لا تفرح كهؤلاء فتشقي.. إن الله لا يحب الفرحين! - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الْفُتْيَا مِنْ كُتُبِ الْحَدِيثِ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          التزهيد في أصول الفقه!! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 8 )           »          السَّدَاد فيما اتفقا عليه البخاري ومسلم في المتن والإسناد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 84 - عددالزوار : 15913 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 216 - عددالزوار : 68300 )           »          الوصايا النبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 34 - عددالزوار : 12875 )           »          مختصر تاريخ تطور مدينة القاهرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          العقيدة اليهودية والسيطرة على العالم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          حاجتنا إلى النضج الدعوي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          نصائح وضوابط إصلاحية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 57 - عددالزوار : 26813 )           »          وهو يتولى الصالحين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19-07-2020, 03:56 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,007
الدولة : Egypt
افتراضي لا تفرح كهؤلاء فتشقي.. إن الله لا يحب الفرحين!

لا تفرح كهؤلاء فتشقي.. إن الله لا يحب الفرحين!


خميس النقيب








حبيبي الغالي، لا تفرح كهؤلاء فتشقى










إن الله لا يحب الفرحين







الفجر الباسم:



بزغ شُعاع الفجر، وعلا صوت الحق، فشقَّ الآفاق، واخترق الآذان، وبلغ القلوب التي تفاعلت مع النداء، وهرعت إلى ربِّ السماء، ففرحت باللِّقاء، هي كانتْ حاضرة بين يديه، لكنَّها تشتاق أكثر إلى بيته، هناك تدعوه وتناجيه، وتبثُّ إليه حاجَتَها وشكواها ورجاها.







كنت حاضرًا مع هؤلاء في صلاة الفجر، في بيت الله، خير البقاع، وأفضل المراتع، وأسمى الأماكن، جمع طيب (جمهور الفجر)، ووقت طيب (وقت صلاة الفجر)، ومكان طيب (بيت الله).







دوحة القرآن وسورة القصص:



أقيمت الصلاة، فامتثل الحاضرون قولَ الإمام: اعتدلوا، استووا، فتصافحت قلوبهم، وتعانقت أرواحهم، واستوت صفوفهم، وتوحدت غاياتُهم، وبدا الإمام - بارك الله فيه وأحسن الله إليه - بصوتِه النديِّ الرائع يلمس الأرواحَ الظَّمْأى، ويسقي القلوبَ الجرحى، ويسكن النفوس العطشى بآياتٍ من شفاء نبع الإحسان، وكلمات من نور القرآن، وحروف من فيض الإيمان؛ ﴿ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلَا تَسْمَعُونَ * قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ * وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [القصص: 71 - 73].







جمال الصوت، وصفاء النفس، وروعة القرآن، وبركة الزمان، وهدوء المكان يُشعِرُك وكأن كلماتِ الله تتنَزَّل على قلبك الآن، وأنت وحْدَك المعنيُّ بها دون بني الإنسان، إنَّها روح جديدة تأتي مع بزوغ كل فجر جديد، إنَّها حياة جديدة تولد مع ميلاد كل يوم جديد، حياة جديدة تَمُرُّ على القلب المكدود، تجري فيه الدِّماء، وتبعث فيه الرُّوح، وتُجدد فيه الحياة، وتشعل فيه الأمل.







فرَحٌ غير شرعي:



وصل الإمامُ في هذه اللوحة البديعة، وهذه الفرحة الكبرى، وهذه الدوحة الوارفة الرائعة من سورة القصص إلى فرحة من نوع آخر: ﴿ إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ ﴾ [القصص: 76]، وكَأَنَّ هذا الطاغية ومَن على شاكلتِه نشازٌ في هذه اللَّوحة الغناء، فاستوقفتني هذه الآية، وخاصَّة نصيحة القوم المغلوبين على أمرِهم للطاغية قارون؛ لأنَّه يفرح بظُلمِه للبشر: ﴿ لاَ تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْفَرِحِينَ ﴾ [القصص: 76]، بقدر ما هي إنذارٌ للظالم عاقبةَ ظُلمه، وترهيبٌ للطاغية عن طُغيانه، إلاَّ أنَّها لمسة حانية، ونظرة وادعة لكلِّ مَظلوم لا يرضى بظُلمه على وجه الأرض.







أنهيت الصلاةَ بفضل الله، وعُدت إلى بيتي بسلامة الله، فأمسكت قلمي، وبدأت أسطر ما جال بخاطري حول هذه الآية، وكأنَّ الفرح أنواع: فرحة النجاح، وفرحة الزواج، وفرحة الإنجاب، وفرحة النجاة، وفرحة الطاعة، وفرحة العودة بعد طول غياب، كلها أفراح بالحق تبعث الشجون، وتُريح المحزون، وتقتل السكون، وتغيظ إبليسَ الملعون، لكنَّ هناك فرحة بالباطل، فرحة ممقوتة، فرحة يبغضها الله ويكره صاحبها، هي فرحةٌ بظُلم الفقراء، بخداع البُسطاء، بالبطش بالضُّعفاء... ﴿ لاَ تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْفَرِحِينَ ﴾ [القصص: 76]، إنَّ الله لا يحب الفرحين أمثالك يا قارون، إنَّ الله لا يحب الفرحين على شاكلتك - وهم كُثُر - يا قارون.







لا تكن مِن هؤلاء:



حبيبي الغالي، إياك أنْ تقفَ هذا الموقف في: ظلم، وخداع، ونفاق، وغش، وشهادة زور ثم تفرح.







حبيبي الغالي، لا تكن مِن هؤلاء: ﴿ لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [آل عمران: 188].







ولا تكن من هؤلاء: ﴿ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ ﴾ [الأنعام: 44].







وإيَّاك أن تكن من هؤلاء: ﴿ فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُوا أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَالُوا لَا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ ﴾ [التوبة: 81].







ولا تكن من هؤلاء: ﴿ اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَفَرِحُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مَتَاعٌ ﴾ [الرعد: 26]؛ لأنَّ مصير الفرح الزائف، الفرح غير الشرعي، الفرح بغير الحق - هو المقت واللعن في الدنيا، والعذاب والانتقام في الآخرة؛ ﴿ فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ ﴾ [القصص: 81] لماذا؟ ﴿ ذَلِكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ ﴾ [غافر: 75].







كن مِن هؤلاء:



حبيبي الغالي، مِن حقك أن تفرح بطاعة الله من حجٍّ وصلاة، من صيام وزكاة، من الوقوف مع الحق، وحسن الجوار، وطاعة الوالدين، وصلة الأرحام وغيرها كثير؛ ﴿ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ﴾ [يونس: 58].







ومن حَقِّك أن تفرحَ بالجهاد ولو ذهبتْ روحك في سبيل الله؛ ﴿ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [آل عمران: 170]، وتفرح كما فرح السابقون بحُبِّ رسول الله هناكَ ﴿ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ * فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ ﴾ [القمر: 54 - 55]؛ لتفرح بلقائه، وتشرب من حوضه، وتلتقي مع صحبه: "غدًا ألقى الأحبة محمدًا وصحبه، ﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا ﴾ [النساء: 69]؛ راجع مقال "رمضان يدعوكم إلى فرحة حقيقية، فهل من ملبٍّ؟".







اللهم فرِّحنا بالإسلام، وفرحنا بالقرآن، وفرحنا بالإيمان، وشَفِّع فينا الصيام والقرآن، واجعلنا من المخلصين لك، العاملين لدينك، الفَرِحين بلقائك، التَّوَّاقين للقاء حبيبك وصفيك في الجنة، اللهم ارزقنا الإخلاصَ في القول والعمل، ولا تَجعل الدُّنيا أكبر هَمِّنا ولا مبلغ علمنا، وصلِّ اللهم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلِّم، والحمد لله رب العالمين.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 57.82 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 56.15 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.88%)]