة من كتاب «رياض الصالحين» سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين قَالَ تَعالَى: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةَ ﴾ [الحجرات: 10]، وَقَالَ تَعالَى إخبارًا عَنْ نُوح صلَّى اللُه عليه وسلم: ﴿ وَأَنْصَحُ لَكُمْ ﴾ [لأعراف: 62]، وعن هود صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ﴿ وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ ﴾ [لأعراف: 68]. قَالَ سَماحةُ العلَّامةِ الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله –: قَالَ المؤلف - رحمه الله تعالى-: «باب النصيحة». النصيحة: هي بذل النصح للغير، والنصح معناه أن الشخص يحب لأخيه الخير، ويدعوه إليه، ويبينه له، ويرغبه فيه، وقد جعل النبي -صلى الله عليه وسلم- الدين النَّصيحة، فقال: «الدين النصيحة»، ثلاث مرات، قالوا: لمن يا رسول الله؟ قال: «لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم» وضد النصيحة المكر والغش والخيانة والخديعة. ثم صدَّر المؤلفُ هذا الباب بثلاثِ آيات. الآية الأولى: قوله تعالى: ﴿ إنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةَ ﴾ [الحجرات: 10]، مثل أي: إذا تحقق فيهم الأخوة واتصفوا بها، فإنه لابد أن تكون هذه الأخوة مثمرة للنصيحة. والواجب على المؤمنين أن يكونوا كما قال الله - عزَّ وجلَّ -: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةَ ﴾، وهم إخوة في الدين، والأخوة في الدين أقوى من الأخوة في النسب، بل إن الأخوة في النسب مع عدم الدين ليست بشيء، ولهذا قال الله - عزَّ وجلَّ - لنوح لما قال: ﴿ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ ﴾ قال تعالى: ﴿ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ ﴾ [هود: 45، 46]. أما المؤمنون فإنهم وإن تباعدت أقطارهم وتباينت لغاتهم، فإنهم إخوة مهما كان، والأخ لابد أن يكون ناصحًا لأخيه، مبديًا له الخير، مبينًا ذلك له، داعيًا له. أما الآية الثانية: فهي قول نوح، وهو أول الرسل، يقول لقومه حين دعاهم إلى الله تعالى: ﴿ وَأَنْصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ ﴾ [لأعراف: 62]، يعني لست بغاش لكم، ولا خادع، ولا غادر، ولكني ناصح. أما الآية الثالثة: فقول الله تعالى عن هود: ﴿ وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ ﴾ [لأعراف: 68]. وعلى كل حال يجب على المرء أن يكون لإخوانه ناصحًا مبديًا لهم الخير، داعيًا لهم إليه، حتى يحقق بذلك الأخوة الإيمانية، والله الموفق. المصدر: «شرح رياض الصالحين» (2 /382 - 383)
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |