|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() خلقنا للتوحيد موقع رسالة المرأة خلقت قلوبنا لكي تمنح الحب كله لله وحده.. فلأنه عزيز متكبر ذو الجبروت لا يقبل أبداً أن يكون له شريك في القلب سواء كان هذا الشريك فكرة أو معنى أو قيمة أو راية أو شخص أو ذكرى. القلب عندما يعرف جلاله وكماله وجماله لا يمكن أن يرضى بأن تنبض نبضة واحدة إلا باسمه. (ويوم يحشرهم جميعاً ثم يقول أين شركائي الذين كنتم تزعمون.. ثم لم تكن فتنتهم إلا أن قالوا والله ربنا ما كنا مشركين * انظر كيف كذبوا على أنفسهم وضل عنهم ما كانوا يفترون). هنا تكمن الكارثة أننا نعيش في هذه الحياة ولا نبالي كثيراً بما تتشربه قلوبنا من مشاعر نوجهها إلى الكثير من الأشياء وهي مشاعر تتطور بفعل هوى النفس وطبيعة الظروف إلى ما هو أكثر من المشاعر، فالقلب خلق في الأساس متعلقاً يحتاج دوما إلى أن يتشبث بما يمنحه السلام النفسي والرضا واللهفة، فمتى منح هذه المشاعر والأحاسيس لما هو سوى الله ولو كان إنساناً أو وطناً أو قوماً أو معنى.. ذاق مرارة الحرمان من الأنس بالواحد الديان. ألم يأخذ علينا الميثاق ألا نحب ولا نكره إلا بناء على أمره ونهيه، ألم ينصحنا وينبهنا إلى ضرورة أن تكون كل حركتنا في هذه الحياة مرتبطة بمراداته وحده؟ ألم يرسل إلينا رسولاً كريماً يطالبنا بالفرار السريع إلى من له ملك الدنيا والآخرة؟ لو علمنا أنه عزيز حكيم لو تصورنا كم هو غيور ولا يقبل بأن يكون له أي شريك في الوجدان، لو أدركنا أنه في يوم ليس كمثله يوم سيوقفنا جميعاً صفا ثم يظهر لكل إنسان ما كان قلبه ينبض حباً له حتى يسير وراء محبوبه، فهذا يسحبه قلبه خلف حبيبة روحه من البشر وذلك يسحبه قلبه خلف أبنائه الذين عاش لا يحب شيئاً أكثر منهم وآخر يسحبه قلبه خلف وطنه الذي كان يوالي ويعادي على أساسه، وغيره يسحبه هواه الذي عاش يتابعه في كل خطواته. ويبقى عباد الرحمن الذين لم يجعلوا في قلوبهم ذرة من حب إلا وجعلوها خالصة نقية لمن يعلم السر وأخفى.. يبقى عباد الرحمن في انتظار ربهم الذي عاشوا من أجله الذي كان هو وحده مصدر قوتهم وهو وحده مصدر إلهامهم ومنبع شعورهم بالأمان.. عباد الرحمن الذين رفضوا أن يتركوا قلوبهم في حالة انسياق خلف كل راية وكل شعار وكل هدف جليل.. فليس أجلّ من رب بعث رسولاً وأنزل كتاباً هادياً وقال إنه ليست هناك وجهات نظر وقضى بأن الإنسان إما مع فريق في الجنة وذلك جزاء الموحدين أو مع فريق في السعير وذلك جزاء كل من عاش لغير الله ودين الله وإرادة الله.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |