لا يأس من رحمة الله - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         دعاء الشفاء ودعاء الضائع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          تخريج حديث: رقيت يوما على بيت حفصة، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم على حاجته، مستقبل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          أسماء العقل ومشتقاته في القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          كيف نكتسب الأخلاق الفاضلة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: المؤمن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          وقفات تربوية مع سورة التكاثر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          {وما كان لنبي أن يغل} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          بين الاجتهاد الشخصي والتقليد المشروع: رد على شبهة «التعبد بما استقر في القلب» (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          الإسلام والحث على النظافة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          فتنة تطاول الزمن.. قوم نوح عليه السلام نموذج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19-07-2020, 03:41 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,587
الدولة : Egypt
افتراضي لا يأس من رحمة الله

لا يأس من رحمة الله


أنور الداود النبراوي





الحذر ثم الحذر من تسرب اليأس أو القنوط إلى النفس مهما بلغت الذنوب، ولا سيما إذا لازم العبد الاستغفار في أحواله وكانت توبته صادقة ناصحة، وما دامت الروح في الجسد ولم تطلع الشمس من مغربها، فإن الله ذو الفضل العظيم الذي يتفضل على التائب برضوانه وإحسانه ورحمته. قد قال تعالى: ﴿ قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [الزُّمَر: 53].

وهنا يفتح القرآن نافذة مضيئة، ونسمة أمل في الصدور تقود القلوب إلى النور. فلا يأس من رحمة الله ولا قنوط من عفو الله. فمن شاء فليرجع إلى الحمى الآمن قبل أن تفوت الفرصة وتنقضي المهلة.

ولا يزال القرآن يقرر الأمل في النفوس ويقطع حبال اليأس والقنوط عن الغارقين في بحار الردى ولجج الهلكات يوم أن مد لهم الرحمن سواعد النجاة ومصابيح الدجى بأبلغ عبارة وأعظم بشارة للتائب يوم يتوب ويقترن بتوبته ويتبعها الإيمان والعمل الصالح.

فثمرة ذلك مغفرة الذنوب وتبديل السيئات إلى حسنات مهما عظمت الذنوب وبلغت الشرك والقتل والزنى ثم تاب العبد بعدها ورجع إلى ربه ومولاه، لقد بيّن ذلك ربنا سبحانه وتقدس بأحسن وأكمل بيان بقوله:
﴿ وَالَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلاَ يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً * إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا * وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا ﴾ [الفُرقان: 68-71].

وعن بريدة الأسلمي رضي الله عنه قال:
"جاء ماعز بن مالك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله طهرني. فقال ويحك ارجع فاستغفر الله وتب إليه. قال فرجع غير بعيد. ثم جاء فقال: يا رسول الله طهرني. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ويحك ارجع فاستغفر الله وتب إليه. قال فرجع غير بعيدثم جاء فقال يا رسول الله طهرني. فقال النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك. حتى إذا كانت الرابعة قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم فيم أطهرك؟ فقال: من الزنى. فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أبه جنون؟. فأخبر أنه ليس بمجنون فقال أشرب خمرًا؟. فقام رجل فاستنكهه فلم يجد منه ريح خمر.

قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أزنيت؟. فقال: نعم فأمر به فرجم، فكان الناس فيه فرقتين. قائل يقول: لقد هلك. لقد أحاطت به خطيئته وقائل يقول: ما توبة أفضل من توبة ماعز أنه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فوضع يده في يده ثم قال: اقتلني بالحجارة.

قال: فلبثوا في ذلك يومين أو ثلاثة ثم جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم جلوس فسلم ثم جلس. فقال: استغفروا لماعز بن مالك. قال: فقالوا: غفر الله لماعز بن مالك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقد تاب توبة لو قسمت بين أمة لوسعتهم قال ثم جاءته امرأة من غامد من الأزد. فقالت: يا رسول الله طهرني. فقال: ويحك ارجعي فاستغفري الله وتوبي إليه. فقالت: أراك تريد أن تردني كما رددت ماعز بن مالك. قال: وما ذاك؟ قالت: إني لحبلى. قال: أما لا فاذهبي حتى تلدي.

قال: فلما ولدت، أتته بالصبي في خرقة، قالت: هذا قد ولدته. قال: اذهبي فأرضعيه حتى تفطميه. فلما فطمته، أتته بالصبي في يده كسرة خبز، فقالت: هذا يارسول الله قد فطمته، وقد أكل الطعام.

فدفع الصبي إلى رجل من المسلمين، ثم أمر بها، فحفر لها إلى صدرها، وأمر الناس فرجموها، فيقبل خالد بن الوليد بحجر، فرمى رأسها، فتنضح الدم على وجه خالد، فسبها، فسمع نبي الله صلى الله عليه وسلم سبه إياها، فقال: مهلا يا خالد! فوالذي نفسي بيده، لقد تابت توبة لو تابها صاحب مكس، لغفر له، ثم أمر بها، فصلى عليها، ودفنت" .

ما أحلم الله على عباده..

وما أعظم رحمة الله.. فهو رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما يقبل توبة العباد مهما أظلهم الشيطان بشروره واحتوتهم أوحال الرذيلة وحفهم شؤم المستنقع.. متى ما ترك العبد الذنوب خوفًا من الله عز وجل ورجاءً لثوابه وإيثارًا لطاعته على معصيته، فإن تلك السيئات الماضية يبدلها الله إلى حسنات. وما ذاك إلا لأن التائب كلما تذكر ما مضى ندم واسترجع واستغفر فينقلب الذنب طاعة وتصير السيئة حسنة.

كما ذكر الله عز وجل: ﴿ إِلاَّ الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [آل عِمرَان: 89].

إنه الله واسع الحلم والجود والرحمة.. يفتح باب التوبة لا يغلقه في وجه المنيب إليه من جميع صنوف الضلال..

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لو أخطأتم حتى تبلغ خطاياكم السماء ثم تبتم لتاب عليكم" .

يقول العز بن عبدالسلام رحمه الله:
"اليأس والقنوط استصغار لسعة رحمة الله عز وجل ومغفرته، وذلك ذنب عظيم، وتضييق لفضاء جوده".

هل يا ترى أصحو من سكرة الشهوة
أم يا ترى أبقى في هذه الشقوة



كيف القدوم على الجبار بالزلل
أم كيف ألقاه من دونما عمل



قلبي لما يلقى قد أن بالشكوى
دمعي جفا عيني من قلة التقوى




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 53.46 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.76 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.19%)]