|
ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() القرآن المسطور في المصاحف هو كلام الله محمد بن علي بن جميل المطري القرآن الكريم المسطور في المصاحف هو كلام الله، غير مخلوق، مع كون الوَرَق والحِبْر مخلوقين، والدليل قوله سبحانه: ﴿ وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ ﴾ [الأنعام:7]، فجعَلَ الكتَابَ شيئًا، والقِرْطَاسَ شيئًا آخَرَ، فالأول كلامه، والثاني خلقه. والقرآن الكريم هو كلام الله، ولو كَتَبَتْهُ أقلامٌ مخلوقةٌ، بِمِدَادٍ مخلوقٍ، قال تعالى: ﴿ وَلَوْ أَنَّمَا فِي الأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ ﴾ [لقمان:27]، وقال تعالى: ﴿ قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا ﴾ [الكهف:109]، فما كَتَبَتْهُ الأقلامُ من كلام الله وما لم تَكْتُبْهُ كلُّهُ غير مخلوق، بل هو كلامه صفة من صفات الخالق سبحانه وتعالى. واللهُ خلَقَ أصواتَ القُرَّاءِ؛ وذلكَ بخَلْقِ الشَّفَتَيْنِ واللَّسَان والحَلْقِ، والهواءِ واللُّعَاب، وحَرَكَتِها؛ وهذا لا ينفي أنَّ المسموعَ كلامُ اللهِ؛ قال تعالى: ﴿ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللَّهِ ﴾ [البقرة:75]؛ فالقرآن المسموعُ كلامُ اللهِ ولو تَلفَّظَ به القارئُ، كما قال بعضُ أهلِ العِلْمِ: " الصَّوْتُ صوتُ القارئِ، والكلامُ كلامُ البارِي". فكلام الله صفة من صفاته وليس خلقاً من خلقه، وقد فَرَّقَ اللهُ بينَ خلقِهِ وبينَ كلامِهِ فقال سبحانه: ﴿ إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الأعراف:54]. ففَرَّقَ الله في هذه الآية بينَ خَلْقِهِ؛ وهي: السمواتُ والأرض، والشمسُ والقَمَرُ والنجومُ، وبَيْنَ أمرِهِ؛ وهو: كلامُهُ سبحانَهُ الذي كوَّن به المخلوقاتِ ﴿ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ ﴾ [الأعراف:54]، ومما يدل على أن القرآن الكريم من الأمر لا من الخلق قوله سبحانه: ﴿ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا ﴾ [الشورى:52] فقال: ﴿ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا ﴾ ولم يقل: من خلقنا، ثم ذكر أنه جعل القرآن نورا يهدي به من يشاء من عباده. ولا يقال: القرآن هو الله أو غير الله، كما لا يقال: علم الله هو الله، وقدرة الله هي الله، وكذلك عزته وملكه وسلطانه وقدرته، لا يقال لشيء منها: هو الله بعينه وكماله، ولا غير الله، ولكنها صفات من صفاته غير مخلوقة، وكذلك كلام الله هو صفة من صفاته غير مخلوق.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |