حديث نفس - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1397 - عددالزوار : 140612 )           »          معالجات نبوية لداء الرياء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          التربية بالحوار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          صور من فن معالجة أخطاء الأصدقاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          في صحوةِ الغائب: الذِّكر بوابة الحضور (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          آيات السَّكِينة لطلب الطُّمأنينة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (العليم, العالم. علام الغيوب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          سبل إحياء الدعوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          التساؤلات القلبية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          الحب الذي لا نراه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17-07-2020, 04:24 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,171
الدولة : Egypt
افتراضي حديث نفس

حديث نفس


أ. عبدالله بن محمد بادابود








تَسعَى النفس لشَهواتها، وتركُض وَراء ملذَّاتها، ولكن صوت الفِطرة الداخلي يُحاوِل أنْ يُوقِفها ويمنَعَها ويصدَّها في زمنٍ كثُرت فيه الفِتَن، وزادَتْ به المِحَن.













نسعى لرُقِيٍّ أخلاقي ودِيني، ونُواجِه أمواجًا عاتية من تناقُضاتٍ فكريَّة في هذا العالم المُتناقِض.







قد يُزيِّن الشيطان لنا صُورة امرأةٍ كاسية عارية مُتبرِّجة، فتَمِيل النفس لنظْرةٍ من عينٍ خائنة وتأمُل وتُفكِّر بقلبٍ غافل، فيَصرُخ الصوت الفطري مُردِّدًا قولَه - تعالى -: ﴿ أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى ﴾ [العلق: 14].







الفقر مُزعِجٌ، والحاجة مؤلمةٌ، والمال قليلٌ، والنفس تطمح للمزيد، فيُخاطِبها الشيطان بلسان الناصح الأمين: سرقة لمال، أو سطو على دارٍ لمرَّة واحدة فقط تزيدُ المال وتصلحُ الحال، فيصرخ الصوت الفطري مُردِّدًا قولَه - تعالى -: ﴿ وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [المائدة: 38].







فترتعد النفس، وتترك الفعل.







موظف عادي في ملبسه، منتظمٌ في وظيفته، قَنُوع براتبه، يَرَى حوله كم من الاختلاسات، ومَن كان في نفس مرتبته أصبح من ذوي المال والجاه، والسبب بسيط؛ رِشوات واختلاسات بشكلٍ مُرتَّب ومُنظَّم، والنفس تطمع لزيادة الدخل، ويرغب في بناء المنزل، ولكنَّ الصوت الفطري يَصرُخ ويُذكِّره بقول الله - تعالى -: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ﴾ [الطلاق: 2 - 3].







ما زال في أوَّل الطريق، لم يَتَخَرَّج في جامعته والنفس تَتُوق للزواج، ولكن ضِيق ذات اليد، وعليه بالصبر، ولكنَّه أخرق؛ أغرَقَ نفسَه في خُطوات هي خُطوات شيطانية تقودُه للرذيلة بين مُعاكسات هاتفيَّة وأفلام إباحيَّة؛ فمرَّة كان يُقلِّد، ومرَّة كان يُجرِّب، فأحرق نفسَه بنار الشهوات، فدعاه الناصح الشيطاني للزنا بعد أنْ أتَمَّ الخطوات بنجاح، لكنَّ الصوت الداخلي الفطري ناداه؛ ﴿ وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا ﴾ [الإسراء: 32].







المرض أرهَقَه، والعجز أتعَبَه، تردَّد بين المستشفيات، وزار كثيرًا من العِيادات، فلا جديدَ ولا تقدُّم، والحال نفس الحال، فما أصابَه هو سحر شيطاني من شخصٍ لا يَخاف الرحمن.







ضعُفتْ نفسُه أمام نصائح شيطانيَّة، قد تكون من صديقٍ لا يخاف الله، يدعوه لفكِّ السحر بالسحر فلا ضَيْرَ في ذلك؛ فهو في حال اضطرارٍ ويجوز له ما لا يجوزُ لغيره! فصرخ صوته الداخلي يُذكِّره بقول الحبيب - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن أتى كاهنًا فصدَّقَه بما يقول، فقد كفَر بما أُنزِل على محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم))؛ رواه أبو داود.







كان صديقًا له، نمى ماله وزاد، وذلك عن طريق الربا الذي يمحَقُ البركات، فدعَتْه النفس الأمَّارة بالسوء أنْ يُحاكِي صديقَه، فلدَيْه مبلغٌ مالي كبير، والفرصة مواتية أنْ يجعله ينمو بالربا، والنفس ترغب في زيادة المال، فناداه الصوت الداخلي: ﴿ يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ ﴾ [البقرة: 276].







تُوفِّي الأخ الأكبر بعد أنْ ترك الصغار، وترَك معهم الكثير من المال، تكفَّل العمُّ بتدبير الأمور ومُتابعة الأبناء، فالمال كثير والأبناء لا يعقلون، فدعَتْه النفس أنْ يأخُذ ما يَشاء ويعيشُ بمال أخيه في أرقى المستويات، ولكنَّ صوت الفطرة الداخلي دعاه: ﴿ وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ﴾ [النساء: 9].







يُقوِّي الصلة مع الجميع، تميَّز بحبِّه للناس ودَماثة خلقه مع جميع الأطياف، ولكنَّ صلته بربه ضعيفة، كيف تكون قويَّة وهو مبتعدٌ عن الصلاة التي هي صلةٌ مع الكريم - جلَّ في علاه - ضاقَتْ نفسه ببُعدِه عن ربِّه، فردَّدها صوته الفطري: ((العهد الذي بيننا وبينهم الصلاةُ، فمَن ترَكَها فقد كفر)).







يتأخَّر دومًا عن مدرسته، ويُعاقَب في كلِّ مرَّة بسبب تأخُّره، فدعَتْه نفسه يومًا للكذب على مُدرِّسه؛ مرضُ الوالد سبب، وتعطُّل السيارة سبب، وحُصولُ حادث سبب، ولكنَّ الصوت الفطري ردَّدها في داخله: ((إنَّ الصِّدق يهدي إلى البر، وإنَّ البرَّ يهدي إلى الجنَّة، وإنَّ الرجل ليَصدُق حتى يكون صديقًا، وإنَّ الكذب يهدي إلى الفجور، وإنَّ الفجور يهدي إلى النار، وإنَّ الرجل ليَكذِب، حتى يُكتَب عند الله كذَّابًا))؛ رواه البخاري.







يَصرُخ ويَضجَر من طلبات الأم الحَنُونة، ويُشاكِس دومًا الأبَ العطوف، ساءَت الأحوال، وساءت الأخلاق، والتوفيق لا يُحالِفه، جلس مع نفسه لحظةً يُحادِثها ويُكلِّمها، فقال له صوت الفطرة: ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ﴾ [الإسراء: 23].







الصوت الفطري صدًى لما غَرَسْناه نحن بداخِلنا، فالقُرآن والسنَّة النبويَّة الشريفة مصدرَا التشريعِ الذي لا بُدَّ أنْ نتشرَّب من مَنهَلهما الصافي صِغارًا وكِبارًا، ولا بُدَّ أنْ تكون لنا وقفاتٌ صادقةٌ لنَغرِس الرقابة الذاتية والضمير الحي داخل أنفُسنا.







هي دعوةٌ صادقةٌ لي ولكم من محبٍّ يحبُّ لنفسه ولكم الخيرَ - لأنْ نُقوِّي الصوت الداخلي، وندعو الله أنْ يجعلنا هُداةً مُهتَدِين، غير ضالِّين ولا مُضلِّين.







هدى:



﴿ لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ * وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ ﴾ [القيامة: 1 - 2].







وقفة:



قال الحسن البصري: "إنَّ المؤمن والله ما تَراه إلا يلومُ نفسه: ما أردت بكلمتي؟ ما أردت بأكلتي؟ ما أردت بحديث نفسي؟ وإنَّ الفاجر يَمضِي قدمًا ما يُعاتِب نفسه".







__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 58.78 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 57.08 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (2.90%)]