خطر الغيبة والنميمة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الوقفات الإيمانية مع الأسماء والصفات الإلهية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 5 - عددالزوار : 1089 )           »          اليهود والمسيح -عليه السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          غزة في ذاكرة التاريخ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12 - عددالزوار : 19005 )           »          الفرح المذموم! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 186 )           »          أثر العربية في نهضة الأمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14 - عددالزوار : 21719 )           »          نصائح وضوابط إصلاحية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 69 - عددالزوار : 50756 )           »          الجمع بين حاجيات الروح ومتطلبات الجسد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          لولا بنو إسرائيل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          حديث: طلقت خالتي، فأرادت أن تجد نخلها، فزجرها رجل أن تخرج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          الحديث الثاني والعشرون: وجوب الابتعاد عن الغضب؛ لما فيه من الأضرار الجسمية والنفسية و (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 09-07-2020, 05:25 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 168,559
الدولة : Egypt
افتراضي خطر الغيبة والنميمة

خطر الغيبة والنميمة


عبدالله عيسى



كنتُ جالسًا في العمل مُنشَغِلاً ببعض الأمور، لكنَّني وجَدتُ مجموعةً من زُمَلائي يتحدَّثون عن أحدهم في غيبته، ويَذكُرونه بأوصافٍ سيِّئة، وينتَقِصون من حقِّه؛ حسدًا من عند أنفسهم، وتشويهًا لسُمعته!

فهل تعلَمون- أحبَّتي في الله- أنَّ الغِيبة من الكبائر، والتي لا تكفِّرها كفَّارة المجلس، وإنما يُكفِّرها التوبة النصوح، فكلُّنا يَعرِف خطَر الغِيبة والنَّميمة وشديدَ عذابها، ولكنَّنا لا نُجاهِد أنفسَنا جِهادًا يكون شفيعًا لنا عند ربِّ العالمين.

ومن أخطار الغِيبة أنها تُحبِط الأعمال، وتَأكُل الحسَنات (حتى قال أحدهم: لو كنتُ سأغتاب أحدًا لاغتبتُ أمي وأبي، فهم أحقُّ الناس بحسناتي!)، وتفسد المجالس، وتَقضِي على الأخضر واليابس، أيضًا فإنَّ صاحبها يَهوِي بها في النار.

وإنَّ رذيلة الغِيبة لا تقلُّ عن النميمة خطرًا، بل أشد منها ضررًا، وصفةٌ من الصفات الذَّميمة، وخُلَّة من الخِلال الوَضِيعة، ولئلاَّ يقَع فيها المسلم وهو لا يَدرِي؛ حذَّر منها الإسلامُ، ووضَّحَها رسولُ الله- صلَّى الله عليه وسلَّم- ونهى عنها؛ كما في الحديث عن أبى هريرة- رضِي الله عنه- أنَّ رسول الله- صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: ((أتدرون ما الغِيبة؟))، قالوا: الله ورسولُه أعلم، فقال: ((ذِكرك أخاك بما يكره))، قيل: أفرأيتَ إنْ كان في أخي ما أقول؟ قال: ((إنْ كان فيه ما تقول، فقد اغتبتَه، وإنْ لم يكن فيه ما تقول، فقد بهتَّه))؛ أي: ظلمته بالباطل، وافتَرَيْت عليه الكذب، فما أبشَعَها من صورةٍ! وما أبشَعَ ما يفعَلُه أهلُ الغِيبة، وما يقوله بعضُنا في مجالسنا واجتماعاتنا!

أمَّا أهمُّ الأسباب التي تَبعَث على الغِيبة، فهي التَّشفِّي من الغيظ، بأنْ يحدث من شخصٍ في حَقِّ آخَر؛ لأنَّه غَضبان عليه، أو في قلبه حسد وبغض عليه، وموافقة الأقران.

وأيضًا مُجامَلة الرُّفَقاء؛ كأنْ يجلس في مجلسٍ فيه غيبة ويَكرَه أنْ ينصَحَهُم؛ لكي لا ينفروا منه ولا يكرهوه، أو يَغتاب؛ لكي يضحك الناس، وهو ما يُسمَّى المزاح؛ حتى يكسب حبَّ الناس له.

وليعلم المُغتاب أنَّه يتعرَّض لسخط الله، وأنَّ حسناته تنتَقِل إلى الذي اغتابَه، وإنْ لم تكن له حسنات أخذ من سيِّئاته، وإذا أراد أنْ يغتاب إنسانًا وجَب عليه أنْ يتذكر نفسَه وعيوبها، ويشتَغِل في إصلاحها، فيستَحِي أنْ يعيب وهو المعيب.

وإنْ ظنَّ أنَّه سالِمٌ من تلك العُيُوب، اشتَغَل بشكر الله، ويجب أنْ يضع نفسَه مكانَ الذي اغتِيبَ؛ لذلك لن يرضى لنفسه تلك الحالة، يبعد عن البَواعِث التي تُسبِّب الغِيبة ليَحمِي نفسه منها.

بعد كلِّ هذا، لنتعاهد ألاَّ نَنطِق إلا بما يُرضِي الله- سبحانه وتعالي- فنحن نتحدَّث كثيرًا ونَنسَى قوله- تعالى-: ﴿ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴾ [ق: 18].

فملائكة الرحمن لا تنسى، فماذا نفعَل عند عرْضنا على ربِّ العزَّة والجلال ويُقال لنا: ﴿ هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [الجاثية: 29]؟ ولنتذكَّر عندما يُقال لنا: ﴿ اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا ﴾ [الإسراء: 14].

رأَى النبي- صلَّى الله عليه وسلَّم- أناسًا في النار لهم أظفارٌ من نحاسٍ يَخمِشون وجوهَهم وصدورهم، فقال: ((مَن هؤلاء يا جبريل؟))، فقال: هؤلاء الذين يَأكُلون لحوم الناس ويقَعُون في أعراضهم.

اسأَلُ الله الكريم ربَّ العرش العظيم أنْ يمنَّ علينا بتوبةٍ نصوح تجبُّ ما قبلَها، وأنْ يغفر لنا ذنوبنا وزلَلنا وإسرافنا في أمرِنا، وألاَّ يُطلِق ألسنتنا إلا بما يُرضِيه عنَّا، إنَّه وليُّ ذلك والقادر عليه، إنَّه نعم المولى ونعم النَّصير.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 61.41 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 59.70 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.80%)]