|
ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() ما فسره الإمام الزركشي من سورة التحريم د. جمال بن فرحان الريمي ﴿ وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ ﴾ [التحريم: 3] قوله تعالى: ﴿ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ ﴾؛ لأنها استغربت حصول النبأ الذي أسرَّته[1]. ﴿ إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ ﴾ [التحريم: 4] قال رحمه الله: الوقف على قوله تعالى: ﴿ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ ﴾ والابتداء بقوله ﴿ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ ﴾، أي مُعِينون له صلى الله عليه وسلم فتكون هذه الجملة مستأنفة[2]. وقال رحمه الله: من التأويل المستكره ما ورد في قوله تعالى: ﴿ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ ﴾، حمله بعضهم على "علي" رضي الله عنه فقط[3]. ﴿ عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا ﴾ [التحريم: 5] قوله تعالى: ﴿ عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ ﴾، تقديره: واجب أن يبدِله أزواجًا خيرًا منكن، أي لبتّ طلاقكن، ولم يبت طلاقهنّ، فلا يجب التبديل[4]. وقوله تعالى: ﴿ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا ﴾، عطف ﴿ وَأَبْكَارًا ﴾ على ﴿ ثَيِّبَاتٍ ﴾؛ لأنه لا يمكن اجتماعهما في محلٍّ واحد بخلاف ما قبله[5]. ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ [التحريم: 6] قوله تعالى: ﴿ نَارًا ﴾، بالتنكير؛ لأنها نزلت بمكة قبل آية البقرة، فلم تكن النار التي وقودها الناس والحجارة معروفة، فنكّرها، ثم نزلت آية البقرة[6] بالمدينة مشارًا بها إلى ما عرفوه أولاً[7]. ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [التحريم: 8] وقال صاحب الكشاف[8] في قوله تعالى: ﴿ عَسَى رَبُّكُمْ ﴾[9]، إطماع من الله تعالى لعباده، وفيه وجهان: أحدهما: أن يكون على ما جرت به عادة الجبابرة من الإجابة بــ"لعل" وعسى، ووقوع ذلك منهم موقع القطع والبتّ، والثاني أن تجيء تعليمًا للعباد وجوب الترجيح بين الخوف والرجاء[10]. قوله تعالى: ﴿ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا ﴾، يعني: الذين شاركوه في الإيمان، وهو الذي وقع فيه الاجتماع والاشتراك من الأحوال والمذاهب[11]. وقوله تعالى: ﴿ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ ﴾ أي وعن أيمانهم[12]. ﴿ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴾ [التحريم: 11] قال رحمه الله: استنبط الشافعي صحة أنكحة الكفار من قوله تعالى: ﴿ امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ ﴾ [13]. وقال رحمه الله: تأتي "عند" بمعنى: قرب التشريف، كقوله: ﴿ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ ﴾[14]. ﴿ وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ ﴾ [التحريم: 12] قوله تعالى: ﴿ وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ ﴾ مدت "التاء" تنبيهًا على معنى الولادة والحدوث من النطفة المهينة، ولم يُضف في القرآن ولدٌ إلى والد ووصف به اسم الولَد إلا عيسى وأمه عليهما السلام؛ لمّا اعتقد النصارى فيهما أنهما إلهان، فنبّه سبحانه بإضافتهما الولادية على جهة حدُوثهما بعد عدمهما، حتى أخبر تعالى في موطنٍ بصفة الإضافة دون الموصوف وقال: ﴿ وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً ﴾ [المؤمنون: 50] [15]، لمّا غَلوا في إلاهيته أكثرَ من أُمِّه، كما نبَّه تعالى على حاجتهما وتغيّر أحوالهما في الوجود، يلحقهما ما يلحق البشر، قال الله تعالى: ﴿ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ ﴾ [المائدة: 75] [16]. [1] المصدر السابق: أساليب القرآن وفنونه البليغة - قاعدة فيما يتعلق بالسؤال والجواب 4/ 34. [2] المصدر السابق: معرفة الوقف والابتداء 1/ 245. [3] جمهور المفسرين على أن المراد بصالح المؤمنين: أبو بكر وعمر، وقيل: عموم المؤمنين، وذكر القرطبي وغيره بصيغة التمريض - قيل - أن المراد: عليت، انظر: الجامع لأحكام القرآن21/ 85، وأورد الحافظ ابن كثير في تفسيره حديثًا رواه ابن أبي حاتم عن عَلِيّ قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم فِي قَوْله تَعَالَى: ﴿ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ قَالَ: "هُوَ عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب" إِسْنَاده ضَعِيف وَهُوَ مُنْكَر جِدًّا، انظر: تفسير ابن كثير 4/ 2371. البرهان: معرفة تفسيره وتأويله - تقسيم التأويل إلى منقاد ومستكره 2/ 115. [4] البرهان: الكلام على المفردات من الأدوات - عسى 4/ 179-180. [5] المصدر السابق: أساليب القرآن وفنونه البليغة - التعديد 3/ 290. [6] يشير إلى قول الله تعالى: ﴿ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ ﴾ [البقرة: 24] [7] البرهان: معرفة موهم المختلف 2/ 42. [8] الكشاف 6/ 163. [9] سورة التحريم: 8. [10] البرهان: الكلام على المفردات من الأدوات - عسى 4/ 179-180. [11] المصدر السابق: الكلام على المفردات من الأدوات - مع 4/ 260. [12] المصدر السابق: حرف الباء 4/ 161. [13] المصدر السابق: معرفة أحكامه 2/ 6. [14] المصدر السابق: الكلام على المفردات من الأدوات - عند 4/ 181. [15] سورة المؤمنون: 50. [16] سورة المائدة: 75. البرهان: علم مرسوم الخط 1/ 287.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |