السنة النبوية بين الجمال والجلال - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         رحلات البالون الطائر ومعابد الأقصر.. سحر لا يقاوم يخطف قلوب سياح العالم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14372 - عددالزوار : 757917 )           »          تفسير "محاسن التأويل"محمد جمال الدين القاسمي متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 610 - عددالزوار : 66300 )           »          ركعتا الفجر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          فوائد قيام الليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          شهر الله المحرم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          الأب السبب والسند (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          التربية بالموقف نماذج وتعليق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          حقوق الوالدين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          هل تندلع الحرب الكبرى؟ سقوط إيران يمهد لصدام إسرائيلي-تركي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-07-2020, 04:18 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 154,929
الدولة : Egypt
افتراضي السنة النبوية بين الجمال والجلال

السنة النبوية بين الجمال والجلال
د. عبدالحكيم الأنيس



للسُّنةِ النبويةِ جمالٌ وجلالٌ، وهي تعلِّمُ الدِّين، وتزيدُ في العقل، وتقودُ إلى سعادة الدنيا، ونجاة اﻵخرة.

ولو علِمَ الناسُ حقائقَ السُّنة ومنافعَها ما تركوا سُنَّةً واحدةً منها.

ولو علم الغربيون ما في السُّنة مِنْ علمٍ، وسموٍّ، وذوقٍ، وجمالٍ، لطاروا بها.



1- ومِنْ ذلك: إظهارُ قيمةِ العافية، وبثُّ معنى الافتقارِ إلى الله.

قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

(ما مِنْ دعوةٍ يدعو بها العبدُ أفضل مِنْ:

اللهمَّ إنّي أسالك المُعافاةَ في الدنيا واﻵخرة).

وقد وقعَ مِنْ بعضِ الصالحين - وهو سُمنون بن حمزة (ت: 298هـ) - أنه أنشدَ أبياتًا قال فيها:

وليسَ لي في سواكَ حظٌّ فكيفما شئتَ فاختبِرْني



فاحتبس بولُه أربعةَ عشر يومًا، فكان يتلوى كما تتلوى الحيّةُ على الرمل، يتقلَّب يمينًا وشمالًا، فلما أُطلِق بولُه قال: يا ربِّ تبتُ إليكَ، تبتُ إليكَ.



وسمّى نفسَه سمنون الكذاب...



إنَّ في سؤالِ العافية تقديرًا لهذه النعمة الكبيرة، وإظهارًا للافتقارِ إلى الله، والاعترافِ بالضعف، وهو ما يُحبُّه اللهُ مِنْ عبدِه.



2- ومِنْ جمالِ السُّنة النبوية: الحضُّ على صنائعِ المعروفِ، وإغاثةِ اللهفان.

وقد جمَعَ العلماءُ هذه اﻷحاديث في كتبٍ مفردةٍ رائعةٍ.

وأثمرَ هذا التوجيهُ ثقافةً إسلاميةً إنسانيةً رفيعةً، ووجودَ أشخاصٍ تميّزوا بقضاء حوائج الناس.

ومِنْ هؤﻻء الرجلُ الصالحُ شاه بن شجاع الكرماني (ت: 289هـ).

وكان شاه ابنَ ملكٍ من الملوك، وكان يقومُ بخدمة أصحابه، وكان يقول:

(نظرتُ في أعمالي فلم أجدْ فيها شيئًا أرجى عندي مِنْ خدمة امرئٍ مسلم)ٍ.



3- ومِنْ عجائب السُّنة النبوية: التوجيهُ برحمةِ الحيوان، ورعايتهِ، والعطفِ عليه.

واﻷحاديثُ في ذلك معروفة.

وأثمرَ هذا خلقَ الرحمةِ بالحيوانِ عند المسلمين.

ومن ذلك ما جاء عن الرجلِ الصالحِ صالح المقفع الرملي (ت:282هـ) الذي حجَّ سبعين حجةً ماشيًا.

قال السُّلمي: وبلغني أنه لمّا كان في حجتهِ اﻷخيرةِ رأى كلبًا في البادية يلهثُ عطشًا فقال: مَنْ يشتري سبعين حجة بشربة ماء؟

فدفع إليه إنسانٌ شربةَ ماءٍ، فسقاه الكلبَ، ثم قال: هذا خيرٌ لي مِنْ حججي؛ ﻷنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: (في كل ذاتِ كبدٍ حرّى أجرٌ)[1].



4- ومِنْ منهج السُّنة: الحضُ على حضور الجنائز، والصلاةِ عليها، وتعزيةِ أصحابها، وفي ذلك من الروابطِ الاجتماعية، وذكرِ الموت ما فيه.

وكان أبو يزيد البسطامي (ت:261هـ) يقول:

(مَنْ ترك طلبَ العلم، وقراءةَ القرآن، والتقشُّف، ولزومَ الجماعات، وحضورَ الجنائز، ثم ادَّعى هذا الشأنَ فهو مدَّعٍ).

وأعرفُ رجلًا صالحًا في مدينة الفلوجة كان قلّما يتخلَّف عن جنازةٍ علِمَ بها، عرَف أصحابَها أو لم يَعرِفْهم.



5- ومِنْ توجيه السُّنةِ: العنايةُ بالنية، واستحضارِها، وتصحيحِها، والمُسلمُ يعمل لله،

وهذا ما يميِّزه، وغيرُه يعمل للإنسان و(اﻹنسانية) فقط.

وكان اﻹمام عبد الله بن المبارك (ت:181هـ) يقول:

(رُبَّ عملٍ صغيرٍ تُعظِّمُهُ النيّة.

ورُبَّ عملٍ كبيرٍ تُصغِّرُهُ النيّة).



6- ومن السُّنة: الحفاظُ على اﻷذان، وفي هذه الشعيرة أسرارٌ وأنوارٌ.

وللإمام البقاعي (ت: 885هـ) كتابٌ فيه سمّاهُ: "اﻹيذان ببعض أسرار التشهد واﻷذان".

وقد لخصه العلامة محمد بن يوسف الصالحي الشامي (ت: 942هـ) في كتابه "السيرة الشامية".

وفي الغرب تَفهمُ من اﻷذان ما لم تكنْ تفهم...

ومن العجائب أنَّ أبا يزيد البسطامي أذّن مرّة فغُشِي عليه، فلما أفاق قال: العجبُ ممّنْ ﻻ يموتُ إذا أذّن[2]!



توبنغن – ألمانيا

7/ 2/ 2015م





[1] وقد يكون في قوله: "خيرٌ لي مِنْ حججي" نظرٌ، ويَحتاج إلى توجيهٍ.




[2] هذا شعورٌ خاص، ولا يعني أنَّ على المؤذِّنين أن يموتوا، والغشية أمرٌ قسري، وليس اختياريًا، والشاهدُ جلالُ معاني الأذان.






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 54.51 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 52.84 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.06%)]