|
ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() بر الوالدين الشيخ عبدالرحمن بن حماد آل عمر الحمد لله وصلى الله وسلم على رسوله نبينا محمد وآله. وبعد: فهذا سؤال موجه إلي فأجبت عنه الجواب الآتي.. وأضع هذا الجواب أمام أنظار الشباب الذين يعقُّون والديهم، عسى الله أن يوفقهم إلى تدارك ما بقي من أعمارهم بالتوبة إلى الله وبر والديهم آمين. السؤال: ما معنى قول الرسول - صلى الله عليه وسلم - عندما سُئِل عن من هو أولى الناس بالبر فأجاب: «أمك ثم أمك ثم أمك» وفي الثالثة أو الرابعة قال: «ثم أبوك». هل معناه أن الأب ليس له حق كبير؟ أما ماذا؟ فأجاب: للأب على ابنه حق كبير جداً حتى لو لم يقم بواجب الإنفاق عليه وتربيته في الصغر فإن له حق الأبوة وأنه سبب وجوده من أمٍ مسلمةٍ عفيفة وأنه ولد شرف وكرامة، فكيف به إذا كان أباً حنوناً ينفق عليه حتى بلغ مبلغ الرجال، وحنَّ عليه فعلمه ورباه وصار يذهب به إلى المستشفى ويشتري له العلاج ويشتغل قلبه خوفاً عليه إذا غاب ويدعو له بالصلاح ليل نهار، فإن له على ولده حقوقا كثيرة لا يكافئه عليها مهما بذل له من البر لكنه يكون قد أحسن وبرَّ والده إذا بذل جهده بثلاثة أمور: الأول: الدعاء له في صلاته وفي كل أوقاته وخصوصاً إذا كبر في سِنّه. الثاني: أن تتلطف في الحديث معه وتكلمه بأدب واحترام. الثالث: أن تنفق عليه إذا كان محتاجاً إليك، وأن تقضي حاجته وتخدمه وتزوره كل يوم إذا كنت لا تسكن معه، وإذا كنت بعيداً عنه تتصل به تلفونياً كل يوم أو يومين. قال تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا} [الإسراء: 23، 24]. وقال عليه الصلاة والسلام: «رغم أنف.. رغم أنف.. رغم أنف من أدرك والديه أو أحدهما عند الكبر فلم يدخل الجنة» ومعناه: الذي لا يُرْضي أمه وأباه ولا يحسن إليهما حتى يرضيا عنه، ولا يجوز له أن يُرضي أحدهما ويغضب الأخر ولو كان الأب الذي هو أقل مرتبة من الأم في البر لكنها مرتبة عظيمة مهما أحسن الولد ذكراً أو أنثى فإنه لا يجازيهما، قال الرسول - صلى الله عليه وسلم -: «دعوة الوالد على ولده مستجابة» وقال أيضاً عليه الصلاة والسلام: «بروا آباءكم تبركم أبناؤكم» وقد رأى عمر رضي الله عنه رجلاً يحمل أباه على ظهره في المطاف فقال: (أحسنت) فقال الرجل: هل جازيته على إحسانه؟ قال: (لا فإنك تحمله وتتمنى موته وكان يحملك ويتمنى حياتك وسعادتك). ورأى آخر يحمل أمه فدعا له، فقال: أتراني كافأتها؟ فقال: (لا ولا عن طلقة من طلقات وضعك ولكنك أحسنت). فاجتهدوا أيها الشباب في بر والديكم واحذروا الإساءة إليهما أو إلى أحدهما فإن غضب الوالد على ولده عار في الدنيا وشؤم عليه وحسرة وفشل وعقوق من أولاده له، ونار عليه في الآخرة أعاذنا الله وإياكم من العقوق ومن الخيبة والخسران التي يُمْنَى بها العاق، ونوصي الأمهات والآباء بأن لا يكونوا عوناً للشيطان على أولادهم بوصيتهم بعقوق أحدهما فإن وصية الأم أو الأب للولد بالتقصير في حق أحدهما كبيرة من كبائر الذنوب ولو كان قد حصل منه أو منها سوء تصرف، نسأل الله للجميع الهداية والتوفيق آمين، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |