|
ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() لا وقت دعاء بيطار تعلو الأصوات، وتحتدُّ النبرات، وتحمل القلوب على بعضها؛ لنصلَ في نهاية الحكاية إلى خِصام، ثم يذهب كلُّ طرَف في سبيله دون رجْعة. تلك هي لُغة العصر (السرعة) في كلِّ شيء حتَّى في ابتداء العلاقات وانتهائها، فالكل يُريد إيصال ما يُريد وبسرعة؛ لأنَّه لا وقت للإنصات والفَهْم، فهناك الأهم مِن هذه القِيم التي يردِّدها الغارقون في المثاليَّات. هذا لسان حال الغالبية في مجتمعاتنا، لا يُلقون بالاً إلى أهمية بقاء علاقاتهم وتنميتها، ولا يُدرِكون أنها لو بُنيت على أساس مِن المودَّة والتفاهم والإخلاص، فإنَّها ستعود عليهم بالنفع أولاً قبل أيِّ أحد، فليس المهم كيف تبدأ العلاقة، بل الأهمُّ كيف نُحافظ عليها ونسعى للارتقاء بها. كثير منَّا لا يُريد المحاولة، ولا يسعى إلى العطاء ولو بالقليل إلى الآخَرين، وهذا ما يُذكِّرنا بقول الله - عزَّ وجلَّ - واصفًا نفسيةَ المنافقين بأنهم ﴿ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ ﴾ [الأحزاب: 19]، هذا الضن بالخيْر، ولو كان بالابتسامة أو إسداء مساعدة، ولو كانتْ لا تذكر قدْ يحسبها البعضُ مِن هامش التعاملات مع الآخرين، الشيء الذي أدَّى إلى وجود علاقات متأرجِحة، وفُقدت معانٍ كثيرةٌ مِن حياتنا، كالإحسان ولِين الجانب والكلمة الطيِّبة؛ لأننا رضينا بالقليل والحدِّ الأدنى من العلاقة، حتى إذا ما حصَل أي عارض في أيٍّ مِن المواقف تحوَّلتْ هذه العلاقة إلى جِدال، ثم إلى خِصام وانقطاع، وكأنَّ شيئًا لم يكن، ثم نقفز إلى علاقة أخرى ليُعاد هذا السيناريو مِرارًا بكل ما فيه مِن إحباط، حاملاً معه المزيدَ مِن الشكوى والتذمُّر من الآخرين. إنها حقيقة الرِّضا بالقليل التي يجب أن نعترِف بوجودها في أنفسنا على كلِّ المستويات، حتى لو نظرْنا في مجال العبادات سنجِد أنَّ أغلبنا لا يقوم بالزِّيادة على الفروض بأداء النوافِل بحُجَّة أنَّه لا وقت، ولو وقفْنا مع أنفسنا وقفةً صادقة، لأدركْنا أنَّنا بحاجة لأن نتمهلَ قليلاً، وأن نعطي أنفسنا فترةً تسكن فيها الرُّوح، ونعيد فيها صياغةَ أولوياتنا في خضمِّ هذا النَّمط المتسارِع للحياة، فهناك الكثير مِن الاختصارات التي أقنعْنا أنفسنا بهامشيتها، مع أنَّها من أكبر ما يُعين الإنسان، ويقوي عزيمته على الاستمرار فيما يطْمح إليه في الدُّنيا والآخرة.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |