|
ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() الأربعون الشخصية(1) أ. محمد خير رمضان يوسف أربعون حديثًا تحدَّثَ فيها رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّمَ عن شخصهِ الكريم (1) محمد خير رمضان يوسف مقدِّمة الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على النبيِّ الأمين، المرسَلِ رحمةً للعالمين، وعلى آلهِ وصحبهِ الطيبين، ومن اتَّبعَ هديَهُ من سائرِ العالمين، وبعد: فقد جمعتُ في هذه الرسالةِ اللطيفةِ أربعين حديثًا من الأحاديثِ الصحيحة، التي تكلَّمَ فيها رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّمَ عن نفسه، مما يخصُّ جانبَ النبوَّة، أو الأحوالَ الاجتماعيةَ والنفسية، وليس ما يخصُّ أوصافَهُ الشخصيةَ وحدها، ومعظمها يدورُ في فلكِ الشمائلِ العظيمةِ التي أوتيَها عليه الصلاةُ والسلام. وشرطتُ فيها أن يكونَ هو المتكلِّمُ بذلكَ عليه الصلاةُ والسلام، وليس ما تكلَّمُ عنه صحابتهُ رضوانُ الله عليهم. وفسَّرتُ فيها ألفاظَ الغريب، وأوردتُ الشرحَ من كتبِ الشروح، وبما أن الأحاديثَ من الصحيحين، فإن أكثرَ اعتمادي على شرحيهما المشهورين، لابنِ حجرٍ والنووي، رحمهما اللهُ تعالَى. راجيًا من الله تعالَى القبول، إنه هو السميعُ العليم. محمد خير يوسف 26 صفر 1437 هـ (1) المصطفَى نسبًا صلى الله عليه وسلم عن واثِلةَ بنِ الأسقعِ قال: سمعتُ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّمَ يقول: "إنَّ اللهَ اصطفَى كِنانةَ مِن ولدِ إسماعيل، واصطفَى قريشًا من كنانة، واصطفَى مِن قريشٍ بني هاشم، واصطفاني مِن بني هاشم". صحيح مسلم (2276). الاصطفاء: الاختيار، والصفوةُ من كلِّ شيءٍ خالصهُ وخياره. وقريشٌ أبناءُ نضر بنِ كنانة، كانوا تفرَّقوا في البلاد، فجمعهم قصيُّ بنُ كلاب في مكة، فسُمُّوا قريشًا؛ لأنه قرشهم، أي: جمعهم[1]. (2) تكملة البناء عن أبي هريرة، عن النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّمَ قال: "مثَلي ومثَلُ الأنبياء، كمثَلِ رجلٍ بنَى بُنيانًا فأحسنَهُ وأجملَه، فجعلَ النَّاسُ يُطيفونَ به يقولون: ما رأينا بنيانًا أحسنَ من هذا إلَّا هذه اللَّبِنَةَ. فكنتُ أنا تلكَ اللَّبِنة". صحيح البخاري (3342)، صحيح مسلم (2286) واللفظُ له. (3) سيد ولد آدم عن أبي هريرةَ قال: قالَ رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: "أنا سيِّدُ ولدِ آدمَ يومَ القيامة، وأوَّلُ مَن يَنشقُّ عنه القبر، وأوَّلُ شافع، وأوَّلُ مُشفَّع". صحيح مسلم (2278). قالَ الهروي: السيِّدُ هو الذي يفوقُ قومَهُ في الخير. وقالَ غيره: هو الذي يُفزَعُ إليه في النوائبِ والشدائد، فيقومُ بأمرهم، ويتحمَّل عنهم مكارههم، ويدفعها عنهم. أما قولهُ صلَّى الله عليه وسلَّم: "يومَ القيامة" مع أنه سيُّدهم في الدنيا والآخرة، فسببُ التقييد، أن في يومِ القيامةِ يَظهرُ سؤددهُ لكلِّ أحد، ولا يبقَى منازعٌ ولا معاندٌ ونحوه، بخلافِ الدنيا، فقد نازعَهُ ذلك فيها ملوكُ الكفّارِ وزعماءُ المشركين. ثم قالَ الإمامُ النوويُّ رحمَهُ الله تعالَى: وهذا الحديثُ دليلٌ لتفضيلهِ صلَّى الله عليه وسلَّمَ على الخَلقِ كلِّهم[2]. (4) شرح الصدر عن أنس بنِ مالكٍ قال: قالَ رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: "أُتيت، فانطلقوا بي إلى زمزم، فشُرِحَ عن صدري، ثم غُسِلَ بماءِ زمزم، ثم أُنزِلتُ". صحيح البخاري (342) مطوَّلًا، صحيح مسلم (162) واللفظُ له. يأتي الحديثُ طويلاً، وهذا رُويَ مختصرًا، ويُعرَفُ بحادثةِ شقِّ الصدر، التي تعدُّ من إرهاصاتِ النبوَّة. وصوَّبَ الحافظُ ابنُ حجر العسقلاني أن يكونَ وقعَ له ذلك مرتين: الأول: كان لاستعدادهِ لنزعِ العلقةِ التي قيلَ له عندها: "هذا حظُّ الشيطانِ منك". والثاني: كان لاستعدادهِ للتلقي الحاصلِ له في تلك الليلة[3]. (5) زمِّلوني عن جابر بنِ عبدالله رضيَ الله عنهما قال: سمعتُ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّمَ وهو يحدِّثُ عن فترةِ الوحي، فقالَ في حديثِه: "فبَينَا أنا أمشي، إذ سمعتُ صوتًا من السماء، فرفعتُ رأسي، فإذا الْمَلَكُ الذي جاءَنِي بحِراءَ جالسٌ على كرسيٍّ بينَ السماءِ والأرض، فجُئِثْتُ منهُ رُعبًا، فرجعت، فقُلتُ: زمِّلوني زمِّلوني. فدثَّروني، فأنزلَ اللهُ تعالَى: ﴿ يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنْذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ * وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ * وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ ﴾ [سورة المدثر: 1 - 5]. صحيح البخاري (4641) واللفظُ له، صحيح مسلم (161). الملَكُ هو جبريلُ عليه السلام. وجئثت: ذُعرتُ وخفت[4]. وزمِّلوني، ودثِّروني: غطُّوني. (6) إبراهيم الابن عن أنس بنِ مالكٍ قال: قالَ رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: "وُلِدَ ليَ الليلةَ غُلام، فسمَّيتهُ باسمِ أبي، إبراهيم". صحيح مسلم (2315). فيه جوازُ تسميةِ المولودِ يومَ ولادته، وجوازُ التسميةِ بأسماءِ الأنبياءِ صلواتُ الله عليهم وسلامه[5]. (7) تواضع عن أبي جُحيفة قال: قالَ رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: "لا آكلُ متَّكئًا". صحيح البخاري (5083). قال الخطّابيُّ رحمَهُ الله: معنَى الحديث: إني لا أقعدُ متَّكئًا على الوطاء (المخدَّة) عند الأكل، فِعْلَ مَن يَستكثرُ من الطعام، فإني لا آكلُ إلا البُلغةَ من الزاد، فلذلك أقعدُ مستوفزًا[6]. (8) أشدُّ يوم عن عائشةَ زوجِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، أنها قالتْ لرسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّم: يا رسولَ الله، هل أتَى عليكَ يومٌ كانَ أشدَّ مِن يومِ أُحُد؟ فقال: "لقد لقيتُ مِن قومِك، وكانَ أشدُّ ما لقيتُ منهُم يومَ العقَبة، إذ عَرضتُ نفسي على ابنِ عبدِ يالِيلَ بنِ عبدِ كُلال، فلم يُجبْني إلى ما أردتُ، فانطلقتُ وأَنا مَهمومٌ علَى وجهي، فلم أستفِقْ إلَّا وأنا بقَرنِ الثَّعالب، فرفعتُ رأسي، فإذا بسحابةٍ قد أظلَّتني، فنظرتُ فإذا فيها جبريل، فَناداني فقال: إنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ قد سمِعَ قولَ قومِكَ لك، وما ردُّوا عليك، وقد بعثَ إليكَ ملَكَ الجبالِ لتأمُرَهُ بما شئتَ فيهم". قال: "فَناداني ملَكُ الجبال، وسلَّمَ عليّ، ثمَّ قال: يا محمَّد: إنَّ اللَّهَ قد سمِعَ قولَ قومِكَ لَك، وأَنا ملَكُ الجبال، وقد بعثَني ربُّكَ إليكَ لتأمُرَني بأمرِك، فما شئت؟ إنْ شئتَ أنْ أُطْبِقَ عليهمُ الأخشبَين". فقالَ لهُ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّم: "بل أرجو أن يُخرِجَ اللَّهُ مِن أصلابِهم مَن يَعبدُ اللَّهَ وحدَه، لا يُشرِكُ بهِ شيئًا". صحيح البخاري (3059)، صحيح مسلم (1795)، واللفظُ للأخير. الأخشبان: الجبلان المطيفان بمكة، وهما أبو قُبَيس، والأحمر... والأخشب: كلُّ جبلٍ خشنٍ غليظِ الحجارة[7]. (9) من مسرَى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أبي هريرةَ قال: قالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "لقد رأيتُني في الحِجْرِ وقريشٌ تسألُني عن مسرايَ، فسألَتني عن أشياءَ من بيتِ المقدسِ لم أَثبِتْها، فكُرِبْتُ كُربةً ما كُرِبْتُ مثلَهُ قطّ". قال: "فرفعَهُ اللهُ لي أنظرُ إليه، ما يَسألوني عن شيءٍ إلا أنبأتهُم به". جزء من حديث رواه مسلم في صحيحه (172)، واللفظُ له، والبخاري من رواية جابر (3673). الحِجْر: الحائطُ المستديرُ إلى جانبِ الكعبة الشمالي. وهذا من معجزاتِ الرسولِ صلَّى الله عليه وسلَّم. (10) حجرٌ يسلِّم عن جابر بنِ سَمُرةَ قال: قالَ رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: "إنِّي لأعرفُ حجرًا بمكَّةَ كان يسلِّمُ عليَّ قبلَ أنْ أُبعَث، إنِّي لأعرفهُ الآن". صحيح مسلم (2277). فيه معجزةٌ له صلَّى الله عليه وسلَّم. وفي هذا إثباتُ التمييزِ في بعضِ الجمادات[8]. [1] تحفة الأحوذي 10/ 53. [2] شرح النووي على صحيح مسلم 15/ 37. [3] فتح الباري 1/ 460. [4] النهاية في غريب الحديث والأثر 1/ 232. [5] شرح النووي على صحيح مسلم 15/ 75. [6] فتح الباري 9/ 541. [7] النهاية في غريب الحديث والأثر 2/ 32. [8] شرح النووي على صحيح مسلم 15/ 36.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |